الملكة كليوباترا: لغز حياة وموت أفعى النيل

You are currently viewing الملكة كليوباترا: لغز حياة وموت أفعى النيل
قصة حياة كليوباترا وموتها الغامض

الملكة كليوباترا السابعة هي آخر فراعنة مصر القديمة، وواحدة من أشهر الشخصيات النسائية في التاريخ. حبها لاثنين من الحكام الرومان – يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس – وموتها المأساوي جعل منها أسطورة. لكن يكمن السر الأكبر في قبرها، فحتى يومنا هذا لا يُعرف مكان دفن آخر ملكة مصرية. تقول كاثلين مارتينيز، عالمة الآثار التي كرست أكثر من 15 عاماً من حياتها المهنية في البحث عن الملكة المصرية: “لا يوجد شيء في أي من الكتابات التاريخية حول المكان الذي دُفنت فيه كليوباترا”. ومثلما كانت حياتها ووفاتها لا تزال لغزاً، فإن المكان الذي يرقد فيه رفاتها مع حبيبها الروماني ماركوس أنطونيوس هو أيضاً لغز. دعونا نسافر بالزمن إلى الوراء لنستكشف حياة كليوباترا ونحاول فك ألغاز موتها الغامض وقبرها المفقود.

نُسج ما لا يعد ولا يحصى من القصص والأساطير حول الملكة كليوباترا، ولم تحقق أي امرأة أخرى مثل هذه الشهرة العظيمة في التاريخ. حيث خلدت سيرتها العديد من الأعمال التاريخية والأدبية والفنية، ففي آخر 500 عام فقط كان هناك 77 مسرحية، و45 أوبرا، و5 عروض بالية تتناول حياة الملكة المصرية. ومع ذلك لا تزال حياة كليوباترا وموتها تختفي وراء ستار من الأسرار حتى يومنا الحالي.

من كانت كليوباترا؟

ولدت كليوباترا في الإسكندرية عام 69 قبل الميلاد، وهي واحدة من خمسة أبناء للملك المصري بطليموس الثاني عشر. كان أبناء الملك المصري على الترتيب هم: برنيس الرابعة، كليوباترا السادسة، كليوباترا السابعة، أرسينوي الرابعة، بطليموس الثالث عشر، وبطليموس الرابع عشر.

تنحدر كليوباترا مثل والدها من عائلة مقدونية قديمة، إذ كان جدها بطليموس الأول أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وبعد وفاته، استولى بطليموس الأول على جزء كبير من إمبراطوريته، وأسس دولة البطالمة[1] في مصر. وقد بنى منارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وأنشأ مكتبة الإسكندرية، وجعل المدينة الواقعة عند مصب النيل مركزاً ثقافياً وعلمياً للعالم القديم.

تلقت كليوباترا تعليماً كلاسيكياً شاملاً وتحدثت اليونانية باعتبارها لغتها الأم، ولكنها كانت أيضاً تتحدث بعدة لغات أخرى، بما في ذلك المصرية القديمة والعربية والسريانية والعبرية. كما اكتسبت معرفة واسعة بالسياسة والفلسفة والعلوم في سن مبكرة من خلال العلماء الذين حضروا إلى بلاط والدها. لقد كانت كليوباترا امرأة متعلمة في عصر كان فيه تعليم المرأة ممنوعاً.

تُوفي والدها عام 51 قبل الميلاد عندما كانت كليوباترا تبلغ من العمر 18 عاماً فقط. وكان لابد من وريث لعرش الملك الراحل. لكن قبل أن نعرف الوريث علينا في البداية معرفة الإرث الذي تركه الوالد، فلا يمكن فهم سيرة كليوباترا السابعة دون وضعها في السياق السياسي والاجتماعي.

إرث صعب

صور كليوباترا الحقيقية
صورة توضح وجه كليوباترا الحقيقي

رحل بطليموس الثاني عشر تاركاً مصر غارقة في أزمة اقتصادية، مع خطر المجاعة، ونظام سياسي منقسم، وديون عظيمة للإمبراطورية الرومانية. لقد كان بطليموس الثاني عشر فرعوناً مثيراً للجدل وانتهازياً، وقد طُرد من البلاد على يد الطبقة السياسية وشعب الإسكندرية، ومن هنا لجأ – كما جرت العادة لعدة أجيال – إلى مجلس الشيوخ الروماني لاستعادة العرش. وبذلك أصبحت مصر تحت الحكم الروماني[2].

أعلنت الإمبراطورية الرومانية تولي كليوباترا السابعة حكم مصر بالشراكة مع شقيقها بطليموس الثالث عشر بشرط زواجهما. كانت كليوباترا تبلغ من العمر 18 عام في ذلك الوقت، في حين كان شقيقها يبلغ 10 أعوام فقط، وكان زواج الأشقاء ممارسة متعارف عليها منذ بداية هذه السلالة، والهدف منها هو ضمان نقاء العرق وألوهية العائلة المالكة[3].

كليوباترا ويوليوس قيصر

كليوباترا ويوليوس قيصر
صورة تخيلية لكليوباترا ويوليوس قيصر

كبر الملك الصغير، وأراد السيطرة على السلطة التي استولت عليها كليوباترا، وأجبرها على مغادرة القصر، ونفاها إلى طرسوس – سوريا. مما أدى إلى إطلاق العنان لحرب أهلية في البلاد. قامت كليوباترا بتكوين جيش في طرسوس، ولكنها لم تستطع المطالبة بأحقيتها في العرش حتى وصول يوليوس قيصر إلى الإسكندرية عام 48 قبل الميلاد، والذي أصبح عشيقها ودعم قضيتها. وفي عام 47 قبل الميلاد، هزمت بطليموس الثالث عشر في معركة النيل. ثم توجت من جديد كحاكمة على مصر بمشاركة شقيقها الأصغر بطليموس الرابع عشر بعد زواجهما، مع احتفاظ الملكة بعلاقة مع يوليوس قيصر الذي أنجت منه ابنها الأول قيصريون[4].

سافرت كليوباترا مع ابنها وأخيها بطليموس الرابع عشر إلى روما، وظلوا هناك لمدة عامين، حتى اغتيل يوليوس قيصر في عام 44 قبل الميلاد. لقد أرادت كليوباترا أن يكون ابنها خليفة يوليوس قيصر، لكنها فشلت، ونتيجة لذلك قتلت شقيقها بطليموس الرابع عشر، وعادت إلى مصر كوصي على العرش بمشاركة ابنها قيصريون، الذي أصبح بطليموس الخامس عشر.

… ثم ماركوس أنطونيوس

الحاكم الروماني ماركوس أنطونيوس
تمثال ماركوس أنطونيوس

دخلت الملكة كليوباترا في تحالف استراتيجي آخر بعد سنوات قليلة من وفاة يوليوس قيصر. حيث تحالفت مع ماركوس أنطونيوس، الذي كان يقاتل من أجل الحكم الروماني مع ابن أخ يوليوس قيصر الأكبر أوكتافيان في ذلك الوقت. قامت الملكة بزيارة طرسوس وقدمت لأنطونيوس هدايا قيمة تتضمن كل ما تشتمل عليه الثقافة المصرية من أبهة. ويقال إن كليوباترا نفسها بذلت كل ما في وسعها للإيقاع بالجنرال الروماني من خلال سحرها الأنثوي. لم يستطع أنطوني مقاومة سحر الملكة المصرية، وسرعان ما أصبحا زوجين، وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

سحر وجاذبية كليوباترا

جمال كليوباترا
صورة رمزية توضح جمال الملكة كليوباترا

ولكن ما الذي جعل كليوباترا شخصية لا تقاوم بالنسبة للرجال في عصرها؟ يصفها المؤرخ الروماني كاسيوس ديو[5] بأنها كانت فائقة الجمال ولديها سحر شخصي عظيم:

“كان من الرائع النظر إليها، ومن الجميل الاستماع إليها. لقد عرفت كيف تتعامل مع الجميع بطريقة رابحة”.

ومع ذلك، فإن الصور الموجودة للملكة كليوباترا ربما تثير الشكوك حول الجمال الخارجي الذي يميزها. حيث تُظهر العملات المعدنية التي عليها صورتها امرأة ذات عيون كبيرة وذقن بارزة وأنف منحني كبير إلى حد ما. وإذا كانت هذه الصور حقيقية، فمن غير المرجح أن تتمتع كليوباترا بجمال يخطف الأنفاس. وربما كانت جاذبيتها تعتمد أكثر على سلوكها وسحرها وذكائها.

يقول المؤرخ اليوناني بلوتارخ[6] عنها:

“كان التواصل معها آسراً، وكان مظهرها وقدرتها على الإقناع في المناقشة، وشخصيتها وحديثها محفزاً وجذاباً. أما صوتها فيجلب الفرح، ولسانها يبدو وكأنه آلة متعددة الاستخدامات”.

أنطونيو وكليوباترا.. العهد المشترك

كليوباترا وأنطونيو
صورة كليوباترا وأنطونيو على العملات المعدنية

إن ارتباط كليوباترا بأنطونيوس جلب لها مزايا مبدئية خلال فترة حكمها. حيث قاما معاً بتوسيع نطاق الحكم المصري، وفتحا أرمينيا وأجزاء من آسيا الصغرى وسوريا. وتشهد العملات المعدنية التي صكت في عهدهما المشترك على ذلك. حيث تظهر كليوباترا على جانب من العملة، ويمكن رؤية وجه أنطونيوس على الجانب الآخر. لكن مشاركة كليوباترا في الصراع على السلطة الرومانية بين أنطونيوس وأوكتافيان لم تجلب لها سوى المصائب. ففي معركة أكتيوم البحرية عام 31 قبل الميلاد هُزم الأسطول المصري الروماني للزوجين. وبعد ذلك بقليل، يأخذ أوكتافيان الإسكندرية.

النهاية المأساوية لأنطونيو وكليوباترا

قصة حب أنطونيو وكليوباترا
موت أنطونيو وكليوباترا

كانت وفاة كليوباترا يكتنفها الغموض مثل حياتها تماماً. فلا تزال الكيفية التي ماتت بها الملكة المصرية وعشيقها الروماني أنطونيوس موضع جدال ونقاش حتى اليوم. لكن سرعان ما أصبح الموت المأساوي المبكر لهما مادة للأساطير والأعمال الأدبية التي لا تعد ولا تحصى. والأمر الواضح هو أن كليوباترا وأنطونيو ماتا في 30 أغسطس قبل الميلاد، ولم تكن وفاتهما طبيعية بأي حال من الأحوال. ويعتبر أوكتافيان متورطاً في مقتلهما بشكل مباشر أو غير مباشر.

موت أنطونيوس

يقول المؤرخ الروماني سوتونيوس[7] أن أوكتافيان هو الذي أجبر أنطونيوس المهزوم على الانتحار بالسيف، ومن ناحية أخرى، يذكر بلوتارخ أن أنطونيو أسقط نفسه على سيفه بعد تلقيه شائعات عن موت كليوباترا. ومن ثم أحضر أنطونيوس المصاب بجروح خطيرة إلى كليوباترا ومات بين ذراعيها. وفي ذلك الوقت هربت كليوباترا وتحصنت في ضريحها مع كنوزها حتى لا يقبض عليها أوكتافيان ويحملها معه في موكب النصر الاستعراضي في روما. فلقد شهدت الملكة كليوباترا هذا الحدث المهين من قبل خلال فترة وجودها مع يوليوس قيصر في روما، وتريد تجنبه بأي ثمن. لكن أوكتافيان ألقى القبض عليها، وتفاوض معها على أن تغادر الضريح في مقابل السماح لها بترتيب دفن رائع لحبيبها. ووفقاً للعادات المصرية، قامت بتحنيطه قبل أن يتم اصطحابها تحت الحراسة إلى القصر الملكي ووضعها قيد الاعتقال. وبعد موافقتها على مطالب أوكتافيان، تمكنت كليوباترا من إقناعه بالسماح لها بزيارة الضريح الذي يضم قبر أنطونيوس للمرة الأخيرة.

الملكة كليوباترا والثعبان السام

موت الملكة كليوباترا
ثعبان الكوبرا

ما حدث بعد ذلك هو مادة من الأساطير وموضوع عدد لا يحصى من الأعمال الفنية. فالملكة كليوباترا البالغة من العمر 39 عاماً فقط، تموت في ضريح محبوبها، ولم يعرف أحد ما إذا ماتت منتحرة أم قتلت. يستشهد المؤرخ بلوتارخ بمصادر تفيد بأن كليوباترا كان لديها ثعبان سام – كوبرا مصرية – تم تهريبها إلى الضريح في سلة من التين. وهناك وضعت هذا الثعبان على صدرها وتركته يلدغها لدغة قاتلة.

يذكر في “التاريخ الروماني” لكاسيوس ديو أن الملكة كليوباترا قطعت جلدها أيضاً بدبوس شعر للسماح بوصول أفضل للسم. ومع ذلك، يؤكد كل من بلوتارخ وديو حتى ذلك الحين على أن الظروف الدقيقة لوفاة كليوباترا غامضة. كما يذكر كلا المؤرخان أن كليوباترا كتبت رسالة وداع قبل وفاتها مباشرة، وتم تسليمها إلى أوكتافيان عن طريق رسول، وبعد أن قرأ الرسالة انطلق على الفور إلى الضريح، وحطم الباب، لكنه لم يجد سوى ملكة تحتضر أو ​​ميتة بالفعل.

هل كانت جرعة سامة؟

يشكك المؤرخون المعاصرون في سيناريو انتحار كليوباترا بسم هذا النوع من الأفاعي، فهو سام، ولكنه ليس مميتاً دائماً للإنسان. ويمكن أن يستغرق الأمر عدة ساعات حتى تموت كليوباترا بسبب السم. علاوة على أن الكوبرا التي يصل طولها إلى مترين لم تكن صغيرة بما يكفي ليتم تهريبها دون أن يكتشفها أحد من أفراد الحراسة المشددة. أما الغريب في الأمر أنه مات اثنان من خدمها معها. ويُقال إنه تم العثور عليهما عند قدمي ملكتهم بلا روح. لذا يرى المؤرخ كريستوف شيفر من جامعة ترير[8] أن الراجح أن كليوباترا ماتت بسبب جرعة سامة، فالموت بالسموم النباتية هو موت مؤكد وغالباً ما يكون أسرع. ويمكن أن تكون الملكة المصرية تناولت نبات الشوكران على سبيل المثال، فهو نبات شديد السمية يسبب شلل الجهاز التنفسي، ومع ذلك حتى لحظة الموت يظل الإنسان واعي تماماً. كما يشتبه عالم السموم ديتريش ميبس في أن كليوباترا استهلكت خليطاً ساماً مكون من الأفيون في البداية للتخدير ثم الشوكران.

انتحار أم قتل

يلعب الثعبان دوراً مهماً بالمعنى الديني في مصر القديمة. وربما تعمدت كليوباترا تمثيل موتها على أنه لدغة ثعبان. حيث كانت كليوباترا تجسيداً لإيزيس، ويعتبر ثعبان الصل أيضاً تجسيداً آخر لإيزيس، وهو تجسيد مباشر للآلهة حسب المعتقدات المصرية القديمة. ولهذا السبب، يرى شيفر أيضاً أنه من المحتمل جداً أن تكون وفاة كليوباترا انتحاراً وليست جريمة قتل على يد أوكتافيان، كما يفترض بعض الباحثين. علاوة على أن أوكتافيان كان يريد إبقاء كليوباترا على قيد الحياة، فمن المهم له أن يقدم كليوباترا كأسيرة، لأنه أعلن أنها السبب الرئيسي في الحرب الأهلية الرومانية، كما استغل الانتصار على كليوباترا لأغراض دعائية. لكن الأكثر إثارة وغموضاً هو مكان دفنها.

أين تقع مقبرة الملكة كليوباترا؟

أين توجد مقبرة كليوباترا
معبد أوزوريس في تابوزيريس ماجنا

قام أوكتافيان بدفن ملكة مصر المتوفاة مع حبيبها أنطونيو دفناً لائقاً وفقاً للعادات المصرية. يكتب المؤرخ الروماني سوتونيوس قائلاً:

“لقد منح أوكتافيان كليهما شرف الدفن في نفس القبر، وأصدر أوامر بإكمال ضريحهما، الذي كان قد بدأ بالفعل”.

الغرق في البحر

ولكن أين كان هذا الضريح؟ لقد ظل علماء الآثار والمؤرخون في حيرة من أمرهم بشأن هذا السؤال لعدة قرون. والغريب في الأمر أنه لم يتم العثور على قبر واحد لأحد أفراد الأسرة البطلمية. ويشك بعض الباحثين في أن موقع دفن كليوباترا وأنطونيو كان على أرض قصر الإسكندرية السابق. ولكن مثل معظم أنحاء المدينة، غرق في الفيضانات منذ أكثر من 1500 عام. وفي التسعينيات، بحث عالم آثار تحت الماء فرانك جوديو عن آثار القصر الغارق ووجد بعضاً منه. حيث عثر هو وفريقه على أعمدة وكتل حجرية من مباني على عمق سبعة أمتار تحت سطح الماء، بالإضافة إلى تماثيل وأمفورات – جرات خزفية كان الرومان يستخدمونها – وآثار أخرى من العصر البطلمي. لكنهم لم يعثروا على ضريح كليوباترا[9].

معبد أوزوريس

كانت عالمة الآثار كاثلين مارتينيز مقتنعة بأن كليوباترا وأنطونيو لم يدفنا في الإسكندرية نفسها، ولكن في أبو صير، على بعد حوالي 45 كيلومتراً إلى الغرب. وكان هذا الموقع، المعروف آنذاك باسم تابوزيريس ماجنا – مقبرة أوزوريس الكبرى – مدينة ساحلية مزدحمة في العصر البطلمي ونصباً تذكارياً لإيزيس وأوزوريس. وربما يكون هذا هو السبب على وجه التحديد وراء اختيار كليوباترا لتابوزيريس كموقع الدفن الأخير. تقول كاثلين:

“قادتني النصوص التاريخية، خاصة التي كتبها الكتبة العرب والمصريون في العصور الوسطى، بالإضافة إلى اللوحات والبرديات، إلى تتبع خطوات كليوباترا إلى هذا المكان”[10].

الحفريات السابقة

كانت الحفريات السابقة في تابوزيريس ماجنا قد كشفت بالفعل عن بقايا كاتدرائية بيزنطية وأطلال معبد أوزوريس ومباني أخرى. ومنذ عام 2002، قام فريق من علماء الآثار بقيادة مارتينيز مع وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس، بإجراء أعمال التنقيب في هذا الموقع. وقد عثر الفريق منذ ذلك الحين على أكثر من ألف قطعة أثرية تعود إلى العصر البطلمي، بما في ذلك الأواني والمجوهرات الذهبية والتماثيل النصفية والتماثيل المكسورة، وبعض العملات المعدنية التي تحمل شبه كليوباترا.

أما المثير للاهتمام هو اكتشاف قناع يظهر رجلاً ذو ذقن محززة بشكل لافت للنظر، وملامح تشبه التماثيل النصفية الشهيرة لماركوس أنطونيوس. وترى كاثلين أن هذا القناع وعملات كليوباترا المعدنية مؤشر على أن هذه المدينة كانت مهمة جداً في عهد كليوباترا. كما اكتشفت بجوار المعبد مباشرة مقبرة يونانية رومانية تضم 27 مقبرة، بعضها تحت الأرض. وكانت المومياوات التي وجدت بداخلها موجهة نحو المعبد.

الاكتشافات الجديدة

هناك العديد من الاكتشافات الأخرى التي توصل إليها فريق البحث في عام 2020 في نفس المدينة[11]. حيث عثر علماء الآثار على 16 مومياء أخرى بعضها مزخرف بشكل غني في غرف الدفن تحت الأرض. كانت حالة الجثث سيئة، لكن بعض وسائدها ومجوهراتها المزخرفة محفوظة جيداً. وكانت اثنتان من هذه المومياوات – رجل وامرأة – مغطاة بالكامل بأوراق الذهب.

كان الرجل يرتدي درعاً ذهبياً وتاجاً بقرون كبش مطلية بالذهب وكوبرا على جبهته. أما المرأة فكانت مغطاة من الرأس إلى الصدر بقناع الموت المزخرف بشكل رائع. ويعود تاريخ كلا المومياوتين إلى زمن كليوباترا، وربما كانا لكبار الشخصيات أو كهنة إمبراطوريتها، كما يشير بذلك علماء الآثار.

لا توجد حتى الآن آثار واضحة لضريح أو مقبرة لآخر ملكات مصر في تابوزيريس. لكن علماء الآثار يواصلون البحث، ويرغبون في مسح المنطقة بشكل منهجي باستخدام رادار مخترق للأرض. ومن المأمول أن يكشف هذا عن المزيد من الغرف والممرات المخفية وربما مكان استراحة كليوباترا الأخير.

المراجع

[1] The Ptolemaic Period (332–30 BCE).

[2] Ptolemy XII Auletes and the Romans.

[3] The Power of Excess: Royal Incest and the Ptolemaic Dynasty.

[4] Cleopatra and Julius Caesar: Strategical use of romance for a political agenda.

[5] CASSIUS DIO: ROMAN HISTORY – Book 51.

[6] Plutarch’s Invention of Cleopatra.

[7] Suetonius: The Lives of the Twelve Caesars.

[8] Cleopatra killed by drug cocktail?

[9] Cleopatra’s Underwater Kingdom.

[10] Tunnel discovered beneath Egyptian temple may lead to Cleopatra’s tomb, archaeologist says.

[11] ‘Sensational’ Egypt find offers clues in hunt for Cleopatra’s tomb.

This Post Has 8 Comments

  1. سعاد

    هل هذه كانت كليوباترا التي اوهمونا بأنها جميلة الجميلات

    1. وائل الشيمي

      كانت كذلك بالفعل، ولكن سحرها لم يكن في جمالها الظاهري، بل في شخصيتها

  2. غير معروف

    وﻻ تزال مقبرة كليوباترا لغز

  3. غير معروف

    قال دكتور زاهي حواس في محاضرة قدمها في عُمان أنه يحال أن لا تكون كليوبترا ليست جميلة، فغالبًا أنجذاب الرجال للمظهر الخارجي أكثر من الداخلي، لكن حسب وجهة نظري ربما كانت جميلة وشخصيتها زادت من سحرها لهذا أصبح وصف جمالها مبالغ به.
    هممم صار عندي شغف أني احصل قبرها ههه⚔️.
    طالبة تاريخ وآثار في بداية المشوار.

    1. وائل الشيمي

      كلام الدكتور زاهي حواس كان مجرد رأي، ويمكن أن تكون جميلة شكلاً طبقاً لمعايير الجمال في زمانها، وعلى أية حال يمكنك النظر إلى صورتها على العملات وتحكمي بنفسك إذا كانت جميلة أم لا وفقاً لمعايير الجمال في زماننا.. وأتمنى لك التوفيق في بحثك عن مقبرتها، لكن عليكِ البحث في المكان الصحيح.. أطيب تحياتي

      1. خيال

        معك حق المعايير تختلف.

        1. وائل الشيمي

          معايير الجمال تختلف من عصر لآخر.. شكراً لمرورك الكريم

اترك تعليقاً