نهاية العالم تقترب بشدة، وحان الوقت كي نستعد لها. وإذا لم نستعد لها سنهلك مع الهالكين. ألا ترى الأوبئة والأحداث الغامضة والعلامات التي تشير إلى أن النهاية وشيكة. سينتهي العالم في وقت أقرب بكثير مما تعتقد! بكل تأكيد سمعت مثل هذه العبارات من قبل. فكما أن لكل شيء بداية لابد له من نهاية، وينطبق الوضع على العالم الذي نعيش فيه. ومن هنا ظهرت نظريات نهاية العالم. في السطور التالية نستعرض هذه النظريات لنتعرف على ماذا سيحدث في نهاية العالم؟
لم ينتهي العالم بعد
كان لدى البشرية رؤى حول نهاية العالم منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث. وربما المثال الأكثر شهرة على ذلك هو ما تنبأت به شعوب حضارة المايا التي ينتهي تقويمها عند العالم 2012، وكان من المفترض أن ينتهي العالم يوم 21 ديسمبر 2012. انتظر دعاة نهاية العالم وأصحاب نظريات المؤامرة هذا الحدث، وتأهبوا له، ولكن لم يحدث ذلك، ولم ينتهي العالم في ذلك التاريخ المذكور. ومع ذلك استمر العديد من البشر في نشر نظرياتهم عن نهاية العالم في كل مكان.
الغريب في الأمر أن حضارة المايا ذكرت هذا التاريخ المحدد لنهاية العالم، ولم تذكر أي شيء عن الكيفية التي سينتهي بها العالم، فهل سينتهي عن طريق ثوران بركاني عظيم؟ أم اصطدام كويكب بالأرض؟ أم غير ذلك. بدا أن كل شيء ممكن حتى ذلك التاريخ، لكن لم يحدث شيئاً.
حظيت نبوءات نوستراداموس على شعبية جارفة وسط هؤلاء، وخاصة فيما يتعلق بالتاريخ المفترض لنهاية العالم، وبدأ الناس في إعادة تفسير تنبؤات الرجل لكن التحول من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري في عام 1582 تسبب في العديد من المشاكل التي لم يتمكن معها الناس من تحديد التاريخ الفعلي. لكن لماذا تنبأت معظم الثقافات في تاريخ البشرية بنهاية العالم؟
مراحل نهاية العالم
تتفق جميع الأفكار التي تتحدث عن نهاية العالم أن هذه النهاية تسبقها دائماً سلسلة من المراحل المحددة، هذا على الرغم من وجود بعض الاستثناءات بالتأكيد. دعونا نرى هذه المراحل.
-
مرحلة مجد الحضارة
إنه عصر مجد الحضارة، ولحظة الذروة التي تهيمن فيها قوة ما أو مدينة أو إمبراطورية أو ثقافة معينة على الآخرين، وتظهر على أنها الأفضل بكل معنى الكلمة. فأراضيها خصبة، حيث يمكنك أن تجد كل الثروات التي يمكن تخيلها. ولا يسبب عدد سكانها أي مشكلة بالنسبة للموارد. كما يتميز هذا العصر بالتقدم العسكري والتكنولوجي والأخلاقي. باختصار إنها حضارة عظيمة لا مثيل لها.
-
مرحلة التراجع
لقد مضى العصر الذهبي، ولم يعد الشعب راضياً عن الحكام، وبدأوا يعانون من نقص الثمرات والمحاصيل السيئة، والتغيرات المناخية، وانتشر الفساد الأخلاقي والرذائل، وسادت الحروب والمجاعات، واندلعت الثورات في بعض المناطق، ولم يعد بالإمكان السيطرة عليها.
-
مرحلة الكارثة
تأتي هذه المرحلة بعد ذلك، ونظراً لما ذُكر في المرحلة السابقة ظهرت الكارثة سواء كانت كارثة مناخية أو عقاب إلهي أو غزو أو جائحة أو كل ما سبق معاً. ومنذ تلك اللحظة فصاعداً يحدث انتقال للسلطة، وتعيد الحضارة ترتيب أوراقها من جديد بأشكال مختلفة، مما يفسح المجال لميلاد حضارة جديدة. وهكذا يستمر الأمر تبدأ الحضارة في الصعود إلى المجد ثم التراجع والانهيار.
ومن دورة التاريخ التي استعرضناها هذه بدأ ظهور الأساطير التي مزجت بين الحقيقة والخرافات، ولعل أقرب مثال على ذلك هو أسطورة غرق أتلانتس، والإبادة الكاملة لشعب سدوم وعمورة، وانهيار الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية أو الرومانية أو حضارة المايا وغيرها.
أسطورة عصر الإنسان
إن نهاية ثقافة أو مدينة أو إمبراطورية أو نهاية العالم شيء واحد، ولكن هناك أساطير أقدم وأكثر إزعاجاً، مثل أسطورة عصر الإنسان التي ظهرت في بلاد فارس والهند. تؤكد هذه الأساطير أنه كان هناك أربعة أجناس من البشر. كان البشر الأوائل – أي النوع الأول – يتمتعون بصفات شبه إلهية منذ عدة آلاف من السنين؛ وهو ما يمكن اعتباره العصر الذهبي، وكانت هذه الصفات تتدهور مع كل جيل جديد حتى اليوم. تبع العصر الذهبي العصر الفضي، ثم جاء العصر البرونزي، والأخير هو عصرنا الحديدي. وهذا من شأنه أن يجعلنا البشرية الرابعة، التي سيُحكم عليها بالاختناق في موجة الانحراف والعنف والحروب وانعدام الاحترام والقيم، فضلاً عن المادية المفرطة والاستغلال غير المنضبط للموارد.
الطوفان العظيم
تحدثت مختلف الثقافات والنصوص الدينية عن نهاية العالم بشكل أو بآخر. وتحظى القصص عن الطوفان العظيم بشعبية كبيرة في مختلف الثقافات، بدءً من ملحمة جلجامش وحتى النبي نوح. ويبدو أن الجميع يتفق أن ما حدث بالفعل قد يحدث مرة أخرى. كما تظهر في الأساطير الإسكندنافية ما يسمى راكناروك أو المعركة النهائية أو مصير الآلهة. وهي أسطورة رائع وغريبة في الوقت ذاته. حيث يعتقد المؤمنون بها أن هذه المعركة لا تعني بتدمير البشر فحسب، بل تدمير الآلهة أيضاً، وهو أمر جديد تماماً. ولا يشتمل تصورهم للعالم على فكرة الخلود كما يحدث في الأساطير الأخرى أو الديانات المختلفة، وحتى الآلهة لم تكن خالدة، ولابد من محاسبتهم على أفعالهم، لأنهم ارتكبوا أيضاً جرائم لا تُغتفر. والعدالة هي الفضيلة العليا. ولكن بعد راكناروك، ستكون هناك بداية جديدة. ستولد آلهة جديدة وبشر جدد وعالم جديد من رماد العالم السابق وسيبدأ الناجون حياة جديدة مليئة بالعمل والحب والألم.
الحياة الآخرة عند القدماء
اعتقد المصريون القدماء أنه عندما تدخل الروح إلى دوات – الاسم الذي يُطلق على الآخرة – يرشدها الإله أنوبيس إلى بلاط أوزوريس. وهنا تضع الآلهة قلب المتوفى على طبق فوق الميزان، وعلى الطبق الآخر ريشة ماعت، أو ريشة الحقيقة. وبعد ذلك تطرح الآلهة الأسئلة على الروح حول الأفعال السابقة، وهي تنظر إلى القلب الموضوع على الميزان. فإذا كان القلب بعد الاستجواب أخف من الريشة، فهذا يعني أن سلوكه في الحياة كان مثالياً، وإذا كانت الريشة أثقل وزناً، فإن الآلهة تأخذ عضو الميت وتعطيه للوحش المسمى أميت ليأكله. وفي بعض الأحيان يتم استبدال هذه العقوبة بالأشغال الشاقة.
ماذا يقول العلم عن نهاية العالم؟
لا شيء يدوم إلى الأبد، ففي مرحلة ما، ستختفي الحياة على كوكبنا، حتى لو فعل البشر كل شيء بشكل صحيح. ستموت الشمس في يوم من الأيام، وفي نهاية المطاف سينتهي الكون بأكمله. لا يستطع العلم حتى الآن تقديم أية معلومات حول متى وكيف ستأتي نهاية كل الأشياء، لكنه يقدم لنا تكهنات وتنبؤات مبنية على أسس متينة.
قبل أن نتطرق إلى الحديث عن نظريات نهاية العالم علينا أن نعي جيداً أنه مع ظهور الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح تداول المعلومات أسهل كثيراً عما كان عليه الأمر من قبل. وقد ساعدت هذه الوسائل على انتشار المعلومات بسرعة رهيبة حتى وإن كانت معلومات مغلوطة. بل وبدأ المزيد من الناس في عرض نظرياتهم الخاصة حول نهاية العالم.
هناك نظريات مختلفة حول نهاية العالم، وفي كل واحدة تقع مسؤولية نهاية العالم على حدث مختلف. من بين النظريات الأكثر شيوعاً، تلك التي تتحدث عن حادث طبيعي مدمر سينهي البشرية جمعاء. وهذا، بالمناسبة، ليس بعيداً عن الواقع، فانقراض الديناصورات على سبيل المثال حدث عن طريق حادث طبيعي كما تشير نظرية النيازك إلى أن نيزك ضخم ضرب الأرض وأودى بحياة الكثير من أشكال الحياة التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
لا يشترط هذا السيناريو أن تكون نهاية العالم عن طريق نيزك كبير يقترب من الأرض بسرعة هائلة، ولكن يمكن أن يكون شيئاً بسيطاً ومعقداً في الوقت ذاته مثل الوباء. بالطبع، في الآونة الأخيرة، كانت هذه النظرية حاضرة في المقدمة بقوة، وذلك بسبب وباء كوفيد 19 وهو أقرب وباء تعرضت له البشرية. وعلى الرغم من ذلك يعتقد بعض الخبراء إلى أن هذا الفيروس تم إنتاجه في المختبر. فإذا تم تأكيد ذلك يمكننا إخراج هذا الوباء من قائمة الأحداث الطبيعية التي ستنهي العالم. دعونا نتعرف الآن على نظريات نهاية العالم كما يتنبأ بها العلم.
العملاق الأحمر
يوضح الباحثون أن النهاية الطبيعة لكوكبنا يمكن أن تأتي عن طريق الشمس، فعلى الرغم من أن الشمس هي التي تزود الحياة على سطح الأرض بالضوء والحرارة إلا أنها ستكون المسؤولة عن نهاية العالم في آخر المطاف. حيث ستكون قد استنفدت وقودها خلال ستة مليارات سنة. ويتحول معظم الهيدروجين إلى الهيليوم ويقوم نجمنا المركزي بدمج الأخير إلى عناصر أثقل مثل الكربون عبر الاندماج النووي.
سوف تتوسع الشمس بعد ذلك لتتحول إلى عملاق أحمر في رد فعل نهائي عنيف، لتصل إلى حجم أكبر عدة مرات من حجمها الحالي، وحينها سوف تبتلع الأرض، ولكن قبل حدوث ذلك بوقت طويل ستحول سماء النهار الزرقاء على كوكبنا إلى جحيم ناري، وستؤدي الحرارة المتزايدة إلى تبخر المحيطات، وتسخين الغلاف الجوي بشكل كبير، مما يجعل الحياة مستحيلة على سطح الأرض. وبعد عدة ملايين من السنوات سوف تستنفد الشمس وقودها بالكامل، وستتحول إلى نجم قزم أبيض، وفي ذلك الوقت لن يكون هناك وجود لعطارد والزهرة والأرض بعد أن تبتلعهم الشمس.
موت النجوم
لا يوجد نجم خالد حتى وإن تمكن أحفادنا البعيدين من استعمار أنظمة كوكبية أخرى. ولكي توجد حياة، لابد من وجود اختلافات في الطاقة. حيث يحرك الإشعاع الصادر عن النجوم التفاعلات الكيميائية على الكواكب، وهو أساس معظم أشكال الحياة. فلا يمكن استمرار البيئات الحيوية الغريبة مثل الفتحات الحرارية المائية في أعماق البحار دون ضوء الشمس، فهو مصدر طاقتها وحرارتها داخل الكوكب. لكنها ذلك لا يدوم للأبد أيضاً.
يمكن للبشرية أن تظل موجودة حتى بعد احتراق آخر النجوم، وبإمكان البشر استخدام الهيدروجين والهيليوم الموجودين بوفرة على الكواكب الغازية العملاقة مثل المشترى أو زحل كوقود لمحطات الطاقة الاندماجية، وبالتالي فتح مصادر طاقة جديدة يمكنها أن تدوم لفترات طويلة. لكن كتل الغاز هذه محدودة كذلك، وفي يوم من الأيام ستنفد، وتصل كل التفاعلات الكيميائية إلى طريق مسدود ومعها الحياة كلها.
الانسحاق الكبير
بدأ الكون بالانفجار العظيم من حالة كثيفة لا متناهية تشبه النقطة وانفجر خلال أجزاء من الثانية ليتكون الكون، ومنذ ذلك اليوم والكون يستمر في التوسع. لكن ماذا سيحدث في المستقبل؟ يقول العلماء إنه إذا بدأ الكون بانفجار، فلماذا لا ينتهي بانفجار مرة أخرى؟ وهو ما يسميه العلماء بالانسحاق الكبير، ولكي يحدث ذلك يجب أن ينعكس التوسع الكوني، وفي هذه الحالة فإن الطاقة المظلمة التي تدفع المجرات والكواكب والنجوم في الفضاء بعيداً عن بعضها البعض ستضعف في النهاية مرة أخرى وربما تنعكس.
إذا حدث ذلك، سنجد أن المجرات التي لا تزال متباعدة اليوم سوف تقترب من بعضها مرة أخرى، وسيصبح الكون أصغر حجماً وأكثر كثافة وسخونة حتى ينهار في نهاية المطاف، ولكن لن تنهار المادة فحسب، بل أيضاً المكان والزمان، وسيصل إلى نقطة متناهية الصغر. مما يؤدي إلى نهاية العالم.
الثوران البركاني الفائق
يحدث الثوران البركاني الفائق كل 100 ألف عام تقريباً، وهو قادر على حجب الإشعاع الشمسي لعدة سنوات. حيث يمكن أن يُلقي هذا الثوران البركاني مئات الكيلومترات المكعبة من الرماد والصخور في الغلاف الجوي، مما يحجب الشمس، ويضع الكوكب في شتاء دائم. وهذا ما يؤدي بدوره إلى منع جميع النباتات من النمو ويسبب المجاعات والأوبئة. لكن يلزم لحدوث ذلك انفجار حوالي 30 بركان عملاق في العالم. وقد حذر باحثون في جامعة أريزونا عام 2007 من احتمال صحوة بركان يلوستون الهائل في الولايات المتحدة، لكن ما يدعو للاطمئنان أنه في حالة حدوث مثل ذلك الأمر فلن يتسبب في محو البشرية جمعاء.
نيزك عملاق
يعبر نيزك عملاق يبلغ قطره حوالي عشرة كيلومترات مدار الأرض كل 100 مليون سنة تقريباً. ولأنه يطلق طاقة تعادل خمسة مليارات مرة من قنبلة هيروشيما، فإن مثل هذا الاصطدام يشعل النار في الغلاف الجوي بأكثر من 1000 درجة مئوية ويؤدي إلى حدوث موجات تسونامي بارتفاع عدة مئات من الأمتار. وهذا هو التفسير الأكثر شيوعاً لنهاية الديناصورات قبل 66 مليون سنة. والأخطر من ذلك هو تفكك مذنب عملاق، مما يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات الضخمة. لكن يعمل خبراء ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية جاهدين لإيجاد طريقة لتحويل مسار الكويكبات التي تهدد كوكبنا.
نهاية العالم على يد الإنسان
تستخدم نظريات أخرى حول نهاية العالم ونهاية الزمان الأحداث التي من صنع الإنسان كمحرك لتدمير كل شيء. كانت الدراسات والتجارب الحديثة لتعديل الحمض النووي، على سبيل المثال، موضوع هذه النظريات. حيث تشير بعض هذه التجارب إلى أن بعض الأخطاء في الجينوم، وبعض التغييرات في الحمض النووي، يمكن أن تنهي الحياة نفسها.
ساعدت كذلك أفلام السينما عن نهاية العالم في زيادة السيناريوهات المختلفة من نهاية الزمان بسبب الإنسان. حيث نرى على سبيل المثال نهاية العالم على يد الآلات التي اخترعها الإنسان لمساعدته كما فيلم ماتريكس. وتطرح هذه النظريات فكرة أن في المستقبل البعيد ستكتسب الآلات مستوى عالِ من الذكاء بحيث تضع نفسها فوق الإنسان بل وتحاول القضاء عليه. حتى أن هذه الأنواع من النظريات قد دعت إلى التساؤل حول كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي. وإلى أي مدى يمكننا أن نذهب في تقدمنا التكنولوجي، وذلك لأنه على الرغم من أنها نظريات تستند إلى المستقبل البعيد، إلا أنها لا تتوقف عن الافتراضات. والحقيقة التي ترتبط بها في الواقع هي ما تجعلها مقبولة.
هناك المزيد من الأمثلة على النظريات حول نهاية العالم التي تستند إلى أحداث من صنع الإنسان مثل الحروب النووية، والاحتباس الحراري وندرة الموارد وما إلى ذلك. وبدون أدنى شك إذا لم نعتني بكوكبنا جيداً، فيمكننا رؤية نهاية العالم خلال المائة عام القادمة أو حتى في وقت أقل من ذلك.
انخفاض المعدل السكاني
يمكن أن يتسبب انخفاض المعدل السكاني إلى انقراض البشر، وهذا الأمر ليس مزحة، فعلى الرغم من الزيادة السكانية الموجودة في العالم اليوم إلا أن انخفاض المعدل السكاني من الممكن أن يحدث بالفعل. وقد حذر المعهد الوطني لبحوث السكان والأمن، التابع لوزارة الصحة اليابانية، في عام 2006 من أنه في ظل المستويات السكانية الحالية لن يتبقى ياباني واحد في عام 3000. والسبب في ذلك هو معدل الخصوبة الذي يبلغ 1.41 طفل فقط لكل امرأة. ومن الممكن أن تواجه خطر هذا الانقراض كوريا الجنوبية كذلك. حيث يبلغ معدل الخصوبة فيها 1.26 فقط. وفي أوروبا، تقف رومانيا وبولندا وإيطاليا على نفس المنحدر، على الرغم من السياسات الداعمة للإنجاب المطبقة في هذه البلدان.
وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2017 إلى أن متوسط عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال في معظم دول العالم الصناعية انخفض بمقدار النصف خلال الأربعين سنة الماضية. وإذا استمر ازدياد هذا المعدل ستعاني البشرية من انخفاض الخصوبة مما يؤول في النهاية إلى انقراض البشر، ونهاية العالم على هذا الكوكب.
الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية
يعاني كوكب الأرض الآن من ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد أشارت أبحاث معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى إنه بحلول عام 2100 قد تصبح معظم دول الخليج الفارسي غير صالحة للسكن بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. ويمكن أن يعتاد سكان سهل شمال الصين الذي يضم أكبر تجمع للسكان على هذا الكوكب على موجات الحر بحلول عام 2070. ويشير الباحثون إلى إنه عند درجة حرارة أعلى من 35 درجة مئوية ورطوبة 100%، مما يمنع التبخر، يموت الناس خلال ست ساعات فقط. ويمكن للحرارة في باكستان أو الهند أو بنغلادش بدورها أن تتجاوز قدرة الجسم البشري على البقاء على قيد الحياة دون حماية. فهل يمكن استيعاب كل هؤلاء المهاجرين المستقبليين في سيبيريا أو كندا؟
الحروب النووية
تشير المنظمات الدولية إلى وجود أكثر من 14000 سلاح نووي في جميع أنحاء العالم في عام 2018. كما أظهر دراسة أجراها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي عام 2014 أن صراعاً نووياً إقليمياً بسيطاً بين الهند وباكستان من شأنه أن يطلق خمسة ملايين طن من الكربون في الغلاف الجوي مما يتسبب في انخفاض إجمالي في درجات الحرارة في جميع أنحاء الكوكب وإلحاق أضرار كبيرة بطبقة الأوزون، مما يؤدي إلى “مجاعة نووية” حقيقية. هذا ما يحدثه نزاع نووي بسيط، فهل يمكنك أن تتخيل ما يمكن أن تفعله حرب نووية عالمية. وقد تكون العواقب أسوأ إذا تم استخدام “القنابل المملحة” المصنوعة من الكوبالت 59، وهي النظائر المشعة التي من شأنها أن تجعل المنطقة المتضررة غير صالحة للسكن لمدة قرن على الأقل.
انخفاض التنوع البيولوجي
إن الانخفاض الكبير في التنوع البيولوجي يمكن أن يشكل تهديداً طويل الأمد لنظامنا الغذائي. حيث تشير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن 75% من الغذاء في العالم اليوم يأتي من 12 نوعاً نباتياً و5 أنواع حيوانية فقط. بينما تنتج ثلاثة أنواع فقط من الحبوب (الأرز والذرة والقمح) 60% من السعرات الحرارية والبروتينات التي يستهلكها الإنسان. وبالتالي فإن المرض الذي يصيب هذه الأصناف يمكن أن يؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
حدث شيء من هذا في القرن الثامن عشر، حيث دمرت اللفحة المتأخرة حقول البطاطس في أيرلندا، مما أدى إلى وفاة مليون شخص. وفيما يتعلق بمصايد الأسماك، فإن العديد من الأرصدة السمكية تتعرض للصيد الجائر بشدة. ويشير المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المختص بالتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية إلى إنه ربما لا تكون هناك أسماك متبقية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2048.
الوباء الغامض
يعد الفيروس المدمر الذي يقضي على البشرية في غضون أسابيع أمراً شائعاً في أفلام هوليوود، وهو من أشهر الموضوعات الشائعة بين أنصار نظريات المؤامرة. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية في عام 2018 من “المرض X” الغامض الذي يمكن أن يسبب وباءً عالمياً غير مسبوق. هذا الوباء ليس له وجود حقيقي في الوقت الحالي، بل يستخدم للإشارة إلى وباء محتمل يجب على العالم الاستعداد لمواجهته.
يمكن أن ينشأ هذا المرض المستقبلي من حادث هندسة وراثية، أو عمل إرهابي، أو تسرب مختبري. ولكن من المرجح أن يصل إلى الناس من خلال انتقال العدوى من الحيوانات مثل فيروس الإيبولا أو أنفلونزا الخنازير. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن ينجح الفيروس في القضاء على البشرية جمعاء: فالفيروسات عادة ما تضعف على مر السنين حتى يتمكن مضيفها من البقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، يمكن أن يموت ملايين الأشخاص بسبب الوباء، كما أظهر وباء كوفيد 19 بوضوح.
نهاية العالم في الأديان
هذه النوع من النظريات يختص بالعديد من الأديان التي تنسب إلى الله بداية العالم ومن ثم نهايته كذلك. على سبيل المثال هناك نظرية الأختام السبعة التي ذكرت في سفر الرؤيا في الديانة المسيحية، ونظرية نهاية العالم الخاصة بالدين الإسلامي، وما إلى ذلك. ولا تتوقف نظريات نهاية العالم على الأديان السماوية فحسب، بل هناك العديد من الأديان الوضعية الأخرى التي تعتقد في النهاية الحتمية للحياة على الأرض مثل البوذية والهندوسية.
تعتقد معظم الأديان بوجود نهاية للعالم الذي نعيش فيه، كما تؤمن بأن هناك علامات كارثية تنذر بقدومه مثل الحروب والزلازل والظواهر الخارقة للطبيعة، وبعد ذلك سيظهر عالم جديد أو عصر جديد في مكان يسمى الجنة أو الملكوت، ويعلن عن ذلك مبعوث إلهي. يتحدث كل دين الفصل الأخير من الإنسانية.
البوذية والهندوسية
يؤمن الناس في البوذية والهندوسية بالتناسخ. وبالتالي فإن النهاية الحقيقية ليست وشيكة لأتباع هذه الديانات. حيث يعتقد الهندوس عن أربعة عصور عالمية تتعاقب، كل منها أسوأ من سابقتها. وفي العصر الأخير، تظهر شخصية كالي، وتدمر كل الشرور وتبشر بعصر ذهبي.
تتحدث الهندوسية عن فكرة نهاية العالم، وهي تحدث بشكل دوري وترتبط بالآلهة الثلاثة الرئيسية: براهما الذي خلق العالم، وفشنو الذي يحميه، وشيفا الذي يدمره لتبدأ دورة جديدة. ويعتقد الهندوس أن الإله فشنو سيأتي إلى الأرض لحماية دارما – السلوك التقي الصحيح – واستعادة النظام الكوني من جديد.
أما في البوذية فهناك اعتقاد بالحالة النهائية التي تسمى النيرفانا. وهي الحالة التي سيصل إليها أولئك الذين وصلوا إلى اليقظة الكاملة ولا يحتاجون إلى التناسخ من أجل حياة جديدة. أما بالنسبة لهذا العالم فالبوذية تؤمن أيضاً بفكرة تدهور الإنسانية التي تتطلب ظهور بوذا الجديد الذي يُدعى مايتريا.
نهاية العالم في اليهودية
لطالما كان الإله اليهودي يحمي شعبه ويعاقبهم على خطاياهم. وهو المسؤول عن القضاء على كل شرور العالم وإعادة شعب إسرائيل لمجده المنصرم. يعتقد اليهود أن نهاية العالم آتية لا ريب في ذلك. وسيتدخل الرب مرة أخرى في يوم يُطلق عليه اسم “يوم الحساب”. سيرسل الرب مسيحاً من سلالة الملك داود ليقود جيشاً ضخماً ويقضي على الأشرار. ثم ستحكم إسرائيل العالم بعد أن تتحول الناس إلى الديانة اليهودية. وبعد فترة من السلام سيقيم الرب جميع الموتى ويحاسبهم على أفعالهم في الحياة، ومن ثم يرسل الأشرار إلى الجحيم الأبدية، ويحصل الأخيار على جنة عدن التي ستكون بمثابة ملكوت الرب على الأرض.
نهاية العالم في المسيحية
يخبرنا سفر الرؤيا في الكتاب المقدس أن نهاية البشرية ستحدث على مرحلتين. تبدأ المرحلة الأولى عندما يدمر الرب يدمر كل الأديان الباطلة، وكذلك جميع الأنبياء الكذبة. أما المرحلة الثانية فهي ما يُعرف باسم “هرمجدون” وتبدأ بمعركة كبرى يدمر فيها الرب جميع الحكام وقادة العالم والأشرار.
يذكر الكتاب المقدس أن النهاية ستأتي عندما يتلقى جميع سكان العالم التحذيرات من خلال الختوم السبعة والأبواق والجامات. وهي عبارة عن ضربات يضرب بها الله العالم. الأول سيكون ضد المسيح. والثاني سيسبب حرباً عظيمة. الثالث سيسبب مجاعة. والرابع سيسبب الأوبئة والمزيد من الحروب. أما الختم الخامس فهو الأشخاص الذين سيتم تعذيبهم لعدم الحفاظ على إيمانهم بيسوع المسيح خلال هرمجدون. والسادس سيسبب زلزالاً مدمراً، مما سيولد أزمة هائلة على الكوكب مع ظواهر فلكية مختلفة. وفي الختم الأخير ينتهي كل شيء بالتدمير الكامل للحياة على كوكب الأرض. أما الأبواق السبعة فهي التي تسبق كل ختم.
نهاية العالم في الإسلام
يتفق معظم المسلمين على أن نهاية العالم ستسبقها بعض العلامات التي ذكر القرآن الكريم بعضها، مثل الدخان العظيم، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج دابة تكلم الناس، وما إلى ذلك. لكن هناك ما لا يعد من علامات نهاية العالم التي ذكرت في السنة النبوية، ولعل أهمها ظهور المسيح الدجال، وعودة المسيح عيسى، وظهور المهدي المنتظر وغير ذلك الكثير. تتعلق العديد من هذه العلامات بالحروب والصراعات والكوارث والمعاناة التي تجعل الأرض غير قابلة للعيش، وفجأة تظهر شخصية إلهية قادرة على تخليص البشر من كل هذه المعاناة.
إذا نظرنا إلى أهم العلامات التي ذكرت في كتب السنة النبوية في الديانة الإسلامية سنجد أن أهمها هي ظهور الدجال. وهو المسيح الكاذب الذي تساعده الشياطين، ولأن العالم يعاني آنذاك سينجذب الكثير من الناس إلى اتباعه، ولكنه لن يستطيع خداع المسلمين الحقيقيين. ثم سيظهر شخص آخر هو المهدي المنقذ الحقيقي الذي ينتظره الناس.
يختلف المسلمون سواء السنة أو الشيعة حول ماهية ذلك الرجل. ويعتقد المسلمون الشيعة أن المهدي ولد منذ قرون وينحدر من نسل النبي محمد وابنته فاطمة. وأنه كان على قيد الحياة طوال الوقت ولكنه يعيش مختبئاً. ولن يكشف عن نفسه حتى يقرر الله ذلك. أما المسلمون السنة الذين يؤمنون بالمهدي لا يقبلون أنه يعيش على الأرض منذ قرون، بل سيكون إنساناً عادياً سيولد في وقت ما قبل يوم القيامة، ويختاره الله.
ستكون بداية النهاية عند ظهور الدجال والمهدي وعيسى، وفي النهاية ستنتهي كل أشكال الحياة على الأرض، ومن ثم يعيد الله الموتى إلى الحياة ليحاسبهم على أفعالهم، ومن ثم يذهبون إلى الجنة أو النار إلى الأبد.
استعمار كوكب الأرض
يعتقد الكثير أن قوة خارقة من كوكب آخر يمكنها ببساطة أن تستعمرنا ومن ثم تدمرنا. تشيع هذه النظرية في الخيال العلمي، وتظهر كثيراً في أفلام الخيال العلمي، وهي ليست نظرية مرفوضة على الإطلاق. فالكون في نهاية المطاف هو مكان شاسع لا نعرف بدايته من نهايته، بل لا نعرف عنه سوى القليل جداً. لذا فكما يوجد احتمال كبير بوجود حياة على كواكب أخرى، يمكن أن تكون هذه الحياة أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية من كوكبنا وتأتي في النهاية لاستعمار كوكب الأرض. وهذا لا يمنع أن نكون قريبين جداً من حدوث مثل هذا الأمر، فالحياة خارج الأرض مازالت لغزاً عظيماً لم يستطع البشر حله.
نهاية الكون إلى الأبد
آخر هذه الأنواع الخمسة من نظريات نهاية العالم لا تتعلق بنهاية الحياة على كوكب الأرض فحسب بل تتعلق بالنهاية النهائية للكون كله. وتشير هذه النظريات إلى حدث فلكي ذو أبعاد هائلة لا ينتهي بنا فحسب، بل ينهي أيضاً كل ما هو موجود، أي الكون نفسه. نشأ هذا النوع من النظريات بسبب جهلنا بالكون. فإذا عدنا إلى الوراء بضع سنوات سنكتشف أننا بالكاد نعرف أي شيء خارج نظامنا الشمسي، وإذا عدنا إلى الوراء بضعة قرون سنكتشف أن الإنسان كان يعتقد أن الأرض مركز الكون. وبمرور الوقت اكتشفنا أن هذا ليس هو الحال، حيث تمكن العلم من وضع بعض الفرضيات حول كيفية تشكل الأرض، لكن الكون يظل لغزاً كبيراً بالنسبة لنا.
أسرار الكون العظيم
إن الكون مساحة تتسع بلا حدود، ولا يمكننا رؤيتها بالكامل. فكيف تم إنشاؤه؟ ومن أين جاء؟ وهل يمكن أن يزول؟ يمكن أن يحدث أن يتشكل ثقب أسود كبير جداً بحيث يبتلع كل شيء، أو أن الكون يتوقف عن التوسع، ويبدأ في الانكماش، وسحب كل ما بداخله. هناك العديد من النظريات حول نهاية العالم والكون في مجال الفيزياء، ولكن من المهم أن تضع في اعتبارك أن نظريات نهاية العالم هذه مجرد نظريات وتكهنات علمية لها أساس حقيقي، لكنها ليست بالضرورة حقائق علمية.
إن الحقيقة هي أننا مازلنا بعيدين عن فهم أسئلة مثل من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وما الغرض من الحياة؟ بمعنى أوضح إننا نجهل حقيقة وجودنا على هذا الكوكب فكيف يتسنى لنا معرفة أسرار الكون العظيم. إننا لا نعرف ما إذا كان الكون لا يزال يتمدد، أو إذا كان هناك انفجار كبير بدأ كل شيء. وإذا كان هناك، فنحن أيضاً لا نعرف سبب هذا الانفجار العظيم، ولهذا السبب يستمر عدم اليقين هو المسيطر على حياتنا.
في الختام لا يسعنا سوى القول إننا لا نعرف ماذا سيحدث في نهاية العالم، أو ما إذا كان العالم سينتهي بالفعل أم لا. فربما تتحقق إحدى نظريات نهاية العالم وربما لا. فلا أحد يعلم على وجه اليقين.
المراجع
1. Author: Jane Little, (12/19/2012), Mayan apocalypse: End of the world, or a new beginning?, www.bbc.com, Retrieved: 02/14/2024. |
2. Author: Ariel Moniz, (10/13/2014), The End of Days: Tales of Apocalypse Across Time and Space, www.hilo.hawaii.edu, Retrieved: 02/14/2024. |
3. Author: KER THAN, (10/29/2010), Time Will End in Five Billion Years, Physicists Predict, www.nationalgeographic.com, Retrieved: 02/14/2024. |
4. Author: Perry Miller, (04/10/1951), The End of the World, www.jstor.org, Retrieved: 02/14/2024. |
5. Author: HISTORY.COM EDITORS, (08/21/2018), Religions on the End of the World, www.history.com, Retrieved: 02/14/2024. |
الإنسان هو اللي هيقضي على العالم بأفعاله
من الواضح أنه سيفعل