قوس قزح: حقائق مذهلة وغريبة ربما لا تعرفها
قوس قزح هو أحد الظواهر الطبيعية التي تلفت انتباهنا بألوانه الخلابة (الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، الأزرق النيلي، البنفسجي). وربما سبب افتتاننا به كونه جسراً جميلاً بين يوم ممطر وآخر مغمور بأشعة الشمس. لكن برغم رؤيتنا له إلا أننا لا نعرف سوى القليل جداً من الحقائق العلمية حول هذه الظاهرة. في هذا المقال نستعرض بعض الحقائق الغريبة وغير المعروفة حول قوس قزح.
الشكل الحقيقي لقوس قزح ليس قوس
قد يبدو الأمر وكأنه تناقض أو جنون، لأنه عند مراقبة قوس قزح، نرى جميعاً قوساً أو نصف دائرة. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن أقواس قزح تشكل دوائر كاملة، على الرغم من أننا لسنا قادرين على ملاحظة شكلها الكامل من سطح الأرض. ومن خلال الارتفاع المناسب من سطح الأرض على طائرة مثلاً أو على قمة أحد الجبال يمكننا رؤية الشكل الدائري الكلي لهذا القوس، لأننا حينها نحصل على رؤية كاملة للأفق.
لا نرى جميعاً نفس عدد الألوان
الألوان في الطبيعة تخلب الألباب. لكن في الواقع، يكون تباين ألوان قوس قزح متدرجة، وليست كتل مفصلة بين الألوان. لكن دماغنا وطريقة إدراكنا للصور ومعالجتها هي التي تمنحنا هذا التنوع في الألوان مقسماً إلى نطاقات مختلفة. ولا يزال بعض الباحثين يدرسون ما إذا كان هذا الانقسام يحدث فقط في دماغ الإنسان أم أن العين تلعب أيضاً دوراً أساسياً فيه.
الحقيقة هي أن عدد الألوان التي يراها الشخص فيه تعتمد تماماً على الطريقة التي يعالج بها دماغه الضوء. فعلى الرغم من أن أقواس قزح تحتوي عادة على 7 ألوان، إلا أن العدد الفعلي يتجاوز الألف. وما يحدث هو أن العين البشرية غير قادرة على رؤية كل تلك الألوان. وفي الواقع، يمكن لشخصين ينظران إلى نفس قوس قزح رؤية ألوان مختلفة تماماً.
وصف أرسطو ثلاثة ألوان فقط لقوس قزح وفقًا لتصوره: الأخضر والأحمر والبنفسجي. وبالمثل، رأى علماء الإسلام ثلاثة ألوان، وهي في هذه الحالة الأصفر والأحمر والأخضر. كان العالم روجر بيكون هو الذي ابتكر لونين إضافيين ليصبح المجموع خمسة ألوان. بعد ذلك بوقت طويل، اكتشف الفيزيائي السير إسحاق نيوتن أن الألوان مرتبطة بالنوتات الموسيقية للمقياس الغربي، لتصبح النغمات السبع التي نعرفها اليوم.
اقرأ أيضًا: حقائق ممتعة عن عالم البحار والمحيطات.. اكتشف! |
هو تأثير ظاهرة الأرصاد الجوية
لتكوين أقواس قزح، فإن ضوء الشمس – الذي يتضمن جميع الأطوال الموجية للضوء المرئي (الأبيض) – يشكل كرات صغيرة داخل وخارج قطرات المطر أو الندى. ثم ينعكس جزء من هذا الضوء على السطح الخارجي لقطرات الماء، بينما يخترق باقي الضوء القطرة، مما يتسبب في انكسار الضوء. يحدث هذا نتيجة أن كثافة الماء أكبر من كثافة الهواء. وكون الضوء داخل القطرة، يحدث انكسار ثانٍ، والذي يترك الماء ليصل إلى الهواء مرة أخرى.
نظراً لأن قطرات الماء كروية، تحدث انكسارات الضوء بزوايا وأطوال موجية مختلفة للضوء المرئي، مما يؤدي إلى تقسيم الضوء الأبيض إلى ألوان مختلفة. ويجب أن نضيف حقيقة أن محور القوس في خط يتتبع الشمس إلى الظل الخلفي، أي خلف رؤوسنا مباشرة.
هناك العديد من أقواس قزح
على الرغم من أنها ليست شائعة جداً، يمكن مضاعفة هذه الظاهرة. يحدث هذا عندما يرتد الضوء عن قطرة ماء، ويقسمها إلى جزأين أو ثلاثة أو أربعة أجزاء، مما يجعل من الممكن رؤية أقواس قزح مزدوجة وثلاثية وحتى رباعية. وبلا شك، تبدو رؤية أربعة أقواس معاً وكأنها منظر طبيعي مأخوذ من قصة خيالية.
منتصف النهار ليس هو الوقت الأفضل للعثور عليه
لكي يتشكل من الضروري أن تلمس أشعة الشمس قطرة مطر بدرجة حرارة تبلغ حوالي 42 درجة مئوية، مما يجعل الصباح أو الليالي اللحظات الأكثر ملاءمة لتشكل أقواس قزح.
اقرأ أيضًا: أسرار الكون العظيم: تناسق عجيب ونظام بديع |
هناك أقواس قزح في الليل
قد يبدو الأمر وكأنه أسطورة، ولكن الحقيقة هي أن أقواس قزح في وقت متأخر بعد الظهر أو في الليل موجودة بالفعل. يتم إنتاجها عندما تضرب قطرات الماء في الهواء الضوء المنعكس من القمر. ومع ذلك، من الضروري أن يكون هناك قمر مكتمل أو شبه كامل لتكوينه. وعادة ما تهطل الأمطار في الأماكن الاستوائية مثل منطقة البحر الكاريبي أو هاواي والتي يمكن أن تستمر طوال الليل، لذلك من الشائع رؤية قوس قزح قمري في هذه الأماكن.
بوابات لعوالم أخرى
تدعي الثقافات المختلفة أن أقواس المطر هي جسور للعثور على الكنوز أو للوصول إلى عوالم أو أبعاد أخرى. فهناك العديد من الأساطير الاسكندنافية التي تعتقد أنه يوجد عالم الأرض مع عالم الآلهة ويعمل كجسر للأرواح النبيلة للوصول إلى جنة الأبطال.
كذلك هناك الأسطورة اليونانية الرومانية التي تربطه بإلهة الرسول إيريس وهي الربة المجسدة لقوس قزح. ويمكن التعرف على العديد من التقاليد والأساطير الأمريكية الأصلية والآسيوية التي تعتقد أن أقواس قزح ما هي سوى نقطة اتصال بين هذا العالم والآخرة.
في الختام فإن الطبيعة تمتلئ بالألوان والجمال وأروع الظواهر التي جعلت أهل الشعر والفن والأدب يتغنون بها في قصائدهم وأعمالهم. ولعل هذا القوس كان مصدر الإلهام الذي أخرج إبداعاتهم.