جزر فرسان هي واحدة من أجمل الوجهات الشاطئية في العالم تقع قبالة ساحل الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية في البحر الأحمر، وهي عبارة عن أرخبيل يضم 84 جزيرة مرجانية، مع وجود ثلاث جزر فقط مأهولة بشكل دائم. فما هي هذه الجزر؟ وما هي أفضل الأماكن في جزيرة فرسان؟
ما هي جزر فرسان؟
قبالة شاطئ محافظة جازان الجنوبية تقع مجموعة جزر مرجانية صغيرة تسمى جزر فرسان. بينما تمتلك هذه الجزر شواطئ رملية بيضاء خلابة وبعض الأبنية التاريخية التي ظلت صامدة في وجه التاريخ؛ كما تعد هذه الجزيرة ملاذًا طبيعياً وسياحياً لكل من يرغب في اكتشاف الحياة البسيطة على البحر الأحمر، هذا بالإضافة إلى إمكانية ممارسة رياضة الغوص.
أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي قامت على هذه الجزر أن البشر تواجدوا في هذا المكان منذ بداية الألفية الأولى قبل الميلاد. كما أشارت البحوث الأثرية إلى توافد العديد من أعظم الحضارات القديمة عبر التاريخ على هذه الجزر. ومن هذه الحضارات كانت الحضارة الرومانية ومملكة الأكسوم والإمبراطورية العثمانية، هذا بالإضافة إلى الحضارة العربية بكل تأكيد.
لكن جزر فرسان ليست بالضرورة مشهورة بتاريخها البشري فحسب. بل هي موقع خلاب للتنوع البيولوجي المذهل. فهي تشتهر بالأيكة الساحلية أو غابات المنغروف – وهي أرض خصبة تحتوي على أعداد كبيرة من الطيور مثل البجع الوردي والنسور والطائر عريض النقار الأحمر ونورس أبيض العين وحتى طيور النحام. كما أن بعض الجزر هي أيضاً موطن لبعض الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض.
لكن تحت الأمواج التي تضرب شواطئ الجزيرة، لا يزال هناك نظام من الشعاب المرجانية غير مستكشفة. حيث تشتهر جزيرة فرسان بأسماكها النابضة بالحياة (التي يحتفل بها السكان المحليون في مهرجان كل ربيع) ومن هذه الأنواع من الأسماك أسماك قرش الحوت وأبقار البحر إلى أسماك شيطان البحر والسلاحف البحرية، لذا فإن الحياة المائية في هذه الجزيرة لا تعرف حدوداً.
اقرأ أيضًا: دير سانت كاترين: قصة أقدم الأماكن المقدسة لدى الديانات الثلاث |
تاريخ جزيرة فرسان
منذ قديم الزمان وبالتحديد في الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت منطقة جازان منطقة جذب شديدة الأهمية. حيث جذبت البشر من جميع المناطق المحيطة بشبه الجزيرة العربية؛ ليس شبه الجزيرة فحسب بل امتد تأثيرها على أفريقيا وأوروبا. فيما مضى كانت هذه الجزر معروفة باسم بورتوس فيريسانوس. بينما كان هذا الاسم موجود على نقش لاتيني يرجع تاريخه إلى عام 144 بعد الميلاد. وقد أشارت تلك النقوش والكتابات إلى وجود حامية رومانية سكنت هذه الجزر.
لقد كانت جزر فرسان نظراً لموقعها في البحر الأحمر موقعاً استراتيجياً مهماً. حيث كانت الممالك المختلفة على مدار العصور تقوم على شواطئ البحر. وليس هنالك أدل من قيام البرتغاليين باتخاذها حصناً لهم. كما يدل وجود القلعة العثمانية التي تعد أفضل الأماكن في جزيرة فرسان على ذلك الأمر. حيث كانت القلعة بمثابة حصن للدولة العثمانية. أما في العصر الحديث استخدم الألمان هذه الجزر كمركز التقاء للسفن القادمة من ألمانيا. كما بنى الألمان بيت الجرمل عليها بغرض استخدامه كمخزن للسلاح.
اقرأ أيضًا: القصة وراء تسمية البحر الميت بهذا الاسم المرعب؟ |
محمية جزر فرسان
تحتوي محمية جزر فرسان على أهم الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي في منطقة البحر الأحمر، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض وتلك الأنواع ذات القيمة العالمية البارزة من وجهة نظر العلم.
تدعم محمية جزر فرسان أكبر عدد من غزال الادمي أو غزال الجبل كما يطلق عليه في المملكة العربية السعودية، ومجموعة كبيرة جداً من طائر الفلامنغو الأكبر، والبجع الوردي، والعقاب، وثعبان جزيرة سارسو. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على الصقر السخامي، الزقزاق، النورس أبيض العينين، الخرشنة الأقل قمة، الخرشنة البيضاء الخدين.
أما بالنسبة للحياة البحرية فتشتمل على الأصناف الرئيسية الأخرى مثل الأطوم والحيتان والدلافين، وخفاش باتريزي ذو الأنف الورقي ثلاثي الأبعاد، والسلحفاة الخضراء، وسلاحف صقر المنقار، وأسماك شيطان البحر. كما تحتوي البحار المحيطة على مجموعة متنوعة من الشعاب المرجانية والرخويات والقشريات وأسماك الشعاب المرجانية.
تشمل حدود المنطقة المحمية جميع الأشكال البرية والبحرية الرئيسية والموائل البرية والبحرية اللازمة للحفاظ على المدى الطويل واستدامة الأصناف الرئيسية البرية والبحرية والسمات المادية وما يرتبط بها من قيم وسمات جمالية وثقافية. بينما تتمتع المنطقة المحمية بحماية قانونية عالية المستوى، وقد تم إنشاؤها في عام 1989 من قبل مجلس محافظي الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وهي الوكالة الوطنية المكلفة بإنشاء وإدارة المحميات في المملكة.
اقرأ أيضًا: حضارة المايا: كشف أسرار اختفاء أعظم حضارات العالم القديم |
أفضل الأماكن في جزيرة فرسان
هناك العديد من الأماكن الطبيعية والتاريخية في جزيرة فرسان. ولعل من أفضل الأماكن في جزيرة فرسان ما يلي:
-
قرية القصار التراثية
واحدة من أفضل الأماكن في جزيرة فرسان هي قرية القصار التراثية التي تعد من المواقع الرئيسية في الجزيرة. هذه القرية مبنية بالكامل من الحجر الرملي، ويُقال إن تاريخها يرجع إلى عصر الرومان.
-
بيت الرفاعي
أحد أشهر المعالم السياحية في جزر فرسان. وهو منزل جميل كان ملكًا لتاجر لؤلؤ مزدهر يدعى منور الرفاعي يعود تاريخ بناء هذا المنزل إلى مائة عام. والمنزل مبني بالحجارة المرجانية ويتميز بنقوش معقدة على جدرانه الجبسية.
-
مسجد النجدي
وهو مسجد أسسه إبراهيم التميمي، وهو تاجر لؤلؤ كذلك مثل منور الرفاعي. تم تأسيس المسجد عام 1347 هجرياً. يحتوي هذا المسجد على الكثير من الزخارف والنقوش الإسلامية التي تميزت بها المساجد في ذلك العصر.
-
القلعة العثمانية
تعد هذه القلعة واحدة من أهم المعالم السياحية في جزيرة فرسان وهي تقع في شمال الجزر على مرتفع كبير لتكون موقعاً استراتيجياً للدولة العثمانية في ذلك الوقت. بينما بُني هذا الحصن الصغير في القرن الثامن عشر ولا يزال قائماً حتى اليوم لكنه مغلق أمام الجمهور.
-
بيت الجرمل
وهو عبارة عن مبنى صغير استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى لاستخدامه في تخزين الأسلحة والذخيرة. وقد تم بناءه على هذه الجزيرة نظراً لموقعها الحيوي في البحر الأحمر فلقد كانت منطقة استقبال السفن.
اقرأ أيضًا: كشف أسرار مخطوطات البحر الميت الغامضة |
كيفية الوصول إلى جزيرة فرسان
لا تتوافر وسيلة نقل إلى الجزر سوى من خلال العبّارات. فهي وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة التي تحمل الناس من جازان إلى فرسان والعكس. بينما تشتمل وسيلة النقل هذه على رحلتين أحداهما تنطلق الساعة السابعة والنصف صباحاً، والأخرى تنطلق في الثالثة والنصف مساءً.
تعد جزر فرسان هي المكان المثالي لقضاء وقت ممتع. كما أنها فرصة عظيمة لاستكشاف تاريخها وثقافتها وهندستها المعمارية وبالطبع الشعاب المرجانية الشهيرة التي تلون قاع البحر.