مراجعة مسلسل Chapelwaite: حكاية قديمة في أجواء مظلمة ومرعبة
مسلسل Chapelwaite هو مسلسل تليفزيوني من نوعية الرعب القوطي. مبني بشكل فضفاض جداً على قصة ستيفن كينغ القصيرة التي تحمل اسم “لوط القدس”. وهو من بطولة أدريان برودي الفنان الحائز على جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم The Pianist. ولكن المسلسل لا يتعلق فقط بالموتى الأحياء أو مصاصي الدماء فحسب، بل يستكشف أيضاً العلاقة مع الموت والألم والأسرة والحياة الأبدية. في هذا المقال نخوض سوياً رحلة شيقة من مراجعة مسلسل Chapelwaite.
قصة مسلسل Chapelwaite
تدور أحداث المسلسل في عام 1850. لكن قبل ذلك بسنوات وبالتحديد في عام 1817 يحاول صبي صغير يدعى تشارلز بون الهروب من والده الذي يحاول دفنه في قبر. لكن تأتي الوالد الغاضب رصاصة ليسقط على الأرض صريعاً. بهذه البداية المخيفة إلى حد ما تبدأ قصة المسلسل.
بعد بضعة عقود من هذا الحادث نرى تشارلز بون – أدريان برودي – على متن سفينة وعلى وجهه معالم الحزن والآسي، وهو يقوم بالوداع الأخير لزوجته التي لفظت أنفاسها الأخيرة على متن هذه السفينة. ومن هنا نعلم أن تشارلز قد ترك منزل طفولته باحثاً عن حياة جديدة أكثر سعادة لنفسه ولأطفاله الثلاثة. حيث عمل كقبطان بحري، وقضى الغالبية العظمى من حياته في البحر. لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان.
يتلقى تشارلز بون رسالة من ابن عمه يطلب فيه العودة إلى تشابلويت. وهو قصر قديم على أطراف المدينة. منذ تلك اللحظة ينتقل تشارلز مع أطفاله ليسكنوا في القصر. إلا أن الأمور لم تسير بسلاسة، حيث عليهم أن يواجهوا القرويين المتعصبين في المدينة. فهم يعتقدون أن عائلة بون تحمل لعنة تسببت في مرض وموت العديد من سكان المدينة.
العودة إلى تشابلويت
وكما هو الحال في قصص الرعب القوطي[1] الكلاسيكية بين الضباب والظلام، والعربات التي تجرها الخيول والمخلوقات الليلية الغامضة التي تجوب الغابة، هناك لغز مقلق يحيط بوفاة أقارب تشارلز المتأثرين بنوع غريب من الجنون.
عند وصول تشارلز وأطفاله، سيتعين على العائلة التعامل مع الكوابيس ورؤى الديدان السوداء اللزجة التي تزحف في أنوفهم وأصوات غريبة من الجدران في منزلهم ترعبهم. وسرعان ما يدرك تشارلز أنه ربما لم يرث من عائلته اسمه فحسب بل ورث كذلك الجنون.
تنضم إلى العائلة الكاتبة الطموحة ريبيكا – قامت بدورها إميلي هامبشاير – التي عملت كمربية لأطفاله. وكادت أن تقع في حب تشارلز المعذب. وما ساعدها للحصول على هذه الوظيفة أن والدها كان محامياً لعائلة بون من قبل، لكنها الآن لا تعلم عنه شيئاً بعد أن اختفى في ظروف غامضة. لذا فهي تريد كتابة رواية عن هذه العائلة الملعونة دون علمهم.
في هذه الأثناء، كان هناك وباء غريب يثقل كاهل القرية ويصيب معظم السكان. وقد ألقى سكان المدينة باللوم على تشارلز وعائلته. لكن عندما يلاحظ الطبيب ثقوباً غريبة في عنق زوجة الشريف المريضة، تتغير الأمور.
يبدأ تشارلز في الكشف عن الأسرار المرعبة الكامنة في بلدة “لوط القدس” المجاورة، وسيضطر إلى بذل كل ما في وسعه لحماية أطفاله من اللعنة التي ابتليت بها عائلته لأجيال. وفي النهاية يكتشف أن ابن عمه وعمه لم يموتا ومازالا على قيد الحياة على عكس ما يعتقده الناس. بينما قد تحولوا إلى مصاصي دماء. ومن هنا يطلب منه كبير مصاصي الدماء أن يحضر له كتاب قديم يحتوي على أسرار غريبة يريد أن يستخدمها لاستحضار إله قديم ليحكم العالم. إلا أن تشارلز بعد أن يحصل على الكتاب يرفض أن يعطيه له. ويحاول بشتى الطرق القضاء على مصاصي الدماء في لوط القدس.
اقرأ أيضًا: كشف ألغاز مسلسل Lost |
مراجعة مسلسل Chapelwaite
تتبنى السلسلة بنجاح نوع الرعب القوطي الذي نجده في قصص إدغار آلان بو وهنري جيمس. ولكن مسلسل Chapelwaite تمكن من إيجاد مساحة خاصة به بعيداً عن القصر المرعب الذي عانى من هجمات مصاصي الدماء في الجزء الثاني من القصة. وربما يمكننا القول إن الحلقات الأولى ترسم نظرة تبتعد عن القصة الأصلية لتبني مسرحاً أقرب إلى كلاسيكيات الرعب. في تلك المدينة التي ترحب بقدوم فرد جديد من عائلة بون بخوف وريبة. حيث يعتقد الجميع أنه يحمل معه الفوضى والدمار والوباء إلى هذه المدينة الهادئة بعد الخلاص من ابن عمه. ورغم أن كل ما يعتقده السكان هو محض خيال. إلا أننا نجد أن تشارلز بون يعاني من الاضطراب والحالة العقلية المريبة. ومع ذلك لا يبدو لنا إن كانت مشاكله التي يعاني منها هي مشاكل حقيقة أم نفسية. لكن كان من الممكن تلخيص هذا الجزء الأول بشكل أكبر، ربما في حلقتين أو ثلاث، بطريقة مرتبطة كمقدمة للأحداث اللاحقة بكفاءة أكبر وتأخير أقل.
أما الجزء الثاني فله نغمة تجعله أقرب إلى إنتاجات الرعب السخيفة، بدايةً من ظهور مصاصي الدماء من وراء القبور، ونهايةً بتهديد هذه الكائنات لعائلة تشارلز بون. فمن بداية هذا الجزء ونجده قد ارتبط ارتباطاً مباشراً بعالم مصاصي الدماء والكائنات الخارقة. ورغم أن هذا الأمر يدعم القصة بشكل أو بآخر إلا أنه يصلح كقصة رعب كلاسيكية منفصلة.
أفكار مدفونة في مسلسل Chapelwaite
هناك أفكار جيدة مدفونة في كل هذا الرعب، فهذا المسلسل الذي يتمتع بأجواء قوطية رائعة تجذب عشاق هذا النوع يحتوي على العديد من الحبكات الفرعية ذات الأفكار المتنوعة. تلك الأفكار المتعلقة بالدين أو الفضائح أو التوترات الرومانسية، فضلاً عن الألم والحياة الأسرية.
وعلى الرغم من وجود الإضاءة في كثير من حلقات المسلسل إلا أن الجو المظلم المسكون والمثير للقلق هو النجم الحقيقي للمسلسل. فهذه الأجواء تجعلك تشعر بالرهبة والخوف على الأقل في الحلقات الأولى. إلا أن المسلسل مع ذلك سار بوتيرة بطيئة إلى حد ما، وكان من الممكن تقليص عدد حلقاته إلى ست حلقات بدلاً من عشرة دون أي تأثير يذكر على السلسلة.
في الختام وبعد مراجعة مسلسل Chapelwaite ربما يكون هذا المسلسل أفضل تكيف لقصص ستيفن كينج على الشاشة بعد فيلم The Shining. فهو قصة رعب مخيفة تناشد بكل تأكيد عشاق القصص الكلاسيكية المرعبة الذين يرغبون في الإثارة والصدمات.
اقرأ أيضًا: مراجعة مسلسل المسيح: أكثر المسلسلات المثيرة للجدل |
هوامش
[1] الرعب القوطي هو نوع من أنواع الروايات التي ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ويمتاز هذا النوع من الروايات بتصوير القصور المهجورة والأماكن المخيفة، وقد سمي بهذا الاسم نظراً لأن كتاب هذا النوع من الروايات استخدموا القصور التي شيدت في العصور الوسطى وفقاً للفن القوطي كمسرح لأحداث الروايات. أما أشهر كتاب الرعب القوطي فهو إدجار آلان بو، وهنري جيمس.