هل الكوكاكولا الدايت أكثر صحة من الكوكاكولا العادية؟

You are currently viewing هل الكوكاكولا الدايت أكثر صحة من الكوكاكولا العادية؟
أضرار المشروبات الغازية الدايت

يتساءل الكثير من الناس عما إذا كانت الكوكا كولا الدايت أكثر صحة من الكوكاكولا العادية، ويخشى البعض من آثارها الضارة على الصحة، ومساهمتها في زيادة الوزن. في المقال التالي نحاول أن نُلقي نظرة على كلا الخيارين لمعرفة ما هو الأفضل. ونوضح أضرار الكوكا كولا الدايت والكوكا كولا العادية ومخاطرهما على صحة الإنسان.

تنويه: ينبغي علينا في البداية الإشارة إلى أن هذا المقال لا يتعلق فقط بالمشروبات الغازية الخاصة بشركة كوكا كولا فحسب، بل يرتبط كذلك بالشركات الأخرى التي تنتج هذه المشروبات مثل بيبسي كولا وغيرها. واستخدامنا للعلامة التجارية “كوكاكولا” كونها الشركة الأكبر والأشهر على مستوى العالم.

منتجات الكوكا

ظهرت شركة كوكا كولا في عام 1886، وكانت عبارة عن صيدلية صغيرة في أتلانتا بالولايات المتحدة، يملكها الصيدلي جون ستيث بمبرتون، وقد اخترع مشروباً يحتوي على أوراق الكوكا وجوز الكولا وسوق له على إنه دواء يخفف من أعراض الصداع. وكان متوسط ​​عدد الزجاجات التي يبيعها يومياً تسع زجاجات. لقد ولت هذه الأيام منذ فترة طويلة، حيث تبيع شركة كوكا كولا حالياً أكثر من 1.9 مليار مشروب يومياً.

تعد شركة كوكا كولا واحدة من أكبر الشركات العملاقة في صناعة المواد الغذائية، لأنها بالإضافة إلى المشروبات الغازية النموذجية، تقوم بتسويق أكثر من 3000 منتج مختلف، بما في ذلك المشروبات الغازية الأخرى والمياه والعصائر والقهوة، وتحقق أرباحاً تزيد عن 8 مليارات دولار سنوياً.

تعرضت شركة كوكا كولا على مدار تاريخها لانتقادات شديدة لبيعها منتجات غير صحية، حيث أن المشروبات الغازية تحتوي على كميات عالية جداً من السكر. ولهذا السبب، بدأت في عام 1982 بتسويق ما يعرف باسم كوكا كولا لايت، وهو مشروب غازي لا يزال يباع على أنه البديل “الصحي” لكوكاكولا التقليدية.

اقرأ أيضًا: مناهضة النزعة الاستهلاكية: السبيل الوحيد للنجاة

كوكا كولا دايت

هل الكوكاكولا الدايت أكثر صحة من الكوكاكولا العادية؟
لماذا ظهرت كوكا كولا دايت وزيرو

كوكا كولا لايت، كوكا كولا زيرو، كوكا كولا بدون كافيين، كوكا كولا زيرو بدون كافيين، كوكا كولا زيرو… وحتى قهوة كوكا كولا، على الرغم من أنها تباع في اليابان فقط. إن مجموعة مشروبات كوكا كولا الغازية التي يمكن أن نجدها في السوق هائلة. كل هذه المنتجات ولدت نتيجة لمطالب المستهلكين. حيث تقوم الشركة بتحليل السوق والاستماع إلى المستهلكين وتصنيع منتجات مخصصة بهدف واضح: البيع بأكبر قدر ممكن.

كان أداء الشركة جيداً خلال السنوات الأولى لشركة كوكا كولا، على الرغم من أنها منتجاتها تحتوي على كميات كبيرة جداً من السكر والكافيين. ولم يقلق الناس بشأن المخاطر الصحية الناجمة عن الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات الغازية في ذلك الوقت، لذا لم تكن هناك حاجة لتغيير أي شيء. لكن عندما أصبح المجتمع على وعي بأهمية الحفاظ على صحة الجسم لمنع تطور العديد من الأمراض، أدركت شركة كوكا كولا أنه يتعين عليها التصرف.

أطلقت الشركة في عام 1982 منتجها كوكا كولا دايت، وسوقت له كبديل أكثر صحة للكوكا التقليدية. وكان الجمهور المستهدف هؤلاء الأشخاص الذين أرادوا الاستمرار في الاستمتاع بنكهة الكوكا كولا ولكن بدون الكميات العالية من السكر. فلا تحتوي كوكا كولا دايت على السكر، والطعم الحلو الذي نشعر به يأتي من المُحليات الصناعية، وهي مواد كيميائية تحاكي طعم السكر ولكنها لا تمد الجسم بالسعرات الحرارية ولا تتسبب بداهة في آثاره السلبية. لكن هل يعتبر استبدال السكر بالمحليات الصناعية أكثر صحة؟

اقرأ أيضًا: لماذا نحب الطعام الحار؟ وما هي فوائده وأضراره؟

الإدمان على الطعم الحلو

الطعم الحلو دواء قوي جداً. والشركات المتخصصة في تسويق المنتجات المحلاة تدرك ذلك جيداً. حيث يمنحنا السكر شعوراً فورياً بالمتعة، لذا فإن آثاره تسبب الإدمان بالنسبة لدماغنا. من الناحية البيولوجية فإن جسمنا ليس مصمم لتلقي كمية كبيرة من السكر يومياً، لكننا الآن فريسة لحاجة الدماغ إلى ملاحظة تأثيرات السكر.

وُلدت المحليات الصناعية كاستراتيجية لخداع دماغنا، وجعله يعتقد أننا نتناول السكر، ولكن دون الحصول على سعرات حرارية عالية، ولذلك فإن مشروب الكولا الدايت هو وسيلة لجعل الجسم يعتقد أننا نعطيه السكر، بينما في الواقع يتم محاكاة الطعم الحلو صناعياً.

اقرأ أيضًا: أفضل التوصيات للمحافظة على نمط حياة صحي ومثالي

أضرار الكوكا كولا التقليدية

أضرار الكوكا كولا العادية على الصحة
مخاطر الكوكا كولا العادية

الكوكا كولا التقليدية ليست جيدة لصحتك. وهذه حقيقة لا جدال فيها. ولفهم ذلك، دعونا نلقي نظرة على البيانات التالية. تنص منظمة الصحة العالمية على أن الشخص البالغ ذو الوزن الطبيعي يجب ألا يستهلك أكثر من 25-50 جراماً من السكر يومياً بين جميع الوجبات. تحتوي علبة كوكا كولا القياسية الواحدة (330 مل) على 36 جراماً من السكر.

إذن مع مشروب غازي بسيط، تتجاوز بالفعل مستوى السكر اليومي الموصى به. لكن 500 مل من كوكا كولا تحتوي بالفعل على أكثر من 10 ملاعق كبيرة من السكر، أو ما يعادله: 55 جراماً. لذلك، مع لتر واحد، يتم بالفعل استهلاك أكثر من 100 جرام من السكر. ومن الواضح أن الشخص سوف يستهلك كمية أكبر من السكر على مدار اليوم، لأنه موجود في عدد لا يحصى من المنتجات. وليس فقط تلك التي نعرف بالفعل أنها “سيئة”، مثل المعجنات أو الوجبات السريعة. كذلك تحتوي الفاكهة نفسها على سكر، لذلك يجب أيضاً أخذ هذه المساهمة في الاعتبار. مع كل هذا، فإن الشخص الذي يستهلك كوكا كولا بانتظام (مع الأخذ في الاعتبار أن الكثير من الناس يشربون أكثر من علبة واحدة يومياً) يتجاوز بكثير مستويات تناول السكر الموصى بها.

اقرأ أيضًا: التثقيف الصحي: مفتاح تغيير المستقبل

أضرار السكر على أجسامنا

وعلى الرغم من توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن سهولة الوصول إلى المنتجات المليئة بالسكر يعني أن متوسط ​​استهلاك السكر لكل فرد يزيد عن 100 جرام يومياً، أي أكثر من ضعف الكمية الموصى بها. وهذا ما يفسر لماذا تعتبر السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري أوبئة حقيقية في مجتمع اليوم. ولكن لماذا السكر سيء لصحتك؟ أول شيء يجب توضيحه هو أن السكر في حد ذاته ليس سيئاً على الإطلاق، والسيء هو الإفراط فيه.

السكر هو وقود خلايا الجسم. فهو منتج طبيعي يمنحنا عند تناوله إمداداً سريعاً وكبيراً من الطاقة على شكل سعرات حرارية. وهو أمر ضروري لجسمنا ليعمل بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن “مشكلته” تكمن في أن المساهمة الغذائية الوحيدة التي يقدمها السكر تكون على شكل كربوهيدرات، وعلى الرغم من إنها تعطي الطاقة للخلايا، فإن الاستهلاك الزائد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

يمكن فهم ذلك بحسابات رياضية بسيطة للغاية. إذا أعطينا الجسم كمية من الكربوهيدرات أكثر مما تستهلكه الخلايا، هذا الفائض سيبدأ في الانتشار بحرية عبر الجسم. لذلك، يجد جسمنا نفسه مع السكر الذي ينتقل عبر الدم، وهو أمر لا يمكنه السماح به. لذلك، يقرر اختيار الحل “الأقل خطورة”، وهو تحويلها إلى دهون وتراكمها في الأنسجة. وهنا تأتي المشاكل.

هذا التراكم المستمر للدهون نتيجة تناول كميات كبيرة من السكر أكثر من اللازم يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والسكري. هذا بالإضافة إلى التسبب في مشاكل في القلب والأوعية الدموية، حيث أن الأوعية الدموية والقلب نفسه محاطان بمواد دهنية. وليس ذلك فحسب، لأن السكر نفسه يهيج الغشاء المخاطي في المعدة ويغير الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، مما يؤدي إلى ظهور القرحة ومشاكل في الجهاز الهضمي. ومن هنا نجد أن الإفراط في تناول السكر يعرض الحياة للخطر، فهو المسؤول عن العديد من الاضطرابات. ولذلك فإن الطعم الحلو هو مخدر يسبب الإدمان ويعرض حياتنا أيضاً للخطر.

اقرأ أيضًا: من أين جاءت العلاقة بين الطعام والحب؟

الكوكا كولا الدايت والمحليات الصناعية

الكوكا كولا الدايت والمحليات الصناعية
أضرار المحليات الصناعية في الكوكا كولا الدايت

بعد أن تعرفنا على أضرار السكر على الجسم، قد نعتقد أنه إذا قمنا بإزالة السكر من كوكا كولا، فإننا نتجنب كل هذه المشاكل. وهذا صحيح جزئياً. لكن يجب ألا ننسى أن هناك حلاً شاملاً ينقذنا من كل المشاكل، وهو تناول كوباً من الماء بدلاً من الكولا. ولكن إذا كنت تريد تجنب مشاكل السكر ولا ترغب في التخلي عن ذلك المذاق الحلو الذي يميز كوكا كولا، فيمكن أن يكون النظام الغذائي خياراً جيداً. ونحن نقول “يمكن” لأن هناك دائما “لكن”.

تمكنت كوكاكولا دايت من محاكاة الطعم الحلو للسكر من خلال استخدام المحليات، على وجه التحديد الأسبارتام وأسيسولفام البوتاسيوم. هذه هي مواد كيميائية (السكر مركب طبيعي) تحافظ على نكهة مشابهة جداً للنكهة التقليدية ولكنها تختلف في جانب رئيسي واحد: لا تحتوي على سعرات حرارية.

وكما سنرى أدناه، فإننا نتجنب بعض المشاكل التقليدية، ولكن تظهر مشاكل جديدة. ولذلك، لا ينبغي أن يتم تصنيف مشروب الكولا الدايت على أنه “جيد، ربما يكون أقل سوءاً ولكنه ليس جيداً إطلاقاً.

اقرأ أيضًا: لماذا نحب استهلاك المواد المرعبة؟

آثار المحليات الصناعية على أجسامنا

لا تحتوي المحليات الصناعية على أي سعرات حرارية أو محتوى غذائي، لذلك نحن لا نعطي الجسم الكربوهيدرات. وبالتالي لن يكون هناك فائض منها، ولن يحولها جسمنا إلى دهون، وكذلك لن يكون هناك تراكم للمواد الدهنية في الأعضاء ولن تظهر الأمراض المرتبطة بها. حتى هذه اللحظة، يمكن أن نرى أن كوكا كولا دايت لديه ميزة على كوكا كولا التقليدية. ومع ذلك، من المهم أن نذكر بعض العواقب السلبية التي تحدثها المحليات الصناعية على أجسامنا.

تعمل المحليات في البداية على تغيير النباتات الميكروبية المعوية. وهي مركبات لا يمكن استيعابها من قبل الكائنات الحية الدقيقة التي تغير بنية تجمعاتها، والتي تعتبر حيوية للحفاظ على صحة الجسم. ولذلك فإن الإفراط في تناول المحليات يمكن أن يعيق امتصاص الفيتامينات والمواد المغذية، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري.

ثانياً، يجب أن نضع في اعتبارنا أننا نخدع دماغنا. فعندما يلاحظ الدماغ أننا نأكل شيئاً حلواً يظن أنه سكر، فيرسل إشارات إلى البنكرياس بضرورة إنتاج الأنسولين. لكن هذا الأنسولين، عندما يصل إلى مجرى الدم، سيرى أن هناك نسبة جلوكوز أقل مما يعتقده الدماغ، مما يؤدي إلى سحب القليل الموجود منه، ويترك لدينا مستويات سكر منخفضة للغاية. وهذا يعني أنه بسبب انخفاض نسبة الجلوكوز، تزداد شهيتنا ونحتاج إلى تناول المزيد. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نجبر البنكرياس على إنتاج الأنسولين عندما لا يكون ذلك ضرورياً.

إذن تناول المُحليات الصناعية يجعلك أكثر جوعاً. ومن الممكن أن تكون هناك حالات يؤدي فيها شرب كوكا كولا دايت إلى زيادة الوزن. حيث سينتهي الأمر بتناول المنتجات التي تحتوي على السكر، مما يؤدي إلى زيادة الوزن والعودة إلى الوضع الطبيعي.

اقرأ أيضًا: كيف تُعيد اليقظة الذهنية حياتنا المفقودة؟

الكولا الدايت أم الكولا العادية؟

لا هذه ولاتلك، إذا كان ذلك ممكناً، فكل من الكوكا كولا الدايت والكوكا كولا العادية له جوانب سلبية على الصحة. وكما رأينا، ربما تجعل الكولا العادية المشاكل تظهر بسهولة أكبر، ولكن من المهم ألا نصدق أنه مع الكولا الدايت بما أنها لا تحتوي على سكر أستطيع أن أشرب بقدر ما أريد. إن جميع المشروبات الغازية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ضارة بصحتك. ولذلك إذا كنا عطشى فكوب من الماء. أنا متأكد من أنه لن يسبب لنا أي مشاكل.

اترك تعليقاً