كيف تكون أكثر حزماً في سلوكك وقراراتك؟

You are currently viewing كيف تكون أكثر حزماً في سلوكك وقراراتك؟
تعلم الحزم في السلوك والقرار

أن تكون حازماً في قراراتك يعني أن لديك القدرة على توصيل متطلباتك بشكل واضح وصريح دون خوف من المواجهة، فإذا كنت ممن يعانون من التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة، فقد حان الوقت لتتعلم الدفاع عن احتياجاتك ورغباتك. في السطور التالية نقدم لك خطوات أساسية تستطيع من خلالها أن تكون حازماً في سلوكك وقراراتك دون الوقوع في فخ العدوانية والسلبية.

عليك أن تؤمن  بنفسك

تأتي معظم مشكلاتنا في الحياة من تدني احترام الذات. حيث يوقعنا تدني احترامنا لذواتنا في الكثير من المواقف المسيئة، ويصيبنا بالتردد وخيبات الأمل باستمرار. كما يؤدي بنا إلى المعاناة من المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط والخوف، وفقدان السيطرة على عواطفنا. كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي بنا في النهاية إلى التردد في توصيل ما نريده أو ما نرغب فيه للآخرين. ومن هنا فإن الخطوة الأولى اللازمة كي نكون حازمين في قراراتنا هي احترام أنفسنا والتوقف عن القلق بشأن آراء وأحكام الآخرين.

هل فكرت ذات يوم أن التعبير عن متطلباتك ورغباتك لن يؤدي بك إلى حبل المشنقة! عليك التحلي بالجرأة والحصول على ما تريده، ودع عنك تلك الأفكار السلبية التي تعتريك عندما تقرر اتخاذ قرار حازم. ابق هادئاً وتحلى بالسكينة وتحكم في مشاعرك، ثم انهض وواجه الأمر. وحتى إن باءت الأمور بالفشل فما يضير، فالفشل ما هو سوى دروس نتعلم منه ونحصل منها على الخبرة اللازمة حتى نحقق النجاح في حياتنا.


افعلها بشكل تدريجي

مهارات الحزم
مفاتيح للحزم في السلوك

تأتي عدم القدرة على اتخاذ القرارات بحزم إلى عادتنا في إرضاء الآخرين. ولكن على الرغم من أننا قد نكون ساعدنا الكثير من دائرة معارفنا إلا أننا إذا كنا بحاجة للمساعدة، فنحن نخجل أن نطلبها خشية أن تقابل بالرفض مما يشعرنا بالسوء. كذلك إذا كنت ممن اعتاد على تقديم المساعدة للجميع دون مقابل، يمكن أن يستغل الآخرون هذا الأمر ويعتبروه حقاً مكتسباً.

أدرك جيداً أن طلب المساعدة أو الحق صعب على نفوس مثل هؤلاء، لذا نجدهم يترددون في كثير من الأوقات في الطلب. ولكن لا تقلق فهذا الأمر جزء من عملية تحسين مهاراتك على اتخاذ القرارات بحزم. حيث يمكنك القيام بذلك تدريجياً والبدء بأشياء صغيرة ومواقف ليس بها مخاطرة على الإطلاق. على سبيل المثال إذا أحضر لك النادل المشروب الخطأ في مطعم، فأخبره بالخطأ وكرر ما طلبته.

إنها مواقف بسيطة، ولكن تراكمها دون رد فعل يولد القلق والاستياء. وعندما تشعر بالراحة في التعامل مع هذه التحديات الصغيرة، حاول المضي قدماً إلى الأمام، أي إلي المواقف التي تولد ضغطاً أكبر، مثل رفض عبء العمل الزائد أو طلب المال الذي أقرضته لصديق منذ شهور. ولا تعتذر أو تشعر بالذنب للتعبير عن حاجة أو رغبة أو حق، فلا توجد أسباب للشعور بالذنب أو الخجل للمطالبة بشيء عادل ومهذب.

اقرأ أيضًا: كيف تبدأ في تغيير العادات السيئة واكتساب عادات جديدة؟

اختبر مهاراتك

من المؤكد أنك في البداية ستشعر بقليل من الخوف والتردد بشأن كيفية التصرف بحزم. لذا يمكنك أن تعد نفسك جيداً لجميع السيناريوهات المحتملة التي يتعين عليك فيها الدفاع عن وجهة نظرك. تدرب على ما ستقوله أو اكتبه، وتمرّن عليه كما لو كان نصاً، سيسمح لك ذلك بالحفاظ على السيطرة أثناء الموقف وتجنب التصرف باندفاع، إنها ممارسة مفيدة، على سبيل المثال، قبل طلب ترقية أو زيادة.

تذكر عند تقديم طلب، لا تهتم فقط بحجتك، ولكن أيضاً بلغة الجسد ونبرة الصوت الواثقة. ومن الأفضل أن تظل مستقيماً، مع تعبير وجه محايد، وتحافظ على التواصل البصري مع الشخص الذي يتم توجيه رسالتك إليه، ويجب أن تكون واضحاً ومباشراً وبسيطاً. حافظ على هدوئك وتنفس بشكل طبيعي، وبهذه الطريقة تكون قد فازت بالأرض. وتذكر جيداً أنك لست ملزماً بتبرير قراراك أو شرحه.

اقرأ أيضًا: التفكير خارج الصندوق: كيف تغير منظورك في الحياة؟

تواصل بشكل مباشر وسهل

احرص على ألا يساء فهمك، وللقيام بذلك، استخدم لغة واضحة وبسيطة قدر الإمكان. والأفضل إذا ذهبت مباشرة إلى النقطة دون أن تكون عدوانياً، فمن المهم أن تعبر عن نفسك وتجنب الاتهامات أو جعل الشخص الآخر يشعر بالذنب. إن قول ما تعتقده أو تشعر به لا ينبغي أن يجعل الآخرين يشعرون بالسوء. كما عليك أن تقدم طلباتك دون تفسيرات ملتوية، استخدم القليل من التفصيل واللياقة.

هناك طريقة رائعة يمكنك اتباعها في هذه المواقف كي تكون أكثر حزماً وهي استراتيجية تغيير الأفعال، فبدلاً من استخدام كلمة “سوف” من الأفضل أن تستخدم كلمة “يمكن” أو “ينبغي”، و بدلاً من استخدام كلمة “احتاج إلى..” استخدم كلمة “أريد” وهكذا. هذه الطريقة ستساعدك في إيصال رسالة واضحة إلى الشخص الذي تتحدث معه بدلاً من التخفيف مما تريد قوله.

اقرأ أيضًا: 10 مفاتيح للحد من ضعف التركيز في العمل والدراسة

لا يمكنك إرضاء الجميع

كيف تكون حازماً
رضا الناس غاية لا تُدرك

كم مرة عانيت من تناقضاتك الداخلية عندما تقول نعم لشيء أردت حقاً أن ترفضه؟ إن كلمة “لا” هي كلمة صغيرة، ومع ذلك، فهي تنتج تأثير نفسي رهيب عليك. تذكر أنك عندما تقول لا لطلب شخص ما، فأنت لا ترفض ذلك الشخص، بل إنك ببساطة تضع قدرتك على اتخاذ القرار موضع التنفيذ. لذا توقف عن تبرير وتفسير كل شيء.

إنه أصعب شيء تفعله إذا كنت معتاداً على عدم القيام بذلك، لكنه ضروري إذا كنت ترغب في تبني سلوكاً حازماً، ووضع حدودك الخاصة وتجنب الشعور بأن الآخرين يستغلونك. وتذكر جيداً أنه كي تكون حازماً لا يمكنك إرضاء الجميع. لذا من الضروري ألا تهدر وقتك وجهدك وأولوياتك.

إذا كنت بالخجل أو الذنب لقول كلمة لا، فعليك إذن أن تعثر على حل يربح فيه الجميع ويناسبك أنت وغيرك. لكن على الرغم من ذلك عليك ألا تتخلى عن قول هذه الكلمة، حتى تستطيع أن تتخذ قراراتك بحزم. وعليك أن تعلم أنه أمر غير مريح في البداية ويولد القلق، إلا إنه بمرور الوقت ستمارسه بأريحية مطلقة. فأنت بحاجة إلى معرفة حدودك ومقدار ما يمكنك تحمله لإدارة المسؤوليات والالتزامات بشكل فعال.

اقرأ أيضًا: كيف تتخطى تجربة الانفصال العاطفي بعد علاقة الحب؟

تعلم فن التفاوض

لا يمكننا أن ننسى أننا نعيش في عالم غني بتنوع الآراء والاحتياجات. والتفاوض هو مهارة العثور على طريقة نتوصل من خلالها إلى اتفاقيات تلبي متطلبات الآخرين بالإضافة إلى متطلباتنا. إن التفاوض هو رقصة مع الآخر يتم فيها استخدام التواصل المباشر لرغباتنا والاستماع الفعال لرغبات محاورنا، وهو مهارة حازمة تتيح لنا أن نكون منصفين، نظراً لأنها مزيج بين إعطاء الأولوية لأنفسنا ومعرفة كيفية الوصول لحل وسط.

اقرأ أيضًا: كيف تعيش حياة سعيدة: 10 قواعد لحياة مثالية هادئة

تجنب عبارات الاتهام

لتجنب أن تبدو عدوانياً أو عدائياً عند الحزم، فمن الأفضل التواصل من خلال استخدام “أنا”. بمعنى، تجنب عبارات الاتهام مثل “أنت تقول أو أنت تفعل أو أنت دائماً..” فهذه العبارات تؤدي دائماً إلى ردود أفعال سلبية وتفسيرات خاطئة وصراعات وخلافات. لذا يمكن استبدلها بعبارات مثل “أنا أعتقد أو أنا أشعر” فهذه العبارات تثير التعاطف والتفهم من الآخرين، وتسمح بالثقة والحزم دون تنفير من الآخرين.

اقرأ أيضًا: مشكلات الحياة اليومية النفسية والاجتماعية وحلولها

كن هادئاً

من بين التوصيات المتعلقة بكيفية أن تكون حازماً هي أن تظل هادئاً، حتى لا يتم تفسير عاطفة الدفاع عن نفسك على أنها تعدي أو عدوان. إن التنفس والاهتمام بلغة الجسد بوعي سيجعلك أكثر ثقة وأماناً، وسيسمحان للآخرين بالبقاء هادئين ومتفهمين. وتذكر أيضاً أن كونك حازماً لا يعني أن تكون حازماً طوال الوقت، فهي ممارسة سياقية تعتمد على كل شخص أو موقف، وليست هي دائماً البديل الأفضل.

اترك تعليقاً