مصطفى لطفي المنفلوطي: الكاتب الذي لم يتقاض أجراً عن أدبه

You are currently viewing مصطفى لطفي المنفلوطي: الكاتب الذي لم يتقاض أجراً عن أدبه
المنفلوطي .. كاتب قلما يجود الزمان بمثله

مصطفى لطفي المنفلوطي واحد من أصحاب الأقلام الفذة، وعلى الرغم من قلة إنتاجه الأدبي مقارنةً بالكثير من أدباء عصره، إلا أنه قد أثرى الحياة الأدبية بما يمتلكه من موهبة قلما تتسنى لأحد الأدباء. له العديد من الأعمال والتراجم مثل كتاب النظرات والعبرات وفي سبيل التاج وغيرها، وقد احتوت أعماله على العديد من أقوال المنفلوطي المأثورة والحكم والمواعظ.

من هو المنفلوطي؟

وُلد مصطفى لطفي المنفلوطي عام 1876 ميلادية بقرية منفلوط، والتحق بكتاب القرية. ثم درس في الجامع الأزهر اللغة العربية وعلوم القرآن. هذا بالإضافة إلى اطلاعه على علوم الحديث، والفقه، والأدب العربي بشكل عام. ولم يقتصر الأمر على الدراسة فحسب، بل قرأ دواوين الشعر الجاهلي بالإضافة إلى كتب التراث.

ذاع صيت مصطفى لطفي المنفلوطي بعد كتابته لعموده نظرات في جريدة المؤيد التي كانت أحد أكبر الصحف المصرية انتشاراً في ذلك الوقت. كما أنه ترجم من الفرنسية إلى العربية العديد من الأعمال الخاصة بالشعراء والأدباء الفرنسيين أمثال فرانسوا كوبيه، وبرناردين دي سان بيير، وأدموند روستان.

يعد المنفلوطي واحد من أفضل الأدباء أسلوباً في القرن العشرين. فأسلوبه يتميز بالسلاسة وحسن الصياغة وجمال الإيقاع، إضافة إلى قوة الأسلوب والمتانة والرقة والعذوبة. كما إنه واحد من المترجمين للأدب الذين فاقت قدراتهم على الابتكار في ترجمة الأعمال الأدبية العديد من المترجمين الأخرين.

ومن الجدير بالذكر أن مصطفى لطفي المنفلوطي أحد الأدباء الذين لم يتكسبوا من أدبهم على الإطلاق، فهو لم يتقاض أجراً يوماً ما على أدبه، ولم يستخدم شعره وكتاباته من أجل مصلحة شخصية أو منفعة مادية. وكان يتورع عن مجالسة البعض ممَن لا يرض عن أخلاقهم أو سلوكياتهم. فهو الكاتب الوقور الذي يتمتع برزانة كبيرة، وهو الكاتب النقي الورع الذي أثرى الحياة الأدبية بالقليل فقط من الأعمال.

اقرأ أيضًا: عباس محمود العقاد: سيرة حياة أهم المفكرين العرب

كتب مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي المنفلوطي
أهم أعمال المنفلوطي

تعد كتب مصطفى لطفي المنفلوطي قليلة نوعاً ما. وتتنوع ما بين الترجمات الأدبية، وبين الأعمال الفكرية الخالصة الخاصة به. وقد نشر العديد من أعماله في بعض الصحف المحلية في البداية. وسرعان ما التحق بالعمل في جريدة المؤيد حتى ذاع صيته في مصر كلها. تعد العبرات والنظرات أهم أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي الفكرية التي وضع فيها عصارة خبراته الحياتية والفكرية. وهناك كذلك بعض الروايات الرومانسية والروايات التاريخية التي قام المنفلوطي بترجمتها، فخرجت وكأنها عربية الأصل. فليس هناك شعور بأنها مترجمة. ومن كتب المنفلوطي ما يلي:

  • النظرات.
  • العبرات.
  • في سبيل التاج.
  • مجدولين.
  • بول وفرجيني.
  • الشاعر.
  • الفضيلة.
اقرأ أيضًا: جورج برنارد شو: سيرة حياة الكاتب الذي رفض جائزة نوبل

 أقوال مصطفى لطفي المنفلوطي المأثورة

مصطفى لطفي المنفلوطي
أقوال المنفلوطي المأثورة

تعد أقوال المنفلوطي المأثورة التي نشرها في كتبه من أجمل الخواطر القصيرة التي خرجت من فم إنسان. وذلك نظراً لروعة ونقاء إسلوبه. وتتميز هذه الأقوال بالحكمة والعظة التي اكتسبها خلال أيام حياته. ومن هذه أقوال المنفلوطي:

  • لا خير في حياة يحياها المرء بغير قلب، ولا خير في قلب يخفق بغير حب.
  • هذبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نسائكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز.
  • إن العظيم عظيم في كل شيء حتى في أحزانه وآلامه.
  • إنني لا أعرف سعادة في الحياة غير سعادة النفس، ولا أفهم من المال إلا أنه وسيلة من وسائل تلك السعادة، فإن تمت بدونه فلا حاجة إليه، وإن جاءت بقليله فلا حاجة إلى كثيره.
  • كن الناطق الذي تحمل الريح صوته إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولا تكن الريح التي تختلف إلى آذان الناس بصوت الناطقين من حيث لا يأبهون لها ولا يعرفون لها يدها.
  • سيكون مقامي هناك في ذلك الكوكب الجميل مع تلك النفوس العظيمة، التي أحبها وأجلها: سقراط، وأفلاطون، وغاليلي، وجميع الذين ماتوا ضحايا صدقهم وإخلاصهم.
  • وكل نباتٍ يُزرع في أرضٍ غير أرضه، أو في ساعةٍ غير ساعته، إمَّا أن تأباه الأرض فتلفظه، وإمَّا أن ينشب فيها فيفسدها.
  • الحقيقة موجودة ثابتة لا سبيل للباطل إليها، فهي تختفي حيناً، أو تتنكر، أو تتراءى في ثوب غير ثوبها، ولكنها لا تنمحي ولا تزول.
  • الحب الحقيقي كالطائر لا حياة له إلا في الغدو والرواح، والتغريد والتنقير، فإذا طال سجنه في قفص القلب تضعضع وتهالك، وأضحى رأسه يائساً، ثم قضى.
  • الغيرة دخان الحب، فإذا انطفأت ناره انقطع دخانه.
اقرأ أيضًا: قصة ذو النون المصري: رحلة طويلة للبحث عن المجهول

يمتلك مصطفى لطفي المنفلوطي فطرة نقية خالصة من الشوائب، ويبدو ذلك جلياً من خلال كتاباته التي تنم عن ذكاء حاد وفطرة لم يمسها الضرر. حديثنا عنه كان بمثابة عبرات وتذكرة لمن شاء أن يتذكر أحد أعلام الأدب العربي في العصر الحديث.

اترك تعليقاً