عباس محمود العقاد: سيـرة حيـاة أهـم المفكريـن العـرب

You are currently viewing عباس محمود العقاد: سيـرة حيـاة أهـم المفكريـن العـرب
عباس محمود العقاد

عباس محمود العقاد أحد أعلام الثقافة العربية والإسلامية. فهو الفيلسوف والشاعر والناقد والأديب. له العديد من المؤلفات في شتى مناحي الثقافة.لذا كان من الطبيعي أن تُخلد أقوال العقاد المأثورة كونه أحد أهم المفكرين العرب. فمن هو عباس العقاد؟ وما هي كتب العقاد الأهم في مسيرته؟

سيرة حياة عباس محمود العقاد

ولد العقاد عام 1889 في ظروف متواضعة في أسوان بجنوب مصر. توقف تعليمه عند المرحلة الابتدائية، لكنه علم نفسه بنفسه من خلال القراءة. لقد كرس العقاد حياته الطويلة للكتابة. كما كان سياسياً صريحاً، وقد سجن العديد من الأشهر في عام 1931 بسبب تصريحاته ضد الحكومة والملك. وخلال الحرب العالمية الثانية انتقد النازية وزعيمها هتلر. ومع تقدم القوات الألمانية ناحية الشرق وقربها من مصر هرب عباس محمود العقاد إلى السودان خشية من الانتقام الألماني.

طفولة عباس محمود العقاد

ذكر العقاد في كتابه “أنا” وهو عبارة عن مذكرات شخصية له أنه كان ينفق مصروفه على شراء الكتب، وخلال فترة قصيرة كانت لديه مكتبة صغيرة تحمل بداخلها الكثير من الكتب من شتى الأنواع. بعد أن اكتسب العقاد عادات القراءة التهم العديد من الكتب وأصبحت الكتب شغله الشاغل. وسرعان ما حاول الكتابة متأثراً بما يقرأه. خلال وجوده في المدرسة الابتدائية شرع يخط أولى كلماته على الورق فكتب قصيدة أشاد بها العديد من مدرسيه. كما كتب العديد من موضوعات الإنشاء وشجعه على ذلك معلميه حتى أن أحد أساتذته عرض هذه الكتابات على الشيخ محمد عبده وقد أشاد بها كذلك وتنبأ له أن يكون كاتباً عظيماً في المستقبل.

ونظراً لضيق ذات يد عائلة العقاد، بالإضافة إلى عدم وجود مدارس أخرى في بلدته ليتمم من خلالها تعليمه توقف عن التعليم الرسمي بعد حصوله على شهادته الابتدائية. لكن مثابرته وطموحه ساعداه على تعليم نفسه عن طريق قراءة الكتب. وسرعان ما ناطح العديد من المفكرين والأدباء في عصره.

اقرأ أيضًا: جورج برنارد شو: سيرة حياة الكاتب الذي رفض جائزة نوبل

فترة الشباب 

عباس محمود العقاد
صورة لعباس محمود العقاد

كان العقاد صاحب ثقافة واسعة، بل هو موسوعة ثقافية بشرية. وليس هنالك ما يُقال عن شخصية بحجم العقاد، فلقد كان أديباً ومفكراً وفيلسوفاً وناقداً، وتمتع بموهبة وذكاء شديدين، كما ساعدته مثابرته العظيمة على التعلّم الذاتي واكتساب المعرفة حتى أمسى قوة فكرية ثقافية كبيرة. هذا بالإضافة إلى إتقانه للغة الإنجليزية عن طريق مخالطته بالسائحين الزائرين لمدينة أسوان مكان ولادته. وهذا الأمر قد ساعده كثيراً في اكتساب المعارف الغربية.

لم يستكمل عباس محمود العقاد تعليمه بل توقف عند المرحلة الابتدائية، لكنه قرأ في شتى مجالات الفكر الإنساني من فلسفة وأدب وعلم الاجتماع وعلم النفس، ولكن أكثر ما كان يستهويه هو التاريخ، كما أنه قام بتأسيس مدرسة شعرية جديدة تقوم على التجديد في الشعر والبعد عن القالب التقليدي، وكان معه في تأسيس هذه المدرسة إبراهيم عبدالقادر المازني وعبدالرحمن شكري، وتم تسمية هذه المدرسة بمدرسة الديوان.

هل تزوج العقاد؟

وفي إحدى حوارته مع مجلة آخر ساعة يقول العقاد أنه لم يتزوج لثلاثة أسباب. أما السبب الأول فهو أن الزواج بمثابة تقييد لحرية الإنسان، والثاني هو أن الزواج يجبره على القيام بالكثير من المسؤوليات تجاه الأسرة، ولن يستطيع تلبية هذه الاحتياجات إذا حدث له مكروه أثناء عمله بالسياسية. بينما السبب الثالث يتمثل في إنه لا يستطيع أن يجمع بين الأدب والزواج نظراً لأن الأدب يتطلب الحرية والزواج تقييد لها.

لكن على الرغم من ذلك فلقد انتشرت العديد من القصص حول زواجه من سيدة تدعى فوزية حضرت يوم وفاته إلى منزله مع ابنتها بدرية يوم وفاته وسرعان ما انتابتها حالة هيستيرية حزناً على موته. بينما أخبرت الحضور أن عباس العقاد زوجها وأن بدرية ابنته. وعلى الرغم من أن الفتاة الصغيرة كانت تناديه دوماً باسم “بابا” بشهادة الكثير إلا أن الحكاية تعود إلى أن العقاد كان ينفق عليها وهي في دار الأيتام. وعندما سأل الحضور عن وثيقة الزواج التي تثبت زواج العقاد منها أخبرتهم أنها مع المحامي الخاص بها. لكن لم تظهر أي وثائق.

الغريب في أمر الفتاة الصغيرة أنها انتحرت بعد موت العقاد مباشرة، ولكن حتى الآن لم يعلم أحد لغز هذه الفتاة الصغيرة وأمها. وهذه الحكاية ذكرها أنيس منصور في كتابه “في صالون العقاد كانت لنا أيام”.

كانت للعقاد علاقات بنساء أخريات مثل الأديبة مي زيادة. ولكن الأمر لم يخرج خارج إطار الصداقة وتبادل الرسائل فيما بينهما. بينما هناك علاقة أخرى للعقاد مع الفنانة مديحة يسري، فلقد أعجب بها العقاد شديد الإعجاب. لكن فارق العمر بينهما أحال دون وجود علاقة زواج فهي كانت في العشرين من عمرها في حين بلغ العقاد الخمسين من عمره. ولم تكن علاقتهما سوى إعجاب متبادل.

اقرأ أيضًا: عمر بن الفارض: سلطان العاشقين الذي حاول الوصول للحقيقة العليا

معارك العقاد الفكرية

خاض عباس محمود العقاد العديد من المعارك الفكرية والأدبية والسياسية. بينما كان أبطالها العديد من المفكرين والأدباء أمثال مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، محمود أمين العالم، وجميل صدقي الزهاوي، وعبدالعظيم أنيس. وعلى الرغم من كثرة مؤلفاته في الفلسفة الإسلامية وكتبه التي تناول فيها عدد من قادة المسلمين مثل الخلفاء الراشدين وبعض الأنبياء إلا أنه لم يسلم قد من انتقاد بعض السلفيين له ولكتاباته ويرون فيه كاتباً علمانياً لم يدافع عن الإسلام قط.

وفاة عباس محمود العقاد

تُوفي عباس محمود العقاد في منزله بالقاهرة في 12 مارس 1964 عن عمر يناهر الخمس وسبعين عاماً إثر مرضه الشديد. كان العقاد يعتقد أن المصران الغليظ هو ما يؤرق مضاجعه. وهو الذي سيؤدي إلى وفاته على الرغم من أن العديد من الأطباء أخبروه أن القلب هو المشكلة. بينما اختلفوا في تشخيص مرضه فمنهم من قال أن مرضه كان اضطرابات في الجهاز الهضمي وآخرون قالوا القلب. لكن ما نعرفه جيداً أن تأثير هذه المرض هو ما أدى إلى وفاته.

كتب عباس محمود العقاد

رواية سارة للعقاد
مجموعة العبقريات لعباس محمود العقاد

تحتوي مكتبة العقاد على العديد من الكتب الفكرية والفلسفية بالإضافة إلى الأعمال الأدبية مثل رواية سارة. هذه الكتب الفكرية قد أثرت الساحة الثقافية. وتنوعت في أفكارها وطريقة تناولها. لقد ألف عباس محمود العقاد في حياته عشرة دواوين من الشعر كان أولها ديوان ” يقظة الصباح”. أما أخر دواوينه الشعرية فكان ديوان ” ما بعد البعد”. هذا بالإضافة إلى ما يُقارب المائة كتاب في الكثير من المجالات المختلفة كالسياسة والأدب والشعر والدين والتراجم والسير الذاتية والتاريخ. لكن أكثر ما ذاع صيته من هذه الكتب على كثرتها كانت سلسلة العبقريات التي تناول فيها سير الخلفاء الراشدين وبعضاً من صحابة الرسول. بينما أهم كتب عباس محمود العقاد ما يلي:

  • عبقريات العقاد الإسلامية.
  • هتلر في الميزان.
  • هذه الشجرة.
  • ابن سينا.
  • حياة المسيح.
  • الفلسفة القرآنية.
  • الله.
  • أفيون الشعوب.
  • روح عظيم غاندي.
  • إبليس.
  • أثر العرب في الحضارة الأوروبية.
  • ابن الرومي.
  • الإسلام في القرن العشرين.
  • الإنسان في القرآن.
  • التفكير فريضة إسلامية.
  • الصهيونية العالمية.
  • رواية سارة.
اقرأ أيضًا: نوال السعداوي: رحلة في عقل كاتبة أثارت الكثير من الجدل

أقوال عباس محمود العقاد المأثورة

عبقريات العقاد الإسلامية
من أقوال عباس العقاد المأثورة

تعد أقوال عباس محمود العقاد المأثورة علامة فارقة في الثقافة العربية. بينما يحفظها الناس في العالم العربي عن ظهر قلب لما لها من أهمية عظيمة. فهي تعينهم على التفكير بكل أقرب إلى الصواب. لذلك نستعرض بعض أقوال عباس العقاد المأثورة:

  •  كن شريفاً أميناً، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك لا تستطع الضعة والخيانة.

  • اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات، أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جديدة.

  • أحب الكتاب لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني.

  • الصدمات نوعان: واحدة تفتح الرأس وأخرى تفتح العقل.

  • التجارب لا تُقرأ في الكتب، ولكن الكتب تساعد على الانتفاع بالتجارب.

  • يقول لك المرشدون: اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول: انتفع بما تقرأ.

  • لا يمكن أن تدوم علاقة تضع نفسك فيها في المقام الأول.

  • نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم.

  • لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى، بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه.

  • حرية العقل لا يقيدها في الإسلام حكم مأثور على مذهب راجح أو على مذهب مرجوح.

  • إن الإسلام لا يحارب بالسيف فكرة يمكن أن تَحارب بالبرهان والإقناع.

  • المسلمون يحتفظون بمكانهم بين أمم العالم ما احتفظوا بفريضة التفكير.


عباس محمود العقاد أحد قلائل المفكرين ذوي الموهبة الفذة. بينما تبدو جلياً عبقريته في تحليله  لكثير من الشخصيات التاريخية والإسلامية. كما أنه يمتلك قدرة وبصيرة على الغوص في أعماق المذاهب الفكرية والفلسفية. لذلك كان لابد لنا من تخليد ذكراه عن طريق نشر بعضاً من أقواله المأثورة. وتعريف القارىء العربي ببعض أعماله الفكرية التي تحمل في طياتها الكثير من العلم والأدب.

المراجع

اترك تعليقاً