حقائق عن النجوم في السماء لا تستوعبها عقولنا

You are currently viewing حقائق عن النجوم في السماء لا تستوعبها عقولنا

النجوم في السماء من عجائب الكون الشاسع اللانهائي. وهما صنع الله الذي أتقن كل شيء. في هذا المقال نبحر مع معلومات مذهلة عن النجوم والمجرات. تلك المعلومات التي لا تستوعبها عقولنا المحدودة.

عدد النجوم في السماء

يفوق عدد النجوم في السماء أضعاف حبات الرمال الموجودة على سطح الكرة الأرضية. ربما تبدو هذه الحقيقة أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة إلا أن الأمر لم يكن كذلك. فالأرض التي نحيا عليها تنتمي إلى مجرة تعرف باسم درب التبانة. وتعود تسمية هذا الاسم إلى أن لونها ذهبي يشبه لون التبن عند تساقط أشعة الشمس عليه. بينما تحتوي هذه المجرة بمفردها على حوالي مائتي ألف مليون نجم تمثل الشمس واحداً منها. كما يوجد في الكون أكثر من مائة مليار مجرة، معظمها أكبر من مجرتنا.


درجة حرارة النجوم

النجوم في السماء ليست صغيرة كما يظن البعض. فالشمس التي يقدر حجمه بحجم الأرض مليون وثلاثمائة ألف مرة متوسطة الحجم بالنسبة لمعظم النجوم. بل وصغيرة جداً إذا ما قورنت بالنجوم العملاقة مثل النجم ” ميرا” الذي يبلغ حجمه قدر حجم الشمس 64 مليون مرة.

وإذا كانت درجة حرارة سطح الشمس تقدر بحوالي ستة آلاف درجة مئوية (درجة حرارة مركزها تصل إلى أكثر من عشرين مليون درجة مئوية) فإن درجة حرارة سطح بعض النجوم تبلغ حوالي تسعة وثلاثين ألف درجة مئوية (تكفي الطاقة المنبعثة من بوصة مربعة واحدة – أي حوالي 6,50 سنتيمتر مربع – من سطح نجم من هذه النجوم لدفع سفينة من السفن عابرة المحيطات للعمل بأقصى سرعتها ودون توقف مع استمرار الامداد بهذه الطاقة المنبعثة) أما درجة حرارة مركزها فلا يعلمها إلا الله. ومن النجوم ما يصدر عنه من الشعاع في الدقيقة الواحدة مقدار ما تصدره الشمس في سنة كاملة.

والنجم الذي نشاهده في السماء كرة هائلة من الغازات المضيئة الشديدة الحرارة والتوهج تتماسك بتأثير الجاذبية الشديدة، وتحدد عادة كميات غازاته درجة حرارته وضغطه وكثافته وحجمه.

اقرأ أيضًا: أسرار الكون العظيم: تناسق عجيب ونظام بديع

ألوان النجوم في السماء

ومن المعلومات المذهلة عن النجوم ألوانها. حيث تتميز النجوم في السماء بألوانها البراقة. فالأعلى حرارة يكون أزرق اللون أما الأبيض والأصفر فهما أقل حرارة. والنجم الأحمر اللون هو الأقل حرارة فبعد فقده إياها يتمدد حتى يصل إلى ضعف حجمه الأصلي حوالي مائة مرة. ومع ازدياد الحجم يبرد السطح الداخلي للنجم ويتحول إلى اللون الأحمر ويعرف باسم العملاق الأحمر. بينما يمتلئ الكون بالحركة، فهناك نجوم في مرحلة الشباب وأخرى في منتصفه وثالثة تتمدد ولكل منها لونه الخاص به. وإذا كان التغيير هو السمة السائدة في الكون فإن النجوم تتبع أيضاً هذا القانون ولكن لا يمكن رؤية نجم أثناء تغيره من لون إلى لون أخر لأن عمره يمتد إلى مليارات السنين.


الجاذبية الأرضية

إننا إذا كنا نرى الأشياء مستقرة في أماكنها على سطح الأرض فإن ذلك يرجع إلى أن كوكبنا يجذبها نحو الأسفل ويتحرك بها حركة مستمرة وهو ما يشبه ما يحدث في الكون. حيث تتحرك جميع النجوم في السماء في مساراتها بسرعات مذهلة وتظل الأبعاد بينها ثابتة بفعل الجذب التي يمارسها كل منها على الأخر. وهذه الظاهرة تخضع لها مليارات النجوم. فالجاذبية قوة هائلة تساهم في وجود هذا النظام. وهذه من المعلومات المذهلة عن النجوم وعلاقتها بالجاذبية الأرضية

اقرأ أيضًا: الألوان في الطبيعة: هل تحمي الإنسان من الأمراض؟

المجرات

المجرة عبارة عن تجمعات هائلة من النجوم والكواكب تتخللها مجالات مغناطيسية وكهربائية مروعة. وتتحرك المجرة في الفضاء كجسم واحد محافظة على شكلها المميز تبعاً لأسلوب انتظام النجوم داخلها. فمجموعتنا الشمسية (الشمس والكواكب التسعة وما يتبعها من أقمار عددها 44 قمراً معروفاً حتى الآن كتوابع لبعض هذه الكواكب من بينها القمر تابع الأرض) تقع في مجرة درب التبانة. وهي حلزونية الشكل يبلغ قطرها نحو مائة ألف سنة ضوئية، وتقع المجموعة الشمسية على بعد ثلاثة وثلاثين ألف سنة ضوئية من مركزها (السنة الضوئية مقياس فلكي يساوي ما يقطعه الضوء في سنة كاملة مع العلم بان سرعة الضوء 300000 كيلو متر في الثانية).

وفي العادة تكون نجوم المجرة موزعة توزيعاً منتظماً حول مركزها. بينما تنقص في العدد كلما بعدنا عنه نحو الخارج. كما تزداد سرعة دوران النجوم في السماء بازدياد بعدها عن مركز المجرة. وتبلغ سرعة دوران مجموعتنا الشمسية حول مركز مجرتها 250 كيلو متراً في الثانية الواحدة، وتكمل دورة واحدة في 225 مليون سنة.


أهمية النجوم في السماء

النجوم قناديل معلقة في السماء يأنس بها الإنسان في ظلام الليل. كما إنها من أهم الوسائل التي استعان بها في أسفاره في متاهات الصحراء والبحار والمحيطات. فهي ليست كما يظن البعض تجمعات عشوائية ولكنها تتبع نظاماً دقيقاً لا تحيد عنه مهما مرت الأيام وتعاقبت القرون فهي تدور في مدارات محددة بنظام دقيق نستعين به في التنبؤ بما سوف يحدث من الكسوف والخسوف قبل حدوثه بقرون عديدة. فمواقع النجوم من الدقة بحيث استقام معها النظام الكوني البديع. وأي تغيير مهم في مواقعها يعرض نظام الكون كله للانهيار.


إن هذا الكون اللانهائي المليء بمليارات النجوم والمجرات قد يكون جزءً صغيراً من الكون الهائل الذي مازالت حدوده مجهولة بالنسبة لنا. هذه الحقائق التي استوعبتها عقولنا المحدودة – إذا غضضنا الطرف عن الحقائق التي لا تستوعبها عقولنا – تجعلنا نشعر بالسعادة حين نتأمل في كل هذا الإبداع.


المراجع:

  • الحقيقة أغرب من الخيال – أندره كسبار.
  • آيات الكون وأسرار الطبيعة – عبد الله الغديري.
  • الموسوعة الفلكية – د. خليل البدوي.

اترك تعليقاً