كيف يساعد العلاج بالموسيقى على شفاء الأمراض؟

You are currently viewing كيف يساعد العلاج بالموسيقى على شفاء الأمراض؟
أهمية الموسيقى كوسيلة علاجية

إذا كنت من محبي الموسيقى فأنت بكل تأكيد تعلم جيداً كيف تؤثر الموسيقى على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان. بل كيفية تأثير الموسيقى على الدماغ. حيث أظهرت الأبحاث العلمية أن هناك العديد من فوائد العلاج بالموسيقى. حيث تساهم في التخلص من الأمراض النفسية على غرار الاكتئاب والقلق. كما تعزز الموسيقى الصحة العقلية والنفسية وتؤدي إلى تحسين الصحة الجسدية.

ما هو العلاج بالموسيقى؟

العلاج بالموسيقى هو أحد العلاجات القديمة نوعاً ما على عكس ما يعتقده البعض من أنه علاج حديث نسبياً. حيث استخدمه البشر الأوائل كوسيلة لطرد الأرواح الشريرة، وخلال العصور القديمة كان يستخدم من أجل علاج الأمراض العقلية المستعصية. وفي العصور الوسطى استخدمه ابن سينا والكندي والرازي لعلاج بعض الحالات النفسية والعصبية. يتآلف هذا العلاج من عدة عناصر مختلفة، مثل تأليف الموسيقى أو كتابة الأغاني أو الاستماع إلى الموسيقى. كما يغطي مجموعة واسعة من مجالات علم النفس السريري وعلم الأعصاب الإدراكي والاضطرابات النفسية، فضلاً عن الأمراض المزمنة وإدارة الألم.
يستخدم هذا النوع من العلاج لشفاء الكثير من الأمراض النفسية مثل علاج الاكتئاب والقلق المزمن والأرق وصعوبة التركيز. كما يساهم هذا العلاج في تحسين نوعية الحياة وجودتها مما يساعد على تحسين الصحة الجسدية.


أهداف العلاج بالموسيقى

هذا النوع من العلاج له العديد من الأهداف الهامة التي تحاول أن تجعل الحياة النفسية للإنسان أفضل. ولعل من أهم أهداف العلاج بالموسيقي هي ما يلي:


نظرة عامة على أساليب العلاج بالموسيقى

الاكتئاب؛ تأثير الموسيقى على الدماغ
علاج الاكتئاب بالموسيقى

هناك العديد من أساليب العلاج بالموسيقى التي يمارسها المعالجون مع مرضاهم. ولكل معالج أسلوبه الخاص الذي يعتمد على تعليمه واهتماماته ونقاط القوة الخاصة به. كما أن هناك العديد من أنواع العلاج. مثل الموسيقى التي بها الكثير من الحركة ويستخدم هذا النوع من الموسيقى مع المرضى الذين يعانون من آلالام جسدية. هناك أيضا الاستماع إلى أنواع مختلفة من الموسيقى أو العزف على آلة موسيقية أو تأليف الأغاني.

اقرأ أيضًا: كيفية الدفاع عن نفسك ضد أساليب التلاعب العقلي؟

كيف تساعد الموسيقى على الشفاء؟

تنبع فوائد العلاج بالموسيقى خلال جلسات العلاج. حيث يُطلب من المريض ضبط عواطفه أثناء قيامه بهذه المهام أو السماح لمشاعره بتوجيه أفعاله. على سبيل المثال، إذا كنت غاضباً، فقد تعزف أو تغني على أوتار بصوت عالٍ وسريع ومتنافر. هذا بالإضافة إلى استخدام الموسيقى للتعبير عن المشاعر بدون كلمات. حيث يمكن أيضاً استكشاف طرق لتغيير شعور المريض عن طريق الموسيقى. فإذا كنت تعبر عن الغضب أو التوتر، فقد يستجيب معالج الموسيقى الخاص بك من خلال الاستماع إلى الموسيقى أو تأليفها بنغمات بطيئة وناعمة ومهدئة.

قد تلاحظ أن التبديل إلى الموسيقى الهادئة يجعلك تشعر بالهدوء. أما التفسير العلمي لذلك الأمر أظهرته العديد من الدراسات التي تشير إلى أن قراءات معدل ضربات القلب وضغط الدم تستجيب للتغيرات في الحجم والإيقاع. كما أشارت بعض الأبحاث إلى تأثير الموسيقى على الدماغ. حيث أن الاستماع إلى الموسيقى يطلق أيضاً مادة الإندورفين التي قد تساعد الأشخاص على التحكم في الألم.


العلاج بالموسيقى مقابل العلاج الصوتي

أساليب العلاج بالموسيقى
إحدى جلسات هذا النوع من العلاج

هناك العديد من الاختلافات الدقيقة والمهمة في فوائد العلاج بالموسيقى والعلاج بالصوت. فكل نوع له أهدافه وبروتوكولاته وأدواته وإعداداته. ففي العلاج بالصوت نجد أنه بدلاً من تأليف الموسيقى أو الاستماع إليها لمعالجة أعراض مثل التوتر والألم يركز العلاج الصوتي بشكل أكبر على استخدام الأدوات لتحقيق ترددات صوتية محددة. حيث تُستخدم الطبول، والمزمار، والرنين، والأجراس، والشوكات الرنانة، والأصوات الطبيعية مثل المياه الجارية لإنتاج نغمات، واهتزازات، ونغمات تصل إلى تردد معين.

هناك بعض أوجه التشابه بين نوعي العلاج وقد يستفيد الأشخاص من كليهما، ولكن هناك القليل من الأبحاث حول فعالية علاج الصوت مقارنة بالعلاج بالموسيقى التقليدية التي أثبتت الدراسات أن تأثير الموسيقى على الدماغ يساهم في علاج العديد من الأمراض.

اقرأ أيضًا: مفتاح الشباب الأبدي: الحياة أكثر بكثير مما تراه أعيننا

 كيف يمكن للموسيقى أن تكون علاجية

إذا كنت لا تعتبر نفسك موسيقياً، فلا بأس بذلك. فلا تحتاج إلى أي قدرة موسيقية أو خبرة سابقة للاستفادة من العلاج بالموسيقى. فهذا العلاج مناسب لجميع الأشخاص في أي عمر. حتى الأطفال الصغار جداً يمكنهم الاستفادة من أساليب العلاج بالموسيقى. في الواقع، يمكن للأطفال والشباب الذين يعانون من صعوبات في النمو أو التعلم استخدام هذا النوع من العلاج لتقوية المهارات الحركية وتعلم التواصل بشكل أكثر فعالية. 

أما بالنسبة للبالغين يفيد هذا العلاج لكل شيء بدءً من إدارة الإجهاد البسيطة وحتى علاج الأمراض العقلية والجسدية. وقد يستفيد كبار السن كثيراً من العلاج بالموسيقى. حيث يمكنه تلبية الاحتياجات الاجتماعية بالإضافة إلى تعزيز الرفاهية الجسدية والعقلية. بينما أظهرت الأبحاث أيضاً تأثير الموسيقى على الدماغ. حيث وجدت أن الموسيقى يمكن أن يكون لها تأثير قوي على الأشخاص المصابين بالخرف وغيره من الاضطرابات المتعلقة بالذاكرة.


فوائد العلاج بالموسيقى

العلاج بالموسيقى
كيف تساعد الموسيقى على الشفاء من الأمراض النفسية والجسدية

هناك العديد من الدراسات التي بحثت طويلاً عن استخدامات وفوائد العلاج بالموسيقى لعقود. وقد أظهرت النتائج الرئيسية من الدراسات السريرية أن العلاج بالموسيقى قد يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم وحتى السرطان.

  1. علاج الاكتئاب

    أشارت الأبحاث والدراسات العلمية إلى أن العلاج بالموسيقى يمكن أن يكون عنصراً فعالاً في علاج الاكتئاب. حيث أن استخدام العلاج بالموسيقى ساهم بصورة أكبر في علاج المصابين بالاكتئاب حينما يتم دمجه مع العلاجات المعتادة مثل مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي. كما قد يساعد هذا النوع من العلاج في تقليل أفكار الوسواس القهري والاكتئاب والقلق لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري.

  2. فوائد العلاج بالموسيقى في التخلص من الأرق

    يجد الكثير من الناس أن الموسيقى تساعدهم على النوم. وقد أظهرت الأبحاث أن العلاج بالموسيقى قد يكون مفيداً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو الأرق كعرض من أعراض الاكتئاب. لقد ثبت أن تقنيات معينة مثل العلاج بالاسترخاء بمساعدة الموسيقى تفيد الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في النوم من خلال خلق حالة من الاسترخاء قبل النوم.

  3. التخلص من الألم

    تم استكشاف الموسيقى كاستراتيجية محتملة للتخلص من الألم الحاد والمزمن في جميع الفئات العمرية. حيث أظهرت الأبحاث أن الاستماع إلى الموسيقى عند التعافي من الجراحة أو الإصابة قد يساعد الأطفال والبالغين على حد سواء في التغلب على الألم الجسدي.

  4. فوائد العلاج بالموسيقى في شفاء آلام ما بعد الجراحة

    وجدت دراسة نشرت عام 2015 في مجلة العلاجات التكميلية في الطب أن هذا النوع من العلاج بعد الجراحة وسيلة فعالة لخفض مستويات الألم والقلق ومعدل ضربات القلب وضغط الدم لدى المرضى. كما أن في أغلب الأحيان تكون تقنيات الإلهاء غير الدوائية طرقاً مفضلة لعلاج الألم عند الأطفال. حيث أشارت العديد من الدراسات الأخرى إلى أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يكون أداة قيمة ضمن ترسانة العلاجات هذه.

  5. الألم العاطفي المزمن

    على مستوى الألم العاطفي يمكن أن تكون فوائد العلاج بالموسيقى جزءً من خطة طويلة الأمد للتحكم في الألم المزمن. بمعنى أن الارتباط القوي للموسيقى بمعالجة الذاكرة يساهم في مساعدة الأشخاص على استعادة ذكرياتهم الإيجابية والتركيز عليها بدلاً من التركيز على الذكريات المؤلمة.

  6. علاج السرطان

    إن التعامل مع تشخيص السرطان وكذلك الخضوع للعلاج هو تجربة عاطفية بقدر ما هي تجربة جسدية. بالطريقة نفسها يحتاج مرضى السرطان غالباً إلى أكثر من نوع واحد من العلاج لتلبية احتياجاتهم الطبية المعقدة، فهم يحتاجون أيضاً إلى مصادر مختلفة من الدعم للعناية بصحتهم العاطفية والروحية. لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن من فوائد العلاج بالموسيقى أنها تساعد على تقليل القلق لدى مرضى السرطان الذين يبدأون العلاج الإشعاعي. كما يساعدهم في التغلب على الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي مثل الغثيان.
    غالباً ما تنطبق الفوائد العاطفية للعلاج التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالاكتئاب على الأشخاص المصابين بالسرطان أيضاً . حيث أن كثيراً من المصابين بالسرطان يعانون من أعراض الاكتئاب في مرحلة ما بعد تلقي التشخيص، أو أثناء خضوعهم للعلاج، أو حتى بمجرد تعافيهم.

اقرأ أيضًا: العلاقات السامة: هل يجب التخلص منها أم محاولة إصلاحها؟

فوائد العلاج بالموسيقى لأمراض أخرى

هناك العديد من الأبحاث والدراسات التي مازالت تستكشف إمكانية هذا النوع من العلاج لمساعدة الأشخاص من جميع الأعمار الذين يعانون من حالات صحية بدنية وعقلية، بما في ذلك:

  • اضطرابات طيف التوحد.
  • الاضطرابات السلوكية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • التأخر في النمو وصعوبات التعلم.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • فوائد العلاج بالموسيقى في علاج الفصام.
  • اضطرابات النطق.
  • السكتة الدماغية وإصابات الدماغ والاضطرابات العصبية.
  • اضطرابات استخدام المواد المخدرة.

في النهاية لابد من التنويه إلى أن أساليب العلاج بالموسيقى لم يُثبت أنها علاج مناسب بمفردها لبعض الحالات الطبية العلاج، بما في ذلك اضطرابات الصحة العقلية. ومع ذلك عندما يقترن بالأدوية والعلاج النفسي والتدخلات الأخرى يمكن أن يكون مكوناً مهماً في خطة العلاج.

اترك تعليقاً