علوم

يد الإنسان: معلومات ربما لم تسمع عنها من قبل

يد الإنسان عجيبة من عجائب جسمه؛ وعلى الرغم من ذلك لا يعرف عنها أكثر مما يعرف عن أعضاء جسمه الأخرى كالقلب والمعدة والجهاز التنفسي وغيرها من الأعضاء. في هذا المقال نتناول سوياً معلومات ربما لم تسمع عنها من قبل عن يد الإنسان.

معلومات عن يد الإنسان

ينفرد الإنسان بين جميع الكائنات الحية بهذه العجيبة المتفردة. حيث أن ليد الإنسان الكثير من المهام المعقدة والمختلفة التي لا تستطع باقي الكائنات الحية أن تفعل مثلها. فمن خلال اليد يحمل الأوزان الثقيلة التي ربما تكون أكثر من وزن اليد بكثير. ويد الإنسان عضو لا غنى عنه لجميع البشر على اختلاف وظائفهم. فهي مهمة للعامل والجندي والفنان والكاتب والصناع. كما أنها تساعده على تناول طعامه وارتداء ثيابه. ومن المتعارف عليه أن المركز الخاص باليد في مخ الإنسان هو أكبر المراكز. حيث تزداد مساحة مركز العضو في المخ كلما ازدادت المهام التي يقوم بها هذا العضو.


كم عظمة في يد الإنسان

تحتوي يد الإنسان الواحدة على 27 عظمة، و19 مجموعة من العضلات، وخمسة أصابع ينفرد من بينها الإبهام بدور محوري. حيث يمكن ثنيه إلى الداخل والوصول به إلى الأصابع الأربعة الأخرى وهو ما يساعده على الإمساك بالأشياء المختلفة. وفي تفرع الأصابع من الكف إبداع يصعب الحديث عنه، فقد يسر ذلك استعمالها وأمكن ثنيها وتحريكها وما من عمل كبير أو صغير، وما من مهنة سهلة أو صعبة إلا وهذه الأصابع تشارك فيها.

اقرأ أيضًا: بصمات أصابع الإنسان: هل يمكن طمسها؟

خلايا يد الإنسان

تحتوي اليدان على حوالي ثلث الخلايا المسؤولة عن الشعور بالألم والحرارة والضغط، كل هذا على الرغم من صغر مساحة سطح اليد إلا أنهما وسيلة الإنسان الأولى للعلم بكل ما يحدث حوله في بيئته. بينما حركة اليد مع الذراع والكتف تشكل مجموعة عمل رائعة أشبه بالرافعة المتعددة المهام. وفي هذه الحركة الفريدة يتحرك ثلاثون مفصلاً بسهولة ويسر. بالإضافة إلى مفصل محوري وأكثر من خمسين عضلة. كل ذلك يعمل في تناغم وسلاسة عجيبة من أجل إنجاز الأعمال، وهو ما لا تستطيع آلة من الآلات على وجه الكرة الأرضية أن تفعله.


أهمية يد الإنسان في التطور الحضاري

أما أعجب ما في الأمر هو أنه على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي العظيم التي وصلت إليه البشرية، وهذا التقدم الذي كان من المفترض أن يقلل من أهمية يد الإنسان إلا أن الذي حدث عكس ذلك تماماً فمع اختراع الأجهزة والآلات المختلفة والمتطورة زادت الحاجة إلى اليد أكثر مما كانت. فعلى سبيل المثال نجد أن أدق العمليات الجراحية في أجزاء الجسم المختلفة لا تتم إلا من خلال اليد، وكذلك صناعة الآلات المتناهية الصغر وإجراء الأبحاث المتخصصة وأعمال الطباعة والديكور وغيرها من الصناعات المختلفة لا تتم إلا من خلال اليد البارعة التي تقوم بذلك.

جرس إنذار لأمراض مختلفة

لا تقتصر أهمية يد الإنسان على مساعدته في شؤون حياته المختلفة فحسب، بل لهما أهمية كبرى في المحافظة على صحته كذلك. فمن خلال اليد يتعرف الإنسان على ما يمكن أن يصيبه من أمراض. فهي بمثابة جرس إنذار، فعلى سبيل المثال نجد أن شحوب راحة اليد وابيضاضها قد يشير إلى إصابة الإنسان بالأنيميا. وفي حالة ازدياد نشاط الغدة الدرقية تكون اليد رطبة دافئة مشوبة بالاحمرار ونعومة الجلد. وفي حالة نقص نشاط هذه الغدة فإن خشونة اليد وجفافها وبرودتها تكون واضحة. بينما يشير اعوجاج الأصابع أو تورمها إلى الإصابة بمرض النقرس أو الروماتيزم كما تشير الأظافر الجافة إلى سوء التغذية. أما إذا كانت اليدان أكبر من المعتاد فإن ذلك يشير إلى مرض في الغدة النخامية. وهكذا تخبرنا يد الإنسان بالكثير من أمراض الجسم المختلفة ليسارع الإنسان في طلب العلاج، والنجاة من ويلات الأمراض.

صاحبة الفضل في التقدم المعرفي

ورغم كل تلك المزايا الهامة التي تتمتع بها اليد إلا أن هناك أمراً شديد الأهمية. ويتمثل هذا الأمر في أنه لولا وجود يد الإنسان لم وصلنا إلى ما وصلنا إليه من معارف وحضارة وتقدم. فالمعرفة الإنسانية تنتقل عبر الأجيال من جيل إلى جيل عن طريق الكتابة والرسم وغيرها. ولم يكن من الممكن أن تنتقل إلينا حضارة القدماء ومعارفهم دون وجود لتلك اليد التي تكتب وترسم من أجل الأجيال القادمة. فلولا يد الإنسان لم نكن لنعرف عن حضارات القدماء التي نقشت بخط اليد على جدران المعابد وفن الكهوف. ولولا إنجازات تلك الأصابع لتوقفت الحضارة الإنسانية.

اقرأ أيضًا: قلب الإنسان: مضخة عجيبة تعمل ليل نهار

ورغم بساطة تركيب اليد البشرية وسرعة استجابتها وتكيفها وحركاتها السلسة والمختلفة التي تقترب من ألف حركة. إلا أن العلم الحديث وقف عاجزاً عن ابتكار مثل هذه الآلة العظيمة التي تعد من معجزات الخالق العظيم في جسم الإنسان.


المراجع:

  • التطور الحضاري للإنسان – جاكوب برونوفسكي – ترجمة د. أحمد مستجير.
  • وظائف الأعضاء من الألف إلى الياء – بوريس فيدورفيتش – ترجمة د. عبد الرحمن محمد البردي.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!