عائلة سوني بين: القصة الحقيقة لعائلة تأكل لحوم البشر  

You are currently viewing عائلة سوني بين: القصة الحقيقة لعائلة تأكل لحوم البشر  
سوني بين وعائلته المتوحشة

سوني بين وعائلته الوحشية هي واحدة من أغرب القصص المرعبة في التاريخ التي يمتزج فيها الواقع والخيال. حيث اشتهرت هذه العائلة بأكل لحوم أكثر من ألف شخص. وكانوا يقطنون كهفاً نائياً على شاطئ البحر بعيداً عن أعين البشر ثم يستقطبون من خلاله المسافرين ليأكلوهم. لكن ليس هذا أغرب ما في القصة، فهيا بنا لنتعرف على تفاصيل قصة عائلة سوني بين الغريبة.

جحيم المنزل

ولد ألكسندر بين في لوثيان الشرقية وهي مقاطعة إسكتلندية في أوائل القرن الخامس عشر لعائلة فقيرة. كان والده يكسب عيشه من حفر الخنادق في الحقول، وتقليم الحدائق. وكانت الحياة في المنزل أشبه بالجحيم، حيث سوء المعاملة والعنف والمنزلي. وعندما شب سوني سار على خطى والده وشرع في العمل كبستاني في إحدى المزارع. لكن أدرك الشاب ألكسندر أن هذا العمل الجسدي ليس مناسباً له، وهو ما سبب له العديد من المشاكل مع عائلته.

لم يكن سوني بين متديناً على الإطلاق، وكان يفتقر إلى التعاطف والأخلاق نتيجة تلك النشأة السيئة، وسرعان ما أصبح منبوذاً من العائلة. بدأ يجوب الشوارع ويرتكب الجرائم، فكان يعتدي على الناس ويسرق أموالهم. ومع ازدياد حدة المشكلات التي يصنعها طرده والده من المنزل. ولذلك قرر سوني العيش بمفرده[1].

الساحرة السوداء

أغرب القصص في التاريخ
صورة رمزية لزوجة سوني بين

التقى سوني بين خلال هذا الوقت في إدنبرة بمن ستصبح شريك حياته: أغنيس دوجلاس. كانت أغنيس عاهرة وأدانها الناس لممارساتها الشيطانية المرتبطة بالسحر الأسود والتضحيات البشرية، لذا أطلق عليها أهل البلدة اسم “ساحرة لوثيان السوداء”. لكن سوني وقع في حبها وتزوجها رغماً عن أنف الجميع. عان الزوجان من الاضطهاد والازدراء من جميع أهل البلدة، وانتهى الأمر باتحاد أهل البلدة لطردهما. ويبدو أن كلاهما كانا يكملان بعضهما البعض بشكل مثالي، لذا قررا الهجرة معاً بعيداً عن إدنبرة.

هاجر الزوجان إلى ريف جالواي وشرعا في سرقة المسافرين على الطرق. وأصبح بإمكانهما شراء ما يحتاجان إليه من طعام من خلال هذه السرقات. لكن سرعان ما بدأ أهالي المنطقة في التعرف عليهما، وقرروا عدم بيعهم أو استبدال أي شيء بالبضائع المسروقة. لذلك شرعا في التنقل باستمرار من منطقة إلى أخرى حتى وجدا كهفاً عميقاً يبعد عن الطريق الرئيسي، وكان الكهف على مقربة من المنحدرات التي تواجه ساحل أيرلندا. سيكون هذا الكهف منزلهما الجديد، حيث سيشكلان أسرة، ويعيشون فيه لمدة ثلاثة عقود تقريباً.

الحياة في الكهف

أغرب قصص أكل لحوم البشر
كهف عائلة سوني بين

كان الكهف أمام البحر، وقد غمرت المياه مدخله فلم يتسن لهم رؤيته في البداية. صعدا إليه بروية حتى توقفا أمام المدخل لبعض لحظات ثم دلفا إلى الداخل. هنا تفكر سوني قليلاً وأخبر زوجته أنهما لن يجدا مكاناً أفضل من ذلك الكهف للإقامة فيه. وافقت الزوجة على اقتراح زوجها وبدأت حياتهما الجديدة.

بدأ الزوجان يشعران بالجوع، وانطلق سوني يبحث عن غذاء يقتات عليه هو وزوجته، إلا أن أقرب مكان لهما كانت البلدة التي طردا منها. لذا كان من المستحيل أن يعود إلى هناك ليطلب طعاماً، وفي نفس الوقت لم يكن باستطاعته أن يذهب إلى بلدة أخرى دون وجود مال معه ليدفع ثمن الطعام. عاد سوني بين يسطو على المسافرين الذين يمرون من هذا المكان ويسرق أمتعتهم. وحصل على الكثير من الأشياء الثمينة التي قام بتخزينها في الكهف.

الجرائم الأولى

أغرب جرائم القتل في التاريخ
بداية ارتكاب جرائم القتل

كان الجوع هو المشكلة الكبرى بالنسبة للزوجين، وما كان من أغنيس إلا أن أقنعت زوجها بأن أكل لحوم البشر هو الحل في مواجهة هذه المجاعة. تردد الزوج في البداية، لكن مع اشتداد حدة الجوع لم يجد سوني وزوجته إلا أن يقتلا المسافرين ثم يسحبان جثثهم إلى داخل الكهف، وبعد ذلك يذبحوها ويأكلون لحومها. وقرر الزوجان اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يجذبوا الانتباه لفعلتهم. لذلك لم يفعلوا هذه الجريمة إلا في حالة الضرورة فقط، كما تركوا بقايا الجثث بطريقة جعلت الأمر يبدو وكأن الموت قد حدث بسبب هجوم حيواني. وبالتالي لم يتركا أي دليل على الجرائم[2].

عشيرة من الوحوش الحقيقية

قصة عائلة سوني بين
أنجب سوني بين وزوجته الكثير من الأطفال

جلب الزوجان المرعبان ذرية إلى العالم. حيث أنجب سوني وزوجته ثمانية أطفال، لكن ستصبح هذه العائلة عشيرة حقيقية من الوحوش التي ولدت من أقدم خطايا البشرية: سفاح القربى وأكل لحوم البشر. بدأت هذه القصة عندما كبر الأطفال، وأصبحوا متورطين في روتين جرائم القتل. وكانوا يصطادون جميعاً معاً، وفي أحيان أخرى كانوا ينقسمون إلى مجموعات صغيرة لتغطية المزيد من الأرض وإيقاع المزيد من الضحايا. ثم أصبح سفاح القربى ممارسة شائعة في الكهف. لقد أراد سوني بين توسيع عائلته بشكل أكبر، لذلك شجع أطفاله على إقامة علاقات مع بعضهم البعض. وهكذا، كانت نتيجة هذه العلاقات المحرمة 18 حفيداً و14 حفيدة.

عاشت العشيرة بأكملها عن طريق السرقة والقتل، وأكل ضحاياهم. وقد كانت الأسرة تخلط بعض بقايا الطعام في الملح والخل لاستخدامها كإمدادات في الأوقات السيئة التي لا يجدوا فيها مسافرين. وعاش سوني بين وعشيرته في الكهف لأكثر من 25 عاماً. وعلى الرغم من أنهم تمكنوا من إخفائها جرائمهم لمدة نصف قرن، إلا أنه كان من المستحيل إبقاء مذبحة بهذا الحجم مخفية إلى الأبد. بدأت الشائعات وكانت مسألة وقت قبل أن يظهر كل شيء للنور.

أسطورة المستذئب

أسطورة المستذئب
انتشرت أسطورة المستذئب بعد جرائم القتل العديدة

كان عدد من ضحايا عائلة سوني بين خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن يقدر بحوالي 1000 شخص. وبدأت الشائعات في الانتشار، وظهرت جميع أنواع النظريات. وشكك الكثير في أصحاب النُزل المحلي، لدرجة أنهم أجبروا على التخلي عن أعمالهم خوفاً من التعرض للإعدام دون محاكمة. وتحدث آخرون عن الوحوش الشريرة في الغابات والذئاب الضارية والشياطين. ومثل هذه القصص الكثير والكثير.

عثر الناس في المدن المجاورة على بعض بقايا هذه الجثث التي تخلص منها سوني بين وزوجته عبر إلقائها في البحر. وفي ذلك الوقت سرعان ما انتشرت قصة المستذئب وهو رجل يتحول إلى ذئب عند اكتمال القمر في كل شهر. يمشي المستذئب في الغابات ليبحث عن ضحاياه، ومن ثم يقتلهم، وفي النهاية يعود في هيئة رجل كما كان من قبل.

ساد الاضطراب بين السكان مع استمرار ارتفاع أعداد المفقودين، مما اضطر ملك اسكتلندا إلى إرسال جنوده وضباطه من أجل البحث عن ذلك المستذئب أو أياً كان المسؤول عن اختفاء الناس وقتلهم. وقد اشتبه الجنود في بعض الرجال، فأحضروهم إلى الملك الذي أمر بإعدامهم دون ضجة. لكن لم يتوقف الأمر على إعدام هؤلاء، فبعد الإعدام استمر اختفاء المسافرين كما كان من قبل، مما يثبت براءة من أعدموا[3].

اكتشاف الجرائم

قصة عائلة سوني بين
محاكمة عائلة سوني بين بالإعدام

وفي إحدى الليالي وأثناء عودة زوجين إلى منزلهما بعد حضور كرنفال في المدينة، إذا بهما أمام حشد من الوحوش البشرية. أسقطت هذه الوحوش المرأة من على ظهر حصانها وقتلوها على الفور، لكن زوجها استطاع أن يدافع عنه نفسه وفر هارباً. مما اضطر العائلة خشية انكشاف أمرهم إلى الهروب من الكهف، والبحث عن مكان أخر. لكن لم يتسنى لهم الرحيل.

عاد الزوج الهارب الذي تعرض للاعتداء إلى المدينة وأبلغ السلطات المحلية عما شاهده. وبعد اكتشاف أمر هذه العائلة أمر الملك جنوده بالبحث عنهم، وقد كلف بهذه المهمة أكثر من 400 رجل مع كلاب مدربة. وسرعان ما اكتشف الرجال الكهف الذي كانت تقطنه هذه العائلة قبل هروبها. عند دخولهم الكهف أصيبوا بصدمة شديدة لما رأوه. حيث رأوا أجزاء من الجثث البشرية تتدلى من السقف، وعثروا كذلك على بقايا وجبات من لحوم البشر ومتعلقات خاصة بالقتلى في كل مكان. هذا بالإضافة إلى ظهور 47 شخصاً متوحشاً من أفراد الأسرة مازالوا يقبعون في زاوية الكهف.

بعد القبض عليهم أمر الملك جنوده بإيداعهم في السجن، لكن سرعان ما تراجع عن قراره بعد أن شعر بأن هؤلاء الأطفال قد اعتادوا على أكل لحوم البشر والقتل وسفاح القربى لذا لن يكون في استطاعتهم تخيل حياة أخرى غير تلك التي نشأوا عليها. ومن هنا أمر بإعدامهم بسرعة دون محاكمة. حيث قطعت أيادي الرجال وأرجلهم ونزفوا حتى الموت.  أما النساء فتم حرقهن وهن أحياء.

هل كانت مجرد أسطورة؟

تعد قصة سوني بين وعشيرته من أكلة لحوم البشر واحدة من أشهر القصص في اسكتلندا[4]. ولا يزال العديد من المؤرخين يشككون في صحتها. فلم يعرف أحد حقيقة هذه القصة من عدمها، نظراً لندرة المصادر المكتوبة عن هذه القصة. يعتقد البعض أنها حقيقة وحدثت بالفعل، في حين يعتقد البعض الآخر أنها مجرد أسطورة نشأت في فترة المجاعات التي حلت في أوروبا في ذلك الوقت. حيث تشير بعض المصادر التاريخية إلى وجود بعض حالات أكل لحوم البشر في اسكتلندا خلال المجاعة في أواخر القرن الخامس عشر. لذلك فمن الممكن أن تكون الأسطورة قد تطورت هناك وبها شيئاً من الحقيقة الفعلية التي حدثت في تلك الفترة.

هناك رأي آخر يشير إلى أن هذه القصة تعود إلى ثورة اليعاقبة، وهي حركة أرادت أن تضع ملك إسكتلندي على عرش بريطانيا العظمى. وربما كانت هذه القصة اختراعاً استخدم كسلاح سياسي لتشويه سمعة المرشحين الإسكتلنديين لعرش بريطانيا، فمن يريد أن يكون رأس الأمة من أكلة لحوم البشر؟

التلال لها عيون

لطالما كان لقصص الرعب وأكل لحوم البشر مكانها في عالم السينما. ولهذا السبب ظهرت أسطورة عائلة سوني بين في العديد من الأفلام السينمائية، ولعل أشهرها الشخصية المعروفة باسم هانيبال ليكتر في فيلم the silence of the lambs، بطولة الفنان المخضرم أنتوني هوبكنز. ولكن الفيلم الأشهر على الإطلاق هو فيلم الرعب الشهير The Hills Have Eyes، التي استندت حبكته إلى عائلة كانت مسافرة وتقطعت بها السبل في صحراء نيفادا. وأثناء وجودهم هناك بدأوا يتعرضون للهجوم والمطاردة من قبل عشيرة من أكلة لحوم البشر المشوهة التي أتت من التلال القريبة. هناك كذلك العديد من الأفلام الأخرى التي استندت على هذه القصة لا مجال لحصرها كلها.

المراجع

[1] Who was Sawney Bean?

[2] Sawney Bean – Scotland’s most famous cannibal.

[3] Sawney Bean, the Scottish Cannibal.

[4] The Legend of Sawney Bean.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    يمكن أن تكون كلها شائعات صنعها الناس حول الزوجين لسبب ما

اترك تعليقاً