لماذا من الضروري استخدام مصادر الطاقة المتجددة؟

الطاقة المتجددة أصبحت ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر، فخلال أكثر من مائة عام والبشر يعتمدون على الفحم والنفط والعديد من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى من أجل تشغيل كل شيء من المصابيح الكهربائية إلى السيارات والمصانع، مما أدى إلى معاناتنا اليوم من ظاهرة الاحتباس الحراري. لكن مع ذلك هناك فرصة كبيرة أمانا للتخلص من كل مشكلات المناخ وهي استخدام أنواع الطاقة المتجددة المتوفرة بكثرة في كوكبنا الأرضي. فما هي مصادر الطاقة المتجددة؟ وما أهمية الطاقة المتجددة في حياتنا؟

ما هي الطاقة المتجددة؟

الطاقة المتجددة هي الطاقة المشتقة من الموارد الطبيعية مثل الشمس والرياح والمياه وحتى الحرارة الداخلية للأرض. بينما يتم إنتاج الوقود الأحفوري أيضاً من الموارد الطبيعية إلا أن إنتاج الوقود الأحفوري من مصادر الطاقة غير المتجددة. تتميز هذه الطاقة بأنها متاحة باستمرار كما أنها مصادر نظيفة بمعنى أنها لا تطلق الغازات أو الانبعاثات الضارة التي تسبب تغيرات المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري.

يتلقى غالبية العالم طاقته من خلال موارد غير متجددة. وتشمل هذه الوقود الأحفوري والنفط والفحم، والتي يجب استخراجها من الأرض. لكن يمكن لهذه المصادر أن تشكل أخطر مشكلات البيئة. كما أن هناك كميات محدودة من الموارد غير المتجددة على كوكب الأرض، ولا يمكن تجديدها لمئات السنين. هذا بالإضافة إلى أنها تطلق غازات، وتسبب الضباب الدخاني. كما تساهم في تغير المناخ العالمي، من بين الآثار الضارة الأخرى.

أنواع مصادر الطاقة المتجددة

مع ارتفاع عدد سكان العالم، يزداد الطلب على الطاقة من أجل تزويد منازلنا وأعمالنا ومجتمعاتنا بالطاقة. لذا كان من الضروري البحث عن مصادر أخرى للطاقة المتجددة. ولعل من أهم مصادر الطاقة المتجددة ما يلي:

الطاقة الشمسية

ضوء الشمس هو أحد أنواع الطاقة المتجددة وهو موارد الطاقة الأكثر وفرة والمتاحة على كوكبنا. كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى سطح الأرض في ساعة واحدة هي أكثر من إجمالي متطلبات الطاقة على كوكب الأرض لمدة عام كامل. على الرغم من أنه يبدو مصدراً مثالياً للطاقة، إلا أن كمية الطاقة الشمسية التي يمكننا استخدامها تختلف وفقاً للوقت من اليوم وموسم السنة وكذلك الموقع الجغرافي.

طاقة الرياح

الرياح هي مصدر وفير للطاقة النظيفة. وتعد طواحين الهواء مشهداً مألوفاً بشكل متزايد في كثير من دول العالم. حيث يتم تسخير طاقة الرياح من أجل إنتاج الكهرباء وتشغيل المولدات. لقد بدأ تسخير الرياح كمصدر للطاقة منذ آلاف السنين. أما الآن نجد أن الصين والولايات المتحدة وألمانيا أكبر منتجي طاقة الرياح في العالم.

الطاقة المائية

أحد مصادر الطاقة المتجددة الأكثر شيوعاً بل والأكثر تطوراً. يتم تسخير هذا المصدر من الطاقة عن طريق إنشاء السدود والخزانات التي تساهم في تدفق مائي تتحكم فيها التوربينات من أجل توليد الكهرباء. كما أنه يسمح أيضاً بتخزين الكهرباء للاستخدام. يمكن أن تكون الطاقة المائية أكثر قابلية للتطبيق كمصدر طاقة تجاري مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى التي ترتفع تكلفتها بصورة كبيرة.

طاقة المد والجزر

هذا شكل آخر من أشكال الطاقة المائية التي تستخدم تيارات المد والجزر مرتين يومياً لتشغيل مولدات التوربينات. وعلى الرغم من أن تدفق المد والجزر ليس ثابتاً على عكس بعض مصادر الطاقة المائية الأخرى، إلا أنه يمكن التنبؤ به بدرجة كبيرة ويمكنه بالتالي تعويض الفترات التي يكون فيها تيار المد منخفضاً.

الطاقة الحرارية الجوفية

من خلال تسخير الحرارة الطبيعية تحت سطح الأرض، يمكن استخدام الطاقة الحرارية الأرضية لتدفئة المنازل مباشرة أو لتوليد الكهرباء. تستخدم الطاقة الحرارية منذ آلاف السنين في بعض البلدان لأغراض الطهي والتدفئة. يمكن استغلال الخزانات الجوفية من البخار والمياه الساخنة من خلال الآبار التي يمكن أن تصل إلى عمق ميل واحد أو أكثر لتوليد الكهرباء. على عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن الطاقة الحرارية الأرضية متاحة دائماً. لكن لها آثار جانبية مثل رائحة البيض الفاسد التي يمكن أن تصاحب إطلاق كبريتيد الهيدروجين.

طاقة الكتلة الحيوية

هذا هو تحويل الوقود الصلب المصنوع من المواد النباتية إلى كهرباء. على الرغم من أن الكتلة الحيوية تتضمن في الأساس حرق المواد العضوية لإنتاج الكهرباء. وهي في الوقت الحاضر عملية أكثر نظافة وكفاءة في استخدام الطاقة. من خلال تحويل النفايات الزراعية والصناعية والمنزلية إلى وقود صلب وسائل وغاز، تولد الكتلة الحيوية الطاقة بتكلفة اقتصادية وبيئية أقل بكثير.

الطاقة الكهرومائية

منذ قرون مضت كان الناس يستخدمون طاقة التيارات النهرية باستخدام السدود للتحكم في تدفق المياه. أما الآن فإن الطاقة الكهرومائية أحد أكبر مصادر الطاقة المتجددة في العالم، حيث تعد الصين والبرازيل وكندا والولايات المتحدة وروسيا أكبر منتجي الطاقة الكهرومائية. في حين أن الطاقة الكهرومائية هي من الناحية النظرية مصدر طاقة نظيف يتم تجديده بالمطر والثلج، إلا أن لها أيضاً العديد من العيوب. حيث يمكن أن تؤدي السدود الكبيرة إلى تعطيل النظم البيئية للأنهار والمجتمعات المحيطة بها، مما يؤدي إلى الإضرار بالحياة البرية وتشريد السكان.

أهمية الطاقة المتجددة

أصبحت الطاقة المتجددة موضوعاً شائعاً مع قيام الكثير من الناس في عالمنا اليوم بالتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة كلما أمكن ذلك. لكن لماذا يعد استخدام الطاقة المتجددة أمراً ذي أهمية كبرى؟ باختصار، يمكن أن يكون لهذا الأمر تأثيرات دائمة على المناخ والبيئة وحتى على أموالك الخاصة. فالطاقة المتجددة هي مصدر نظيف ووفير للطاقة يمكن أن يكون لها تأثيرات دراماتيكية على الكوكب بأكمله بطرق إيجابية. ومن خلال اختيار الطاقة المتجددة، يمكنك المساهمة في هذا المستقبل.

• الحد من التغيرات المناخية

  تعد تأثيرات الطاقة المتجددة على تغير المناخ واحدة من فوائدها الرئيسية. فعندما يتم حرق الوقود الأحفوري نجد انبعاث مستويات عالية من الغازات الملوثة للهواء مما يؤدي إلى تغيرات في درجة الحرارة، تلك التغيرات يمكن أن يكون لها آثار مدمرة على الحيوانات والبشر على حد سواء. ومع ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات بسبب ذوبان الغطاء الجليدي نتيجة هذه التغيرات تهاجر الأسماك بعيداً عن موائلها المعتادة للبقاء على قيد الحياة، مما يترك العديد من المجتمعات الساحلية بدون مصدر دخل. وفي الوقت نفسه، تنتج الطاقة المتجددة القليل من الانبعاثات أو لا تنتج عنها أي انبعاثات. في الواقع، يمكن أن يساعد التحول إلى الطاقة المتجددة على الطاقة غير المتجددة في عكس آثار تغير المناخ من خلال المساعدة في تقليل كمية غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وهنا تكمن أهمية الطاقة المتجددة.

• الطاقة المتجددة هي طاقة لا تنضب

  لن تنفد الموارد المتجددة أبداً، مما يجعل الوصول إليها سهلاً للناس في جميع أنحاء العالم. كما قد يستفيد أولئك الموجودون في المناخات الأكثر جفافاً من الطاقة الشمسية، بينما يمكن للأشخاص الذين يعيشون في المناطق العاصفة والغيوم تركيب توربينات الرياح بدلاً من ذلك. إن تنوع خيارات الطاقة المتاحة يجعل من السهل على الناس الوصول إليها أكثر من أي وقت مضى، كما هو الحال مع الانخفاض المستمر في أسعار مولدات الطاقة المتجددة والطاقة الناتجة. سوف ينفد الوقود الأحفوري في العقود القادمة، وإذا لم يتكيف العالم مع مصادر جديدة للطاقة، فقد نعيش بدون مصادر طاقة قابلة للحياة يمكنها تلبية احتياجات الطاقة للسكان.

• تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري

  يؤدي التحول إلى الطاقة المتجددة أيضاً إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما يساعد هذا في الحد من كمية الحفر وتعطيل الموائل التي يجب القيام بها لاستخراج الوقود الأحفوري، وحماية البيئة من الاحتباس الحراري. هذا بالإضافة إلى أنه يقلل من تكلفة الطاقة. فلن تعد هناك حاجة لاستيراد النفط والغاز من الخارج وبدلاً من ذلك إنتاجهما بالقرب من المجتمعات التي سيتم استخدامه فيها، كما يمكن للمستهلكين أن يدفعوا أقل مقابل استخدامهم للطاقة.

• الاعتماد على الطاقة المتجددة تعمل على زيادة المنافسة

  إن تكاليف بدء الأعمال التجارية التي تعتمد على الطاقة المتجددة تنخفض بسرعة نتيجة للمنافسة الشرسة بين تلك الشركات التي تنتج التكنولوجيا اللازمة لاستخدام هذه الطاقة بكفاءة مثل الألواح الشمسية ومولدات الطاقة الحرارية الأرضية والتوربينات. هذه المنافسة تعمل على تعزيز الابتكار بوتيرة أسرع. كما أنها تدعم التكاليف المنخفضة للمستهلكين حيث تسعى الشركات جاهدة لتقديم خدمات عالية الجودة بأقل سعر ممكن.

تشكل مصادر الطاقة المتجددة 26٪ من الكهرباء في العالم اليوم. ولكن وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA) من المتوقع أن تصل حصتها إلى 30٪ بحلول عام 2024. وفي المستقبل، من المتوقع أن يستمر عدد مصادر الطاقة المتجددة في الزيادة وهو أمر رائع لكوكبنا حتى نتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري وهنا تكمن أهمية الطاقة المتجددة. وكذلك فهذا الأمر رائع لمحافظنا المالية.

المراجع: