فن

مراجعة فيلم Day of the Falcon: لغز الصحراء العربية

فيلم Day of the Falcon هو ملحمة تاريخية للمخرج جان جاك أنود يستكشف فيها شبه الجزيرة العربية بعد اكتشافات النفط الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي. في السطور التالية نستعرض القصة ثم مراجعة فيلم Day of the Falcon بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم Day of the Falcon

  • الاسم الأصلي: Black Gold.
  • البلد: فرنسا | إيطاليا | قطر | تونس.
  • اللغة: الإنجليزية.
  • تاريخ الإصدار: 25 أكتوبر 2011.
  • المخرج: جان جاك أنود.
  • الكاتب: مينو ميجيس | جان جاك أنود | آلان جودار.
  • وقت العرض: 130 دقيقة.
  • النوع: دراما | تاريخ | أكشن.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على مشاهد فاضحة وعنيفة.
  • فريق التمثيل: طاهر رحيم | أنطونيو بانديراس | مارك سترونج.
  • التقييم: 6.6.

قصة فيلم Day of the Falcon

قصة فيلم Day of the Falcon
أنطونيو بانديراس في مشهد من الفيلم

تدور أحداث الفيلم في الثلاثينيات من القرن الماضي في صحراء شبه الجزيرة العربية. حيث لا تزال رحى الحرب دائرة منذ عدة سنوات بين اثنين من زعماء القبائل هناك، أحدهما يدعى نسيب – أنطونيو بانديراس – وهو أمير لمملكة حبيقة، وعمار – مارك سترونج – أمير مملكة سلمى. وبعد هزيمة الأخير يتفاوض الاثنان على شروط السلام بينهما. تنص الشروط على اعتبار منطقة الحزام الأصفر الذي يفصل بين الإمارتين من الآن فصاعداً كمنطقة محايدة لا يحق لأي شخص أن يطالب بملكيتها. وكتعهد لحفظ المعاهدة، يأخذ نسيب ابني عمار الصغار ليعيشا معه حتى يضمن الحماية من الهجمات المتكررة.

اكتشاف النفط

تمر العديد من السنوات ويكبر الطفلان في كنف نسيب مع ابنيه طارق وليلى. وذات يوم تكتشف شركة نفط في تكساس وجود الكثير من النفط في منطقة الحزام الأصفر وما حولها. لذا تذهب للاتفاق مع نسيب على شراء حقوق استغلال هذه الأراضي في التنقيب عن النفط وفي المقابل سيصبح نسيب من الأثرياء وسيجلب الرخاء لمملكته وشعبه.

يوافق نسيب على هذا الأمر ويحصل على الكثير من المال الذي استخدمه في بناء مدرسة ومستشفى ومكتبة، وجلب الرخاء والتعليم لشعبه. لكن يعلم عمار بأمر النفط ويصر على احترام معاهدة السلام بينهما. ولا يوافق على بيع أراضي الحزام الأصفر لشركة النفط الأمريكية. ومن هنا تدور رحى الحرب بينهما من جديد، وخاصة بعد قتل ابن عمار الكبير، واجبار الصغير على الزواج من ابنته.

المفاوضات

يرسل نسيب الابن الأصغر لعمار إلى أبيه من أجل التفاوض معه، ومنع فتيل الحرب من الاشتعال. وهناك يحاول مرات أن يجنب والده ويلات الحرب. يقتنع الوالد بأفكار ولده، ويرسل إلى نسيب مجموعة للتفاوض. ويحاول رشوة رئيس المفاوضين وعندما يفشل يزج به في السجن، ويعيد باقي الرجال إلى عمار مرة أخرى. يعتقد عمار أن نسيب اشترى رئيس المفاوضين، وإنه لا مفر من خوض الحرب.

يحاول عمار اقناع ولده عودة بأن يكون على رئيس مجموعة من المجرمين المدربين ليجتاز أرض “بيت الله” حتى لا يشك نسيب في أمر الحرب، ويذهب بكامل جيشه لحماية منطقة الحزام الأصفر، وفي تلك اللحظة يطوق جيش عمار مملكة حبيقة ويقضي عليه. يرفض الابن في البداية، لكن بعد التفكير العميق ينفذ خطة والده.

نهاية الحرب

بعد الكثير من المعاناة وسط الصحراء، وهجوم الطائرات استطاع عودة أن يكون جيشاً من القبائل التي لم تتحالف مع نسيب، وسرعان ما انتصر في حربه. وعندما تقابل مع والده مجدداً طلب منه الوالد أن يسلمه منطقة الحزام الأصفر وقبل أن يفعل ذلك تلقى عمار رصاصة من أحد زعماء القبائل المهزومة ليلقى حتفه. ومن هنا يصبح عودة الأمير الذي استطاع جمع المملكتين تحت أمرته. أما عن مصير نسيب فلم يقتله ولم يسجنه بل جعله مندوباً لشركة النفط كحلقة وصل بينهما.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Instinct: أوهام العودة إلى الطبيعة

مراجعة فيلم Day of the Falcon

تحليل فيلم Day of the Falcon
مشهد من فيلم Day of the Falcon

كانت الصحراء العربية لغزاً لكثير من الناس في الغرب منذ زمن طويل، وقد ظهرت العديد من الأفلام المثيرة للاهتمام التي تدور أحداثها هناك. ويحظى التصوير في الجزيرة العربية حالياً بشعبية كبيرة بين منتجي هوليوود. حيث ساهم وجود ناطحات السحاب في بلدان مثل دبي أو أبو ظبي أو قطر وسط الصحراء في جذب المنتجين إلى هذه الخلفية الرائعة بقدر ما هي غريبة. ومنذ الأربعينيات من القرن الماضي، كانت المغامرات الصحراوية الملحمية رهاناً آمناً للجمهور، حتى وصل هذا الاتجاه إلى ذروته الفنية في بداية الستينيات مع فيلم “لورنس العرب” للمخرج ديفيد لين. ولكن كان على المنتج التونسي طارق بن عمار الكفاح لأكثر من 25 عاماً لتحقيق حلمه في فيلم مقتبس عن رواية” العطش الأسود ” للكاتب السويسري هانز روش من إخراج الخبير الملحمي الفرنسي جان جاك أنود. ليقدم لنا مغامرة صحراوية مذهلة بصرياً، لكنها ضعيفة فنياً.

القلب الحقيقي للقصة

يحاول أنود أن يخبرنا مرة أخرى قصة رجل أصبح قائداً لجيش في الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين. وفي سياق رحلة الأمير عودة يضع العديد من الموضوعات على اللوحة، ويتعامل معها بسطحية أو إهمال: العلاقة بين التقاليد والحداثة في العالم الشرقي، وليس فقط الغربي؛ الرغبة في السيطرة على مصادر النفط؛ أهمية المصير؛ الشعور بالانتماء إلى الأسرة، وغير ذلك. ويعود ذلك إلى التردد والحيرة حول ماهية القلب الحقيقي للقصة.

العمق المفقود

يستغرق جان جاك أنود وقتاً طويلاً لتقديم الشخصيات والخلفية السياسية، حتى يبدأ الصراع بين التقليد والحداثة من وجهة نظر اثنين من أمراء العرب، في حين يبقى المنقبون عن النفط – الأمريكان – في الظل ولم يكونوا إلا مجرد إضافات دون تدخل في السياسة بين الأطراف المتصارعة. ثم تأخذ السياسة مقعداً خلفيًا لإفساح المجال لرحلة صحراوية صعبة. حيث من المفترض أن يقود الأمير عودة جيشاً كاملاً من السجناء المتنكرين بزي جنود عبر الأراضي القاحلة كتكتيك حربي. وهناك يواجه الجيش العديد من العقبات التي يبدو أنه لا يمكن التغلب عليها: أولاً متمردي جيشه وعدم إطاعتهم للأوامر، ثم السيارات المدرعة للعدو والطائرات المجهزة بمدافع رشاشة.

لكن عودة يتفوق على نفسه ويثبت نفسه كقائد بالفطرة، وهو تطور كان من الممكن أن يجعل الفيلم قريباً بشكل كبير من كليشيهات هوليوود المُستخدمة منذ فترة طويلة، لكن طاهر رحيم استطاع أن يجسد دوره بمصداقية كبيرة كونه تحول من قارئ للكتب وشخص مسالم إلى أمير حرب وقائد جيش. أما أدوار أنطونيو بانديراس ومارك سترونج التي جسدت الزعيمين القبليين المتنافسين، فلقد جاءت مخيبة للآمال إلى حد ما. فلم يمنحا شخصياتهما في أي وقت العمق والإقناع اللازمين.

في الختام لا يسعنا سوى القول بأنه على الرغم من عيوب فيلم Day of the Falcon  إلا أن القصة مسلية مع تصوير سينمائي رائع في بيئة لم نشاهده كثيراً.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!