مخاطر التدخين على صحة الإنسان

You are currently viewing مخاطر التدخين على صحة الإنسان
كيف يدمر التدخين صحة الإنسان

تحتوي السيجارة على أكثر من 7000 مادة كيميائية مختلفة، من بينها أكثر من 250 مادة سامة، و69 مادة مسرطنة، مما يعرض صحة المدخن لعدد لا يحصى من الأمراض. بينما يؤدي التدخين إلى وفاة إنسان كل 6 ثواني في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من كون التبغ قانونياً إلا إنه أحد أكثر المخدرات تدميراً للجسم والنفس، فهو لا يجعلنا عرضة للأمراض فحسب، بل يدمر أيضاً مزاجنا ويغير من سلوكنا أكثر مما نعتقد. في المقال التالي نحاول أن نستعرض أضرار التدخين على صحة الإنسان بشكل أكثر تفصيلاً.

مكونات التبغ

تتكون السيجارة من مواد ثبت أنها قاتلة، مثل سيانيد الهيدروجين، والأسيتون، والأمونيا، والزرنيخ، والبنزين، والبيوتان، والكادميوم، وأول أكسيد الكربون، والنيتروزامين، والدي دي تي، والرصاص، والنيكوتين، والبولونيوم 210 وما إلى ذلك. وكما قلنا سابقاً أن السيجارة الواحدة تحتوي على 7000 مادة كيميائية، من بينها مواد سامة ومسرطنة. ويمكن الإشارة إلى مكونات التبغ الرئيسية فيما يلي:

  • النيكوتين: المادة المسببة للإدمان.
  • أول أكسيد الكربون: وهو المسؤول عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • القطران: وهو المسؤول عن الأورام.
  • المواد المؤكسدة: وهي التي تتسبب في أمراض الرئة والشعب والهوائية.

تأثير التبغ على الصحة العالمية؟

التدخين وأضراره
إحصائيات منظمة الصحة العالمية حول التدخين

يوجد حوالي 1.1 مليار مدخن في العالم، ويقتل التدخين 8 ملايين شخص كل عام، من بينهم 7 ملايين مدخن نشط، ومليون مدخن سلبي. ناهيك عن موت أكثر من 65 ألف طفل كل عام بسبب العيش مع آباء مدخنين. ومن هذه الإحصائيات علينا أن ندرك أننا نواجه أحد أكبر التهديدات للصحة العامة العالمية[1].

التبغ ضار جداً لأنه مع كل استنشاق للدخان، فإننا نُدخل مباشرة 250 مادة كيميائية سامة إلى رئتينا. لا تدمر هذه المواد خلايا الرئة فحسب، بل تنتقل أيضاً إلى الدم وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى إتلاف أعضاء الجسم والأنسجة ببطء وبشكل مستمر.

تشير الدراسات العلمية[2] بشأن أضرار التدخين على صحة الإنسان إلى أنه هو المسؤول المباشر عن جميع أنواع السرطان، ويعد سرطان الرئة من الأمراض الخطيرة المرتبطة بالتدخين، ويعتبر تاسع سبب رئيسي للوفاة في العالم، ولكنه ليس المرض الوحيد. حيث تذهب آثار الإدمان على تدخين التبغ إلى أبعد من ذلك، فهو يؤثر على الكلي والقلب والدماغ والجلد والفم، ويعرض جميع أعضاء الجسم الحيوية إلى الخطر. ومن الأمراض الأخرى المرتبطة بالتدخين يمكننا الإشارة إلى ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، وتلف الكلي، وشيخوخة الجلد، وأمراض الرئة.

اقرأ أيضًا: التثقيف الصحي: مفتاح تغيير المستقبل

العلاقة بين التدخين والأمراض

يرتبط تدخين التبغ بالعشرات من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وأنواع مختلفة من الأورام. على سبيل المثال، يمكننا تسليط الضوء على مرض الانسداد الرئوي المزمن[3]، وهو مرض مزمن يحدث نتيجة لصعوبة مرور الهواء عبر القصبات الهوائية، مما يتسبب في الاختناق عند المشي، وضيق التنفس عند بذل مجهود بدني، والسعال والبلغم. ويعد الاكتشاف المبكر لهذا المرض أمراً ضرورياً لأن أعراضه تزداد سوءاً بشكل تدريجي. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض الانسداد الرئوي المزمن، إلا إنه لحسن الحظ توجد علاجات تسمح بالتحكم في أعراضه، فضلاً عن تحسين نوعية الحياة لدى المرضى.

اقرأ أيضًا: أفضل التوصيات للمحافظة على نمط حياة صحي ومثالي

أضرار التدخين على الصحة

أضرار التدخين على صحة الإنسان
التدخين وأضراره
  1. تقليل الأوكسجين في الجسم

    بسبب السموم الموجودة في الدخان، يمنع التبغ الحويصلات الرئوية، وهي الهياكل التي تنظم تبادل الغازات أثناء التنفس، من العمل بشكل صحيح، لذلك نلتقط كمية أقل من الأكسجين من الهواء، مما يؤدي إلى دخولنا في حالة نقص الأكسجة في الدم. حيث تتدفق كمية أقل من الأكسجين عبر الدم، ومن ثم تغرق جميع خلايا الجسم.

  2. زيادة خطر الإصابة بالسرطان

    من أضرار التدخين على صحة الإنسان زيادة خطر الإصابة بالسرطان. فاستهلاك التبغ هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً وفتكاً في العالم، حيث تم تشخيص أكثر من مليوني شخص حول العالم وأكثر من مليون حالة وفاة. ومن بين كل 10 حالات يتم تشخيصها، هناك 9 حالات من المدخنين. لكن لا يسبب التدخين سرطان الرئة فقط، بل الحلق، والبنكرياس، والكلى، والرحم، والقولون، والمستقيم، والمريء، والفم… كل هذه الأمراض أكثر عرضة للإصابة بها هم المدخنون.

  3. تقليل الخصوبة

    بسبب تأثير السموم المنتشرة في الدم، ثبت أن من أضرار التدخين على صحة الإنسان إنه يقلل من الخصوبة لدى الرجال والنساء. فهو سبب مباشر لضعف الانتصاب عند الرجال، ويسبب جفاف المهبل بالنسبة للمرأة ومشاكل أخرى تجعل الصحة الجنسية السليمة صعبة.

  4. تعزيز تكوين جلطات الدم

    يزيد تدخين التبغ بشكل كبير من خطر الإصابة بجلطات الدم أو تشكل التخثرات الدموية، وذلك بسبب الضرر الذي تسببه مكونات التبغ للأوعية الدموية، مما يجعل فرص الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أعلى بكثير بين المدخنين.

  5. ارتفاع ضغط الدم

    عندما تتدفق سموم التبغ عبر مجرى الدم، يرتفع معدل ضربات القلب، وبالتالي يرتفع ضغط الدم حتماً. وبما أن هذه السموم موجودة باستمرار في دم المدخنين، فإن ارتفاع ضغط الدم لا يختفي أبداً. وهذا ما يفسر سبب وقوف التبغ وراء العديد من حالات أمراض القلب والأوعية الدموية، التي تشكل السبب الرئيسي للوفاة في العالم، بوفياتها التي تناهز 15 مليون شخص.

  6. إضعاف الحواس

    تؤثر سموم التبغ أيضاً على الجهاز العصبي، فتخدره. حيث تمنع هذه المواد الخلايا العصبية من التواصل بشكل صحيح مع بعضها البعض، مما يقلل من قدرة التشابك العصبي، وبالتالي يجعل من الصعب نقل المعلومات إلى الدماغ. وهذا ما يفسر لماذا يفقد الأشخاص الذين يدخنون حاسة الشم والتذوق بدرجة أكبر.

  7. مشاكل في الرؤية

    عندما ندخن ونطرد الدخان، فإن السموم تلحق الضرر أيضاً بأعيننا. والتدخين مضر لبصرك كما هو الحال بالنسبة لأي جزء آخر من الجسم. ويعد كلا من التنكس البقعي وإعتام عدسة العين مرضان يكون خطر حدوثهما أعلى بكثير بين المدخنين ويمكن أن يسببا فقدان الرؤية وحتى العمى.

  8. منع التئام الجروح بشكل سليم

    تمنع السموم الناتجة عن تدخين التبغ، بمجرد تدفقها عبر الدم، الصفائح الدموية من العمل بشكل طبيعي. وهذا يزيد من صعوبة تجلط الدم بعد الجروح وتجعل من الصعب شفاء الجروح بسرعة.

  9. زيادة خطر الوفاة المبكرة

    يعيش المدخنون في المتوسط 13 سنة أقل من الأشخاص الذين لم يدخنوا قط. ويرجع هذا الانخفاض الهائل في متوسط ​​العمر المتوقع إلى جميع الأمراض، وخاصة أمراض الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية والرئة التي يسببها التدخين.

  10. صعوبات في التنفس

    السعال والمخاط وضيق التنفس… التبغ هو المادة التي تدمر رئتينا أكثر من غيرها، وتهيج الجهاز التنفسي بأكمله، وتملأه بالسموم وتمنع خلايا الرئة من العمل بشكل طبيعي، كما تتسبب في تضييق القصبات الهوائية وتضيق الحويصلات الهوائية. وهذا ما يفسر لماذا لا يسبب التدخين سرطان الرئة فحسب، بل يتسبب أيضاً في أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو التهابات الرئة، وكل منها مسؤول عن أكثر من 3 ملايين حالة وفاة سنوياً.

  11. رائحة الفم الكريهة واصفرار الأسنان

    التدخين يجعل رائحة أنفاسك كريهة. وعلى الرغم من أن هذا لا يؤثر بشكل مباشر على الصحة البدنية، إلا أنه يمثل مشكلة اجتماعية مهمة، لأنه يضر بالقدرة على التواصل مع الآخرين. كذلك يتراكم النيكوتين والقطران الموجود في السجائر على سطح الأسنان ويعطيها اللون الأصفر. وهذه مشكلة اجتماعية أخرى، إلى جانب رائحة الفم الكريهة.

  12. مشكلات الفم

    بسبب السموم التي تتراكم في الفم وتأثيرها على الدورة الدموية، يزيد التدخين بشكل كبير من خطر الإصابة بالتسوس أو التهاب اللثة، الناجم عن مسببات الأمراض التي تستغل هذا الضعف في الفم لتصيب الأسنان واللثة. هذه الأمراض، بالإضافة إلى التأثير على مستوى الشكل، يمكن أن تسبب فقدان الأسنان.

  13. تعزيز ظهور التجاعيد المبكرة

    الجلد هو عضو آخر في جسمنا، وهو في الواقع أكبرها. ولا يخلو من الأضرار الناجمة عن التدخين. حيث تعمل السموم أيضاً على إضعاف وظيفة خلايا البشرة، التي لا تتلقى كمية كافية من الأكسجين. وهذا يؤدي إلى إضعافها بسرعة أكبر وظهور التجاعيد في وقت أبكر بكثير مما يشير إليه علم الوراثة.

  14. خطر الإجهاض

    لقد ثبت أن النساء المدخنات، بغض النظر عن مقدار توقفهن عن التدخين أثناء الحمل، لديهن خطر أكبر بكثير من أن ينتهي الأمر بهن إلى الإجهاض التلقائي. كما يمكن أن تسبب السموم الناتجة عن التدخين والتي تتدفق عبر الدم موت الجنين.

  15. التأثير على صحة العظام

    لا تزال العظام هي الهياكل الحية لجسمنا وتتكون من خلايا، لذلك، على الرغم من مظهرها القوي والمتين، إلا أنها لا تخلو من الأضرار التي تسببها سموم التبغ. لقد ثبت علمياً أن التدخين يضعف العظام ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض مثل هشاشة العظام، الأمر الذي بدوره يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالكسور حتى من السقوط أو الضربات البسيطة.

  16. الإضرار بالصحة العقلية

    التهيج، القلق والتوتر، العصبية، الحزن، صعوبات التركيز، التبعية… لا يمكن التقليل من تأثير التدخين على الصحة العقلية. والضرر العاطفي الذي يسببه يمكن أن يسبب مشاكل في جميع مجالات الحياة: العمل، علاقات الحب، الأصدقاء، الأسرة، إلخ.

  17. قابلية الإصابة بالالتهابات

    تؤثر سموم تدخين التبغ أيضاً على الجهاز المناعي. حيث تخدر الخلايا المناعية التي يجب أن تكتشف وتقتل مسببات الأمراض وأي تهديد خارجي. وهذا الفقدان لوظائف الجهاز المناعي يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات، خاصة في الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي.

  18. خطر الإصابة بمرض السكري

    إن صحة الغدد الصماء، أي كل ما يتعلق بتركيب الهرمونات ونقلها، تتعرض للخطر أيضاً بسبب التدخين. وفي الواقع، لوحظ أن المدخنين لديهم خطر أكبر بنسبة 40% للإصابة بمشاكل إما في إنتاج أو استيعاب الأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم. وهذا يعني أن التدخين هو السبب وراء العديد من حالات مرض السكري من النوع الثاني.

مراجع

[1] Tobacco.

[2] Cancer – How Tobacco Smoke Causes Disease.

[3] Smoking and COPD.

اترك تعليقاً