قصة بابا نويل الحقيقية: أصل أيقونة أعياد الميلاد

You are currently viewing قصة بابا نويل الحقيقية: أصل أيقونة أعياد الميلاد
القصة الحقيقية لسانتا كلوز

بابا نويل أحد الرموز الشهيرة التي ترتبط باحتفالات أعياد الميلاد. حيث يظهر رجل عجوز يرتدي حلة حمراء ويقدم الهدايا والحلوى للأطفال. لكن هل تعلم أن شخصية سانتا كلوز كانت موجودة بالفعل؟ في السطور التالية نخوض رحلة شيقة لنتعرف من خلالها على قصة بابا نويل الحقيقية.

من هو بابا نويل

في البداية فإن شخصية بابا نويل التي تظهر في جميع أنحاء العالم وتصور رجلاً بديناً يحمل على وجهه ابتسامة رائعة ويرتدي ثياباً باللون الأحمر ويمتطي عربة سحرية تجرها الأيائل هي شخصية خيالية بالكامل. لكن مع ذلك سنتعرف فيما بعد من أين جاءت هذه الصورة. ولكن قبل ذلك علينا أن نتعرف على قصة بابا نويل الحقيقية. حيث تعود القصة إلى قديس قديم يعرف باسم نيكولاس كان يساعد الفقراء والمحتاجين ويقدم لهم يد العون.

يعتبر بابا نويل جزء من قصة عيد الميلاد، ولدى كل ثقافة من الثقافات في جميع أنحاء العالم نسخة مختلفة من بابا نويل لتتناسب مع عادات وتقاليد كل بلد. لكن أصل بابا نويل جاء من الديانة المسيحية وهي المروج الرئيسي لهذه الاحتفالية. ومن المسيحية انطلق بابا نويل ليتكيف مع جميع الثقافات فيما بعد.


القصة الحقيقية لسانتا كلوز

لمعرفة قصة بابا نويل الحقيقية علينا أن نعود بالزمن إلى الوراء وبالتحديد إلى القرن الرابع الميلادي. في تلك الفترة الزمنية ولد قديس يدعى نيكولاس في مدينة ليقيا – تركيا الحالية. تميزت شخصية نيكولاس منذ صغرها بلطفها وكرمها تجاه الأشخاص الأكثر فقراً وحرماناً، ونظراً لكونه ولد لعائلة غنية كان يساعد الفقراء والمحتاجين.

حين بلغ نيكولاس التاسعة عشرة من عمره قرر أن يزهد في حياته ويستثمر ثروته الكبيرة التي تركتها له أسرته في تقديم الهدايا للأطفال الفقراء والأيتام. ويقال أن القديس نيكولاس قدم هدية خاصة جداً لبنات أحد جيرانه الثلاث، فلم يكن لدى العائلة ما يكفي من الموارد اللازمة لزواج البنات. لذلك جاء القديس نيكولاس بحقيبة مليئة بالعملات الذهبية وألقى بها في المدخنة.

هذه الأعمال الخيرية التي قام بها القديس نيكولاس كانت بمثابة مصدر إلهام لشخصية بابا نويل الخيالية فيما بعد، إلا أن مظهره تغير بشكل جذري. فليس من المنطق أن يعيش القديس نيكولاس حياة التقشف والزهد وفي الوقت ذاته يكون بديناً كما تم تصويره في شخصية سانتا كلوز. كما أن بعض السجلات التاريخية تشير إلى أن القديس كان في الواقع طويلاً ونحيفاً ويتمتع بوجه شاحب. كما كان القديس يرتدي ثياباً باللون الأخضر وهي من سمات ذلك العصر إلا أن ما نراه اليوم من ثياب حمراء فكان من أجل تسويق هذه الشخصية الخيالية والترويج لها كرمز لعيد الميلاد.

اقرأ أيضًا: قصة المجوس الثلاثة ورمزية الذهب واللبان والمر

هدايا عيد الميلاد

هدايا أعياد الميلاد
سانتا كلوز وهدايا الكريسماس

هل تساءلت يوماً عن سبب تقديم الهدايا في عيد الميلاد؟ إن هذا التقليد كان شائعاً في الإمبراطورية الرومانية في العصور الوسطى كجزء من الطقوس الوثنية، لكن بعد أن أصبحت المسيحية الدين الشائع في أوروبا ألغت هذا التقليد الوثني، ومع ذلك سرعان ما سمحت به لارتباطه بالقديس نيكولاس.

كان القديس يمارس أعماله الخيرية دون رؤيته، ومن هنا نرى في العصر الحديث شخصية بابا نويل تحمل كيساً من القماش مليئاً بهدايا الأطفال من جميع أنحاء العالم، يدخله عبر مداخن المنازل. وقد نشأ الاعتقاد بأن سانتا كلوز لا يمكن رؤيته من قبل أولئك الذين يتلقون الهدايا.


نهاية القديس نيكولاس

تشير بعض السجلات التاريخية إلى أن القديس نيكولاس توفي في 6 ديسمبر عام 345 ميلادية. ونظراً لأن هذا التاريخ يقترب من 25 ديسمبر، وهو اليوم الذي يتم فيه الاحتفال بعيد الميلاد، فقد تقرر أنه الشخصية المثالية التي يمكن أن تكون رمزاً لهذا العيد. وبهذه الطريقة، انتشر تقليد بابا نويل تدريجياً في جميع أنحاء أوروبا.

وفي حوالي القرن السابع عشر، كان المهاجرون الهولنديون هم من جلبوا هذه العادة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. عند تأسيس مدينة نيو أمستردام، التي أصبحت الآن نيويورك، حيث أحضروا معهم قصة بابا نويل. وهكذا بدأ شكل واسم بابا نويل في التبلور وهو مشتق من الاسم الألماني للقديس نيكولاس.

اقرأ أيضًا: تاريخ الاحتفال بعيد الأم من الحضارات القديمة وحتى العصر الحديث

قصيدة كليمنت كلارك مور

على الرغم من أنه يمكننا القول أن هذه القصة التي استعرضناها آنفاً هي قصة بابا نويل الحقيقية، إلا أنه تعين علينا الانتظار حتى عام 1823 حتى يكون شكل سانتا كلوز أكثر تشابهاً مع الشكل الحالي. وقد حدث هذا عندما نشر الكاتب الأمريكي المشهور، كليمنت مور قصيدة بعنوان “زيارة من القديس نيكولاس”، والمعروفة باسم “الليلة قبل عيد الميلاد”. وفي تلك القصيدة، سيتم تخليد أجمل عبارات عيد الميلاد مع صورة جديدة لسانتا كلوز. حيث كتب الشاعر القصيدة كهدية لابنته البالغة من العمر تسع سنوات، وكان يبحث عن صورة ترضي الفتيان والفتيات.

يبدأ الكاتب في سرد ​​كيفية دخول القديس نيكولاس عبر المداخن وترك بعض الهدايا في منزل الأطفال الطيبين. بينما حاول الكاتب أن يجعل القصة تتناسب مع الأطفال، لذا صور القديس وكأنه رجل عجوز لطيف بلحية يمتطي عربة سحرية يقودها ثمانية أيائل. لكن قبل قصيدة كليمنت مور، قيل إن بابا نويل كان يسلم الهدايا سيراً على الأقدام أو يمتطي حصاناً.


الرسام توماس ناست

ظلت هيئة بابا نويل على هذا الشكل الذي تخيله كليمنت مور حتى جاء رسام الكاركاتير السويدي توماس ناست في عام 1863، ورسم بابا نويل، مع بعض الخصائص التي نعرفها اليوم مثل بعض شرائط عيد الميلاد واللحية البيضاء والبدلة الحمراء والوزن الزائد. وهكذا تدين صورة سانتا كلوز كما نراها اليوم لتوماس ناست. وفي وقت لاحق، انتقلت صورة سانتا كلوز الأمريكية إلى إنجلترا ثم فرنسا، حيث اندمجت مع صورة رجل عيد الميلاد الذي كان يرتدي الأبيض والذهبي.

اقرأ أيضًا: 1 مايو عيد العمال: القصة وراء الاحتفال بيوم العمل الدولي

كوكاكولا وسانتا كلوز

استمرت هذه الصورة في أذهان الناس في بعض دول أوروبا حتى ظهرت شركة كوكاكولا. لقد أرادت هذه العلامة التجارية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم استغلال إعلانات الكريسماس لمزيد من الشهرة. لذا كلفت الشركة في عام 1931 الرسام هادون سوندبلوم بإعادة تشكيل صورة سانتا كلوز لجعلها أكثر “إنسانية ولطفاً”. وبهذه الطريقة، تم تخليد صورة سانتا كلوز في جميع أنحاء العالم، ولكن لا يمكن أن ننسى أن كل هذه الحقائق مجتمعة هي التي أدت في النهاية إلى ظهور بابا نويل بهذا الشكل.

كانت هذه هي قصة بابا نويل الحقيقية، تلك القصة التي جاء منها الرمز الأيقوني لاحتفالات أعياد الميلاد في العالم أجمع. فهل كنت تعرفها بالفعل؟ لا تتردد في مشاركة آرائك معنا.

اترك تعليقاً