أزمة منتصف العمر: رحلة البحث عن إعادة اكتشاف الذات
يرتبط مصطلح أزمة منتصف العمر في أذهان الكثير من الناس بصورة رجل بالغ مطلق حديثاً يشتري سيارة فاخرة ليقفز من احتفال إلى احتفال، لاستعادة الشباب الذي انزلق من يديه. وعلى الرغم من أنها صورة نمطية، إلا أن بها جزء من الحقيقة لأن الاندفاع والحاجة إلى التغير والخوف من الشيخوخة جزء من أعراض أزمة منتصف العمر. دعونا نتحدث عن أسباب أزمة منتصف العمر، وكيفية التغلب على هذه الأزمة.
ما هي أزمة منتصف العمر؟
أزمة منتصف العمر هي فترة من الاضطراب العاطفي التي يمر بها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً. في هذه الفترة يواجه الأشخاص اضطراباً حول هويتهم وهدف حياتهم، ويعانون من أزمة وجودية تشبه تلك التي يعاني منها البعض في مرحلة المراهقة.
تتميز أزمة منتصف العمر بالرغبة في التغيير تجاه مواقف الحياة المختلفة. ويتبع هذه الرغبة تغير في طريقة التصرف والشعور، حيث يظهر الشخص عدم الرضا عن الحياة، كما يشعر بالحزن. وترتبط هذه المشاعر السلبية في كثير من الأحيان بانخفاض القدرات البدنية، أو مشكلات العمل، أو فقدان الوظيفة، أو الطلاق، أو فقدان أحد الأحباء وغيرها. لذا تعتمد أزمة كل شخص على الظروف الفردية ووجهات نظره تجاه الحياة.
ظهر مصطلح أزمة منتصف العمر لأول مرة في عام 1960 على يد المحلل النفسي إليوت جاك الذي وصف به مرضاه الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عاماً. حيث لاحظ أنهم كانوا يمرون بفترة اكتئاب ورغبة في تغييرات مفاجئة في نمط حياتهم.
صدمة التقدم في العمر
التقدم في السن أمر مؤلم، فبمجرد أن يحين وقت تسليم العصا، تفسد أجسادنا وخلايانا، وتظهر العلامات التي تخبرنا بأن علينا إفساح المجال للجيل القادم. ليس غريباً أنه بعد الأربعين يبدأ كل شيء في الانهيار، وتتراكم الدهون، وتنقبض الشرايين، ويرتفع ضغط الدم، ويرتفع الكولسترول. إنه السن الذي نبدأ فيه بحجز رف في المطبخ لعلب الحبوب. ولكن بما أن الشيخوخة أمر لا مفر منه، فلنعزي أنفسنا بتلك الحفنة من الأشياء الجيدة التي تمنحها لنا الشيخوخة أيضاً، ونحاول أن نتعلم كيف نستفيد منها.
تجعل الحياة البعض في هذا العمر أكثر تشككاً، وأحياناً أكثر سخرية، وتجعل البعض الآخر يتوق شوقاً إلى مرحلة الشباب الذي انقضى، ولا يتوقف الأمر على الاشتياق فحسب، بل يشرع هؤلاء في عيش الحياة كمراهقين لم يتقدموا في العمر بعد. لا يمكننا القول إن التقدم في السن أمر ممتع، لكن تعب العمر يشبه الحكمة، وفي مقابل ما نفقده هناك أيضاً شيء من التحرر، ومن الخفة التي لا تخلو من الفرح. يصبح المرء أكثر واقعية وأكثر هدوءً مع التقدم في العمر مقارنةً بالجهد العظيم الذي بذلناه في مرحلة الشباب، والكثير من المعاناة. يمكننا الآن أن نقول لكل هذا وداعاً بحنين رقيق دون ألم. ونتطلع إلى السنوات التي تنتظرنا لنعيشها في هدوء وسكينة وحكمة.
أسباب أزمة منتصف العمر
تتزامن أزمة منتصف العمر في كثير من الأحيان مع عوامل أو مواقف تثير التوتر والقلق. هذا بالإضافة إلى النكسات التي تحدث خلال مرحلة البلوغ وتؤدي إلى تفاقم فكرة الحاجة الملحة للتغيير في الحياة والعلاقات مع الآخرين. أما المحفز الأكثر شيوعاً لهذه الأزمة هو تحول المظهر أو ضعف القدرة الجسدية، وظهور الأمراض وغيرها من الأمور الاجتماعية والعائلية مثل مغادرة الأطفال للمنزل، وموت الوالدين، والصعوبات المالية، والتقاعد، وما إلى ذلك.
التغيرات الجسدية
يمكن أن تؤثر التغييرات الجسدية التي تحدث في هذه المرحلة من العمر – الانتقال من مرحلة الشباب إلى الشيخوخة – بشكل خطير على الثقة بالنفس واحترام الذات. ومن هنا يبدأ الأشخاص في الشعور بالإحباط والخوف من المستقبل. ومن الواضح أنه من سن 45 أو ما يقرب من 50 عاماً، يبدأ النشاط الجسدي والعقلي في الانخفاض، ويتزامن ذلك مع ظهور الأمراض المختلفة.
في حالة النساء، تظهر أعراض انقطاع الطمث المزعجة نتيجة التغيرات الهرمونية، مثل تقلبات المزاج والاكتئاب واضطرابات النوم في الخمسينيات من العمر. بينما يلاحظ الرجال انخفاض مستويات هرمونات السعادة وهرمون التستوستيرون وبالتالي الشعور بالاكتئاب، وانخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب وصعوبة النوم، مما يفسح المجال لأزمة الخمسينيات الشائعة لدى الرجال المتزوجين.
التغييرات الأسرية
كل شيء في الحياة يتطور، ليصل إلى النهاية المحتومة. وهؤلاء الأطفال الذين مازالوا أطفالاً في أعين الوالدين قد كبروا فجأة، وعليهم أن يبدأوا في صنع حياتهم الخاصة. لذا تبدأ حياتهم بالانفصال عن الوالدين والخروج من المنزل. وفي هذه اللحظة يعاني الوالدان من الشعور بالوحدة واللامبالاة بعد مغادرة أطفالهم. وهي ما تُعرف باسم متلازمة العش الفارغ. مما يزيد من احتمالية حدوث أزمة قلق. كما تحدث أزمة منتصف العمر كذلك في حالة الوفاة أو المساعدة الدائمة للوالدين المسنين بسبب المرض أو الإعاقة. وهي حالة يمكن أن تكون مرهقة جسدياً وعاطفياً. كذلك يمكن أن تؤدي بعض الأمور الاجتماعية مثل الطلاق إلى مشاعر متضاربة مثل الحزن والغضب والارتباك.
التغييرات المهنية
مع وجود العديد من التغييرات في وظائف الشركات اليوم، ليس من المستغرب أن يشعر بعض الموظفين الذين اقتربوا من عمر الخمسين عاماً أنهم لا يتقدمون في حياتهم المهنية، كما يشعرون أنهم قد تخلفوا عن الركب في مهاراتهم ومعرفتهم. كما يمكن أن يتزامن ذلك مع روتين الحياة المهنية التي يسبب زيادة في مشاعر عدم الرضا والإحباط في مكان العمل؛ وعلى العكس من ذلك، فإن التحديات الجديدة للتنافسية الحديثة تسبب التوتر والعصبية. هذا يضاف إلى حقيقة أن سوق العمل يعطي الأولوية دائماً للمرشحين الشباب عند تعيين موظفين لشغل وظائف جديدة، لذلك فإن الفصل غير المتوقع بعد 40 عاماً قد يكون مدمراً.
التغييرات المالية
يمكن لبعض أو كل الجوانب التي ذكرناها أن تؤثر على الاستقرار المالي للشخص عندما يبلغ من العمر 50 عاماً سواء كان رجلاً أو امرأة. ومن المحتمل أن تكون النفقات الطبية بسبب مرض الوالدين، أو قضايا الطلاق أو تغيرات وضع العمل، سبباً في أزمة منتصف العمر نتيجة للتوتر والقلق بشأن المستقبل. كذلك يواجه معظم الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال بالغين أيضاً تحديات مالية في مساعدة أطفالهم على التغلب على الصعوبات أو تحسين حياتهم خارج المنزل؛ مما يولد القلق والتوتر بلا شك. ويؤدي هذا بشكل شائع إلى تسريع أزمة منتصف العمر لدى الرجال.
صدمات الطفولة
على الرغم من صعوبة تصديق ذلك، إلا أن بعض الأشخاص يصلون إلى الخمسينيات من العمر دون حل بعض المشكلات الصادمة من طفولتهم، وتجارب الطفولة التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والعقلية في مرحلة البلوغ. فمن بين العديد من المسؤوليات والمشتتات، ننسى أن هناك بعض المشاعر التي يجب علينا الاهتمام بها، لأنها تتسبب لنا عاجلاً أو آجلاً في حدوث اختلالات وتؤدي الأزمة في سن الخمسين إلى ظهورها. قد تكون هذه الصدمات مرتبطة بوفاة والديهم في سن مبكرة أو الفقر أو سوء المعاملة.
أعراض أزمة منتصف العمر
تصبح هذه الأزمة العاطفية واضحة من خلال الظهور المفاجئ والواضح للتغييرات في السلوك. بعض العلامات الأكثر وضوحاً على الوقوع في براثن أزمة منتصف العمر هي الإهمال أو الاهتمام المفرط بالمظهر والنظافة الشخصية؛ كذلك يمكن أن نرى تغيرات جذرية في عادات النوم، سواء النوم أكثر مما ينبغي أو أقل مما ينبغي. تبدو أيضاً علامات الغضب السريع والحزن بصورة واضحة. لكن مع ذلك تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، إليك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها:
-
الحزن والندم
تؤدي الصعوبات التي يتعرض لها الأشخاص في هذا العصر – مثل تلك المرتبطة بفقدان الأشخاص والوظائف والعادات والشباب – إلى الحزن والتعاسة، وكذلك الميل إلى تجاهل الجوانب الجيدة والإيجابية في الحياة. وفي خضم أزمة منتصف العمر، قد يعاني الشخص من الاكتئاب والعزلة وتجاهل العلاقات الاجتماعية.
-
الغضب
ثاني أخطر أعراض أزمة منتصف العمر هو الغضب. حيث يمكن أن تؤثر هذه الأزمة على علاقاتك ومزاجك العام، وحتى صحتك الجسدية. بينما يتسم الذين يمرون بأزمة منتصف العمر بنوبات غضب مفاجئة ومستمرة، حتى على أشياء تبدو تافهة. وربما يكون هذا تعبيراً عن الندم على القرارات الخاطئة أو القيود في الحياة.
-
الاندفاع
إنه أكثر الأعراض ارتباطاً بأزمة منتصف العمر، وهذا العرض من الأعراض المرتبطة بالرجال. حيث نجد بعض الرجال يشترون سيارات جديدة للتباهي بصديقاتهم الأصغر سناً بعد طلاق شرس. ومن الممكن معرفة ما إذا كان أي شخص بالغ قد وقع في أزمة منتصف العمر إذا استسلم للتجاوزات والاندفاع والسلوك الخالي من الهموم مثل إجراء عمليات شراء كبيرة، الذهاب باستمرار إلى المطاعم أو الأماكن العامة، كل ذلك من أجل البحث عن الرضا والمتعة دون مراعاة العواقب على الصحة والمال.
-
التغيرات في الرغبة الجنسية
في هذه المرحلة من الحياة، يحدث النقيضان. قد يعاني بعض البالغين في أزمة منتصف العمر من زيادة الرغبة الجنسية. بينما يفقد البعض الآخر الاهتمام بالجنس تماماً. في الحالة الأولى، تظهر عادة فكرة الترويج لتجارب جديدة. كما أن فكرة مواعدة شخص أصغر سناً أمر شائع، وهو ما قد يكون مرتبطاً بعدم الأمان بشأن الشيخوخة. بالإضافة إلى أن هناك ارتباط بين علامة أزمة منتصف العمر هذه والانفصال الزوجي.
-
التغييرات في الطموح
يمكن للتغييرات في نمط الحياة أن تحفز فكرة تحقيق أهداف عظيمة وأحلام لم تتحقق حتى الآن. إنهم يعتقدون أن الوقت قد حان لتلبية كل رغباتهم. ربما شراء عقار جديد أو الانتقال إلى الوظيفة التي يريدونها. لا يخشى الرجل أو المرأة عند سن 40 عاماً من المخاطرة، ويحاولون تصحيح ما يعتبروه قرارات سيئة. وعلى النقيض من ذلك يمكن أن تكون أزمة منتصف العمر سبباً للشعور باللامبالاة وعدم وجود حافز لتحقيق أهداف أخرى والتشكيك في الغرض من حياتهم.
-
الحنين للماضي
يمكن الخلط بين هذا العرض من أعراض أزمة منتصف العمر وبين أعراض الاكتئاب. حيث يميل الشخص إلى عزل نفسه عن الجوانب الإيجابية للحاضر ويفضل التوق إلى نمط حياته السابق. كما يندم على عدم تحقيقه لبعض الإنجازات. على سبيل المثال يتخيل كيف ستكون الحياة إذا سعى في الماضي إلى مهنة مختلفة أو تزوج من شريك مختلف. يمكن أن تجعل الرغبة في التغيير من الصعب التركيز على المواقف والأشخاص في الحاضر والواقع.
كيف تتغلب على أزمة منتصف العمر؟
التغيرات الجسدية أمر لا مفر منه مع التقدم في العمر. وقبول هذه الحقيقة ضروري للوصول إلى حالة من الرضا عن الحياة. علاوة على ذلك، يتيح لك التكيف مع هذه التغييرات أن تصل إلى النضج العاطفي والإيجابية والمرونة العاطفية. فيما يلي بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعدك في التغلب على أزمة منتصف العمر:
التواصل للتعبير عن المخاوف
كي تستطيع التغلب على أزمة منتصف العمر عليك التواصل مع الآخرين. لا تحتفظ بمخاوفك، يجب أن تتحدث عما تشعر به إن أمكن مع أقرب شريك لك أو أصدقائك. وإذا كنت لا تشعر بالقدرة على التواصل مع الأقرباء، فافعل ذلك مع متخصص، ربما طبيب، أو مستشار نفسي. أما إذا لم ترغب في ذلك فهناك طريقة أخرى هي كتابة المذكرات. لكن عليك أن تدرك أنك لست الشخص الوحيد الذي يمر بهذه الحالة وأن الكثير يستغل هذه الفترة للحصول على أفضل ما لديهم.
البدء في رسم الحياة من جديد
يمكنك رؤية أزمة منتصف العمر كفرصة لإعادة تقييم الحياة وتحسينها، لا للتساؤلات والأفكار التي تجعلك حزيناً. حيث يمكن أن تكون أزمة منتصف العمر الوقت المناسب لوضع خطة لحياة أكثر صحة من خلال تبني عادات الأكل الصحي والتمارين الرياضية وتنمية العلاقات الاجتماعية. إنه الوقت المثالي لأننا في ذلك العمر نمتلك الحكمة والخبرة والراحة والأمان لفعل ما هو أفضل بالنسبة لنا. حان الوقت لتتألق وتحب نفسك أكثر من أي وقت مضى. استخدم التفكير العقلاني لتحدي أي أفكار سلبية وركز على كل الأشياء والمشاريع التي ما زلت ترغب في تحقيقها في الحياة.
إعادة النظر في القرارات وتقييمها
الشعور بعدم الرضا هو جزء من أزمة منتصف العمر. ومن هنا تأتي الحاجة إلى تغييرات جذرية؛ لكن من الضروري قبل اتخاذ أي قرار يؤثر بشكل كبير على نمط حياتك وأسلوب عائلتك، تقييم الأمور جيداً، ولا تقارن موقفك بموقف الأشخاص الآخرين. ويمكن أن يساعدك التفكير في الأوقات التي شعرت فيها بالسعادة والفخر والرضا في حياتك المهنية والشخصية على إعادة النظر في القرارات الجديدة.
وضع أهداف جديدة
نكرر أن هذه المرحلة هي من أكثر المراحل التي تفضي إلى تقدير أنفسنا والشعور بالفخر بأنفسنا. محملين بالخبرات والنضج والأمان، يمكننا تحقيق ما قررنا القيام به. بما في ذلك الابتعاد عن حالة عدم اليقين والخوف الناتجة عن أزمة منتصف العمر. تتمثل الطريقة الفعالة لتحقيق ذلك في استئناف الأهداف التي حددتها لنفسك من قبل ولم تتحقق، مثل شراء منزل أحلامك أو تكوين أسرة أو تعلم مهارة أو لغة جديدة أو بدء مشروعك الخاص. قد تكون الحاجة إلى التغيير الذي يصاحب هذه الفترة هو المضي قدماً في الحياة.
القصة التي نرويها لأنفسنا
الزمن طفل شقي يدفعنا قبل أن يهرب. عندما نفتش في الماضي لن نجد ما كنا عليه فحسب، بل سنجد ما نحن عليه الآن، لأننا نبني في حاضرنا صورتنا لأنفسنا بناءً على ما كنا عليه في الماضي. اليوم هو الحقيقة المحضة، ولكنه سيكون بلا معنى إذا لم يكن لنا تاريخ، ولهذا نحتاج إلى الماضي، لا أن نعود إليه. إن الذاكرة مثل الأحلام، تستخدم آثار الزمن لإعادة تكوين نفسها باستمرار. نحن لا نتذكر، بل نجمع الذكريات مع قطع متناثرة تركناها ملقاة في مخازن الروح. حياتنا عبارة عن قصة نرويها لأنفسنا مراراً وتكراراً، وبالتأكيد في كل مرة يكون الأمر مختلفاً. فما عليك سوى اختيار القصة التي ترغب في روايتها.
تعلمنا الحياة قيمة الجهد والعمل، وبدون ذلك الجهد ستظل الأحلام أحلاماً، ويجعلنا النضج الحقيقي أننا أكثر قدرة مما كنا نعتقد، وأننا كائنات هشة تحيا في معاناة، لكنه يعلمنا أيضاً أن نقدر هدايا العمر عندما تظهر. ربما يشعر الكثير بالحزن والكآبة، لكن بداخلهم يشعرون أنها ليست بالأمر الجلل، وأن كل ذلك سينتهي دائماً والعالم ينتظر خلفها ربما أكثر إشراقاً من ذي قبل.
النضج الحقيقي
ربما يؤدي بك التقدم في العمر إلى أن تصبح أكثر شراسة من ذي قبل، ولكنك ستشعر أنك تتحكم في كل شيء. وإذا كنت أقل صبراً على حماقات الآخرين، فأنت تعرف أكثر بنقاط ضعفهم، وتستطيع فهمها أو على الأقل تعذرهم، أو تشفق عليهم. ستعرف في ذلك الوقت أنك لن تعد قادراً على تغيير العالم من حولك، وستكتشف أنك أصبحت أكثر مهارة في تغيير نفسك. أنت الآن أكثر إخلاصاً، وأقل براءة، ولكن أكثر استيعاباً.
يمكن أن تفقد قوتك الجسدية ولكنك ستكتسب قوة أخرى هي قوة التسامح، لم تعد تطمح إلى الحقائق العظيمة، لكنك ستقدر عظمة الحقائق الصغيرة. لست متفائلاً بالمستقبل الذي لا تتوقع منه سوى القليل، لكن الماضي لم يعد يسيطر عليك، ولا تستطع الشكوى، فما اكتسبته هو ما ضاع. وما عليك سوى البدء في عيش الحياة البسيطة الهادئة.
تعتمد أزمة منتصف العمر على ظروفك وأفكارك ووجهات نظرك، فهي يمكن أن تكون وقتاً مرهقاً ومضطرباً لكثير من الناس؛ لكنها قد تكون أيضاً فترة نمو واستقرار. بينما يمكن أن يرشدك تحديد أعراض وأسباب أزمة منتصف العمر إلى إدارة الضغوط الموجودة في هذا الوقت من حياتك بشكل فعال وسريع وإيجاد طرق للتغلب عليها وتحقيق السعادة.
المراجع
1. Author: Shelby Simon, (8/11/2022), Midlife Crisis: Signs And Treatments, www.forbes.com, Retrieved: 05/13/2024. |
2. Author: Jonathan Rauch, (12/07/2014), The Real Roots of Midlife Crisis, www.theatlantic.com, Retrieved: 05/13/2024. |
3. Author: Frank J. Infurna, Denis Gerstorf, and Margie E. Lachman, (5/1/2021), Midlife in the 2020s: Opportunities and Challenges, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 05/13/2024. |