الديانة اليهودية: الأصل والتاريخ والمعتقدات

You are currently viewing الديانة اليهودية: الأصل والتاريخ والمعتقدات
أصل الديانة اليهودية وتاريخها ومعتقدات اليهود

اليهودية هي أقدم الديانات التوحيدية التي لا تزال تُمارس في العالم حتى وقتنا الحالي. يعود تاريخ الديانة اليهودية إلى حوالي 4000 سنة، ويعتنقها اليوم حوالي 15 مليون شخص حول العالم، لكن يزخر تاريخ الديانة اليهودية بما لا يعد من الأحداث والمآسي والاضطهادات والنفي. دعونا نتعرف على قصة الديانة اليهودية منذ البداية.

تنبيه: كل المعلومات الواردة في هذا المقال تقدم وصفاً للديانة اليهودية كما وردت في كتبها المقدسة، وآراء مفكريها، ولا علاقة لها بآراء المعتقدات الأخرى.

ما هي الديانة اليهودية؟

اليهودية هي ديانة تستند على الاعتقاد بإله واحد، وهي أقدم ديانة توحيدية في العالم. حيث يبلغ عمرها حوالي 4000 عام. نشأت اليهودية في الشرق الأوسط، وهي سلف الديانة المسيحية والإسلامية. ويُطلق على الأشخاص الذين يعتنقونها اسم اليهود، واللغة القديمة للشعب اليهودي هي اللغة العبرية التي يستخدمها اليهود في الصلاة والطقوس، كما إنها اللغة الرسمية لإسرائيل.

التوراة هي الكتاب المقدس في الديانة اليهودية، ويطلق عليه اليهود اسم “التناخ”. وتنقسم التوراة إلى قسمين: التوراة المكتوبة، والتوراة الشفوية. أما التوراة المكتوبة فهي التي تحتوي على أسفار موسى الخمسة وهم: سفر التكوين، والخروج، واللاويين، والعدد، والتثنية. بينما تشتمل التوراة الشفوية على الكتب التاريخية والأسفار الشعرية، وأسفار الأنبياء.

ما هي التوراة
أسفار التوراة

يعتنق اليوم حوالي 15 مليون شخص الديانة اليهودية، يوجد منهم حوالي 6.1 مليون في إسرائيل، و5.7 مليون في الولايات المتحدة، ومئات الآلاف غيرهم في أوروبا، والشرق الأوسط، ومختلف أنحاء العالم[1].

تاريخ الديانة اليهودية

يشرح سفر التكوين في التوراة قصة خلق الكون؛ فيقول إن الله خلق الأرض وكل ما عليها في ستة أيام، واستراح في اليوم السابع. ثم ينتقل إلى البدايات الأولى للبشرية المتمثلة في قصة آدم، ثم تاريخ الأنبياء الأوائل. لكن ما يهمنا هنا هو قصة النبي إبراهيم الذي يعتبر أباً لليهودية وفقاً لاعتقاد اليهود.

رجل يُدعى إبراهيم

تاريخ الديانة اليهودية
صورة رمزية لأبي الديانة اليهودية – النبي إبراهيم

بدأت القصة حوالي 1800 قبل الميلاد. حيث عاش في ذلك الوقت رجل عبراني يدعى إبراهيم في مدينة أور الواقعة في بلاد ما بين النهرين القديمة. نشأ إبراهيم وسط مجتمع مشرك يعبد الأصنام، إلا أن إبراهيم ترك عبادة هذه الأصنام، واتجه لعبادة الإله الواحد.

تزوج إبراهيم من سارة وكانت زوجته عقيم. وعلى الرغم من رغبة الزوجين في إنجاب الأطفال، إلا أنهما لم ينعما بهذه النعمة أبداً. امتثل إبراهيم وزوجه إلى أمر الله، ومر بهما العمر، لكن في أحد الأيام تلقى إبراهيم وحياً من الله يخبره أنه سيكافئه على إيمانه وتفانيه في عبادته بالأراضي والأحفاد. وقطع الله ثلاثة وعود لإبراهيم. حيث قال الله لإبراهيم:

“اترك أرضك وشعبك وبيت أبيك، واذهب إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك، وأُعظم اسمك، وتكون بركة”[i].

أرض الموعد

فعل إبراهيم ما أمره به الله وانطلق هو وزوجته للبحث عن “أرض الموعد” ووصل أخيراً إلى فلسطين. وقد أوفى الله بوعده لإبراهيم وسارة وباركهما، وأنجبت له ابناً يدعى إسحاق، ثم أنجبت له جاريته التي تدعى هاجر ابناً يدعى إسماعيل. يمكنك الاطلاع على قصة إبراهيم بالتفصيل عبر هذا المقال: قصة النبي إبراهيم بالتفصيل: رحلة رجل توصّل إلى الله عن طريق العقل.

يعتبر اليهود أنفسهم من نسل إسحاق، بينما يعتقد العرب أنهم من نسل إسماعيل. لذا يُطلق على العرب واليهود أبناء عمومة. والجدير بالذكر أن المسيح عيسى الذي سيظهر في بيت لحم لاحقاً كان من نسل اليهود، وسيؤمن به بعضهم. وبسبب أصلهم المشترك، تسمى الديانات الثلاث “اليهودية والمسيحية والإسلام” بالديانات الإبراهيمية.

إسحاق ويعقوب ويوسف

اختبر الله إبراهيم عندما طلب منه أن يضحي بابنه إسحاق، ولأنه أظهر إخلاصه لله، فقد نجا ابنه من الذبح. ثم أنجب إسحاق ابناً سماه يعقوب، وذات يوم صارع يعقوب الله طوال ليلة كاملة وانتصر عليه، ومن هنا أطلق عليه اسم “إسرائيل” وهو ما يعني بالعبرية “الشخص الذي يصارع الله”[ii]. أنجب يعقوب 12 ابناً، وكان من بينهم النبي يوسف، وأصبح هؤلاء الأبناء زعماء قبائل إسرائيل الاثنى عشر الذين يُطلق عليهم أيضاً اسم بني إسرائيل أو الأسباط.

نعلم جميعاً ما فعله هؤلاء الأخوة بأخيهم يوسف، حيث ألقوه في البئر، والتقطته قافلة عابرة وجاءت به إلى مصر. وبعد رحلة معاناة في مصر، أصبح يوسف قائماً على خزائن مصر، وخلال المجاعة التي حدثت جاء إليه إخوته لطلب المعونة دون أن يعرفوه، ولكنه عرفهم. وطلب منهم أن يحضروا جميع أهله. وعاشوا معه في مصر. وبينما تم الترحيب بهم في البداية، إلا أن فراعنة مصر استعبدوهم في النهاية، وظلوا على هذا النحو لأجيال. ويمكنك قراءة قصة يوسف كاملة عبر هذا المقال: قصة النبي يوسف: رحلة ممتعة مع أعظم القصص في تاريخ البشرية.

موسى مع بني إسرائيل

النبي موسى وبني إسرائيل
لوحة تصور النبي موسى

مرت السنوات على وجود بني إسرائيل في مصر، وأصبحوا أمة كبيرة. وبعد حوالي ألف سنة من عهد إبراهيم جاء موسى، الذي سيصبح أعظم نبي في اليهودية، وهو نبي مهم أيضاً في المسيحية والإسلام. أمر فرعون مصر في تلك الحقبة بقتل جميع مواليد بني إسرائيل من الذكور، بعد نبوءة تقول إن طفلاً من اليهود سيقضي عليه وعلى عرشه. وقد وضعت امرأة عبرانية طفلها في سلة في نهر النيل، بالقرب من المكان الذي تستحم فيه ابنة فرعون بانتظام. وجدت ابنة الفرعون الرضيع العاجز وأنقذته. وسمته موسى فتربى في بلاط فرعون وأصبح أميراً في مصر. وعندما شب موسى عرف أصله الحقيقي. ثم هرب من مصر بعد أن قتل أحد المصريين دفاعاً عن شخص من بني إسرائيل.

تحدث الله إلى موسى من خلال شجيرة مشتعلة على جبل سيناء، وأخبر موسى أنه اختاره لتحرير بني إسرائيل من العبودية، وقيادتهم للخروج من مصر والعودة إلى أرض الموعد. امتثل موسى لأمر الله، وعاد إلى مصر لمواجهة فرعون وقال له “أطلق شعبي”، لكن فرعون رفض.

عشر ضربات للمصريين

عاقب الله فرعون لرفضه، وأرسل على المصريين عشر ضربات[iii]: تحول الماء إلى دم، وانتشار الضفادع، والقمل، والذباب، والأوبئة التي أصابت الماشية، والدمامل، والبرد، والجراد، والظلام الدامس. وعلى الرغم من هذه الضربات الرهيبة، ظل فرعون القاسي يرفض تحرير بني إسرائيل. لذا أرسل الله ضربة أخيرة ورهيبة: ذبح كل بكر في مصر. وعندما أرسل الله ملاك الموت لتنفيذ هذه المهمة، قال لموسى أن يأمر بني إسرائيل أن يذبحوا خروفاً ويمسحوا أبوابهم بدمه حتى يتعرف الملاك على بيوت بني إسرائيل فلا يضرهم. لذا يُطلق على العيد اليهودي الذي يحتفل بذكرى عبور الملاك والخروج من مصر اسم “عيد الفصح” والفصح تعني العبور أو المرور.

رضخ فرعون أخيراً بعد أن أودى هذا الطاعون بحياة ابنه، وطلب من بني إسرائيل أن يغادروا بسرعة حتى لا يصاب المصريون بالمزيد من الأهوال. انطلق موسى ليخبر بني إسرائيل بأمر الخروج من مصر، ولكن بعجالة، وأخبرهم بأنهم ليس لديهم الوقت الكافي لتخمير الخبز من أجل السفر، لذا يجب عليهم صنع خبز “فطير” بدلاً من ذلك، وهو خبز بدون خميرة يُصنع بسرعة. ولهذا السبب يتم تقديم الفطير تقليدياً خلال احتفالات عيد الفصح. لكن عندما بدأ موسى وبني إسرائيل الخروج من مصر، غير فرعون رأيه. وطارد وجنود بني إسرائيل إلى البحر الأحمر. وهنا أمر الله موسى أن يوجه عصاه نحو البحر الأحمر، فانشق البحر بطريقة عجائبية وسمح لبني إسرائيل بالسير عبر قاع البحر إلى بر الأمان. وبعد العبور لوح موسى بعصاه مرة أخرى فعاد البحر إلى طبيعته وأغرق جيش فرعون وأنقذ بني إسرائيل.

الوصايا العشر

تاريخ اليهودية
الألواح التي تتضمن الوصايا العشر

خرج موسى وبني إسرائيل عبر صحراء سيناء ووصلوا إلى جبل سيناء. وهناك، ظهر الله مرة أخرى لموسى على شكل شجيرة مشتعلة وأنزل عليه التوراة بإجمالي 613 وصية، بما في ذلك الوصايا العشر. وقد كتبت الوصايا العشر على لوحين حجريين وهي كما يلي:

  1. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي.
  2. لا تصنع تمثالاً منحوتاً أو صورة، ولا تسجد لهم من دون الله.
  3. لا تنطق باسم إلهك باطلاً.
  4. اذكر يوم السبت لتقدسه.
  5. أكرم أباك وأمك.
  6. لا تقتل.
  7. لا تزن.
  8. لا تسرق.
  9. لا تشهد الزور.
  10. لا تشته بيت قريبك أو عبده أو زوجته أو ثوره أو أي شيء مما لقريبك.

تسمى هذه الوصايا “العهد الموسوي” وهي بمثابة وعد بين الله وشعبه بأنهم إذا اتبعوا الوصايا وعبدوه فقط، الإله الحقيقي الوحيد، فسوف يباركهم الله بأمة في أرض الموعد (إسرائيل)[iv].

تيه بني إسرائيل

لكن بني إسرائيل لم تلتزم بهذا العهد، وعند غياب موسى على الجبل، طلبوا من أخيه هارون أن يصنع لهم عجلاً ذهبياً ليعبدوه بعد أن شاهدوا في رحلتهم بعض الناس تعبد مثله. رفض هارون في البداية، لكن مع ضغط الشعب امتثل لأمرهم في النهاية. لذا حكم عليهم الله بالتيه في الصحراء لمدة 40 عاماً أخرى قبل أن يجدوا طريقهم أخيراً إلى إسرائيل. ويمكنك الاطلاع على هذه القصة بالتفصيل من خلال هذا المقال: قصة تيه بني إسرائيل: لقد أهلكتنا يا موسى!

اتحدت القبائل الاثني عشر في النهاية لتكوين مملكة إسرائيل حوالي عام 1020 قبل الميلاد. وكان هناك ثلاثة ملوك حكموا على التوالي: الملك شاول، والملك داود، والملك سليمان. ويعود أصل نجمة داود إلى الملك داود، الذي غزا القدس وبناها لتكون مركز الحياة السياسية والدينية في مملكة إسرائيل[2].

هيكل سليمان وتابوت العهد والمنفى البابلي

هيكل سليمان
الهيكل الذي بناه الملك سليمان

بنى الملك سليمان الهيكل المقدس الذي يضم تابوت العهد، وهو صندوق يحتوي على اللوحين الحجريين المنقوشين عليهما الوصايا العشر الذي أحضرهم موسى من جبل سيناء. وأصبح هيكل سليمان مكان العبادة الأكثر قدسية وأهمية للشعب اليهودي. لكن بعد وفاة الملك سليمان، انقسمت إسرائيل إلى مملكتين: مملكة يهوذا في الجنوب وعاصمتها القدس، ومملكة إسرائيل في الشمال وعاصمتها السامرة[3].

كانت الممالك المنقسمة عرضة للغزو، واستغل الآشوريون المجاورون ذلك. وقد غزا الآشوريون مملكة إسرائيل حوالي 722 قبل الميلاد. ونجحوا أيضاً في غزو مملكة يهوذا في عام 600 قبل الميلاد. حكم الآشوريون هذه المنطقة حتى استطاع البابليون هزيمتهم بقيادة الملك نبوخذ نصر الثاني. وعندما استولى البابليون على مدينة القدس حوالي عام 587 ق.م هدموا هيكل سليمان. ولا تزال هناك مناقشات بين المؤرخين حول ما حدث لتابوت العهد. فلا يعرف أحد ما إذا كان تابوت العهد قد دُمر أو تم الاستيلاء عليه أو تم إخفاؤه.

أسر نبوخذ نصر الثاني الشعب اليهودي ونفاهم إلى بابل[4]، حيث ظلوا أسرى لمدة 50 عاماً تقريباً. ويقال إن النبي حزقيال كان مكلفاً بالحفاظ على الإيمان اليهودي حياً خلال هذه الفترة المؤلمة من الزمن. وفي عام 539 قبل الميلاد هزم الملك الفارسي كورش الكبير الإمبراطورية البابلية، وحرر اليهود. لذا تشيد الكتب المقدسة اليهودية بهذا الملك لتحريره اليهود من المنفى والسماح لهم بالعودة إلى أرضهم الموعودة لإعادة بناء هيكل سليمان في نفس الموقع. وقد أطلقوا عليه اليهود اسم الهيكل الثاني[5].

قصة حانوكا

قصة عيد حانوكا
ترتبط الشموع المقدسة بعيد حانوكا

استولت الإمبراطورية السلوقية – وهي دولة إغريقية تأسست خلال العصر الهلنستي – على إسرائيل حوالي عام 200 قبل الميلاد، وفي عهد قائدها أنطيوخوس الرابع تعرض الشعب اليهودي للقمع والاضطهاد مرة أخرى. حيث حظر دينهم، وأجبرهم على عبادة الآلهة اليونانية. وفي عام 168 قبل الميلاد سار الجنود إلى القدس، وذبحوا اليهود، ودنسوا الهيكل المقدس الثاني في المدينة من خلال إقامة مذبح لزيوس والتضحية بالخنازير داخل أسواره.

قاد الكاهن اليهودي الأكبر متتيا بن يوحنا وأبناؤه الخمسة حركة المقاومة ضد هذا الغزو الغاشم. وكان يُعرف هؤلاء المتمردين باسم المكابيين والذي يعني “المطارق”. وبعد وفاة متتيا عام 166 قبل الميلاد تولى ابنه يهوذا المكابي القيادة، واستطاع المكابيون قيادة الشعب اليهودي إلى النصر على السلوقيين. ثم حاولوا تنظيف الهيكل الثاني، وتطهيره مما فعله الجنود من قبل. وقد اكتشفوا أن الجنود أفسدوا كل الزيت اللازم لإضاءة الشمعدان المقدس، ولم يتبق منه سوى قارورة زيت واحدة تصلح ليوم واحد فقط. لكن ما حدث بعد ذلك يعتبر معجزة. حيث استمرت الإضاءة لمدة ثمانية ليالي بهذا القدر القليل من الزيت. وهذه المعجزة هي أساس عيد حانوكا أو كما يطلق عليه اسم “عيد الأنوار” أو “عيد الشموع” والذي يستمر الاحتفال به ثمانية أيام. ولا يزال اليهود يحتفلون به في جميع أنحاء العالم حتى اليوم.

الغزو الروماني والشتات

حائط المبكى
يهودي يبكي أمام حائط المبكى في ذكرى هدم الهيكل الثاني

حاصرت الإمبراطورية الرومانية القدس في عام 70 ميلادية، ودمرت الهيكل المقدس الثاني؛ ولم يبق سوى “حائط المبكى” أو “الحائط الغربي”. كانت هذه المنطقة موقع المعبدين المدمرين وأطلق عليها اليهود اسم جبل الهيكل، ويعملون الآن على إعادة بناء الهيكل الثالث في هذه المنطقة. يضم جبل الهيكل مسجدين إسلاميين مقدسين هما قبة الصخرة في الشمال، الذي بُني عام 691 م، والمسجد الأقصى في الجنوب الذي بني عام 705 م. وفي الجنوب الغربي توجد بقايا الهيكل الثاني، أو حائط المبكى، وهو موقع ذو أهمية كبيرة ويعتبر أقدس مكان في اليهودية، وهو مكان للصلاة والحج للشعب اليهودي.

أعاد الرومان بعد هذا الغزو إحياء الاسم القديم للبلاد: فلسطين. وقاموا بنفي الشعب اليهودي مرة أخرى بعيداً عن “الأرض المقدسة”. ويُعرف هذا باسم الشتات، وهو ما يعني تشتت الشعب بعيداً عن موطنه الأصلي. وظل اليهود في هذا الشتات طوال ألف سنة. وقد انتشرت المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم حيث هاجروا واستقروا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.

حافظ الشعب اليهودي على عقيدته وتقاليده وثقافته رغم العوائق الكبيرة. لقد قدم الأشخاص من أصل يهودي مساهمات هائلة في جميع جوانب الحضارة: القانون والعلوم والرياضيات والطبخ والثقافة والموسيقى والفنون. كما عانى اليهود خلال سنوات الشتات من الاضطهاد والإبادة الجماعية والمذابح وغيرها. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك الهولوكوست أو المحرقة. حيث تعرض اليهود لعملية قتل جماعي ممنهجة لستة ملايين يهودي في جميع أنحاء أوروبا على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

أصدرت الأمم المتحدة، وهي الهيئة المستحدثة بعد الحرب قراراً في عام 1947 يقضي بتقسيم فلسطين لإنشاء دولة إسرائيل لتكون وطناً للشعب اليهودي[6]. ويعتبر هذا نهاية الشتات. وبعد إعلان استقلال إسرائيل عام 1948، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى. حيث تم طرد 750 ألف عربي فلسطيني من منازلهم خلال حرب عام 1948، وكانت هذه بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا.

المعتقدات الأساسية في الديانة اليهودية

معتقدات الديانة اليهودية
الأدوات المستخدمة في العبادة عند اليهود

يؤمن اليهود بإله واحد قدير وكلي المعرفة، ليس له مثيل، وهو الذي خلق كل الأشياء. كما يعتقدون بأن الروح تعيش بعد الموت، وأفعال المرء في الحياة هي التي تحدد نوع الحياة المستقبلية التي سيعيشها. كما تأمر الكتب المقدسة اليهودية بفعل الخيرات، حيث تقول التوراة:

“لا تكمل زوايا حقلك.. ولا تقطف كل عنب كرمك، ولكن اتركهم للفقراء والمساكين”[v].

يعتقد معظم اليهود بقدوم المسيح الذي لم يظهر بعد، ولا يؤمنون بأنه المسيح عيسى. وقد رفضوا دعوته عندما جاءهم. أما مسيحهم المنتظر فسيأتي ويستهل حقبة جديدة تسمى العصر المسياني، من خلال إعادة بناء الهيكل المقدس في القدس، وجمع كل اليهود في الأرض المقدسة، وتحقيق السلام الأبدي ويقضي على الجوع والحروب والمعاناة. تقول الكتب المقدسة اليهودية أنه عندما يأتي المسيح، فإن كل يهودي عاش على هذه الأرض سوف يقوم ليشهد أن الله يخلق سماء جديدة هنا على الأرض. ويؤثر هذا الإيمان بالقيامة على القوانين اليهودية المتعلقة بالدفن. حيث يُمنع حرق جثث اليهود، ومن المفترض أن يتم دفنهم مع الحفاظ على أجسادهم سليمة.

يعد التلمود نصاً آخر مهم جداً في اليهودية بجانب التوراة. والتلمود عبارة عن كتاب شريعة يتضمن مجموعة واسعة من المناقشات والتعليقات حول القوانين والتاريخ والفلسفة والأخلاق، وكيف ينبغي لآلاف الحاخامات تفسير التوراة. انتهى اليهود من جمعه بين القرنين الثالث والخامس الميلادي. ويحتوي على أكثر من 10 ملايين كلمة، مما يجعله أحد النصوص الدينية الأكثر تعقيداً في العالم.

الصلاة في الديانة اليهودية

الصلاة اليهودية
عدد الصلوات اليومية عند اليهود ثلاث صلوات

تُقام الصلاة في اليهودية ثلاث مرات في اليوم: صلاة في الصبح، وفي العصر، وفي المساء. وتشتمل الصلوات على بعض القراءات من التوراة والأدعية المختلفة. ويمكن أن يؤدي اليهودي الصلاة واقفاً أو جالساً، ولا يسجد بالكامل إلا في أيام الأعياد المقدسة. كما يمكن أداء الصلاة فردياً أو في جماعة كما يحدث في الصلاة الإسلامية. والجدير بالذكر أن اليهود كانوا يغتسلون قبل أداء الصلاة، ويخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى الكنيس، لكن هذه العادة لم تعد موجودة بعد. بينما يغطي اليهود رؤوسهم أثناء الصلاة كعلامة على تقوى الله.

السبت اليهودي

يعد يوم السبت هو يوم الراحة والصلاة عند اليهود، ويطلق عليه اليهود اسم “الشبات”. ويمثل اليوم السابع الذي استراح فيه الله بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام. كذلك هو يوم خروج بني إسرائيل من مصر مع موسى. وهناك تسعة وثلاثون نشاطاً يحظر القيام بها يوم السبت. ويخصص اليهود هذا اليوم للراحة والصلاة والعبادة، كما يتم رصده من غروب شمس يوم الجمعة بدقائق قليلة وحتى ظهور ثلاثة نجوم في السماء يوم السبت.

يشير سفر الخروج إلى هذا اليوم قائلاً:

“ستة أيام تعمل، وأما اليوم السابع ففقه يكون لكم سبت عطلة مقدسة للرب”[vi].

وينص التلمود على الأنشطة المحظور القيام بها يوم السبت، مثل إشعال النار، والطبخ، والبيع والشراء، وغيرها. كما يشتمل هذا اليوم على العديد من العادات التي يمتثل لها اليهود مثل إضاءة الشموع، وارتداء ملابس خاصة لهذا اليوم، وقراءة ودراسة الكتاب المقدس، واستخدام بعض الأدوات الخاصة للاحتفال بهذا اليوم.

الكنيس: مكان العبادة في الديانة اليهودية

الديانة اليهودية
المعبد اليهودي أو ما يسمى “الكنيس”

الكنيس هو بيت العبادة في اليهودية. إنه بمثابة مكان للصلاة والتعليم وكمركز مجتمعي. يحتوي الكنيس على تابوت مثل تابوت العهد يحفظ فيه اليهود لفائف التوراة. كما يوجد في الخارج حوض مياه ليستطيع المصلون غسل أيديهم قبل الصلاة. هناك أيضاً مقاعد ومنصات مرتفعة لقراءة التوراة.

لا يقتصر الكنيس على الصلاة والعبادة فقط، بل توجد غرف مختلفة تتنوع ما بين غرف الدراسة والغرف المخصصة للمهام الإدارية، وأماكن الاحتفالات بالأعياد اليهودية. وتتخذ المعابد اليهودية سمات معمارية وتصاميم متشابهة إلى حد ما، لكن بعضها بسيط والبعض الآخر فخم للغاية. ويجب أن يكون الكنيس اليهودي موجهاً نحو المدينة المقدسة – القدس.

الحاخام: رجل الدين في الديانة اليهودية

يعني الحاخام “المعلم” أو “السيد” وهو زعيم ديني يهودي يمتلك معرفة عميقة بالدين اليهودي، أي بالنصوص المقدسة والتقاليد والتاريخ والرموز اليهودية. أما وظيفته فيمكن أن تكون روحية أو طقسية. كما يمثل الحاخام السلطة الدينية التي تضفي الطابع الرسمي على الاتحاد بين الرجل والمرأة – الزواج. ويعمل كمرشد روحي وخادم للرب في مجتمعه. ويحاول تكييف محتوى أحكام التوراة لتناسب ظروف العالم اليوم. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الحاخام قدوة أخلاقية في سلوكه ليتبعه الآخرون.

تعتمد عملية التعيين على محكمة حاخامية، وهي مؤسسة تشكل جزءً من المجتمع وتفحص المعرفة والصفات الإنسانية للمرشح لمنصب الحاخام. وبهذا المعنى، يجب على الحاخام أن يعرف التوراة بعمق، وأن يعرف العبرية ويخضع لفترة من التدريب. كما يجب أن يتمتع الحاخام بصفات معينة مثل الإيمان العميق بالرب، والصدق في القول والفعل، وروح الخدمة للمجتمع والامتثال للشريعة اليهودية.

الكشروت في الديانة اليهودية

الكشروت.. الطعام الحلال والحرام عند اليهود
الطعام التي تحل لليهود تسمى “الكشروت”

يعني الكشروت “الطعام الحلال” طبقاً للشريعة اليهودية. ولقد حددت التوراة والشريعة اليهودية قواعد غذائية محددة. يشير الكشروت إلى المبادئ اليهودية التي تحدد بدقة ما هي الأطعمة التي يمكن وما لا يمكن تناولها، أي الأطعمة التي تتوافق مع مبادئ الدين وتلك التي لا تتوافق معها. وتعتبر جميع الخضروات والفواكه والحبوب والمكسرات كلها حلال.

تصنف الشريعة اليهودية الأطعمة إلى ثلاث فئات: منتجات الألبان، واللحوم، والأطعمة المحايدة. يمكن استهلاك الأطعمة المحايدة مع منتجات الألبان واللحوم، ولكن هناك حظر صارم على خلط اللحوم مع منتجات الألبان. وتعدد التوراة ما يصل إلى عشرين نوعاً من الطيور النجسة التي يحرم أكلها. ويُفترض أن الطيور غير المذكورة في القائمة مسموح بها، ومن أنواع الطيور المسموح بها الدجاج، والبط المنزلي، والحمام، والأوز. ويجوز أكل لحم الحيوانات الرباعية إذا كانت من المجترات، وإذا كانت ذات حوافر مشقوقة، مثل الأبقار والأغنام. أما الخنازير والأرانب والمحاريات والأسماك التي ليس لها زعانف وقشور مثل أسماك القرش فكلها محرمة. بينما يحرم كذلك أكل الحشرات.

يجب القيام كذلك ببعض الطقوس عند ذبح الحيوانات، وتتكون هذه الطقوس من عدة خطوات:  

  1. الذبح.
  2. فحص اللحوم لاكتشاف الأمراض أو الإصابات أو العيوب.
  3. استخراج الأجزاء والأحشاء النجسة.
  4. استخراج الدم من خلال الشطف الأولي، والغمر في الماء، ثم التمليح، والشطف بعد التمليح.

بار ميتزفه: حفل بلوغ الطفل في اليهودية

المعتقدات اليهودية
الاحتفال اليهودي ببلوغ الطفل يسمى “بار وبات ميتزفه”

يُعتقد في اليهودية أن الفرد الذكر يتوقف عن أن يكون طفلاً ويصبح رجلاً عندما يبلغ 13 عاماً. وهناك إشارات مكتوبة في التوراة تشير إلى أن سن 13 سنة يمثل بداية البلوغ بالنسبة للذكور. لذا يحتفل اليهود بالانتقال من الطفولة إلى المراهقة في حفل يسمى بار ميتزفه، ويعني هذا المصطلح “ابن الوصايا”، ويعني ذلك أن الشاب أو الشابة يصبحان من الآن فصاعداً، يهوديين فاعلين ومسؤولين في الكنيس وفي المجتمع اليهودي بشكل عام.

يشارك الطفل في هذا الاحتفال بطرق مختلفة، يمكن أن تشتمل على إمامة الصلاة أو غناء الترانيم، أو قراءة التوراة، أو إلقاء خطاب عن جزء التوراة الذي تتم قراءته في ذلك اليوم. كما تكرم الأسرة من خلال دعوتها لمباركة الطفل في هذا الاحتفال.

طوائف اليهودية

الطوائف اليهودية
توجد العديد من الطوائف اليهودية إلا أن أهمها الأرثوذكسية والمحافظين والحريديم

ظهرت العديد من الطوائف اليهودية[7] على مدار تاريخ الديانة نفسها، لكن الآن توجد عدة طوائف مختلفة سنتعرض أهمها.

اليهودية الأرثوذكسية

تشتمل هذه الطائفة على اليهود الأرثوذكس الذين يؤمنون بتفسير صارم وحرفي للتوراة. على سبيل المثال، في يوم السبت، لا يُسمح لك بالعمل أو القيادة أو التعامل مع المال. ويمكن اعتبار هذه الطائفة من الطوائف الأكثر تشدداً بين الطوائف الأخرى. وهي تعتقد بأن التوراة سواء الشفوية أو المكتوبة قد وصلت إليهم بدقة متناهية من الله إلى موسى ولا يوجد أي تحريف بها. كما إنها الطائفة الأكثر محافظة وانعزالاً عن العالم الخارجي. هذا على الرغم من انبثاق طائفة أخرى منها تسمى اليهودية الأرثوذكسية الحديثة التي تعتبر أكثر انفتاحاً منها.

اليهودية الحريدية

يُطلق على أعضاء هذه الطائفة اسم الحريديم، وهي طائفة أصولية متشددة أخرى تعارض كل أوجه الحداثة، وتتمسك بالتقاليد القديمة، كما تمنع إعادة النظر في الموروثات. تعني الحريديم “التقي” أو المنعزل، وهي كذلك بالفعل. حيث ترفض هذه الطائفة الامتزاج مع أي ثقافات أخرى، لدرجة أنها ترفض استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل التلفاز أو الإنترنت وغيرها. بينما تتمسك بتعاليم التوراة بصورة حرفية. وتلتزم باللباس الرسمي التقليدي الذي كان شائعاً في القرن العشرين. كما ترفض أي نوع من التعليم سوى التعليم الديني التقليدي.

اليهودية الإصلاحية

هذه الطائفة هي أكثر ليبرالية وتروج للأفكار التقدمية، ويسعى أعضاءها للحفاظ على القيم اليهودية التقليدية، وفي نفس الوقت تحاول التكيف مع التغيرات في المجتمع الحديث. تنفتح هذه الطائفة اليهودية الإصلاحية بشكل كبير على التعايش بين البشر، ورفض الانعزال كما تفعله الطوائف الأخرى الأكثر تشدداً. والجدير بالذكر أن هذه الطائفة الإصلاحية ألغت من الصلوات اليهودية أية إشارة إلى إعادة بناء الهيكل والعودة إلى أرض الميعاد.

اليهودية المحافظة

اليهود المحافظون هم الذين يسعون إلى الحفاظ على تقاليد اليهودية القديمة مع السماح ببعض العناصر الأكثر حداثة. حيث يحافظ أعضاء هذه الطائفة على ارتباطهم وهويتهم اليهودية من خلال القيم الأسرية، والسلوكيات، إلا أنهم لا يلتزمون دوماً بالطقوس والشعائر الدينية اليهودية. وبالتالي لا وجود للتشدد في الدين لديهم. ظهرت هذه الطائفة في الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين، كمحاولة لتكيف اليهود مع المجتمعات الحديثة.

يهودية إعادة الإعمار

تأسست يهودية إعادة الإعمار في عام 1922 على يد الحاخام مردخاي كابلان في الولايات المتحدة، وهي طائفة تقدمية تعتقد أن الديانة اليهودية تتطور باستمرار بمرور الوقت والتغيرات الاجتماعية. وكان أول من قام بتوسيع تقليد خدمة التوراة للاحتفال ببداية البلوغ الديني للفتيات التي تسمى بات متسفا. ومنذ ذلك الحين تبنته معظم الطوائف اليهودية الأخرى.

الأعياد في الديانة اليهودية

الأعياد اليهودية
يوم الغفران وعيد الفصح ورأس السنة اليهودية من أهم الأعياد اليهودية

يحتفل اليهود بأعياد مختلفة على مدار العام، وكل الأعياد اليهودية يُحتفل بها طبقاً للتقويم اليهودي. وربما من أهم هذه الأعياد ما يلي:

  • عيد الفصح: ويستمر هذا العيد سبعة أيام تبدأ من 15 أبريل، ويحتفل بخروج بني إسرائيل من مصر مع موسى.
  • رأس السنة اليهودية: يحتفل بهذا اليوم كل سنة، طبقاً للتقويم اليهودي، ويحتفل فيه بتاريخ استكمال الخلق الذي يُعتقد أنه بدأ عام 3761 قبل الميلاد، وبالتالي فإن السنة العبرية الحالية 2023 هي 5784.
  • يوم الغفران: هو يوم التكفير عن الخطايا، ويعتبر أقدس يوم في السنة عند اليهود ويخصص للصوم والصلاة. يحتفل به في اليوم العاشر من شهر أكتوبر – تشريه: الشهر الأول في التقويم العبري.
  • حانوكا: يستمر هذا العيد لمدة ثمانية أيام، وهو إحياء لذكري تطهير الهيكل اليهودي الثاني بعد هزيمة المكابيين للدولة السلوقية، وحدوث معجزة الزيت. يتزامن الاحتفال بهذا العيد مع عيد ميلاد المسيح. حيث يتراوح موعده من الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر إلى الأسبوع الأخير من ديسمبر.
  • عيد المساخر: يحتفل بهذا العيد منذ القرن الخامس قبل الميلاد، تكريماً لفتاة يهودية تدعى أستير خاطرت بحياتها لإنقاذ جميع يهود بلاد فارس من الموت.

هل يمكن اعتناق الديانة اليهودية؟

شروط اعتناق الديانة اليهودية
كيف يمكن التحول لليهودية

الديانة اليهودية ليست ديانة تبشيرية. بمعنى أن اليهود لا يتجولون حول العالم ويدعون الناس إلى الدين اليهودي. لذا فإن عملية التحول إلى الديانة اليهودية هي عملية معقدة بطبعها، ولكنها ليست مستحيلة. توجد طريقتان لتصبح يهودياً أولهما إذا كانت والدتك يهودية، وثانيهما أن تكون قررت بمحض إرادتك أن تتحول إلى هذا الدين. ولكن كيف يحدث ذلك؟

إن مسألة التحول تمثل مشكلة لليهودية نفسها. هذا على الرغم من أن اعتناق اليهودية ممكن للشخص الأكثر تديناً، إلا أن متطلبات التحول هي مسألة خلاف بين الطوائف اليهودية المختلفة. فالحاخامات الأرثوذكس لا يقبلون التحولات التي تقوم بها الحركات الليبرالية، ومن ناحية أخرى، يقبل الحاخامات الليبراليون بشكل عام التحول بموجب معايير أقل صعوبة. دعونا نرى ما هي متطلبات اعتناق الديانة اليهودية.

متطلبات اعتناق الديانة اليهودية

في البداية عليك أن تلتزم بجميع وصايا التوراة، وتبحث عن حاخام يرعاك ويساعدك في هذه العملية. وسوف يساعدك الحاخام في معرفة كل ما تحتاجه عن الديانة اليهودية. وسيتضمن الأمر العديد من المقابلات مع الحاخام ليعرف عنك الكثير، هذا بالإضافة إلى إنه سيسأل عنك في المكان الذي تعيش فيه، ويعرف دينك السابق، ومعتقداتك الروحية، وماذا تفعل في حياتك، وبعض الأمور عن عائلتك.

بمجرد قبول طلبك، سيخبرك الحاخام بالخطوات التالية. وهي إرشادك إلى تعلم الأمور التي يحتاج اليهود المتدينون إلى معرفتها مثل كيفية الصلاة، وكيفية مراعاة قوانين الحلال، ومراعاة السبت المقدس وطقوسه، والأعياد، والالتزام بالنظام الغذائي اليهودي. ومن الضروري أن تكون جزءً من المجتمع اليهودي. لذا عليك العيش في مكان محاط باليهود الآخرين.

عندما تتحول إلى يهودي عليك أن تختار اسماً يهودياً، وإذا كنت ذكراً ولم يتم ختانك، فسوف تحتاج إلى إجراء الختان. وبمجرد أن تقرر يقرر حاخامك أنك مستعد، سيختبرك الحاخام فيما تعلمته، بما في ذلك طرح بعض الأسئلة عليك. إذا نجحت، يتعين عليك عادةً التوقيع على وثيقة تتعهد فيها بالتخلي عن أي دين سابق، والالتزام الكامل بمراعاة الوصايا، وإرسال أطفالك إلى مدرسة يهودية، وعيش حياة يهودية.

ستذهب بعد ذلك إلى ميكفاه، وهو عبارة عن حمام طقسي بالمياه الطبيعية يستخدم في طقوس التطهير. هناك سوف تغطس في الماء، وتتلو الصلوات، وعندما تخرج ستكون يهودياً بشكل رسمي.

هوامش

[i] الكتاب المقدس – العهد القديم – سفر التكوين – الإصحاح 12.

[ii] ذكرت هذه القصة في سفر التكوين – الإصحاح 32.

[iii]  الكتاب المقدس – العهد القديم – سفر الخروج – من الإصحاح 7 إلى 10.

[iv] تمتد أرض الموعد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق؛ وقد ذكر الكتاب المقدس حدودها في سفر يشوع – الإصحاح 12.

[v] الكتاب المقدس – العهد القديم – سفر اللاويين – الإصحاح 22:23.

[vi]الكتاب المقدس – العهد القديم – سفر الخروج 35: 2.

المراجع

[1] World Jewish Population Totals 15.2 Million – With Nearly Half in Israel.

[2] Kingdom of Israel.

[3] Ancient Jewish History: The Two Kingdoms.

[4] WHEN DID THE BABYLONIAN CAPTIVITY BEGIN?

[5] Building the Second Temple.

[6] Creation of Israel, 1948.

[7] Jewish denominations: A brief guide for the perplexed.

This Post Has 2 Comments

  1. أمجد موسى

    وهل الصراع في فلسطين مع اليهود صراع ديني؟

    1. وائل الشيمي

      الصراع الفلسطيني الإسرائيلي له العديد من الأبعاد منها بالتأكيد البعد الديني، ولكن هناك أبعاد سياسية وقومية وإقليمية وغيرها.. لذا فإن اقتصار الصراع على البعد الديني يظلم القضية الفلسطينية

اترك تعليقاً