قصة الفلسفة الوجودية: نظرة إلى الوجود البشري

You are currently viewing قصة الفلسفة الوجودية: نظرة إلى الوجود البشري
خلاصة الفلسفة الوجودية

الوجودية هي تيار فلسفي وأدبي يحاول تحليل الوجود البشري، وتؤكد الفلسفة الوجودية على مبادئ الحرية والمسئولية الفردية التي يجب تحليلها كظواهر مستقلة عن المقولات المجردة سواء كانت عقلانية أو أخلاقية أو دينية. في السطور التالية نتعرف على مبادئ الفلسفة الوجودية، وخصائصها، وأهم روادها.

ما هي الوجودية؟

الوجودية هي تيار فلسفي يضع الإنسان هدفاً له، وتؤكد على أن الوجود يسبق الجوهر، ومن هذا المنظور فإن الأفراد أحرار ومسؤولون مسؤولية كاملة عن أفعالهم، ولهذا السبب ركزت العديد من الأعمال الوجودية على الحرية والمساواة والأخلاق.

نشأت الفلسفة الوجودية خلال القرن التاسع عشر، لكن وصلت إلى ذروتها في النصف الثاني من القرن العشرين. ومن بين أهم رواد الفلسفة الوجودية جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار وكارل ياسبرس وغابرييل مارسيل ومارتن هايدجر. كل هؤلاء الفلاسفة اعتبروا أن نقطة البداية في التفكير الفلسفي يجب أن الإنسان وخبراته الذاتية في العالم.

ومع ذلك يمكن اعتبار أعمال سورين كيركيغارد (1813 – 1855) وفريدريك نيتشه (1844 – 1900) من أهم الأعمال المؤثرة في هذه المدرسة. حيث أن جميع من أتى بعدهم واعتنق الفكر الوجودي تبنى أفكار هؤلاء المفكرين بطريقة أو بأخرى.


السياق التاريخي للوجودية

شهد القرن الثامن عشر ثلاث ظواهر أساسية: الثورة الفرنسية والثورة الصناعية وحركة التنوير، وهذه الأخيرة هي حركة فلسفية وثقافية دافعت عن العقل كقاعدة أساسية يجب الاستناد عليها في كل الأفكار الفلسفية. كما رأى عصر التنوير في المعرفة والتعليم آليات لتحرير البشرية من التعصب والتخلف الثقافي، مما يعني ضمناً إعادة تسلح أخلاقية معينة دعت إليها عالمية العقل.

لكن النظم الاقتصادية والسياسية والفكرية في ذلك الوقت والتي تنبأت بعالم عقلاني وأخلاقي لم تعط النتائج المتوقعة، كما لم يكن باستطاعتها أن تمنع الانحلال الأخلاقي. ومن هنا شهد القرن التاسع عشر ولادة العديد من الحركات النقدية للعقل الحديث، سواء كانت حركات فنية أو فلسفية أو أدبية.

كانت الحروب العالمية والعلامات الجلية التي لا لبس فيها على الانحلال الأخلاقي للغرب، ما هي سوى إرهاصات لظهور الفلسفة الوجودية في القرن العشرين. فلقد عاش دعاة هذه الفلسفة خلال الحرب العالمية الثانية، ورأوا أمامهم دليل على تدهور الأنظمة الأخلاقية والمعنوية القائمة على القيم المجردة.

بداية الحركة الوجودية

بدأت الوجودية في أفكار سورين كيركيغارد وفريدريك نيتشه، وكذلك في تشاؤم آرثر شوبنهاور (1788 – 1860) وروايات فيودور دوستويفسكي (1821 – 1881). حيث بدأ أولئك الذين شكلوا الحركة الوجودية الكتابة في فترة ما بين الحربين العالميتين في القرن العشرين. وبين الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ظهرت أعمال جان بول سارتر وألبير كامو وسيمون دي بوفوار في فرنسا. وتناولت هذه الأعمال الروائية والنصوص الأكاديمية، موضوعات مثل العبثية، والعدمية، والقلق، والمسؤولية، والحرية.

كانت الوجودية في القرن العشرين مشبعة بإحساس الهزيمة الأخلاقية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية. ومن هنا جاءت الحاجة إلى إيجاد طريقة جديدة للتفكير في الإنسان، وبفضل كتابات كيركيغارد ونيتشه وهيدجر نشأت الأسس الفكرية لتأسيس حركة جديدة. بينما حددت أعمال مثل الوجود والعدم والغثيان لسارتر ورواية الغريب والطاعون لكامو النغمة والاتجاه الذي اتجهت فيه مجموعة المفكرين الوجوديين.

وفي عام 1945، وبعد اتهامهم من قبل قطاعات اجتماعية وأكاديمية مختلفة، قدم سارتر والوجوديون دفاعاً فكرياً عن الوجودية وأكدوا أن الوجودية هي نزعة إنسانية، بالإضافة إلى مجموعة من المقدمات النظرية الصلبة بما يكفي لتمييز طريقة تفكير مختلفة عن سابقاتها.

اقرأ أيضًا: رينيه ديكارت وخلاصة فلسفته: أنا أفكر إذن أنا موجود

خصائص الفلسفة الوجودية

خصائص الفلسفة الوجودية
أهم خصائص الفلسفة الوجودية

على الرغم من الاختلافات الداخلية بين أولئك الذين شكلوا التيار الوجودي، إلا أنه من الممكن تتبع بعض الملامح العامة في الفلسفة الوجودية بشكل عام. ولعل أهم هذه الخصائص ما يلي:

  1. الوجود يسبق الجوهر

    روجت الفلسفة الوجودية إلى أن الوجود الإنسان يسبق الجوهر. وفي هذا الأمر أخذت هذه المدرسة مساراً مختلفاً عن الفلسفة الغربية التي كانت تحاول تفسير معنى الوجود من خلال افتراض أمور ميتافيزيقية مثل مفهوم الفكرة المجردة أو الآلهة أو العقل أو الأخلاق، وكلها أمور خارجية ليس لها وجود ملموس. من هنا جاءت الوجودية لتقول أنه لا يوجد جوهر محدد سلفاً للبشر، ولكن كل فرد حراً في تكوين طريقته الخاصة في الوجود.

  2. النظرة الفلسفية للموضوع

    من أهم خصائص الفلسفة الوجودية هي النظرة الفلسفية للموضوع. حيث تقترح الوجودية تركيز النظرة الفلسفية على الموضوع نفسه وليس على الأمور فوق الفردية. وبهذه الطريقة، تعتبر الوجودية الذات وطريقتها في الوجود أمام الكون كتجربة فردية مستقلة. لذلك، ستكون مهتماً بالتفكير في دافع الوجود وطريقة استيعابه. وبالتالي، فهي تفهم الوجود البشري على أنه ظاهرة واقعة، وتنوي دراسة حالة الوجود ذاتها من حيث إمكانياتها. وهذا يشمل تحليل المواقف الأساسية والأكثر شيوعاً التي يجد الإنسان نفسه فيها.

  3. الحرية والمسؤولية

    سمة أخرى من أشهر خصائص الفلسفة الوجودية هي الحرية والمسؤولية. فإذا كان الوجود يسبق الجوهر، يكون الإنسان حراً ومستقلاً عن أي فئة مجردة. لذلك، يجب أن تمارس الحرية من منطلق المسؤولية الفردية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى أخلاق متينة. وتعني الحرية الوعي الكامل بأن القرارات والأفعال الشخصية تؤثر على البيئة الاجتماعية، مما يجعلنا مسؤولين عن الخير والشر. ومن هنا جاءت صياغة جان بول سارتر، التي مفادها أن الحرية مسؤولية كاملة في عزلة مطلقة، أي أن الإنسان محكوم عليه أن يكون حراً. بينما يرتكز هذا الادعاء على القراءة النقدية للحروب التاريخية، والتي تم تبرير جرائمها من فئات مجردة أو فوق بشرية أو فوق فردية، مثل مفاهيم الأمة والحضارة والدين والتطور وغيرها.

  4. القلق الوجودي

    يعد القلق الوجودي من أهم خصائص الفلسفة الوجودية. فإذا كان من الممكن تعريف القلق على أنه الخوف من خطر معين، فإن القلق الوجودي هو الخوف من الذات، والقلق بشأن عواقب أفعال الفرد وقراراته، والخوف من وجود دون عزاء، والخوف من التلفظ بأضرار لا يمكن إصلاحها لأن هناك لا توجد أعذار أو مبررات أو وعود. إن القلق الوجودي – بطريقة ما – هو أقرب شيء إلى الدوار.

  5. الحياة تفرض نفسها على العقل المجرد

    تتعارض الوجودية مع العقلانية والتجريبية، وتركز على تقدير العقل والمعرفة كمبدأ متعالي، سواء تم افتراضه كنقطة بداية للوجود أو باعتباره توجهاً حيوياً. بينما تعارض الوجودية هيمنة العقل كأساس للتفكير الفلسفي. فمن منظور الوجوديين، لا يمكن أن تكون التجربة الإنسانية مشروطة بإضفاء الطابع المطلق على أحد جوانبها، لأن الفكر العقلاني كمبدأ مطلق ينكر الذاتية والعواطف والغرائز، مثل الإنسان والوعي.

هناك بعض الخصائص الأخرى للفلسفة الوجودية نوجزها فيما يلي:

  • لم يتفق فلاسفة الوجودية على نقطة تلو الأخرى في مواقفهم، لكنهم اتفقوا على نقد القيم الراسخة.
  • لا تستند الفلسفة الوجودية على أي نظام عقائدي. حيث تعتقد أنه من المستحيل تفسير جوهر الوجود البشري من خلال منظور أخلاقي وعلمي فقط.
  • عارضت الوجودية جميع أشكال الموضوعية والعلموية، وأي عقيدة أخرى تفهم البشر على أنهم حقيقة كاملة، والتي يجب حلها في عناصرها حتى يتم التعرف عليها أو التفكير فيها.
  • تعارض الفلسفة الوجودية أي شكل من أشكال الأقدار. أي أن الإنسان مسؤول عن نفسه وسيد مصيره.
  • كانت الوجودية شكلاً من أشكال الإنسانية، فكونك وجودياً يعني ضمناً التعاطف مع الآخر والدعوة إلى المسؤولية الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: فلسفة باروخ سبينوزا: رؤية كل شيء من منظور الأبدية

أنواع الوجودية

أنواع الوجودية
الأنواع الثلاثة للفلسفة الوجودية

لقد أشرنا إلى أن هناك العديد من الاختلافات بين من شكلوا الفلسفة الوجودية. وعلى الرغم من اشتراكهم جميعاً في هدف تحليل الوجود البشري، إلا أنهم يختلفون في افتراضاتها واستنتاجاتها. بينما هناك ثلاث مدارس وجودية، تختلف عن بعضها البعض من خلال موقفها من وجود الله. دعونا نلقي نظرة على هذا بمزيد من التفصيل.

  1. الوجودية المسيحية

    تقترح هذه المدرسة أن يتخذ كل شخص قراراته بشكل مستقل، لأن القرارات تشكل جوهره. بينما سيتم تقييم أفعال كل فرد أمام الله، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على التدقيق المستمر في أفعالهم. وبصرف النظر عن سورين كيركيغارد يعتبر الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز أحد رواد هذا الشكل من الوجودية. كذلك هناك الفيلسوف ميغيل دي أونامونو، والفلاسفة والكتاب الفرنسيون غابرييل مارسيل، وإيمانويل مونييه، وبيير بوتانغ.

  2. الوجودية الإلحادية

    ترفض الوجودية الإلحادية أي نوع من التبرير الميتافيزيقي للوجود، وبالتالي فهي تتعارض مع المنظور اللاهوتي للوجودية المسيحية. حيث تعتبر الوجودية الإلحادية أنه نظراً لعدم وجود إله لتشكيل الجوهر البشري، فلا توجد طريقة لاستباق ما يمكن أن يصبح عليه الإنسان. هذا الشكل من الوجودية نفى أي شكل من أشكال الفكر التجاوزي أو الميتافيزيقي أو الديني. وبهذه الطريقة، تواجه الوجودية الخوف والألم من الموت، والشعور بالعجز والقلق والعدم. ومن بين أهم فلاسفة الوجودية الإلحادية جان بول سارتر وألبير كامو وسيمون دي بوفوار.

  3. الوجودية اللاأدرية

    يرتبط هذا الجانب أكثر من أي شيء آخر بعمل كامو وطريقته في التفكير. بالنسبة لكامو، فإن وجود أو عدم وجود الله والإله لا ينبغي أن يعدل بأي شكل من الأشكال وجود الإنسان، لأن الواقع الإلهي لم يحل أي مشكلة أخلاقية، ولم يقدم أي راحة للإنسان.

اقرأ أيضًا: معضلة قنفذ آرثر شوبنهاور وبعض المعضلات الغريبة الأخرى

رواد الفلسفة الوجودية وأهم أعمالهم

رواد الفلسفة الوجودية وأهم أعمالهم
أعظم رواد الفلسفة الوجودية وأعمالهم الرئيسية

بدأت الوجودية في وقت مبكر جداً من القرن التاسع عشر، لكنها غيرت توجهاتها شيئاً فشيئاً. وبالتالي، هناك مؤلفون مختلفون من أجيال مختلفة، ينطلقون من وجهات نظر مختلفة كنتيجة لعصرهم التاريخي. ومع ذلك نستعرض أهم رواد الفلسفة الوجودية فيما يلي:

سورين كيركيغارد

يعتبر سورين كيركيغارد (1813-1855) الفيلسوف واللاهوتي الدنماركي، إلى جانب نيتشه، والدا الفلسفة الوجودية. فهو الذي مهد للفكر الوجودي، وأول من دعا إلى حاجة الفلسفة لوضع نظرتها على الإنسان. وقد تركز عمله على الوجود البشري، والفرد، والذاتية، والحرية، واليأس والقلق. تتمحو أعمال سورين كيركيغارد حول واجب الفرد في إيجاد الحقيقة في نفسه، خارج حدود الخطاب الاجتماعي. وهذه الرحلة ضرورية للعثور على هدف المرء في الوجود. ومن أبرز أعماله:

  • خوف ورعدة.
  • المرض طريق الموات.
  • التكرار.

فريدريك نيتشه

فريدريك نيتشه (1844-1900) هو الفيلسوف والشاعر والموسيقي وعالم اللغة الألماني، وهو أحد أهم رواد الفلسفة الوجودية في العالم الغربي. وعلى عكس كيركيغارد يرفض أي منظور مسيحي وديني بشكل عام. أعلن نيتشه موت الله من خلال تحليل التطور التاريخي للحضارة الغربية وانحطاطها الأخلاقي. وبدون إله أو آلهة، يجب على الذات أن تجد لنفسها معنى الحياة، وكذلك تبريرها الأخلاقي. تدور أعماله مع مواضيع متنوعة مثل الفن والتاريخ والمآسي والدين والعلوم. وهو معروف بأنه أحد “سادة الشك” الثلاثة، إلى جانب كارل ماركس وسيغموند فرويد. ومن أشهر أعماله:

  • هكذا تكلم زرادشت.
  • مولد التراجيديا.
  • إرادة القوة.
  • ما وراء الخير والشر.
  • نقيض المسيح.
  • هذا هو الإنسان.

سيمون دي بوفوار

سيمون دي بوفوار (1908-1986) هي فيلسوفة وكاتبة وأستاذة فرنسية،  برزت كداعية للحركة النسائية في القرن العشرين. بينما كانت أفكارها الأساس لظهور الحركة النسوية. نضالت سيمون دي بوفوار من أجل حقوق المرأة وإلغاء تجريم الإجهاض. ومن بين أهم أعمالها:

  • الجنس الآخر.
  • كيف تفكر المرأة.
  • مغامرة الإنسان.
  • المرأة المحطمة.
  • أسرار المرأة.

جان بول سارتر

جان بول سارتر (1905-1980) الفيلسوف والروائي والكاتب المسرحي والسياسي الفرنسي هو أحد أعظم رواد الفلسفة الوجودية. حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1964، لكنه رفضها، ومن المعروف أنه شريك الفيلسوفة والمفكرة النسوية سيمون دي بوفوار، وقد طورا سوياً أعمالاً فلسفية وأدبية تتمحور حول الحرية والمسؤولية الشخصية والقلق الوجودي. ومن أشهر مؤلفات جان بول سارتر:

  • الكينونة والعدم.
  • الغثيان.
  • الوجودية مذهب إنساني.
  • التخيل.
  • المادية والثورة.

ألبير كامو

ألبير كامو (1913-1960) هو فيلسوف وكاتب مسرحي وصحفي فرنسي من أصل جزائري. تأثرت أعماله بشكل كبير بفلسفة شوبنهاور ونيتشه الوجودية. وقد كان جزءاً من المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية وفي عام 1957 حصل على جائزة نوبل للآداب. بينما من أهم أعمال ألبير كامو:

مارتن هايدجر

مارتن هايدجر (1889-1976) كان فيلسوفاً ألمانياً، وأحد أهم رواد الفلسفة الوجودية في القرن العشرين. كان من أعظم أعماله “الوجود والزمن” هذا العمل الذي أشار وصفه هايدجر دائماً بأنه غير مكتمل. وكان نقطة انطلاق حاسمة لمؤلفين مثل سارتر وكامو ودي بوفوار. ومن أهم أعمال مارتن هايدجر الأخرى:

  • مبدأ العلة.
  • التقنية، الحقيقة، الوجود.
  • نداء الحقيقة.
  • نهاية الفلسفة ومهمة التفكير.
  • مدخل إلى الميتافيزيقا.

هناك العديد من المؤلفين الآخرين الذين يعتبرهم النقاد وجوديين، سواء على المستوى الفلسفي أو على المستوى الأدبي. بينما يمكن اعتبار العديد منهم أسلافاً لهذا الخط الفكري وفقاً لجيلهم، ومن بين الأسماء المهمة الأخرى للوجودية، يمكننا أن نذكر دوستويفسكي وكافكا، وغابرييل مارسيل.


المراجع:

1.       Author: Douglas Burnham, Existentialism, www.iep.utm.edu, Retrieved: 12/14/2022.

2.       Author: Nicola Abbagnano, (11/2/2022), existentialism, www.britannica.com, Retrieved: 12/14/2022.

3.       Author: Crowell, Steven, “Existentialism“, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Summer 2020 Edition), Edward N. Zalta (ed.), www.plato.stanford.edu, Retrieved: 12/14/2022.

اترك تعليقاً