تنين الكومودو: حقائق غريبة عن أقدم التنانين الحية

You are currently viewing تنين الكومودو: حقائق غريبة عن أقدم التنانين الحية
حقائق عن أخطر السحالي في العالم

تنين الكومودو هو أكبر وأخطر السحالي الموجودة في العالم، وعلى الرغم من أنه لا ينفث النار مثل التنانين في القصص الخيالية، إلا أنه حيوان شرس وقوي للغاية، فلديه لدغة سامة يقتل بها فريسته. وتعتمد هذه التنانين القوية المتخفية على حاسة شمهم القوية جداً، كما يمكنهم قضاء ساعات في الانتظار قبل شن هجوم مميت بأسنانهم الكبيرة والمنحنية والمسننة على الفريسة.

ما هو تنين الكومودو؟

تنانين الكومودو هي سحالي كبيرة يمكن أن يصل طولها إلى 3 أمتار ووزنها إلى 90 كيلوجراماً، لديها ذيول عضلية طويلة، ورقاب قوية ورشيقة، وأطراف متينة. كما تمتلك ألسنة صفراء ومتشعبة، وعضلات فكية شديدة الصلابة؛ مما يسمح لها بابتلاع قطع ضخمة من اللحوم بسرعة مذهلة. هذا بالإضافة إلى مفاصل متحركة داخل فكها السفلي؛ تسمح لها بتوسيع معدتها بسهولة. وهي تعد أثقل وأضخم الحيوانات على وجه الكرة الأرضية.

حاسة الشم لدى تنين الكومودو هي طريقته الأساسية في اكتشاف الطعام. حيث تقوم الألسنة المتشعبة لهذه الحيوانات باختبار الهواء بحثاً عن رائحة الحيوانات ذوات الدم الحار. ويستطيعون اكتشاف رائحة الحيوانات الميتة أو المحتضرة على بعد خمسة أميال عن طريق حاسة الشم القوية جداً.

يمتلك تنين الكومودو 60 سناً حاداً يصل طولها إلى بوصة (2.5 سم)، وتُستبدل الأسنان المفقودة أو التالفة باستمرار. يمكن أن تمر التنانين بأربع أو خمس مجموعات من الأسنان خلال حياتها. بينما تسمح لهم هذه الأسنان الحادة بتمزيق قطع كبيرة من اللحم التي يبتلعونها كاملة.

الأسلحة السامة

معلومات عن تنين الكومودو
تتمثل أسلحة تنين الكومودو في سمه وحاسة شمه القوية

تتربع تنانين الكومودو بلا منازع على قمة السلسلة الغذائية في موطنها، ليس بسبب حجمها، ولكن بسبب أسلحتها السامة، فهي تمتلك واحدة من أخطر أسلحة الحيوانات. إن العضة الفعلية لهذه التنانين لها تأثير ضعيف مقارنةً بالحيوانات المفترسة الأخرى، لكن يكمن الفرق في أن لديها غدد سامة لإضعاف فرائسها ومن ثم قتلها. فإذا لم يكن السم كافياً، فلا يزال تنين الكومودو يحتفظ بأسلحة أخرى في جعبته. حيث تعيش مجموعة متنوعة من الميكروبات المختلفة في لعاب الحيوان، مما يؤدي في النهاية إلى تسمم الدم وبالتالي القضاء على ضحاياه. هم أنفسهم محصنون ضد هذه البكتيريا بسبب خصائص دمائهم. لكن على الرغم من ذلك فإن عضة التنين لا تؤثر في فصيلته أثناء الصراعات بينهم. وهذا الأمر مازال يستكشفه العلماء من أجل الوصول إلى أجسام مضادة للسموم في جسم التنانين تكون مسؤولة عن ذلك الأمر[1].

أين يعيش تنين الكومودو؟

حيوان الكومودو
يعيش تنين الكومودو في جزر إندونيسيا

تفضل الغالبية العظمى من تنانين الكومودو العيش في المناخ الاستوائي، ويقتصر وجودها فقط على العديد من جزر إندونيسيا بما في ذلك جزيرة كومودو التي تحمل التنانين اسمها، وجزر رينكا وفلوريس وجيلي. وهي تعيش هنالك منذ ملايين السنوات، ويمكن رؤيتها في الغابات الاستوائية وعلى قمة التلال هناك[2].

لا تحب هذه الحيوانات جميع أشكال المغامرة، لذلك لا تغير أماكن تواجدها، ومن النادر جداً أن تجدها بعيدة عن موطنها التي تضع فيه بيضها. ورغم وزنها الكبير، إلا أنها حيوانات تتميز بخفة الحركة على الأرض. حيث يمكنها الركض بسرعة 20 كم/ ساعة لمسافات قصيرة، كما تستطيع السباحة بشكل جيد، وقادرة على التنقل بين الجزر القريبة عندما تكون التيارات البحرية مواتية. لكنها لا تذهب أبعد من هذه الجزر.

كيف تتكاثر تنانين الكومودو؟

تزاوج الحيوانات
فترة التزاوج

تتكاثر تنانين الكومودو مرة واحدة في السنة؛ وفي موسم تزاوج الحيوانات تنشر إناثهم رائحة معينة في برازها ليتبعها الذكور. يحدد التنين الذكر مكان الأنثى عن طريق حاسة الشم القوية لديه. وعندما يصل إليها يقوم بخدش ظهرها والضرب على جسدها ولعقه. فإذا قامت الأنثى بلعق جسد الذكر، فهذا يدل على الموافقة على التزاوج. ولا يخلو الأمر من تصارع بين الذكور في كثير من الأحيان على من يحصل على الأنثى. بينما بعد أن يتم التزاوج تضع الإناث الحوامل حوالي 30 بيضة تُدفن في الأرض حتى تفقس بعد ثمانية أشهر.

أما الغريب في الأمر فهو امتلاك إناث تنانين الكومودو لوسائل أخرى للتكاثر. فعندما لا يكون هناك أي ذكور حولها، تستطيع أن تتكاثر إناث التنانين بلا جنس من خلال عملية تسمى التوالد العذري[3]. نظراً لأنها تمتلك كروموسومات جنسية ذكورية وأنثوية.

عادات الغذاء

تنين الكومودو
الصراعات بين تنانين الكومودو

تتغذى تنانين الكومودو على جميع أنواع اللحم بما في ذلك الجيف والغزلان والخنازير وجاموس الماء. بينما تتراوح فرائسها ما بين الحيوانات ذات الأحجام الصغيرة مثل القوارض والثعابين والطيور؛ وبين الحيوانات ذات الأحجام الكبيرة على غرار القرود وجواميس الماء والخنازير البرية. أما أفضل الوجبات بالنسبة لتنين الكومودو فهي الغزلان، كما يمكن أن تأكل هذه التنانين أيضاً لحوم البشر إذا تسنى لهم ذلك.

صيد الفرائس

ربما تمثل تنانين الكومودو مثالاً عظيماً للصبر. حيث يمكنها أن تنتظر فرائسها بالساعات الطويلة وربما الأيام. لكن حينما تأتي الفريسة تهجم عليها بلا رحمة وتستخدم في ذلك المخالب الحادة والأسنان المدببة من أجل انتزاع أحشاء الضحية. لكن قبل كل ذلك تنشر التنانين سمومها في فريستها. تؤدي هذه السموم[4] إلى خفض ضغط الدم؛ كما تسبب نزيفاً حاداً للفريسة. لكنها لا تسبب أي نوع من أنواع تجلطات الدم. ومن المتعارف عليه أن تنانين الكومودو تأكل بشراهة مذهلة، فهي لا تترك سوى القليل جداً من الفريسة. حيث تأكل اللحوم والعظام والجلد وحتى الحوافر والأمعاء.

خطر انقراض تنين الكومودو

حيوانات مهددة بالانقراض
خطر انقراض الحيوانات

يوجد في العالم أقل من 1400 تنين بالغ. يقتصر نطاق وجودهم في عدد محدود من الجزر الإندونيسية، لذا اتخذت هيئة الحفظ التابعة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) قراراً بنقل هذه الزواحف إلى مكان آمن نظراً لأنها من الحيوانات المهددة بالانقراض.

تتنوع أسباب التهديدات التي يتعرض لها تنين الكومودو ما بين التهديدات الطبيعية مثل ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغييرات المناخية[5]، وما يستتبعه من ارتفاع درجة الحرارة العالمية. هذا الارتفاع الشديد قد تسبب في انزلاق المناطق المنخفضة من الجزر الإندونيسية إلى ما تحت الأمواج. وتشير التوقعات إلى أنه هذا بالإضافة إلى أنه خلال الخمسين عاماً القادمة ستفقد تلك التنانين حوالي 71% من موطنهم[6].

أما التهديدات البشرية فهي الأقوى والأكثر تأثيراً، حيث شكل البشر تهديداً لبقاء تنين الكومودو. لقد أحرق الناس موطنهم لتطهيره واستخدامه لأغراض أخرى، وتم القضاء على أعداد كبيرة منهم بسبب الزراعة والصيد وقطع الأشجار والحرق. كما يعطل السياح عملية تزاوج التنانين، مما دفع الحكومة الإندونيسية إلى النظر في إغلاق جزيرة كومودو مؤقتاً أمام السياحة، برغم أن السياحة مصدر هام من مصادر الدخل الذي يساعد على حماية تنانين الكومودو.

حديقة كومودو الوطنية

لقد انتبهت الحكومة الإندونيسية لهذه التهديدات، لذا أنشأت حديقة كومودو الوطنية لحماية تنانين الكومودو وموائله. هذه الحديقة عبارة عن محمية طبيعية تبلغ مساحتها 1800 كيلومتر مربع، وتتضمن العديد من أنواع الطيور والحيوانات البرية والبحرية التي لا مثيل لها في العالم. وقد أدرجتها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي، ولا تزال تعمل مع المجتمعات المحلية لرفع مستوى الوعي حول تنانين الكومودو وأهمية حمايته.

لم يعد هناك سوى بصيص أمل في الحفاظ على هذه الأنواع بفضل الجهود التي تتواصل من أجل فهم تأثير تغير المناخ على التنانين، وكذلك برامج حماية الحياة الطبيعة في الحديقة الوطنية بإندونيسيا، وفي كل حدائق الحيوان حول العالم للحفاظ على تنانين الكومودو.

المراجع:

[1] Genome Study Reveals Clues to Komodo Dragon’s Unique Abilities.

[2] Distribution, use and selection of nest type by Komodo Dragons.

[3] Strange but True: Komodo Dragons Show that “Virgin Births” Are Possible.

[4] Komodo dragons use venom to kill their prey, scientists discover.

[5] Climate Change Is Threatening Komodo Dragons, Earth’s Largest Living Lizards.

[6] Komodo dragon is now listed as Endangered as rising sea levels threaten its survival.

This Post Has 6 Comments

  1. غير معروف

    اعتقد ان هذه الحيوانات ستنقرض

    1. وائل الشيمي

      هناك الكثير من الجهود المبذولة لمنع هذا الأمر، لعلها تُكلل بالنجاح

  2. غير معروف

    نريد فيديو وهو يأكل فريسته

    1. وائل الشيمي

      سأرفق فيديو لتنين الكومودو وهو يأكل فريسته

  3. هدى

    شئ مرعب

اترك تعليقاً