فيلم Fireworks Wednesday: المياه العكرة تنتظر الجميع

You are currently viewing فيلم Fireworks Wednesday: المياه العكرة تنتظر الجميع
تحليل فيلم "الألعاب النارية، الأربعاء" لأصغر فرهادي

Fireworks Wednesday هو فيلم دراما إيراني من إخراج أصغر فرهادي، تدور قصته خلال يوم واحد حول المشاجرات والتوترات والمعاناة العاطفية لزوجين إيرانيين. في السطور التالية نستعرض قصة فيلم Fireworks Wednesday ومن ثم مراجعة سريعة عنه.

معلومات عن فيلم Fireworks Wednesday

  • البلد: إيران.
  • اللغة: الفارسية.
  • تاريخ الإصدار: 1 فبراير 2006.
  • المخرج: أصغر فرهادي.
  • الكاتب: أصغر فرهادي | ماني حقيغي.
  • وقت العرض: 102 دقيقة.
  • النوع: دراما | غموض | رومانسية.
  • التصنيف: (PG) ملائم للجميع تحت الرِّقابة العائلية.
  • فريق التمثيل: حميد فرخنيشاد | هدية طهراني | تارانه عليدووستي | بانثيا بهرام.
  • التقييم: 7.7.

قصة فيلم Fireworks Wednesday

تبدأ قصة فيلم Fireworks Wednesday في الأمسية التي تسبق يوم الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية، وفيه تبدأ احتفالات رأس السنة الإيرانية – نوروز – التي تستمر لبضعة أيام. الأنشطة في هذه الليلة هي جزء من الثقافة الفارسية القديمة – الزرادشتية – وتسبق ظهور الإسلام بما لا يقل عن ألفي عام. في ذلك المساء من كل عام، يشعل الإيرانيون النيران في الشوارع في جميع أنحاء المدينة، ويتوق الأطفال الصغار للقفز فوق النيران من أجل جلب الحظ السعيد. إنها أمسية مليئة بالنيران المضاءة بألوان زاهية والمفرقعات النارية.

كانت الشابة البريئة روحي في صباح ذلك اليوم تستقل الدراجة النارية خلف خطيبها لتوصيلها إلى وكالة التنظيف التي تعمل بها. كانت سعيدة ومبتهجة لأنها ستتزوج خلال هذا الأسبوع. أوكلت إليها الوكالة مهمة تنظيف شقة زوجين من الطبقة الوسطى، مرتضى ومجدة، ولدى وصولها لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لترى أن الزوجين يتشاجران بشكل مستمر.

الصراعات الزوجية

يتتبع الجزء المتبقي من الفيلم الصراعات الزوجية التي يمر بها الزوجان، كما تراه في الأساس من وجهة نظر روحي. ومع ذلك، فإن التركيز لا يقتصر على روحي فقط، بل يرى المشاهد أحياناً مشاهد منفصلة من منظور مرتضى ومجده.

تفاصيل ما يكمن وراء مشاكل الزوجين تنكشف بشكل تدريجي فقط، من خلال بطء الكشف، وبعد فترة يتضح أكثر أن مجدة تشك في خيانة زوجها مع خبيرة التجميل المطلقة سيمين والتي تعيش في الشقة المقابلة. روحي، مفتونة بأحلامها الرومانسية حول النعيم الزوجي القادم، وتشعر بالفزع لرؤية كيف يعامل مرتضى ومجدة بعضهما البعض. فمجدة امرأة مزاجية ولديها شكوك كبيرة ناحية زوجها. ومرتضى بدوره وقح وغير حساس لمخاوف زوجته التي يعتبرها غيرة مهووسة.

إنها ليست مجرد حالة مشاحنات، ولكنها حالة من العداء المتبادل. تجد روحي نفسها شيئاً فشيئاً متورطة في مكائد هذه الحياة. استدرجها مجدة لزيارة السيدة سيمين والتجسس عليها من خلال الادعاء بأنها تريد تقليم حواجبها. وبعد ذلك، تعلق روحي بتعليقات برئية مراراً وتكراراً ودون قصد بشأن ما سمعته في محادثات منفصلة مع السيدة سيمين ومرتضى ومجدة، وقد استند كل من تحدثت إليهم على هذه التعليقات كدليل مشبوه على مخالفات محتملة من قبل شخص آخر.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم A Hero: نكسة واضحة بمعايير فرهادي السينمائية

مراجعة فيلم Fireworks Wednesday

قصة فيلم Fireworks Wednesday
مشهد من فيلم Fireworks Wednesday

ترجع المشاكل الأساسية بين الأزواج سواء في المجتمعات الشرقية أو الغربية إلى الأدوار النمطية المقيدة نسبياً والتي يتم تخصيصها لكل فرد في المجتمع. حيث يتوقع الزوج من زوجته أن تلعب دور ربة المنزل المثالية التي تضحي بالنفس، بينما تتوقع الزوجة من زوجها أن يهتم بها وبرغباتها وأن يضع زوجته دائماً في مركز اهتمامه. وبسبب القواسم المشتركة لمثل هذه المواقف في كل مكان، فإن القضايا الاجتماعية الأساسية المتعلقة بتوقعات الأدوار والخيانة الزوجية هي عملياً عالمية ومفهومة للجميع. لكن على الرغم من هذه الشمولية، لا يتناول الفيلم القضايا الفلسفية الأساسية وحتى الأكثر عالمية التي تكمن وراء بعض الأعمال السينمائية الإيرانية الأكثر عمقاً.

هذا الأمر يؤدي إلى نفاد صبر المشاهد بعد فترة وجيزة، في ظل تلك المشاجرات المجهدة للزوجين في الفيلم. وقد أجهد ذلك بطلة الفيلم روحي كذلك، ومن هنا نجدها تقضي بعض الوقت بصحبة السيدة سيمين الأكثر اعتدالاً وتفهماً. لكننا نعلم بعد ذلك أن السيدة روحي لديها العديد من الصعوبات الشخصية، لكنها قادرة دوماً على رؤية الجانب الإيجابي لجميع المواقف الحياتية الصعبة. وبالتالي فمن المرجح أن يكون تعاطف المشاهدين مع روحي والسيدة سيمين أكثر من تعاطفهم مع مرتضى ومجدة المتنافرين. وفي النهاية هناك حل من نوع ما للمشكلة، على الرغم من أن المشاهد قد يكون لديه شكوكه.

الأداء

التمثيل في فيلم Fireworks Wednesday جيد، على الرغم من أنه يشبه كثيراً الأداء المسرحي. تارانه عليدووستي، بصفتها روحي، لديها ابتسامة رائعة، لكن أي تطور للشخصية من جانبها أثناء الفيلم غامض. وتبدو أنها تؤدي دورها للكاميرا أكثر من القصة. فهي تقوم بتدخل دراماتيكي يؤثر على العلاقة بين مرتضى ومجدة، لكن دوافعها ليست واضحة تماماً. هدية طهراني، في الدور الصعب لمجده تمكنت من الحفاظ على أداء شديد ورائع بشكل يمكن تصديقه طوال الوقت. كذلك يعد التصوير السينمائي اليدوي في الغالب سلساً بشكل معقول ويعرض نوعاً من الإبداع المرئي المطلوب غالباً لصنع فيلم في المناطق الحضرية بإيران، مع كل القيود المختلفة التي يمكن أن يستتبعها مثل هذا الإعداد. هذا وتساهم موسيقى بيمان يزدانيان في المزاج الكئيب للقصة.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم The Seventh Seal: رقصة الموت الأخيرة

إن مشكلة الفيلم الأساسية هي أنه على الرغم من محاولته للكشف عن مشاكل الحياة الزوجية، إلا إنه لا يبدو أنه وصل إلى حل سردي مُرضٍ. هناك اقتراحات في ختام الفيلم تشير إلى أن روحي قد تضطر إلى مواجهة صعوباتها الخاصة فيما يتعلق بما يتوقعه زوجها منها في المستقبل، رغم أنه مفتون بها الآن. فما الذي تعلمته روحي بعد تجارب اليوم وكيف يمكن أن يهيئوها للمستقبل؟ في نهاية الفيلم، تكاد روحي أن تتدخل مرة أخرى وتدمر الحياة الزوجية للزوجين، وبذلك ستمحو تدخلها الخيري السابق. ماذا يقول لنا ذلك؟ وما هو مستقبل مرتضى ومجدة؟ هدأت البحار نسبياً في نهاية الفيلم، لكن المياه العكرة ربما تنتظر الجميع.

اترك تعليقاً