خواطر اشتياق للحبيب البعيد: في حضرة الغياب

كم هو ثقيل هذا الغياب الذي يجعل الاشتياق لغة يومية، نتنفسها بين همسة ودمعة! في كل لحظة غياب، تولد في القلب خواطر لا تهدأ، كلمات ترتجف شوقًا، تبحث عن ملجأ في حضرة من غاب عن العين، لكنه لم يغادر الروح. حين نقع في الحب الحقيقي نريد دائمًا البقاء بقرب المحبوب لنشعر بالسعادة والبهجة، لكن بعض الظروف تجبرنا على البعاد لفترة من الوقت. وفي تلك اللحظات نشعر بالاشتياق للحبيب البعيد، وليس هناك أجمل من قراءة بعض خواطر الاشتياق للحبيب البعيد كي لتطفئ بداخلنا لهيب الأشواق. لذا نقدم لكل من يحترق شوقًا للقاء الحبيب هذه الخواطر..
جميلة هي الخواطر التي تتردد على أسماعنا دومًا لتضفي على حياتنا طعمًا ولونًا. لأنها تعبر عنا يجول بخاطرنا وتبعث فينا السعادة والأمل والتفاؤل. فهي بمثابة النجوم التي تزين حياتنا بجمالها ورونقها. في هذا القسم نقدم بعض خواطر الشوق للحبيب البعيد التي تحمل في طياتها عبير الزهور وتفوح رائحتها لتملأ أرجاء المكان. لتكون بمثابة النسيم العليل الذي ينعش قلوبنا وأرواحنا..
الحياة والأحلام
يتقدّم الزمن مع المطر، تمتزج القطرات، وترتجف الأمسية، يخترق روحي برق غاضب.. نور يعمي، يسطع، يؤلم.. الآن يدوي الرعد الغاضب، سيول الماء تصدّقه، وتمجّده..
والآن، الهدوء..
تتقدّم الحياة جنبًا إلى جنب مع الأحلام.. تختلط الرغبات، وترتجف الشكوك.. كالسباق الغاضب، تتسارع السنوات، بلا هدنة، بلا هدوء، يعيش الشاب.. كعاصفة صيفية، عنيفة، يُستهلك العمر في السعي نحو هدف، وعند بلوغ الغاية، والاقتراب منها، يأتي السكون، ويتأمّل المرء الإنجاز..
والآن، الاستمتاع
وعندما يحلّ المساء، وعند النظر إلى الوراء، أرى بيتًا، أرى أطفالًا، أيامًا سعيدة، أحلامًا تحققت، حبًّا وُجد ويبادله الآخر. جميلة ومجنونة هذه الرحلة، طويلة هي السنوات لنخوضها، وكثيرة هي الأيام لنستذكرها…
رائحة الياسمين
في الربيع، الذي بات قريبًا جدًا، سأذهب إلى الحدائق التي اعتدت الذهاب إليها معك.. أبحث عن عبق الزهور، عن رائحة العسل، وعن سماء زرقاء… سأذهب إلى الأماكن التي زرناها معًا، حيث وعدنا بعضنا البعض ذات يوم بعوالم لا تنتهي.. ستكون الظهيرة الدافئة رفيقتي.. لظلي المسكين الذي لا يزال ينتظر..
رحلتَ في يونيو، واليوم هو سبتمبر، لا يزال عناقك العذب يُحسّ، وسيظل لسنوات محفورًا في ذاكرتي.. سيدفئني في المساء، ويواسي قدَري.. أفتقدك، أبحث عنك بين الياسمين، لكنني لا أجد إلا حدائق خالية..
حب عميق بلا جنون
أتذكّر أن جدتي قالت لي أنه يجب عليك البقاء مع من يحبّك. ولا ينبغي لك أن تولي اهتمامًا كبيرًا لهذا الشغف الذي يجعلك تفقد صوابك. لم أكن أفهم شيئًا آنذاك. لكن كان يعجبني الاستماع إليها.
قالت أن من الأفضل أن تلتفت إلى من يحبك لا من تحبه، ولكن ليس بطريقة مفرطة أو جامحة، بل إلى ذلك الشخص الذي ينظر إليك بلطف حين تقوم بأي فعل يومي بسيط، مثل سكب القهوة، أو العطس، أو الضحك بصوت عالٍ من قلبك. كانت تقول إن الطريقة التي ينظر بها إليك أحدهم، أو يجيبك بها على سؤال سخيف، هي المفتاح الذي يعكس المشاعر.. وأن من يحبك هو من يحرص على ألا يسبب لك أي حزن، ولا أي ألم، ولا أي خجل. من يحبك يكون قريبًا منك. وعندما يكتشف الإنسان هذا، يمكنه أن يقع في حب هذا الشخص خلال وقت قصير.. حب عميق بلا جنون… مثل صديقَين يتقاسمان نفس القطعة من العالم..
لكنها كانت تقول إن قلة فقط من الناس هم المحظوظون الذين يفهمون الحب بهذه الطريقة.. كصداقة يتخللها سرّ مشترك غامض..
سر غامض
لقد تزوجت جدتي. لكنها لم تكن تحب جدي. كانت دائمًا واقعة في حب رجل آخر. شاب وسيم يرتدي قبعة وسترة، وكلما ذُكر اسمه كانت تبتسم وتتّسع عيناها أكثر من المعتاد. وكانت رائحته تشبه رائحة العسل.. كان يروي لها القصص. وعندما كانت جدتي تجلس في الفناء تعتني بأخواتها، كان ذاك الشاب يجلس أمامها، وبعد أن يطلب الإذن بالاقتراب، يبدأ باختلاق قصص تجعلها تبتسم..
ذات يوم وجدها تبكي. تحوّلت ابتسامتها المعتادة إلى حزن.. تعانقا.. في خرقٍ لقواعد الحياء في ذلك الزمان، لأن الخبر الحزين أن جدتي أصبحت مخطوبة… كان ذلك هو اللقاء الجسدي الوحيد بينهما. وبعده تزوجت جدتي. لكنها استمرت في رؤية الشاب الوسيم إلى أن انتقل للعيش في مدينة أخرى. وكلما استطاعا، تبادلا الابتسامات، والحب. وتحدثا عبر الهاتف سرًا في بعض الأحيان. كانا شخصين التقيا، وصنعا معًا قصة. ودافعا عنها بالطريقة التي كانا يرويان بها تلك القصة. على الأقل جدتي كانت كذلك..
أعتقد أنها أحبّته حتى وفاتها، حين ذكّرتني في آخر مرة بأهمية معاملة الآخرين كأشخاص كاملين، يُجمّلون حياتنا بقربهم..
الحياة بالأبيض والأسود
وأنا جالس على حافة سريري أستطيع رؤية شوارع المدينة من خلال النافذة الكبيرة.. أصوات درّاجات تمرّ، السيارات المتحركة، الناس التي تمشي على عجل. أضع يديّ إلى وجهي وأغطيه، وكأنني أشفق على الآخرين… ومع ذلك فأنا وحيد، بين أربعة جدران..
أصف هذا المشهد، وأنا محبوس في غرفتي ذات النافذة الكبير التي يدخل منها ضوء الشمس في منتصف النهار، والتي أُشاهد من خلالها ما يحدث، وأراقب مرور الأشياء، إنه أمر يومي للغاية..
دوائر.. كلّ شيء يدور في حلقات لا تنتهي. يقفز من واحدة إلى أخرى، كلها متشابهة، مع اختلافات صغيرة غير ملحوظة تقريبًا.. دوائر باللون الرمادي… الحياة بالأبيض والأسود. صور تتساقط عند قدميّ، وذكريات تأتي وتعود باستمرار..
أتحدث عمّا يحيط بي، أنا شاهد على غياب الأشياء في حضوري، في كياني البشري، الذي بدأ يتلاشى ببطء، كما لو أنه يذوب في الماء، ينفصل ويتحلّل إلى ألوان شتى تنتهي في تدرجات الرماد. مادة تغلّف الجدران، الأرض، تفاصيل الغرفة، والحياة نفسها..
تحيط بي أصوات عبثية، لا معنى لها في قربها. ومن بعيد، تبدو كأغنيات.. ملل من الروتين الدائم، من نفس الأصوات الخارجة من الحناجر، من ألحان الأيام المتكررة… إحباط، قليل من الغضب، وشيء من اليأس..
فجأة يحلّ الصمت. تختزل الضوضاء في درّاجة تمرّ، وتعود، جرسها يرنّ… صمت، ولا شيء أكثر. أكرر الفعل نفسه مرةً تلو الأخرى، كما لو أنني في حلقة مفرغة من الدهشة المألوفة.
أكرر مرةً بعد مرة: يمكنني المحاولة، لكن كل شيء هو ذاته، دائرة لا تؤدي إلى أي مكان، ولكنني الآن مرهق. بلا وجه، بلا خوف… رماديات تملأ كل يوم: الجدران، الأرضيات، الغيابات، الغرف، والحياة..
لا يعيش الحب سوى بالأمل
أختبئ في صمت صوتك، لأجدك في صدى الوعود التي قطعتها لي. فبدون دقات قلبك أشعر بأني لم أكتمل. لا يعيش الحب سوى بالأمل.. وأنا على أمل اللقاء القريب لنطفئ لهيب الشوق بالنظرات والقبلات. أريد بشدة ذلك اليوم الذي نلتقي فيه ولا نبتعد أبدًا. أرادت الحياة أن تكون اليوم بعيدًا عني وأنا هنا أكتب لك رسالة وأذكر أيامنا معًا. لا يهم كم من الوقت يجب أن أنتظرك، ولا كم يجب أن أفتقدك، لأنني أعلم أنه يومًا ما، ستموت المسافة بيننا لنعيش سويًا مرة أخرى.
أيها الحبيب البعيد .. ابقي معي
لقد غادرت، لكنك دون أن تُدرك أخذت جزءً من قلبي، وجزءً من ذهني وجزءً مني. أنا هنا منقسمة، غير مكتملة، محطمة، أفكر فيك طوال الوقت. ستبقى معي إذا رحلت، ستبقى إذا غادرت، لأنك ما زلت هنا معي لا تترك أفكاري. ولأن قلبي يتمسك بذكرياتك ولن يسمح لك بالرحيل. وعلى الرغم من أنني لا أستطع أن ألمسك، أشعر أنك هنا بجانبي. على الرغم من أنني لا أستطع التحدث إليك، إلا أنني أسمع صوتك، وبرغم أنك غادرت إلا أنني أراك في لحظات حياتي. لذا ستبقى معي حتى وإن رحلت بعيدًا.. وحتى لو سمحت لك بالرحيل، لا يمكنني الهروب منك، ولا من التفكير فيك. فأنا لا أحكم على أفكاري، ولا على مشاعري تجاهك. ولهذا… ستبقى معي حتى إذا غادرت.
اشتاق إليك حين يأتي الليل
يأتي الليل وأشعر أنني بدونك لا شيء. حينما يأتي الليل أعنى من الوحدة، وتضغط عليّ بشدة لتذكرني في كل دقيقة أنك لست هنا، وأنك غادرت وربما لن تعود أبداً. لذا فإنني أتمنى طوال اليوم ألا يأت الليل أبدًا، ففي الليل تقتلني ذكراك وتعذبني وتصرخ في وجهي لتقول لي بأنك مجرد ذكرى وأنك ستظل دائمًا ذكرى.
الانتظار في صمت
سأنتظرك بصمت حتى لا يلاحظ أحد أنني أفتقدك. لا بكاء ولا اعترافات ولا رسائل غياب ولا أمل. سأنتظرك في صمت حتى لا يدركوا شوقي وحنيني إليك. إنني أفتقدك ولن أتوقف عن التفكير فيك ولو لدقيقة.. لكن مع ذلك هناك شيء بداخلي ينكسر، وكل يوم يمر عليّ تقتلني الوحدة بدونك..
ألف سؤال وسؤال
لماذا جعلتك الحياة بعيدًا جدًا ومستحيلاً إلى هذا الحد؟ ولماذا لم تلتق عيناك بابتسامتي من قبل؟ قل لي لماذا الشيء الممنوع دائمًا هو المرغوب.. هل ألوم القدر على وصولك إلىّ متأخرًا؟ أم أنك جئت في الوقت غير المناسب؟ ألف سؤال وسؤال ولكن دون جواب.. ومع ذلك لا يمكنني سوى التفكير بك، والاشتياق إلى لحظة لقياك.. فأنا أحبك بكل جوارحي حتى وإن لم يكتب لنا القدر لقائنا..
لهيب الوقت
لهيب الوقت يحرق… تمر الأيام سريعًا تلتهم بعضها بقسوة. وكأن بينها وبين بعضها ثأرًا. تتعاقب بعدها الشهور والسنوات. بينما الوقت يركض أمامي وأنا أشاهد نفسي في المرآة، وقد اكتست ملامحي بتجاعيد السنوات التي مرت. أرى هويتي تُطمس رويدًا رويدًا. أمسيت أخشى عقارب الثواني والدقائق والساعات. زفرات الأنين تخترق خلايا جسدي. بينما لهيب الوقت يحرق العمر بقسوة. لم يعد هناك سوى رماد ودموع. أنات وحسرات على ما فات. حنين لذكريات مضت. وقلق من أيام باقية، وخوف من مجهول آتي..
فن الضياع
حينما تكون بعيدًا عني أشعر بالضياع، وفي حضرتك لا أعلم لماذا أشعر بالفوضى والضياع كذلك. تلك الفوضى والضياع في وجودك فن لا يعلمه إلا الضائعون في غياهب الحب الحقيقي. ففي الحب أنا مسير مخير، وخير الاختيار حينما تكون مسير له. إنني في هواكِ متيم. هلم إلي حبيبتي نتذوق بعضًا من حلو الهوى. بينما نحتسي نبيذ الحب فنغرق في سكرته، فليس هنالك وقت للتأجيل. حيث أن الهوى لا يقبل التأجيلا.
خواطر اشتياق قصيرة للحبيب البعيد
الحب تجربة عالمية خضناها جميعًا، لكن في بعض الأحيان لا نجد الكلمات المناسبة للتعبير عنها. وعلى مر التاريخ، كان الشعراء والأدباء قادرين على قول ما نشعر به جميعًا بطرق إبداعية وبليغة. في هذا القسم نستعرض بعض خواطر الشوق للحبيب البعيد كما رواها الشعراء.
بغض النظر عن الوقت أو المسافة، لا يمكنني نسيانك، يبدو الأمر كما لو أنك ما زلت هنا معي. إنني اشتاق إليك بشدة.
______
ذهبت بعيدًا وظننت أنني سوف أنساك، لكن يبدو أنني أحضرتك معي، بداخلي.
______
أنت دائمًا هنا في قلبي وفي أفكاري، حتى لو كنت بعيدًا، حتى لو لم أكتب إليك، حتى لو لم أفكر فيك.
______
كم هو رائع أن يكون لديك شخص في حياتك يمكن أن يجعلك تبتسم، حتى عندما لا يكون بجانبك.
______
لا أحد يعرف قيمة اللحظات الجميلة حتى تصبح ذكريات.
______
المسافات البعيدة موجودة فقط لسبب بسيط، للتأكد من حقيقة شعورك تجاه شخص تحبه.
______
عندما تحب حقًا، فإن المسافة والوقت والعمر مجرد أرقام.
______
هناك أشخاص في حياتنا، بغض النظر عن بُعدهم، وبغض النظر عن وجودهم، سيكون لديهم دائمًا مساحة في قلوبنا.
______
اشتقت إليك. أنا لا أطلب منك العودة، ولا أتظاهر بأن كل شيء كان كما كان من قبل، لكني فقط أفتقدك.
ويبقى الاشتياق وعدًا مؤجلًا باللقاء، ورجفة خفية بين نبضات القلب كلما عبر طيف الحبيب في الخيال. مهما امتدت المسافات، تبقى الأرواح تعرف طريقها إلى من تحب، وتظل الخواطر مرآةً صادقة لحنين لا يخبو مهما طال الغياب..
أنت لا تعرف أبداً ما هي الكلمات التي ستلمس قلبك، لذلك عندما تكون لديك خاطرة رومانسية تعبر بها عن الاشتياق للحبيب البعيد، لا تتوقف: عبِّر عنها! يمكننا جميعاً أن نصبح شعراء عندما نقع في الحب. اكتب رسالة صغيرة وأرسلها أو قلها في أذن ذلك الشخص المميز. فهذه العبارات وخواطر الحب تسرق القلوب.