فن

مراجعة فيلم Aisha 2022: قصة مجهولة لها طعم مُر

فيلم Aisha هو عمل درامي صغير بدون ضجة، وبلا مفاجآت يحكي قصة مجهولة عن شخصية تعاني للحصول على اللجوء في إيرلندا. ولكنها قصة تصيب هدفها في العمق، ولها طعم حقيقي مُر. في السطور التالية نستعرض مراجعة فيلم Aisha بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم Aisha

  • البلد: إيرلندا.
  • اللغة: الإنجليزية.
  • تاريخ الإصدار: 18 نوفمبر 2022.
  • المخرج: فرانك بيري.
  • الكاتب: فرانك بيري.
  • وقت العرض: 94 دقيقة.
  • النوع: دراما.
  • التصنيف: (PG-13) يجب إرشاد الآباء، غير مناسب لمن هم دون سن 13 عام.
  • فريق التمثيل: ليتيتيا رايت | جوش أوكونور | لوركان كرانيتش | دينيس كونواي.
  • التقييم: 6.6.

قصة فيلم Aisha

فيلم Aisha
مشهد من فيلم Aisha

تدور أحداث الفيلم حول عائشة وهي فتاة نيجيرية غي العشرينيات من عمرها تعيش في إيرلندا. وتعمل بدوام جزئي في صالون تصفيف الشعر. تحاول عائشة الحصول على حق اللجوء في إيرلندا لكن الإجراءات الروتينية والجمود تمنعها من الحصول عليه. قبل أن تصل عائشة إلى إيرلندا دفعت عائلتها مبلغ كبير من المال لبعض المتاجرين بالبشر لحملها معهم. وقد قررت الهرب من نيجيريا بعد أن قُتل والدها وشقيقها على أيدي تجار المخدرات الذين أقرضوا الأسرة المال كي تتمكن عائشة من الالتحاق بالجامعة. وعندما لم تستطع العائلة سداد الدين قتل تجار المخدرات والداها وشقيقها.

استطاعت الفتاة ووالدتها الهروب والاختباء من أفراد العصابة. وباعا كل ما لديهما حتى تتمكن عائشة من السفر إلى أوروبا وطلب اللجوء. حيث يمكنها كلاجئة مساعدة والدتها على لم شمل الأسرة والتخلص من معاناتهما في نيجيريا. لكن لم تكن الأمور سهلة في إيرلندا، فجميع السلطات هناك سواء الخاصة بالمبنى الذي تقيم فيه عائشة أو سلطات الهجرة لا تتمتع بالمرونة الكافية فيما يتعلق بالقواعد والقانون.

تلتقي عائشة بكونور الذي يعمل كحارس أمن في البناية التي تقيم فيها. وتعرف منه أنه كان في السجن بسبب قضايا مخدرات. وقد تم إعادة تأهيله بالكامل. يقدم لها كونور الدعم والتفهم الذي ترفضه السلطات. وتبدأ صداقة بينهما، لكن سرعان ما تنقل السلطات عائشة إلى مكان أخر، فتصبح الأمور أكثر تعقيداً. ثم تتلقى مكالمة هاتفية من نيجيريا تخبرها أن والدتها قد وافتها المنية. تحاول عائشة الانتحار بعد فقدانها للأمل، لكن تفشل محاولتها.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Mr. Harrigan’s Phone: عن الأشياء التي تمتلكنا

مراجعة فيلم Aisha

مراجعة فيلم Aisha
مشهد من الفيلم الأيرلندي “عائشة”

فرانك بيري هو مخرج أفلام أيرلندي ذو مسيرة مهنية قصيرة، على الرغم من أنه كان يمارس هذه المهنة منذ نهاية القرن العشرين. لقد بدأ بالعديد من الأفلام القصيرة وبعض المسلسلات التليفزيونية. ومنذ ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، تحول إلى الأفلام الروائية، أولاً بفيلم وثائقي Ballymun Lullaby (2011)، ثم بثلاثة أفلام درامية كان أولها I Used to Live Here (2014) ثم Michael Inside (2017) وأخيراً فيلم Aisha موضوع مقالنا اليوم.

تدور أفلام فرانك بيري دائماً حول النقد الاجتماعي، وواقعية القرن الحادي والعشرين، سواء في المنطقة المضطربة لانجذاب المراهقين إلى الانتحار كما في فيلم I Used to Live Here  أو البحث الصعب عن حياة طبيعية عندما يولد المرء في أسرة مفككة كما في فيلم Michael Inside. وفي قصة فيلم Aisha يتطرق المخرج إلى الآليات المعقدة للدول الأوروبية التي يتعامل معها طالبو اللجوء القادمون من البلدان التي تتعرض حياتهم فيها للخطر.

قصة بنبرة هادئة

يوضح لنا بيري الوضع المرعب الذي يعاني منه طالب اللجوء. وتعنت السلطات في منح حق اللجوء للشخص، مما يتسبب له في مزيد من الأذى النفسي. يفعل ذلك بقصة نادراً ما يرتفع فيها صوته. قصة بنبرة هادئة وصامتة كما لو أنه لا يريد التسبب في أي ضجيج محتمل، باحثاً عن أن يكون الظلم في هذه المواقف بمثابة أفضل متحدث يمكن من خلاله الإبلاغ هذه الأنواع من الحالات.

لا ينتقد بيري الموقف المشين من جانب الإدارات العامة، ولكن غياب العامل البشري في النظام، وجمود القواعد المتعلقة باللاجئين، والانغلاق أمام العاجزين، ليبدو وكأنهم جمادات وليسوا بشراً. تعاني عائشة من هذا الجمود وهو بالنسبة لها بمثابة تعذيب. وعلى الرغم من أنها الآن بعيدة كل البعد عن وطنها، ومع يقينها بأنها ليست هدفاً للبلطجية الذين قتلوا عائلتها، ولكن هناك أيضاً احتمالات بعيدة لإنقاذ والدتها من نفس هؤلاء البلطجية، أو الخوف من أن تصبح مرة أخرى هدفاً لهم إذا تم ترحيلها إلى بلدها.

الحب والصداقة

هناك قصة أخرى جانبية رائعة وهي قصة الصداقة والحب بين عائشة وكونور. حيث يحاول كل منهما دعم الآخر، فكلاهما مجروح بطريقته الخاصة. ولدت عائشة في بلد لا يوجد به الحد الأدنى من الأمان أو المستقبل. أما كونور فلقد تعرض للانتهاك الجنسي في طفولته، ونشأ في بيئة سامة وسط تجار المخدرات والمدمنين، بيئة يتآمر فيها كل شيء ليجعل منه مشروع حياة فاشل. ورغم كل ذلك، كلاهما لديه أحلاماً متواضعة.

عندما تعرف عائشة أن كونور يحبها بالفعل، لكنها لا تستطيع تحمل هذه العلاقة، ما كان منهما إلا أن استلقيا على الفراش، لينظر الاثنان إلى بعضهما البعض للحظة. ثم يمسكان أيديهما ويغمضان أعينهما في مشهد من الحنان الكبير، والعاطفة الصامتة بعيداً عن أي مشكلات تواجههما. وفي المشهد الثاني الذي يختتم به الفيلم يصور بيري وجه عائشة عن قرب، وهي تتجول في الشوارع وتفكر في المستقبل الصعب الذي يحمله لها رفض طلب لجوئها: هل ستقبله وتعود إلى نيجيريا؟ هل ستناضل من أجل استئناف جديد وغير مضمون أمام المحكمة العليا؟

نهاية مفتوحة يمكن للمشاهد من خلالها أن يقرر ما يعتقد أن بطل الرواية سيفعله، وهي نهاية يمكن فيها للجميع أن يكونوا متفائلين إلى حد ما بشأن مستقبلهم.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!