علوم

كيف تؤثر هرمونات السعادة الخمسة على الصحة النفسية؟

هرمونات السعادة الخمسة هي مواد كيميائية طبيعية يفرزها جسم الإنسان في مواقف معينة، وهي مسؤولة عن التنظيم العاطفي وتجعلنا في حالة ذهنية إيجابية. هذه الهرمونات لها تأثيرات متعددة يمكن الشعور بها في كل عضو ونسيج وخلية، لأنها تمنح الإنسان المزيد من الدافع والطاقة والنشاط.

ما هي هرمونات السعادة؟

هرمونات السعادة مصطلح يستخدم للإشارة إلى مجموعة من المواد التي ترتبط آثارها بروح الدعابة. أي للهرمونات القادرة على توليد حالة ذهنية أكثر إيجابية وإمتاعاً. تتدخل هرمونات السعادة في العمليات الكيميائية المختلفة التي تحدث داخل الدماغ، وهي مسؤولة عن تنشيط أو تعزيز تلك الأحاسيس التي نعتبرها ممتعة مثل السعادة والرفاهية. ينتج جسم الإنسان هذه الهرمونات بصورة طبيعية، ولكن يعاني البعض من آثار نقص أي من هذه الهرمونات، وبالتالي فإن إعادة تنشيطها مجدداً في الدماغ يكون عبر الأدوية وأنواع معينة من الأطعمة.


أهمية هرمونات السعادة

تكمن أهمية هذه المجموعة من هرمونات السعادة في أن صحة الإنسان النفسية تعتمد عليها في المقام الأول. حيث أن الحفاظ على المستويات المعتدلة والمناسبة لكل منها داخل جسم الإنسان يؤدي إلى الشعور بأحاسيس ممتعة وإيجابية وسعيدة. ومن المهم الحفاظ على هذه الهرمونات في حالة جيدة والعمل على زيادة إطلاق البعض منها كي يتمكن الإنسان من تحسين نوعية حياتهم.

تشير العديد من نتائج الدراسات المختلفة التي أجراها أطباء الغدد الصماء إلى أن الدماغ البشري قادر على إنتاج هذه الهرمونات بشكل طبيعي. ومع ذلك، فقد لوحظ أنه بسبب نمط الحياة الحالي المرتبط بالممارسات غير الصحية المطبقة على الطعام، فإن الإجهاد وانخفاض الحركة الجسدية؛ كل هذه العناصر تساهم في حدوث خلل في المستويات الهرمونية.

أهمية أخرى لهرمونات السعادة تتمثل في قدرتها على التحفيز الإيجابي للإنسان مما يزيد من احترامه لذاته وتحسين إنتاجيته. فهذه الهرمونات ترتبط بالقدرة على أداء الأنشطة اليومية المختلفة عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ من أجل التأثير على الحالة المزاجية.

اقرأ أيضًا: مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها

أنواع هرمونات السعادة

هناك خمسة أنواع من هرمونات السعادة ولكل هرمون من هذه الأنواع تأثير مختلف على الجسم ويولد حالة ذهنية معينة. ولكن ساد الاعتقاد أن هناك هرمون واحد للسعادة هو الدوبامين إلا أن الأمر لم يكن كذلك. فيما يلي نستعرض أنواع هرمونات السعادة الخمسة وتأثير كل واحد منهم على الحالة الذهنية للإنسان.

  1. هرمون السيروتونين

    هرمون السيروتونين هو المسؤول عن تنظيم أحاسيس المتعة مثل تلك التي تحدث أثناء الجماع. يتأثر هذا الهرمون بالضوء الطبيعي، لذا يوصي العلماء بالتعرض لأشعة الشمس من أجل زيادة إطلاقه. ومن المعتاد أن يزيد معدل إطلاق السيروتونين في الجسم خلال فصلي الربيع والصيف.
    تنشأ هذه المادة في أعضاء الجهاز الهضمي وهي المسؤولة عن الشعور بالجوع، وتدخل في الشهية وتحفز على زيادة أو تقليل تناول الطعام. كما إنها المسؤولة عن المزاج السيء، فمن الممكن أن تجعل الإنسان يشعر بالحزن من خلال الأحاسيس الموضعية في المعدة. بينما يرتبط نقص السيروتونين بحالات الاكتئاب. ومن وظائفه كذلك تنظيم النوم ودوراته.
    يرتبط هذا الهرمون بالحالة المزاجية للإنسان، ويمكن أن يصاب الإنسان بالاكتئاب إذا نقص هذا الهرمون في الجسم لذا يُنصح دائماً بالتعرض لضوء الشمس عدة دقائق يومياً لتسهيل إطلاق هذا الهرمون، هذا جنباً إلى جنب مع ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي السليم الذي يحتوي على البيض والجبن والمكسرات.

  2. هرمون الإندورفين

    هناك العديد من أنواع هرمونات الإندورفين، وتساعد هذه الهرمونات على تسكين الألم وغير ذلك من المشكلات الجسدية المؤرقة. كما يعزز هذا الهرمون حالة الهدوء والسكينة التي ترتبط بدورها بالرفاهية العاطفية، وله أيضاً تأثير مضاد للشيخوخة لأنه يحسن جهاز المناعة.
    لزيادة إفراز هذا الهرمون، يُنصح عادةً بممارسة الرياضة في الهواء الطلق، نظراً لأن إطلاقه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنشاط البدني. ويمكن أن تزيد العلاقات الجنسية من إطلاقه. كذلك هناك بعض أنواع الأطعمة التي يمكنها تنشيطه مثل تناول الشوكولاتة. هذا جنباً إلى جنب مع ممارسة رياضة التأمل باستمرار.

  3. هرمون الدوبامين

    هذه المادة لها تأثير على مراكز المتعة في الدماغ. مما يعني أنها مسؤولة عن تحقيق الأحاسيس الممتعة، كما أنها مسؤولة عن تحفيزنا لأداء أنشطة معينة، وتساهم في زيادة الانتباه ودقة الذاكرة. يفرز الجسم هذا الهرمون بصورة طبيعية وهو عامل له أهمية كبرى في الحفاظ على الصحة النفسية والبدنية للإنسان.
    يرتبط هذا الهرمون بالإدمان، حيث يمكن للمواد المخدرة أن تزيد من إطلاقه، ولا يُنصح بهذا الأمر مطلقاً. فهناك طرق طبيعية يمكن من خلالها زيادة إطلاق هذا الهرمون في الجسم ولعل أهمها ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات وكذلك التعرض لأشعة الشمس، هذا بالإضافة إلى الحرص على الحصول على ساعات نوم كافية.

  4. هرمون الأوكسيتوسين

    أحد هرمونات السعادة الخمسة. يُطلق على هرمون الأوكسيتوسين هرمون الحب. فهو يُفرز في الجسم حينما يكون هناك اتصال جسدي من خلال المداعبات والعناق. كما يمكن إطلاقه عندما نكون على مقربة من أشخاص نشعر تجاههم بمودة خاصة. يساهم هذا الهرمون في تحسين الروابط الاجتماعية وتقويتها. كما يعزز الثقة بالنفس والتعاطف والسكينة.
    يرتبط هذا الهرمون ارتباطاً وثيقاً بالعلاقات والروابط الاجتماعية لذا يمكن زيادة إطلاق هرمون الحب عبر زيادة الاتصال الجسدي من خلال القبلات والمداعبات، وكذلك هناك بعض الأطعمة التي تساعد على زيادة إطلاقه مثل تناول الموز والسلمون والشوكولاتة وتناول القهوة. ويمكن لتمارين الاسترخاء والاستماع إلى الموسيقى أن تعززه.

  5. الأدرينالين

    يُطلق عليه اسم هرمون الإبينفرين ولكنه معروف شعبياً باسم الأدرينالين، وهو المسؤول عن زيادة معدل ضربات القلب. ففي لحظات الخوف على سبيل المثال يقوم بدفع الدم إلى جميع عضلات جسم الإنسان وتحفيزه على المواجهة أو الهروب. ولكنه أيضاً مسؤول عن الشعور بالسعادة. بينما تُرسل هذه المادة نفسها إلى العضلات وإلى مناطق مختلفة من الجسم كوسيلة للبقاء في أوقات الإجهاد، فهو يزيد من طاقة الإنسان وحيويته ونشاطه، ويحسن من مزاجه.

اقرأ أيضًا: الغرائز البشرية الأساسية: التعريف والأنواع والنظريات والأمثلة

كيفية زيادة هرمونات السعادة في الجسم؟

هذه المجموعة من الهرمونات موجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان، ولكن لأسباب مختلفة يمكن أن تنخفض مستوياتها انخفاضاً كبيراً. لذا كان من الضروري القيام بعدد من الممارسات المختلفة التي تساهم في تعزيز هرمونات السعادة وزيادة إطلاقها. كما يمكن أن تكون هذه الممارسات والتقنيات مفيدة جداً في حياة الإنسان بشكل عام.

  1. ممارسة الرياضة

    من أهم العوامل التي تساعد الإنسان على تحسين صحته النفسية والجسدية هي ممارسة الرياضة. فمن خلال النشاط البدني المستمر يمكن الحفاظ على صحة الجسم الجسدية وتنشيط هرمونات السعادة التي تحسن المزاج العام للإنسان. لذا من الممكن تخصص ساعة يومياً لممارسة الرياضة.

  2. ممارسة اليوجا والتأمل

    هذه ممارسة أخرى مهمة ينبغي على كل إنسان أن يجعلها عادة يومية لتنشيط هرمونات السعادة. نظراً لأن ممارسة اليوجا أو التأمل يؤدي إلى حالة من الهدوء والسكينة والاستقرار النفسي ويحسن من الحالة الذهنية للإنسان بشكل عام. وتخصيص نصف ساعة يومياً من أجل ممارسة التأمل ليس بالأمر الصعب.

  3. الاستماع للموسيقى

    يمكن أن يتضمن الروتين اليومي الاستماع إلى الموسيقى. فهي تساعد على تحسين الحالة المزاجية للإنسان. كما يمكنك ممارسة الرقص كذلك، فهذا النشاط البدني يساهم بصورة أو بأخرى في زيادة إطلاق هرمونات السعادة مما يحافظ على الحالة الذهنية للإنسان.

  4. القراءة

    إذا لم تكن على علم بهذا الأمر فإن القراءة أحد أهم الأمور التي ينبغي أن تكون عادة يومية. فهذه العادة تساعد على تحسين الحالة العقلية والذهنية، وتنشط هرمونات السعادة. وإذا كان لديك مشكلة في اكتساب عادة القراءة يمكنك الاطلاع على هذا المقال ربما يفيدك في اكتساب هذه العادة: عادات القراءة: 12 توصية وأفضل 10 كتب للتشجيع على القراءة.

  5. الحفاظ على الروابط العاطفية

    من أهم الأمور التي تساعد في إطلاق هرمونات السعادة هي الحفاظ على الروابط العاطفية، حيث يسمح الاتصال البشري بالحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية بصورة جيدة. كذلك يمكن للعلاقات العاطفية بين الأزواج أن تحسن نوعية الحياة. حيث يؤدي العناق والمداعبات وممارسة الحب إلى زيادة إطلاق هرمونات السعادة.

  6. الطعام الصحي

    لا يمكن أن نغفل دور التغذية والطعام الصحي وما تمثله من أهمية كبرى في تحسين المزاج. لذا يجب أن يكون الطعام صحياً ومتنوعاً قدر الإمكان. كما إنه من الضروري الحفاظ على التغذية الجيدة لأن الجسم بهذه الطريقة سيكون بكامل طاقته لإنتاج هذه المواد. كما يجب تجنب الاستهلاك المفرط للسكر والقهوة والدهون والملح والكحول والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة ومنتجات كيميائية أخرى.


المراجع

1.       Author: Crystal Raypole, (7/26/2022), How to Hack Your Hormones for a Better Mood, www.healthline.com, Retrieved: 8/31/2022.

2.       Author: Lindsay Kalter, (11/9/2020), The difference between dopamine, serotonin, endorphins, and oxytocin — and how each one helps you feel happy, www.insider.com, Retrieved: 8/31/2022.

3.       Author: Bryan Robinson, (10/5/2021), 5 Natural Ways To Boost Your Body’s ‘Happy Hormone’ And Your Career, www.forbes.com, Retrieved: 8/31/2022.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!