أدب

ميشيل دي مونتين: لمحات من حياة والد المقالة الحديثة

ميشيل دي مونتين هو مثال لمفكر من الطراز الرفيع، دخل المثقف الفرنسي التاريخ ككاتب في المقام الأول، ولكنه كان فيلسوفاً وأخلاقياً وسياسياً وإنسانياً. ورغم كونه موسوعة ثقافية عظيمة إلا إنه لم يكن يعتبر نفسه أفضل من أي شخص آخر. ولا تزال مقالاته الأسطورية وأقوال ميشيل دي مونتين والتأملات التي قدمها للعالم صامدة أمام اختبار الزمن. في هذا المقال سنلقي نظرة عن قرب في حياة ميشيل دي مونتين، لنتمكن من الحصول على فكرة عامة عنه.

ابتكار فن المقال

يُعرف ميشيل دي مونتين بأنه مبتكر نوع أدبي جديد: المقال. وعلى الرغم من أن خصائص هذا النمط قد استخدمت بالفعل من قبل مؤلفين آخرين إلى حد ما، إلا أنها كانت محاولات بدائية بلا ضوابط أو قوانين. لكن جاء مونتين ليضع القواعد والضوابط والخصائص الرئيسية ليظهر إلى الوجود فن المقالة كنوع أدبي.

يُعرّف ميشيل دي مونتين المقال باعتباره نص يثير انعكاساً جاداً على الحالة الإنسانية من رؤية أو تجربة أو رأي المؤلف، وهو نص شخصي يجب أن يسود فيه التقارب والبساطة والوضوح الأسلوبي، مع محاولة تحليل وتفسير موضوع معين. أما بالنسبة لموضوع المقال فهو واسع للغاية، حيث يمكن أن يتحدث عن أي شيء بشرط أن يعبر بصدق عن شخصية الكاتب، ويقدم حجة يدعمها العقل. المقال ليس له هيكل ثابت ولا يحاول دحض رأي أو نظرية أي شخص. كما أنه لا يدافع بقوة عن أطروحته. فليس له أي غرض آخر غير البحث عن الحقيقة، والابتعاد عن الدوغمائية والجهل والتعصب.


لا أحد يملك الحقيقة المطلقة

هذه نقطة مشتركة في جميع أعمال ميشيل دي مونتين، وأصبحت واحدة من الخصائص الرئيسية لنوع المقالات. فلا يحاول مونتين أبداً إلقاء محاضرة على القارئ. فهو ليس معلم ولا يتظاهر بأنه يتصرف مثل معلم. كما لا يعتقد أنه أذكى مِن مَن يقرأها. إنه كاتب يحاول أن يغوص في ثنايا نفسه ليغمر القارىء في أفكاره ومعتقداته.

كان ميشيل دي مونتين يعتقد اعتقاداً راسخاً، مثل سقراط، أن الجهل هو مصدر كل الشرور وأنه يتعين علينا محاربته. لكنه كان يعتقد أيضاً أن الفكرة التي نؤمن بها يمكن أن تكون غير صالحة، ولذلك كان تفكيره وبحثه للعثور على الحقيقة أكثر أهمية من أي شيء آخر. وهذا الأمر هو محور أقوال ميشيل دي مونتين ومقالاته التي تعبر عن نظرة مونتين الشخصية والمنطقية لجميع الموضوعات التي تهمه، ولكن مع نقطة التواضع التي يفتقر إليها المؤلفون الآخرون. كان يدرك تماماً أن لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، ولم يرغب في فرض معاييره على القراء، بل دعوة القارئ إلى الدخول لعقله، ومشاركته أفكاره.

اقرأ أيضًا: خلاصة فلسفة جون لوك: رائد المذهب التجريبي

اكتساب الحكمة

مقالات ميشيل دي مونتين وفن المقال
فلسفة ميشيل دي مونتين

هناك فكرة واحدة تسود على جميع الأفكار الأخرى في مقالات ميشيل دي مونتين، وهي تقديره الكبير للإنسان؛ وفيما يتعلق بهذا المفهوم، استطاع مونتين بشكل أفضل الأهمية القصوى لمعرفة الذات، والقدرة على وضع نفسه في مكان الآخر وفهمه، والتعاطف معه. لقد شرع المؤلف في كتابة مقالاته بهذه النية. حيث نجده يحاول التعرف على نفسه بشكل أفضل، وفهم سبب تفكيره فيما يعتقده، وصقل ما قد لا يتمتع بالوضوح أو العقلانية التي توقعها. وقبل كل شيء، أراد أن يكون قادراً على القول أن أفكاره لم يتم فرضها أو قبولها ببساطة، ولكن كان هناك شيء ما وراءها، وخلفية يمكنه على أساسها شرح سبب هذا البيان أو ذاك.

كان هدف مونتين هو اكتساب الحكمة، لكنه يدرك دائماً أنه قد يكون على خطأ. وهذا أحد أسباب التسامح الذي يقدمه لنا. فلا يمكنه معرفة ما إذا كان على حق والآخرين على خطأ، لكنه لا يتظاهر بذلك أيضاً. إن غرور أولئك الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء هو العائق الرئيسي الذي يجده مونتين لتحقيق تلك الحرية. إنه يعلم أنه يجب أن يعرف نفسه ويطرح الأسئلة حتى يكون حراً، ولا يخضع للآخرين؛ لكنه يعلم أيضاً أن هذه مهمة لن تنتهي أبداً، فهي رحلة طويلة بلا نهاية.


الفيلسوف المتشكك

إذا كان علينا أن نُطلق على ميشيل دي مونتين اسم فيلسوف، فسيكون بكل تأكيد فيلسوف متشكك. حيث نجد أن تفكيره نسبي تماماً، ويمكننا القول أنه غير متأكد من أي شيء على الإطلاق. فهو يفكر ويشك ويدرك أن العديد من أطروحاته تتأثر بشدة بالعواطف التي يشعر بها في جميع الأوقات والظروف التي يعيشها. لذلك فهو مفكر منفتح ومستعد لإدراك نجاحاته وأخطائه.

وتجدر الإشارة إلى أن مونتين عاش وقتاً مضطرباً للغاية، حيث كانت هناك العديد من الاشتباكات المتكررة بين الكاثوليك والبروتستانت، كذلك لا يمكننا أن نغفل على دور الأوبئة الشديدة التي قضت على حياة الكثير من سكان القارة الأوروبية. وقد كان ميشيل دي مونتين كاثوليكياً معتدلاً يرفض التعصب والتطرف بكافة أشكاله. وكما كان قادراً على الدفاع عن كاثوليكيته، كان قادراً كذلك على اكتشاف بعض الأخطاء، هذا بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع البروتستانتية في نفس الوقت. وهذا الموقف أكسبه العديد من الأصدقاء وكذلك الأعداء. لكنه كان وسيطاً ناجحاً بشكل كبير.

اقرأ أيضًا: أهم أعمال فيرجينيا وولف التي يجب أن تقرأها

القارئ النهم

يمكننا بسهولة ملاحظة مدى ثقافة ميشيل دي مونتين  الواسعة عند قراءة مقالاته. فلقد انسحب من الحياة العامة، وعزل نفسه في المكتبة الموجودة في برج قلعته، وخصص معظم سنواته الأخيرة للقراءة المستمرة. وقد طعم مقالاته باقتباسات المئات من المؤلفين الآخرين التي تتفق مع نظرياته وبلغات مختلفة. ومن هنا خرجت لنا أعظم أقوال ميشيل دي مونتين.

لكن هذه الثقافة التي امتلكها مونتين لم تأتيه من تلقاء نفسها. فلقد تمتع بتعليم جيد منذ مهده. حيث أراد والده بيير إيكيم، أن يجعله إنسانياً ومنفتحاً وعالمياً، ولهذا السبب، خلال السنوات الأولى من حياة ابنه، جعله يتلقى تعليمه على يد مدرس ألماني تحدث معه فقط بتلك اللغة وباللاتينية. وهي اللغة التي ستكون لغة الطفل الأم. ثم أجبره على تعلم اليونانية، ولم بلغ من العمر عشر سنوات تقريباً تعلم الفرنسية، وما إن شب حتى درس الفلسفة والقانون، وكانت لديه كل التسهيلات التي يمكن أن يوفرها له الوضع الاجتماعي لعائلته.


الوسطية والفضيلة

أقوال ميشيل دي مونتين
من أقوال ميشيل دي مونتين

حاول ميشيل دي مونتين أن يسلك طريق الفضيلة، ويعيش حياته وفقاً لها، ولكنه لم يكن متطرفاً في ذلك الأمر، بل كان شخصاً برغماتي متمسك بهدف جعل حياته جيدة وأقل صدمة قدر الإمكان. على سبيل المثال، أدرك مونتين، دون أن يكون متعصباً للمتعة، قيمة المتعة واعتبر أنه على الرغم من أن الاعتدال كان فضيلة ضرورية لتنظيمها، فإن إنكارها أو محاولة إزالتها من الحياة لم يكن الموقف الحكيم. واعتبر أن العديد من شهواتنا، سواء كانت جيدة أو سيئة، موجودة لأنها جزء من طبيعتنا، ولا يجب استئصالها. أما الشيء السيئ في حد ذاته هو سوء استخدام هذه الشهوات وعدم السيطرة عليها. وبهذه الطريقة يبدو أنه يميل نحو الفضيلة الأرسطية، حيث يبدو أن الوسطية هي أفضل طريق بين خيارين.

اقرأ أيضًا: قصة هيلين كيلر: الحياة مغامرة جريئة أو لا شيء

العمل السياسي

شغل مونتين مناصب سياسية مختلفة طوال حياته، وقد برع فيها دائماً. فبعد إنهاء دراسة القانون في تولوز، شارك كمستشار قضائي في بيريجو، وكان أيضاً عضواً في البرلمان في تلك المدينة. ومن عام 1559 إلى عام 1561 انتقل إلى باريس لأول مرة، حيث شارك بنشاط في سياسة المحكمة الباريسية. ثم عاد إل أراضي عائلته بعد وفاة والده لتولي مسؤوليتها.

في تلك الأوقات اتخذ قراراً بتكريس نفسه للدراسة والقراءة والكتابة، هذا على الرغم من عدم تخليه تماماً عن دوره المؤسسي والدبلوماسي. ففي عام 1577 عُين رئيساً لبلدية بوردو وكان عمله ممتازاً لدرجة إعادة انتخابه لهذا المنصب لعدة سنوات أخرى. كل هذا بالتزامن مع نشر مقالاته الرائعة. ومن ثم أصبح رجلاً ذا شهرة كبيرة ومكانة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي والسياسي، ولكن أيضاً على المستوى الأدبي والفكري، وهذا لا يعني أنه تعرض لبعض الانتكاسات. ففي خضم التوترات السياسية والدينية في البلاد، سُجن لفترة وجيزة، لكن أطلق سراحه بسبب صداقته مع كاثرين دي ميديشي، زوجة هنري الثاني ملك فرنسا.


التأثير

يقول الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير في رسالة إلى الروائية جورج ساند عن مقالات ميشيل دي مونتين:

“اقرأيها من الغلاف للغلاف، وعندما تنتهي، اقرأيها مرة أخرى. إنه لأمر عجيب”.

كان تأثير مونتين هائل على العديد من الأدباء والفلاسفة والمفكرين الذين عاصروه والذين أتوا من بعده. ويمكن رؤية تفكيره في أعمال بليز باسكال ورينيه ديكارت. وكذلك في أعمال جوته وويليام شكسبير ومارسيل بروست وجوستاف فلوبير حتى فريدريك نيتشه المثير للجدل والشرس دائماً استسلم لعبقرية الرجل الفرنسي، مشيراً إلى أن حياته كانت ستكون أكثر زخماً إذا كان يعيش مع شخصية مثله.

اقرأ أيضًا: قراءة في كتاب “نهاية الإنسان” لفرانسيس فوكوياما

الحياة الشخصية

تزوج ميشيل دي مونتين من فرانسواز دي لا شاسيني، وهي امرأة شابة من عائلة ثرية من بوردو. وأنجبا ستة أطفال، مات جميعهم ولم ينجو سوى فتاة واحدة. وعلى الرغم من زواجه إلا فضل قضاء معظم وقته بمفرده مع كتبه بعد تقاعده من الحياة العامة. وقد كان لديه رف خاص في مكتبته يشتمل على جميع مجلداته.

التقى ميشيل دي مونتين بالكاتبة الفرنسية ماري دي جورناي والتي ستكون فيما بعد تلميذته الوحيدة. كانت ماري من أشد المعجبين بمقالات مونتين، وعندما التقت به خلال زيارته لباريس أصبحت أقرب الشخصيات له، لدرجة أنه بعد وفاته منحتها زوجته وصولاً عير محدوداً لجميع أعماله. وهي التي تولت مسؤولية نشر الطبعة الثالثة من المقالات، والتي تضمنت مجلداً إضافياً (ثلاثة في المجموع) عن الإصدار السابق، مع فصول مضافة وجميع المقالات بالتصحيحات التي أجراها مونتين في سنواته الأخيرة.

أصبحت ماري دي جورناي  فيما بعد واحدة من أوائل المفكرين النسويين في التاريخ، حيث كتبت كتاب “المساواة بين الرجال والنساء” وقامت فيه بتحليل أسباب عدم المساواة بين الرجال والنساء وسبب تهميش النساء في التعليم والفلسفة. كما كرست بقية حياتها للتفكير والتحرير والترجمة وتحدي تقاليد ذلك الوقت وتمكنت من إجبار العالم على الاعتراف بها ليس فقط كتلميذة مفضلة لميشيل دي مونتين، ولكن أيضاً كشاعرة وفيلسوفة وعالمة لغويات.


الصداقة

إذا كانت علاقة ميشيل دي مونتين مع ماري دي جورناي وثيقة للغاية، فإن الصداقة التي جمعته مع إيتيان دو لا بويسيه، الشاب الذي كانت بصماته في مقالات وأقوال ميشيل دي مونتين ملحوظة للغاية.

إيتيان دو لا بويسيه

كان إيتيان دو لا بويسيه قاضياً وكاتباً ذا ثقافة عظيمة وواسعة. وقد تميز منذ شبابه بموقفه المعتدل والتصالحي والمسالم. كتب إيتيان أشهر وأهم أعماله “مقالة في العبودية الطوعية” والتي لم تر النور إلا بعد سنوات عديدة بفضل مونتين الذي أراد بعد قراءة العمل مقابلة مؤلفه على الفور وقرر نشره لاحقاً. وكرس معظم حياته للدعوة من أجل التسامح وإنهاء التوترات والعنف بين البروتستانت والكاثوليك.

كان إيتيان دو لا بويسيه مهتماً بتحليل ديناميكيات الدول، والأسباب التي تجعل الأفراد يخضعون لحاكم ما، ومفاتيح الأداء السليم للبلد. وهو يُعتبر أحد السلائف الفكرية لليبرالية. وفي عمله يمكن ملاحظة بذرة ما سيطوره المؤلفون الآخرون لاحقاً في إطار فكرة “العقد الاجتماعي”. كانت صداقة ميشيل دي مونتين مع إيتيان دو لا بويسيه من أشهر الصداقات في التاريخ، ولكنها لم تدم كثيراً. حيث توفي إيتيان الذي كان مريضاً بالزحار في سن 33. وهي الفاجعة التي أثرت بشدة على مونتين.

اقرأ أيضًا: سيرة حياة فرجينيا وولف من الولادة وحتى الانتحار

ماذا اعرف؟

هذا هو السؤال الذي يلخص كامل الإنتاج الفلسفي لميشيل دي مونتين. لدرجة أن الفرنسي كان يحمل ميدالية أو عملة معدنية مطبوع عليها هذا السؤال، ويحملها معه أينما رحل. فلقد كان مونتين دائماً متشككاً يشك في قدرة الإنسان على معرفة الحقيقة، وخاصةً بعد قراءة عمل سيكستوس إمبيريكوس المتشكك بنفس القدر. ولذلك ظل مونتين يعاني من هذا السؤال طوال حياته، حتى أصبح الشعار المثالي لجميع أعماله.


أقوال ميشيل دي مونتين

  • من لم يكن واثقاً من ذاكرته، عليه أن يمتنع عن الكذب.
  • كل فضيلة تحتاج إلى رجل واحد فقط. لكن الصداقة تحتاج اثنين.
  • تجاعيد الروح تجعلنا أكبر سناً من تجاعيد الوجه.
  • للحكم على الأشياء العظيمة والنبيلة، من الضروري امتلاك نفس عظيمة ونبيلة.
  • الحرية الحقيقية هي السيطرة المطلقة على الذات.
  • الكتب هي أفضل ما وجدته لهذه الرحلة البشرية.
  • من لا يعيش بطريقة ما للآخرين، لا يعيش لنفسه أيضاً.
  • العادات هي انتصار الوقت على الإرادة.
  • من يريد أن يقلل من جهله يجب عليه أولاً وقبل كل شيء أن يعترف بذلك.
  • يكاد يكون حكم الأسرة صعباً مثل حكم مملكة بأكملها.
  • الطريق إلى الخلاص هو الشك وليس الإيمان.
  • عندما تهاجمني الأفكار المظلمة، لا شيء يساعدني مثل الركض إلى كتبي. إنهم يمتصونني بسرعة ويطردون الغيوم من ذهني.
  • الحكمة بناء متين وفريد ​​من نوعه، كل جزء له مكانه ويترك بصماته.
  • الهوس هو مصدر العبقرية والجنون.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!