كيف يصل الإنسان إلى مرحلة النضج العاطفي؟

You are currently viewing كيف يصل الإنسان إلى مرحلة النضج العاطفي؟
علامات النضج العاطفي عند الإنسان

النضج العاطفي من أهم الصفات النفسية لدى الإنسان. فهو يعبر عن الأشخاص الذين يمتلكون التعاطف والمسؤولية والمهارات الاجتماعية المتعددة. بعبارة أخرى يشير مصطلح النضج العاطفي إلى مجموعة من الصفات الإيجابية. من ناحية أخرى، فإن عدم النضج العاطفي يشير إلى الأشخاص الذين يمتلكون صفات مغايرة تماماً. فهم أشخاص غير مسؤولين ويفتقرون إلى التعاطف وليس لديهم ما يكفي من المهارات الاجتماعية. دعونا نتعرف بشكل أفضل على هذا الموضوع عبر المقال التالي.

ما هو النضج العاطفي؟

يشير علم النفس إلى أن النضج العاطفي يتمثل في بعض القدرات التي تتجلى من خلال المهارات الإيجابية. بمعنى آخر، يتعلق الأمر بتطوير نمط من التفكير الإبداعي والمهارات التي تعزز تحسين الذات. لذلك، يمكن وصف شخص ما على إنه ناضج عاطفياً عندما يمتلك المهارات اللازمة للتغلب على أي تحدي أو عقبة في حياته. بينما أشارت بعض الدراسات إلى أن النضج العاطفي ليس سمة فطرية يولد الشخص بها بل يتم اكتسابه من خلال التعلم وتجارب الحياة والخبرات التي يحصل عليها الفرد خلال مراحل حياته المختلفة. 

بشكل عام هناك عدد كبير من العوامل التي تتدخل أثناء عملية تطوير النضج العاطفي. هذه العوامل تساهم في تطوير قدرته على الارتباط والعمل بشكل صحيح على المستوى الاجتماعي. لكن مع ذلك هناك سلسلة من المتطلبات اللازمة لتطوير النضوج العاطفي، أولها أن يكون لدى الشخص مستوى عالٍ من المعرفة عن الذات. بمعنى أنه يعلم شخصيته جيداً ويدرك احتياجاته وأهدافه. تساهم البيئة التي يعيش فيها الشخص كذلك في النضج العاطفي، فهي جزء من تطور الشخصية. حيث تساهم عناصر البيئة المختلفة في تشكيل شخصية الفرد. 


ما هي خصائص النضج العاطفي؟

خصائص الاشخاص الناضجين عاطفياً
أهم سمات النضج العاطفي

يتمتع الأشخاص ذوو النضج العاطفي بسلسلة من الخصائص الخاصة التي تسمح لهم بمواجهة المواقف الصعبة المختلفة. وتمثل هذه السمات دعماً مهماً لأنفسهم وللآخرين. ومن سمات الشخص الناضج عاطفياً ما يلي:

  • الشخص الناضج عاطفياً يعرف ذاته جيداً. لذا سيكون كل قرار أو فعل أو سلوك يتخذه هذا الشخص مخلصاً للمفهوم الذي يمتلكه المرء عن نفسه.
  • يفهم ويعبر بحرية عن كل القيم والمعتقدات التي يعتبرها جزءاً من شخصيته. وبالتالي، يبدأ في تبني المواقف التي ستكون جزءاً من سلوكه بشكل دائم.
  • الشخص الناضج عاطفياً قادر على التمييز بين المشاعر والعقل. لذلك سيعرف متى يعطي الأولوية لأياً منهما في المواقف المختلفة.
  • قادر على تحديد أهداف الحياة والعقبات التي ستوجهه في حياته. بينما يخطط وينفذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
  • يحافظ دائماً موقفه الواقعي والعقلاني. ويحاول إيجاد الحلول التي تتكيف بشكل أفضل مع كل موقف.
  • يقدر استقلاله، وبالتالي يمكنه اتخاذ القرارات بنفسه. لكنه يعرف أيضاً كيفية الاستماع إلى نصائح الآخرين وفهمها، ووضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرار النهائي.
  • لديه القدرة على التعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته. وهذا الأمر يؤثر على تؤثر إمكانية اتخاذ قرارات حازمة، فهي تحافظ على وضع موضوعي يسمح بمراقبة جميع الجوانب.
  • الشخص الناضج عاطفياً على دراية بقدراته ومهاراته، الجسدية والعقلية. وسوف يستخدمها عند الضرورة.
  • يميل الشخص الناضج عاطفياً إلى معاملة الآخرين باحترام من خلال إقامة تفاعل متساو. وفي العادة تكون العلاقات الشخصية للأشخاص ذوي النضج العاطفي صحية، وليست هناك حاجة لفرض تسلسل هرمي يمكن أن يحد من التواصل.
  • يمكنه توقع أو فهم العواقب المحتملة لأفعاله. ولا تتأثر ردود الفعل العاطفية له بسهولة، فالمحفزات الخارجية لا تكسر إرادته، لأنه سيفعل في النهاية ما يريد القيام به.
اقرأ أيضًا: كيف تكتسب فن إدارة الوقت؟

علامات النضج العاطفي

علامات النضج العاطفي والعقلي
علامات النضج العاطفي والعقلي

يميل الأفراد الذين لديهم نضج عاطفي إلى إظهار أنماط معينة في سلوكهم المعتاد، مما يسهل التعرف عليهم. في هذا القسم نستعرض بعض العادات الأكثر شيوعاً التي يتمتع بها الشخص الناضج عاطفياً.

  1. يمتلك دراية بمشاعره ومشاعر الآخرين

    كونك مدركاً تماماً لاحتياجاتك واحتياجات الآخرين، فهذه خاصية تشير إلى أنك تولي اهتماماً لكل ما يحدث في البيئة من حولك. بينما هذه مهارة مرتبطة بالمرونة والقدرة على التكيف. حيث يتمتع الشخص الناضج عاطفياً بتوازن عاطفي وفي الوقت ذاته لديه القدرة على الحفاظ على منظور موضوعي. بمعنى آخر يمكن الافتراض أنه لن يكون سريعاً في الحكم.

  2. يتقبل النجاح والفشل

    يسمح تطور النضج العاطفي للناس بالتعلم من كل تجربة معيشية، وهذا يشمل أيضاً الأخطاء. مع الأخذ في الاعتبار أن الحياة لن تسير دائماً كما هو متوقع، فإن الأشخاص الذين طوروا هذه المهارة يعرفون كيفية مواجهة أي صعوبات تأتي في طريقهم. لذا من الضروري التعلم من هذه التجارب واعتبارها مراجع من شأنها أن تساعد في المستقبل.

  3. التواصل الحازم

    هؤلاء الأفراد قادرون على إقامة اتصال جيد مع أي شخص يرغبون في التواصل معه. والعلاقات الشخصية أكثر احتمالاً، نظراً للحفاظ على هذه العلاقات في وضعية أكثر نضجاً. بينما في هذه العلاقات المحترمة يمكن للطرفين إيجاد أسس مشتركة تفيدهما.

  4. يستمع ويفهم

    هذه سمة من سمات الأشخاص الذين تمكنوا من تطوير النضج العاطفي بشكل كامل. فهؤلاء الأشخاص يظهرون من خلال اللغة اللفظية والسلوك الاهتمام بما يقوله الناس بل ويفهمونه جيداً مما يؤدي إلى مشاركة الناس عاطفياً وعقلياً، ومنحهم النصائح الضرورية لكل موقف من المواقف.

  5. الاستقلال الشخصي

    يتمتع الأشخاص الناضجون عاطفياً بالاستقلال الشخصي. حيث يمكن لهؤلاء الأشخاص فصل أنفسهم عن كل من العائلة والأصدقاء، فمن المهم بالنسبة لهم ضمان استقلالهم الشخصي. فهم يريدون تحقيق أهدافهم وسيتعين عليهم اتخاذ القرارات التي يتحملون مسؤوليتها. وللقيام بذلك، يعرفون متى يجب أو لا يجب عليهم الالتزام بمعايير أو قيم أو معتقدات معينة.

  6. ترك الماضي وراءه

    القدرة على العيش في الحاضر تعني أن تعرف كيف تترك في الماضي بما يشتمل عليه من صراعات أو صعوبات مررت بها. فهذا الماضي الذي يشتمل على مشاعر من الكآبة والحزن والشعور بالذنب لا ينبغي أن يؤثر سلباً على الحاضر. لذا فالأشخاص الناضجون عاطفياً يعرفون كيفية الاستمتاع بالتجارب الجديدة التي تجلب البهجة والفرح.

  7. تحمل المسؤولية

    يعرف الناضجون عاطفياً أن الشكوى واللوم والنقد وتجنب مسؤوليات معينة؛ كلها عناصر تساهم في الفشل. لهذا السبب، يحاولون تجنب الركود وتعزيز الدافع لمواصلة التحسن. ومن هنا يأتي دور تحمل المسؤولية في مواجهة أي تحد، والتصرف بشكل إيجابي.

اقرأ أيضًا: أهمية الثقافة: كيف تؤثر المعرفة والقيمة الثقافية على الأفراد والمجتمعات؟

في الختام يمكن لنا بعد أن تعرفنا على مفهوم النضج العاطفي وسمات الشخصية الناضجة عاطفياً أن نتعلم من تلك الأمور لنكتسب خبرات تساعدنا على الوصول إلى هذا النضج.

اترك تعليقاً