جلد الإنسان هو أكبر أعضاء الجسم البشري، وهو عبارة عن جهاز مكون من طبقات فوق طبقات من التعقيد. في هذا المقال نستعرض سوياً معلومات عن جلد الإنسان، ونتعرف على مكونات جلد الإنسان وطبقات الجلد ووظائفه.
طبقات جلد الإنسان
يتكون جلد الإنسان من طبقات فوق طبقات. لكن هناك ثلاث طبقات رئيسية هم:
-
الطبقة الخارجية – البشرة.
تحتوي البشرة بدورها على أربع طبقات، وهم الطبقة القاعدية والطبقة الشوكية والطبقة الحبيبية والطبقة المتقرنة. وفي كل واحدة من هذه الطبقات الأربع تكمن خلايا لها وظيفة محددة. فعلى سبيل المثال تتكون الطبقة القاعدية من خلايا تحتوي على مادة الميلانين، وهذه المادة هي المسؤولة عن لون البشرة. بينما هناك الخلايا الكيراتينية التي تعمل كعنصر وقائي وتمنح جلد الإنسان صلابة ومتانة كبيرة. كما إنها مانعة لتسرب السوائل عبر الجلد.
-
الطبقة الوسطى – الأدمة.
توصف هذه الطبقة على أنها طبقة من الأنسجة الضامة القوية والمرنة. تلك الأنسجة التي تربط الجسم كله ببعضه. ففي هذه الطبقة تكمن الأعصاب والأوعية الدموية وملحقات الجلد. بينما تعمل الأدمة على تعزيز قدرة إمساك الأصابع والقدمين، وهي المسؤولة عن أنماط بصمات الأصابع الفريدة للإنسان. هذا بالإضافة إلى أن الأدمة تحتوي على ألياف كولاجين التي تحمي الإنسان من معظم الصدمات. كما يحتوي الكولاجين على كمية كبيرة من الماء، مما يساهم في الحفاظ على ترطيب البشرة.
-
الطبقة الداخلية – النسيج الدهني.
توصف هذه الطبقة التي تسمى النسيج الدهني أيضاً على أنها طبقة من الأنسجة الضامة والأوعية الدموية وبعض الخلايا التي تقوم باختزان الدهن. أما وظيفة هذه الطبقة فتتمثل كذلك في الحماية من الصدمات والمؤثرات الخارجية التي يتعرض لها الإنسان. كما تقوم بتثبيت الجلد بالعضلات، وتسمح للجلد بالانزلاق فوق العضلات والبنى الأخرى. هذا بالإضافة إلى أنها تمنع فقدان الحرارة.
اقرأ أيضًا: الخلايا السرطانية في جسم الإنسان: كيف تتمرد على النظام الدقيق للجسم؟ |
ما الذي يحدد لون البشرة
يلعب الميلانين دوراً رئيسياً في تحديد لون البشرة لدى الإنسان، والميلانين هي صبغة بروتينية تصنعها خلايا الجلد داخل الطبقات السفلية من الأدمة. ثم يتم نقل هذا البروتين وترسبه داخل الطبقات العليا من الجلد. لذا يميل الأشخاص الذين لديهم كمية أكبر من الميلانين إلى أن يكون لديهم بشرة داكنة مقارنةً بأولئك الذين لديهم كمية أقل من الميلانين.
بالإضافة إلى الجلد، فإن الميلانين مسؤول أيضاً عن تلوين عيون وشعر الإنسان. وهذه الآلية تستخدم لحماية الجسم من الأشعة فوق البنفسجية الواردة من الشمس. حيث يمتص الميلانين معظمها قبل أن يصل إلى الطبقات العميقة من الجلد. هناك ايضاً عوامل وراثية تؤثر في تحديد لون البشرة. فالجينات تتحكم في كل ما تتحكم فيه البروتينات. وتنطبق هذه الحالة أيضاً على مادة الميلانين. بينما هناك طريقتان يمكن من خلالهما أن يتأثر لون الجلد بالوراثة. أولاً، إذا كانت الجينات المسؤولة عن تكوين إنزيم يعرف باسم التيروزين معيبة، فإن كميات أقل من هذا الإنزيم تتشكل، وهذا يعني عدم تكوين الميلانين. هذا لأن هذا الإنزيم هو الخطوة الأخيرة الرئيسية في تحويل التيروزين إلى الميلانين، لذا فإن غيابه ينتج عنه جلد لا يحتوي على الميلانين على الإطلاق. سيظهر هذا على شكل بشرة بيضاء بشكل غير طبيعي، كما هو الحال في المهق.
اقرأ أيضًا: فوائد خروج العرق من الجسم: كيف يمنع العرق احتراق الإنسان؟ |
أنواع جلد الإنسان
هناك أربعة أنواع رئيسية من الجلد هم:
-
الجلد الطبيعي.
وهذا النوع من الجلد كما يوحي الاسم يشير إلى البشرة المتوازنة، ويتميز الجلد الطبيعي بالمسام الدقيقة، والملمس المخملي.
-
الجلد الجاف.
هذا النوع من الجلد يستخدم لوصف نوع الجلد الذي ينتج دهوناً أقل من الجلد الطبيعي. وهذا النوع من الجلد لا ينتج ما يكفي من الدهون اللازمة للحفاظ على رطوبة الجلد.
-
الجلد الدهني.
وهذا النوع من الجلد يستخدم لوصف نوع البشرة الذي يتزايد فيه إفراز الدهون. وعلى الرغم من أن الجلد الدهني هو الأكثر مقاومة للمؤثرات الخارجية إلا إنه عرضة للبثور والحبوب.
-
الجلد المختلط.
هذا النوع من الجلد كما يوحي اسمه يجمع بين العديد من أنواع الجلد الأخرى. أي إنه يتكون من مزيج من أنواع البشرة.
اقرأ أيضًا: كلية الإنسان: هل يستطيع الإنسان العيش بواحدة؟ |
وظائف جلد الإنسان
لدى الجسم البشري قدرة عجيبة على البناء وتجديد ما يلحقه من التلف، ليعود كسابق عهد الإنسان به ولتستمر حياته بصورة طبيعية. بينما الجسم الطبيعي في حالاته العادية يفقد كل ثانية حوالي مليوني كرة حمراء وخمسة ملايين من الصفائح الدموية. هذا عدا كرات الدم البيضاء ويتولى نخاع العظام تعويض الجسم عن التالف من هذه الخلايا الضرورية.
التكامل بين أعضاء الجسم مع جلد الإنسان
وخلال عمليات البناء التي تتم في صمت نرى التناسق والتكامل في عمل هذه الأعضاء الفريدة. فعلى سبيل المثال إذا أصيب الإنسان بجرح صغير لا يعيره أدنى اهتمام، وعلى الرغم من ذلك هناك العديد من الأجهزة داخل الجسم تعمل بلا كلل أو ملل من أجل علاج ذلك الجرح. حيث نجد أن مئات الالاف من الأوعية الدموية تكون قد تمزقت خلاياها وفقدت الأعصاب الموجودة بها وظائفها الحيوية، وصارت تمثل بؤرة لهجوم الميكروبات.
في ظل هذه الظروف الطارئة تهب الأجهزة المختلفة للتعامل مع الواقع الجديد. فإذا كانت الإصابة بسيطة فإن نزيف الدم يقل تدريجياً ثم يتوقف تماماً بعد وقت قصير. أما إذا كانت الإصابة شديدة والجرح غائراً فإن الجسم يسارع على الفور باتخاذ الإجراءات الحاسمة. هذه الإجراءات التي تبدأ بانخفاض ضغط الدم لتقل كميته التي تفقد، ويتجلط على سطح الجرح خلال ثوان بدلاً من أربع دقائق كما في الحالات العادية. ثم في الخطوة التالية يهب الطحال لدفع ما لديه من احتياطي الدم إلى الدورة الدموية ليعوض الإنسان عن الدماء التي سالت. بينما يسارع الجسم بإنتاج كرات الدم البيضاء بمعدلات تصل إلى عشرة أمثالها في الظروف العادية. كل ذلك يحدث مع جرح صغير لا يعيره الإنسان أي اهتمام.
تخليص الجسم من الميكروبات
إن حدوث جرح بالجلد وتمزق أوعيته يؤدي إلى تسرب سوائله الحيوية. ويمهد لهجوم سريع من الميكروبات. كما تتعرض خلاياه للهواء الجاف الذي لا تستطيع تحمله. ولذلك تتدفق على الفور العصارة الليمفاوية وعصارات الأنسجة وبلازما الدم نحو مكان الإصابة لتوفير البيئة الرطبة المناسبة.
والدم في دورته الدموية العادية يقاوم ما يحد من اندفاعه مثل اللزوجة أو تكون الجلطات. لكنه في حالات حدوث قطع أو جرح يغير من صفاته ويعمل على توقف الدم تماماً عن السريان والاندفاع بإحداث جلطة دموية في منطقة الإصابة فقط ولا تتعداها إلى منطقة أخرى. يستعين الدم في ذلك بأحد مكوناته وهي التي تعرف باسم الصفائح الدموية وهي خلايا صغيرة تنتشر في سائله بصورة دائمة وتبادر بمجرد تعرضها للهواء إلى إطلاق مركب كيميائي يتحول بواسطته الدم من الحالة السائلة إلى الحالة المتجلطة. يتفاعل بدوره مع مادة توجد في الدم وتعرف ب “الفيبرينوجين” لتنتج مادة قطنية بيضاء تعرف ب “الفيبرين” وتمتاز بقدرتها العالية على الإمساك بكرات الدم الحمراء لاستخدامها في عمل غطاء للجرح وسد أطراف الأوعية التي يمكن أن تتسلل البكتريا الضارة من خلالها.
إفراز السموم القاتلة للميكروبات
تقوم الشعيرات الدموية في الأماكن المجاورة للجرح بالتمدد ولذلك تبدو أطرافه حمراء وتواصل كرات الدم البيضاء عملها بالتصدي للميكروبات والبكتريا وذرات التراب بإفراز السموم القاتلة والتهام ما يمكنها التهامه وحمل الخلايا الميتة إلى الكلى للتخلص منها. ثم تدفعها إلى إفراز أنواع عديدة من الخمائر والانزيمات لإذابة الأنسجة المحيطة بقطع الزجاج أو الأشواك إذا وجدت وفشلت في التهامها وذلك حتى تيسر لها الاتجاه إلى سطح الجلد. ويتلاشى بالتالي خطرها قدر الإمكان.
دور الخلايا الليفية
يتزامن مع تصدي الجسم لفقد الدماء ومقاومته للميكروبات قيامه ببناء ما دُمر. حيث تتجه خلايا ليفية إلى منطقة الإصابة وتصطف فوق دعامات من مادة “الفيبرين” التي تمتاز بملمسها القطني فتغطي الجرح وتستمد غذاءها من سائله نظرا لعدم وصول الدورة الدموية إلى هناك. وبعد أيام قليلة تكون الخلايا الليفية قد تماسكت وصارت قوية ويمكنها الاستغناء عن الدعامات التي تذوب لتوفر غذاءها للخلايا الجديدة.
وتمتلئ فراغات الجرح تدريجياً بنسيج من مادة لحمية اسفنجية يتبعها تكون نسيج ليفي قوي في نماذج مرتبة تبدو وكأنها تتشكل وتتحرك استجابة لبرنامج عظيم وخطة شاملة وضعت بحكمة وعلم وقدرة نافذة ففي وقت محدد بدقة ولسد حاجة الأنسجة النامية من الغذاء بصفة دائمة تأخذ شعيرات دموية صغيرة طريقها خلال النسيج الجديد إلى ان تقابل شعيرات أخرى فتتحد المجموعتان وتصنعان دورة دموية جديدة كما تنشط أطراف الأعصاب الممزقة وتنمو خلاياها وتأخذ طريقها خلال النسيج الجديد.
جلد الإنسان يساعد في تعقيم الجروح
ولتوفير أفضل الظروف لإتمام عمليات البناء والتجديد نجد أنها تتم تحت طبقة الغطاء التي تكونت في البداية والتي تمثل خط الدفاع لأعمال البناء التي تستمر بكل نشاط وبلا توقف إلى أن يظهر الجلد الجديد فتقوم خلاياه بإطالة نفسها في جميع الجهات فيبدو الجرح ملتئماً بعد أيام يتوقف عددها على مساحته وعمقه. فيبعث ذلك السعادة في قلب الإنسان بينما يظل العمل مستمراً خلال أسابيع عديدة تالية وتبدأ عضلات دقيقة نموها من داخل الجلد الجديد وتتجه إلى الخارج إلى أن تتقابل وتلتحم مع بعضها البعض فالأنسجة المتماثلة تتحد وتترابط وبعد عدة أشهر تنتهي عمليات البناء تاركة جلداً جديداً بدلاً من الذي قطع أو تمزق وذلك دون أي عناء أو مجهود يذكر من الإنسان.
اقرأ أيضًا: الألوان في الطبيعة: هل تحمي الإنسان من الأمراض؟ |
معلومات سريعة عن جلد الإنسان
- الجلد هو أكبر عضو في الجسم.
- يبلغ متوسط مساحة جلد الشخص البالغ أكثر من 20 قدماً مربعاً.
- تحتوي البوصة المربعة من جسم الإنسان على ما يقرب من 19.000.000 خلية جلدية وما يصل إلى 300 غدة عرقية.
- أنحف مناطق الجلد في جسم الإنسان هي الجفون.
- يحتوي جلد الإنسان على صبغة تسمى الميلانين. كلما زادت كمية الميلانين، كلما كان لون البشرة أغمق، وكلما قلت أصبح لون البشرة فاتح.
- يحمي جلد الإنسان الجسم من غزو البكتيريا والأجسام الغريبة الأخرى.
- يساعد الجلد على تنظيم درجة حرارة الجسم.
المراجع:
- Author: The Editors of national geographic, (1/18/2017), Skin, www.nationalgeographic.com, Retrieved: 12/01/2021.
- Author: Hani Yousef; Mandy Alhajj; Sandeep Sharma, (7/26/2021), Anatomy, Skin (Integument), Epidermis, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 12/01/2021.
- Author: R R Anderson, J A Parrish, (7/9/1981), The optics of human skin, www.pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 12/01/2021.