أسلوب حياة

التنمر: نظرة شاملة على هذه الظاهرة السلبية

التنمر ظاهرة قديمة قدم وجود الإنسان على هذه الأرض، على الرغم من إنها لم تحظ بالاهتمام اللازم إلا في وقت متأخر من عصرنا الحديث. تتسم هذه الظاهرة بمضايقة أو تخويف أو تعدي شخص ما على آخر داخل بيئات معينة مثل البيئة المدرسية أو الفضاء الإلكتروني، أو العمل. حيث يستمتع المتنمر بالشعور بالتفوق على الضحية ويفرح بمعاناته. وقد أثبت العديد من الدراسات العلمية الحديثة تأثير التعرض المتكرر للتنمر على الضحية وعواقبه النفسية الخطيرة التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى انتحار الذين وقعوا ضحايا للتنمر. كما أدت زيادة حالات التنمر المدرسي بين الطلاب إلى قيام العديد من العائلات بالتفكير في معرفة إذا ما كان أطفالهم ضحايا لهذه الإساءة. في هذا المقال نخوض معاً رحلة يمكن أن تكون طويلة نوعاً ما وتتطلب من القارئ بعض الصبر حتى يتعرف بشكل أفضل على جميع خبايا هذه المشكلة، بدءً من تعريف التنمر وأسبابه وأنواعه وكيفية اكتشافه، ووصولاً لطرق التعامل معه ومنع التنمر بأفضل الطرق العلمية. دعونا نبدأ.

ماذا يعني التنمر؟

يشير مصطلح التنمر إلى أي نوع من العلاقة بين أقران يشعر من خلالها المتنمر بنوع من التفوق على أقرانه، ويرتكب أفعالاً تهدف إلى إيذاء أو مضايقة أو التعدي عليهم بطريقة أو بأخرى. تحدث هذه العلاقات المسيئة داخل مختلف البيئات الاجتماعية سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل أو الإنترنت.

هذه الأفعال المسيئة ذات طبيعة متنوعة، ويمكن تنفيذها بشكل مباشر (مهاجمة الشخص الآخر بطريقة واضحة ومباشرة) وبشكل غير مباشر (الترويج لاستبعاده أو تشويه صورته أو إذلاله عبر الشبكات). كذلك يشتمل التنمر على الاعتداءات الجسدية، أو الإهانات النفسية، أو السرقة، أو التهميش للضحية، أو نشر وإرسال مواد على الشبكات التي يتم فيها انتقاد الضحية أو مهاجمته بشكل مباشر (بما في ذلك مقاطع الفيديو)، أو الإكراه، أو سرقة الهوية، أو حتى التحريض على الانتحار.

ينبغي علينا أن نضع في اعتبارنا أن التنمر لا يتعلق فقط بوجود المعتدي والضحية، فهناك أيضاً شهود على هذه الأفعال. ويمكن أن يشجعوا عليها أو يمنعوها، أو هؤلاء الذين لا يتورطون فيها بأي شكل من الأشكال. وهذه النقطة لها أهمية قصوى سنتحدث عنها بالتفصيل عندما نصل إلى طرق منع التنمر في المدارس.

أسباب التنمر

مشكلات اجتماعية ونفسية
لماذا يتنمر البشر

تختلف كل حالة من حالات التنمر عن غيرها، وبالتالي يجب التعامل مع كل منها على نحو منفصل. وعلى الرغم من ذلك تشير الدراسات العلمية[1] إلى أن هناك أسباب مشتركة تجعل المعتدي يقوم بمثل هذه الإساءات، وهي كالتالي:

  • التوترات الزوجية والعنف الأسري بين الوالدين.
  • غياب أحد الوالدين.
  • الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب داخل الأسرة.
  • غياب القيم والحدود والقواعد داخل الأسرة.
  • سوء المعاملة الأسرية التي تؤدي لانعدام التعاطف.
  • المناخ الصارم للمؤسسة التعليمية.
  • الاعتلال النفسي.
  • الحسد.

وقد تكمن أسباب التنمر في النماذج التعليمية التي تستند على عقاب الطفل من خلال العنف أو التخويف وتعليمه حل المشاكل والصعوبات بالعنف. وبالنسبة للطفل الذي يمارس التنمر، فإن العنف ليس سوى أداة للتخويف. حيث يعتقد أن أفعاله صحيحة، وبالتالي فهو لا يدين نفسه، وهذا لا يعني أنه لا يعاني من ذلك.

أنواع التنمر

أنواع التنمر
أهم أنواع التنمر

يتخذ العنف أشكالاً شديدة التنوع، وفي ظل هذا التعقيد، يمكننا رسم بعض الخطوط لتحديد خصوصيات أشكاله الرئيسية، بحيث يكون من الأسهل منعها وتحييدها في أسرع وقت. وتشتمل أنواع التنمر على ما يلي:

التنمر اللفظي

يتمحور هذا النوع حول الإساءة اللفظية من خلال التعبير بكلمات قاسية وشتائم وتهديدات وترهيب وإلقاء نكات وعبارات مسيئة حول مظهر الضحية أو جنسه أو شكله أو إعاقته. ويعتبر الأطفال أكثر حساسية لهذا النوع من التعليقات. على سبيل المثال، عندما يقول طفل لآخر: “أنت سمين جداً مثل والدتك”. والغريب في الأمر أن هذه الإساءة تحدث داخل الأسرة نفسها. حيث يمكن سماع بعض الآباء والأمهات تنعت أطفالها بمثل هذه الصفات.

كيفية اكتشافه؟

قد يبدو الأطفال الذين يقعون ضحايا لهذا النوع من أنواع التنمر شاردي الذهن، أو متقلبي المزاج، أو يظهر عليهم تغير في الشهية. ويمكنهم أيضاً أن يقولوا شيئاً مما قيل لهم ويسألوا عما إذا كان صحيحاً.

التنمر الجسدي

يتميز التنمر الجسدي بالسلوك العدواني والترهيب من جانب المتنمر، بما في ذلك الركل أو الضرب أو التعثر أو الحجب أو الدفع. هذا هو أشهر الأشكال المعروفة. على سبيل المثال، عندما يقوم طفل بسحب سروال طفل آخر أثناء الاستراحة بين الفصول.

كيفية اكتشافه؟

يعاني العديد من الأطفال من مثل هذا النوع من الإساءة ولكنهم لا يفضلون الصمت والكتمان على إخبار والديهم بما حدث. ولكن يمكن للوالدين اكتشاف ما إذا كان طفلهم يعاني من التنمر الجسدي لأن هذا النوع عادة ما يترك علامات على جسد الضحية، مما يرسل إشارة إنذار. ومن هذه العلامات على الجسم: الجروح والكدمات والملابس الممزقة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، قد يشكو الضحية في كثير من الأحيان من الصداع أو آلام في المعدة.

التنمر الاجتماعي

يصعب اكتشاف هذا النوع من أنواع التنمر وعادةً ما يحدث خلف ظهر الضحية. والهدف عادة هو ألا ينضم الشخص إلى مجموعة ما أو أن يكون جزءً منها. على سبيل المثال، تقوم إحدى الفتيات في الفصل بدعوة مجموعة من الأصدقاء إلى حفلها وتتجاهل إحداهن وتتعامل معها وكأنها غير مرئية.

كيفية اكتشافه؟

من الشائع أن تُظهر الضحية تقلبات مزاجية، وتتجنب مجموعات الأقران، وتكون وحيدة أكثر من المعتاد. والفتيات أكثر عرضة للمعاناة من هذا النوع. ويمكن أن يكون الألم العاطفي الناجم عن التنمر الاجتماعي بنفس شدة الألم الذي يعاني منه ضحية التنمر الجسدي ويمكن أن تستمر العواقب لفترة أطول.

التنمر الإلكتروني

التنمر عبر الإنترنت ظاهرة نشأت نتيجة لظهور الشبكات الاجتماعية. وهو من أنواع التنمر التي تتميز بالمضايقة أو الترهيب الذي يُمارس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني. حيث يقوم المتنمر بنشر شائعات وأكاذيب وتهديدات وتعليقات جنسية أو عنصرية عن الضحية، مما يسبب انزعاجاً كبيراً ومشاكل نفسية وعاطفية للضحية. على سبيل المثال، عندما يقوم أحد الأشخاص بنشر تغريدة على الفيس بوك يقول فيها عن زميله: “إن عمر شخص فاشل، كيف فاز بهذه المسابقة؟ أنا متأكد بأنه دفع المال لاختياره”.

كيفية اكتشافه؟

قد يقضي ضحية التنمر الإلكتروني الكثير من الوقت على الإنترنت ويبدو حزيناً وقلقاً بعد ذلك. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشخص الذي يعاني من هذا النوع من أنواع التنمر (وأي شكل من أشكال التنمر) قد يعاني من مشاكل في النوم، وقد يتوسل لوالديه حتى لا يذهب إلى المدرسة، ويتغيب عن الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً.

التنمر الجنسي

ربما يكون هذا النوع هو الأكثر تعقيداً في التحليل، نظراً لأن الكثير من الناس يرفضون قبول وجود أطفال ينخرطون في هذا النوع من السلوك. يتميز هذا النوع من التنمر في المدرسة بالتعليقات الجنسية أو الفاحشة، أو لمس الضحية في أماكن حميمة أو الضغط على الضحية للقيام بشيء لا يريد القيام به (على سبيل المثال، مشاهدة أفلام للبالغين). هذا النوع من التنمر يمكن أن يسبب مشاكل نفسية خطيرة ويؤثر إلى الأبد على العلاقات الحميمة والعاطفية للضحية. على سبيل المثال، يجبر طالب في المدرسة إحدى الفتيات على تقبيله.

كيفية اكتشافه؟

لن يعبر ضحايا هذا النوع من التنمر بشكل عام عما يحدث لهم، بل سيتجنبون المواقف التي قد يواجهون فيها المتنمر، مثل عدم الذهاب إلى المدرسة.

الآثار السلبية للتنمر

آثار التنمر على الصحة الجسدية والنفسية
عواقب التعرض للتنمر

يمكن أن يكون لأنواع التنمر المختلفة عواقب وخيمة على المستوى الجسدي والعقلي، ولعل من أبرز عواقب التعرض للتنمر[2] ما يمكننا إيجازه في الآتي:

  • الشعور بالإحباط والقلق والتوتر.
  • الاكتئاب والحزن وفقدان الأمل والشعور بعدم وجود مخرج.
  • تدني احترام الذات.
  • انعدام الأمن والانطواء.
  • ظهور مشاكل في الثقة بالآخرين.
  • العدوانية.
  • ضعف التفاعل الاجتماعي.
  • الإجهاد المرضي.
  • الشعور بالذنب.
  • انخفاض الأداء والفشل الدراسي.
  • الأرق والكوابيس المتكررة.
  • التفكير بالانتحار.

كيف تعرف ما إذا كان ابنك يتعرض للتنمر

تربية الأطفال
اكتشاف التنمر

بعد أن تعرفنا على أسباب التنمر وأنواعه وعواقبه حان الوقت لإلقاء الضوء على اكتشاف ما إذا كان طفلك تعرض للتنمر أم لا، حيث يساعد الكشف عن أي تغييرات بشأن سلوك الطفل في معرفة ذلك. وقد تكون هذه بعض العلامات التحذيرية في مرحلة الطفولة والمراهقة[3].

  • عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
  • التوقف عن الاهتمام بالأمور التي كانت تثيره فيما مضى.
  • عدم وجود أصدقاء.
  • التخلي عن رواية الأحداث والقصص عن مدرسته.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • النوم بشكل سيء.
  • التوتر والقلق المستمر.
  • الكذب.
  • العصبية والغضب دون سبب واضح.
  • مشاعر الحزن والألم، وعدم الرغبة في الضحك والابتسام.
  • تغير أسلوب الحديث، والتهرب من التواصل البصري، والميل إلى الحديث وهم ينظرون إلى الأرض.
  • التوقف عن الإعجاب بملابسهم.
  • عدم الرغبة في التواجد مع أطفال آخرين، واللعب خارج المنزل.
  • كتابة ملاحظات ورسم صور تتحدث نيابة عنهم، ولا يريدون أحد أن يطلع عليها.
  • يتجنبون التصوير، ويعارضون أي وجود لهم في الصور لأنهم يخجلون من أنفسهم.

أسئلة حول التنمر المدرسي

حل المشكلات المدرسية
أسئلة مساعدة

فيما يلي سلسلة من الأسئلة حول التنمر المدرسي[4] والتي يمكن استخدامها لتحديد حالات سوء المعاملة في المدرسة أو منعها أو الحصول على معلومات تتعلق بالمواقف والمعتقدات المتعلقة بالتنمر. يمكن طرح هذه الأسئلة على مجموعة الفصل بأكملها، أو على الطلاب الفرديين (سواء كانوا شهوداً أو تعرضوا للهجوم أو المعتدين أنفسهم) أو حتى على المعلمين وأفراد الأسرة. كما يمكن لأسرة طرح مثل هذه الأسئلة على أطفالهم لاكتشاف ما إذا تعرضوا للتنمر أم لا.

  1. هل يمكن أن تخبرني كيف يبدو الأمر عندما تكون في الفصل؟

    يمكن استخدام هذا السؤال لتصور المناخ العام الموجود في الفصل وما إذا كان الطفل أو المراهق المعني يشعر بالارتياح فيه أم لا.

  2. ما هو شعورك تجاه زملائك في الفصل؟

    يمكن أن يكون هذا السؤال متشابهاً مع السؤال السابق، لكنه يركز هذه المرة على علاقة الطالب ببقية زملائه في الفصل. ويمكنك من خلال الإجابة استنتاج ما إذا كانت هناك مشاكل محددة في هذا الصدد أم لا.

  3. هل لاحظت وجود أي صراع بين بعض الطلاب في الفصل؟

    على الرغم من أنه قد يكون من الطبيعي أن تكون هناك صراعات صغيرة بين الزملاء، إلا أن هذا السؤال يسمح للموضوع بتقييم ما إذا كانت هذه الصراعات متكررة أو إذا كانت الشخصيات التي تتصارع متكررة أم لا.

  4. هل تعرف أحداً تعرض للاعتداء أو الإهانة من قبل زميل آخر؟

    يسمح هذا السؤال بمعرفة إذا ما شاهد الأطفال حالة من حالات التنمر المدرسي أم لا.

  5. هل تعرف ما هو التنمر؟ وهل يمكن أن تشرح لي ما هو أو تعطيني مثالاً؟

    إن معرفة معنى وأسباب التنمر أمر ضروري للقدرة على اكتشاف الحالة، لذا فإن معرفة المفهوم مهم جداً سواء بالنسبة للطلاب أو المعلمين.

  6. ما هي أنواع التنمر التي تعرفها وما رأيك بها؟

    على الرغم من أن التنمر هو موضوع يتم الحديث عنه كثيراً اليوم، إلا أنه في كثير من الحالات لا يكون كل ما ينطوي عليه معروفاً. ففي واقع الأمر لا يعرف الشخص سوى أن التنمر يعني العدوان الجسدي فقط، في حين يمكن ألا يعرف أن الترويج لتهميش شخص معين أو إنشاء مجموعة واتساب للضحك على شخص ما يعتبر تنمراً أيضاً.

  7. هل حدث لك هذا من قبل؟

    سؤال مباشر، ولكنه سؤال سيسمح للطفل بالتعبير عما إذا كان قد مر بتجربة مماثلة أو إذا كان يمر بها حالياً.

  8. هل شعرت يوماً بالتنمر في الفصل أو بالتهديد؟

    الترهيب شائع جداً في حالات التنمر. كما يسمح لنا باكتشاف وجود اتجاهات الهيمنة لدى بعض الطلاب.

  9. هل تعرف شخصاً سرقه شخص أخر أو أخفى بعض أغراضه؟

    إن ما قد يبدو وكأنه لعبة بالنسبة لبعض الطلاب قد يخفي نية التنمر أو إحداث معاناة عميقة لشخص معين.

  10. هل لدى أي شخص في الفصل لقب؟

    تعد الألقاب المهينة من أكثر أنواع المضايقات شيوعاً وتكراراً.

  11. هل يمكن أن تخبرني بما حدث؟

    على افتراض أن الإجابة على أي مما سبق إيجابية، فمن المهم معرفة ما حدث.

  12. كيف كان شعور هذا الشخص الذي تعرض للتنمر؟

    يسعى هذا السؤال إلى جعل الشخص الذي يُطرح عليه يحاول وضع نفسه مكان الشخص الذي يتعرض للمضايقة. ويمكن أن يكون وقائياً من خلال جعل الناس يفكرون في حالة الأشخاص الذين تعرضوا للهجوم.

  13. هل سبق لك أن شاهدت منشوراً على الإنترنت يتم فيها السخرية من زميل في الفصل؟

    التنمر عبر الإنترنت هو شكل من أشكال التنمر الذي ينتشر بشكل متزايد اليوم، ويمكن لأسئلة مثل هذه أن تساعد في اكتشاف الحالات.

  14. ما هو شعورك إذا حدث لك هذا؟

    يتيح التعبير عن المشاعر والأفكار إلى تشجيع الفرد على ربط تجاربه الشخصية أو تجاربه المرئية واكتشاف حالات التنمر، ويمكن أن يكون بمثابة إجراء وقائي.

  15. ما رأيك فيمن يضايق الآخرين؟

    إن وضع نفسك مكان كل من المتنمر والضحية يمكن أن يسمح باكتشاف أفضل للظواهر والمواقف المرتبطة بالتنمر. وبالمثل، فإن معرفة دوافع المتنمر يمكن أن تساعد في منع التنمر من قبل زملاء الفصل أنفسهم.

  16. ماذا ستفعل إذا حدث لك هذا؟

    سواء كان الفرد قد عانى أو رأى شخصاً آخر يعاني من التنمر، فإن الإجابة على هذا السؤال تسمح بالنقاش حول طرق التصرف في الموقف المذكور. علاوة على ذلك، في حال كنا نتعامل مع حالة مؤكدة، فإنه يسمح لنا بمعرفة ما حاول الطفل القيام به وما إذا كان له أي تأثير أم لا.

  17. ما هو رأيك لحل هذه المشكلة؟

    يمكن أن يسمح هذا السؤال للفرد الذي يُطلب منه الإشارة إلى الطرق الممكنة لحل المشكلة ووضع نفسه في مكان الآخرين.

  18. لماذا يسيء بعض الطلاب معاملة الآخرين من وجهة نظرك؟

    هذا السؤال يمكن أن يجعلك تفكر في الجوانب التي تسبب الإساءة، أو للتعبير عما يعتبره من أسباب التنمر.

  19. هل أنت على استعداد لفعل شيء ما لمساعدة الشخص الذي يتعرض للتنمر؟

    يكشف هذا السؤال ما إذا كان الشخص الذي يتم سؤاله قد فعل أو سيفعل شيئاً لمنع حدوث حالة تنمر.

ما الذي يمكن للوالدين فعله؟

علاج التنمر المدرسي
طرق منع التنمر

يمكن مساعدة الطفل الذي يتعرض للتنمر من خلال بعض التوصيات التي ينبغي على الوالدين اتباعها. وهي كالتالي:

التواصل الفعّال

أول شيء هو الاستماع إلى الطفل والحفاظ على التواصل الفعال. ولتحقيق ذلك يمكن أن تطرح عليه بعض الأسئلة المفتوحة، حتى يتحدث بما يعتمل بداخله. وقد أشرنا فيما سبق إلى بعض الأسئلة التي يمكن أن تساعدك في الحصول على فكرة عما حدث.

خلق بيئة من الأمان والثقة

لن تُحل أي مشكلة من المشكلات إلا بخلق بيئة من الثقة والأمان بين الطفل ووالديه حتى يتمكن من التعبير عن نفسه بحرية وراحة. لذا عليك أن تتجنب توبيخه أو إخباره بما يجب عليه فعله. وبدلاً من ذلك حاول أن تجعله يثق بك باستخدام عبارات مثل “أتفهم أنك محبط” أو “أعرف أنك حزين” أو “أتفهم غضبك وخوفك”. امنحه الثقة للتعبير عن موقفه الحقيقي دون خوف، واجعله يعلم أنه ليس الشخص الوحيد الذي تعرض لهذا الموقف، وإنه لا ينبغي عليه أن يشعر بالسوء أو الذنب لأنه ليس المسيء وأن المخطئ هو من عليه تحمل عواقب أفعاله.

محاربة شعوره بالذنب

يشعر ضحايا سوء المعاملة في المدرسة بالذنب، ويعتقدون أنهم يتحملون المسؤولية عن تعرضهم للإساءة لعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم. لذا يجب التحدث معهم ومساعدتهم على تغيير هذا التفكير، وجعلهم يفهمون أن ما حدث ليس ذنبهم، وأن الحل لا يكمن في اللجوء إلى العنف، بل في التحدث مع المسؤولين في المدرسة حول ما حدث. وأفضل شيء هو الذهاب إلى المدرسة بصحبة الطفل وتقديم تقرير بما حدث.

المحافظة على التواصل المتكرر مع المعلمين

إحدى طرق منع التنمر والتعامل معه عندما يحدث بالفعل هي الحفاظ على علاقات تواصل جيدة مع معلمي الأطفال، بحيث يخبروننا إذا رأوا سلوكاً غير عادي لدى الطفل، وإذا كان تنمراً، فيجب التصرف معاً. ويجب أن نعلم أن العمل ضد أسباب التنمر ليس نشاطاً موجهاً حصرياً نحو الفرد الذي يعاني منه. لذا يجب علينا أن نفعل كل ما هو ممكن لإدخال تغييرات في سياقهم الاجتماعي أيضاً، وللقيام بذلك من الضروري التنسيق مع المجتمع التربوي.

التثقيف في مجال الذكاء العاطفي

يعد غرس القدرة على التعرف على المشاعر لدى الطفل أمراً ضرورياً حتى لا يسمح للغضب أو الإحباط في المواقف العصيبة بدفعه إلى القيام بأشياء تؤدي إلى نتائج عكسية لموقفه. ما نبحث عنه في هذا هو أن يتمكن الطفل من التحكم في عواطفه وعدم التصرف بناءً على الدافع الأول. ولتحقيق ذلك يجب أن نتحدث معه عن مزايا حل الصعوبات عبر القنوات النظامية وعدم اللجوء إلى أعمال العنف. وهو أمر ضروري لمنع التنمر.

تعليم الطفل أن يعطي الأولوية لنوعية العلاقات

من المفيد أن نبين للصبي أو الفتاة أنه في بعض الأحيان يكون من المفيد الابتعاد عن بعض الأشخاص الذين لا يساهمون بأي شيء إيجابي، على الرغم من أنهم ظاهرياً يتمتعون بشعبية أو كاريزما في عيون الآخرين، وتعليمهم أن ما يشعر به المرء عندما يكون مع شخص آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لتقييم ما إذا كانت تلك العلاقة تستحق العناء. وهذا يشجعهم على عدم تغيير اهتماماتهم أو أسلوب حياتهم لأنهم جزء من مجموعة يقعون فيها ضحايا للتنمر. إن العثور على شبكات دعم خارج تلك الدوائر الاجتماعية التي يتعرض فيها الطفل لهذه الظاهرة أمر ضروري لحماية احترام الذات وعدم تبني دور الخضوع المزمن.

المراجع

[1] Bullying in Elementary Schools: Its Causes and Effects on Students.

[2] The Long-Lasting Effects of Bullying.

[3] Signs of bullying.

[4] School bullying: development and some important challenges.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!