العلاقات السامة: الوقوع في وهم الأمل في التغيير

You are currently viewing العلاقات السامة: الوقوع في وهم الأمل في التغيير
كيف تتخلص من العلاقات السامة؟

العلاقات السامة هي تلك العلاقات التي لا يستطع أحد أطرافها تجنب إيذاء الطرف الآخر. وعلى الرغم من شيوع هذه العلاقات بين الأزواج، إلا أنها يمكن أن تحدث أيضاً بين الأصدقاء وزملاء العمل وحتى بين أفراد الأسرة. في هذا المقال سنقدم لك كل الإجابات حتى تتعرف على ماهية هذه العلاقات، وأنواعها، وآثارها السلبية، وفي النهاية كيفية الخروج من علاقة سامة؟

ما هي العلاقة السامة؟

العلاقة السامة هي علاقة مدمرة تتسبب في الاضطرابات النفسية والجسدية لأحد أطرافها. كانت هذه العلاقات ومازالت موجودة دائماً في حياة الناس. وعلى الرغم من أن الكثير من ضحايا هذه العلاقات لا يتحدثون بشأنها، بل ويحاولون التعايش معها إلا أن عدد قليل من الأشخاص يتخذون القرار الأهم، وهو إنهاء هذه العلاقات.

فإذا شعرت في أي وقت في حياتك بأنك تتعرض للتحكم أو التلاعب النفسي أو التهديد أو المضايقة أو سوء المعاملة أو التقليل من قيمتك أو شعرت بالفراغ واللامبالاة عندما تكون مع شخص ما – ليس الضرورة شريك حياتك – فقد حان الوقت لتقييم مشاعرك وسؤال نفسك عما إذا كنت في علاقة سامة أم لا.

كيف تنشأ العلاقات السامة؟

تتعلق العلاقات السامة في علم النفس بالتجارب التي عاشها المعتدون والتي تقودهم إلى التقليل من شأن شخص آخر أو إساءة معاملته. ويمكن أن تكون العوامل التي تسبب العلاقات السامة هي التجارب الأسرية السيئة التي تعرض لها الشخص في مرحلة الطفولة أو التأثير الثقافي الذي يتمتع به الشخص.

في العامل الأول، نجد أن المعتدين قد عانوا في العادة من تجارب مسيئة في الطفولة مثل التعرض للعنف والإيذاء من الآخرين، وهذه التجارب تنعكس في مرحلة البلوغ. بينما، في العامل الثقافي، فإن المعتقدات مثل الرجولة والأنوثة وبعض الأيديولوجية الأخرى هي التي تجعلهم يتصرفون بتأثير اندفاعي. وعلى الرغم من أن العوامل التي ذكرناها ليست العوامل الوحيدة، إلا أنها الأكثر شيوعاً في هذه الأنواع من العلاقات. يشير الخبراء في علم النفس إلى أن الشخصيات السامة هم أشخاص ليسوا ناضجين بما يكفي ليكونوا مع شخص ما، كما أنهم غير آمنين وأنانيين ويحتاجون إلى أن يكونوا في علاقة للتخلص من إحباطاتهم.

علامات الشخص السام

علامات العلاقة السامة
كيف تعرف أنك داخل علاقة سامة؟

نريد جميعاً أن تكون لدينا علاقات صحية كزوجين أو كعائلة أو كصداقة، ونفهم أن العلاقة الصحية تولد الترابط، لكن الترابط لا يعني غياب الحرية. وهذا يعني أن نكون قادرين على تحديد ما نحبه وما لا نحبه، ورسم حدود صحية، وتجنب أن نكون دائماً متاحين للعيش كعبيد للتقلبات العاطفية لشخص معقد، وممتص، حتى لا ينتهي به الأمر إلى سرقة حريتنا العاطفية.

إن إدراك أن الشخص سام هو أمر مهم لتحديد إلى أي مدى يمكنك الاستمرار أو عدم الاستمرار في علاقة وثيقة ومستمرة مع شخص تسجن طريقتك في حبه حياتك. يؤثر الشخص السام على حريتك في اتخاذ القرارات، ومساحتك الاجتماعية، ومساحتك العاطفية، مما يمنحك مساحة صغيرة جداً لتكون حراً. وهذه أشياء لا ينبغي السماح بها في العلاقة.

  • لا يحب أن تكون مع أصدقائك.
  • إنه شخص يحب السيطرة.
  • لا يطلب رأيك في أي أمر يخطط له.
  • يتحقق من هاتفك المحمول وشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، بل ويمنعك من استخدامها.
  • يطالب دائماً بمقابل لكل شيء يقدمه.
  • دائم التعبير بطرق مختلفة أنك بدونه لا شيء.
  • يوبخك إذا ما أدليت برأيك أمام الأصدقاء أو العائلة.
  • يستخدم دائماً الابتزاز العاطفي.
  • يسعى للتأثير على طريقتك في ارتداء الملابس.
  • لا يدعمك في مشاريعك أو طموحاتك، بل يقلل منها.
  • يقلل من فضائلك وإنجازاتك.
  • لا يهتم بمشاكلك أو مشاعرك.
  • يلومك على عمله أو مشاكله الشخصية.
  • يذكرك دائماً بالفشل الذي تعرضت له في الماضي.
  • ينزعج إذا أخبرت العائلة أو الأصدقاء بمشاكلك.
  • التجاهل الدائم وعدم الحديث عن الموضوعات التي تهمك.
  • يبتزك لفعل ما يريد.
  • يقارنك بشركاء أو أصدقاء أو أقارب لإلقاء اللوم عليك.

وجود واحدة أو أكثر من هذه العلامات التي ذكرناها لك هي أسباب كافية لإنهاء العلاقة، سواء كانت حباً أو صداقة أو عائلة. ومع ذلك، فإن الخوف وانعدام الأمن الذي يشعر به الضحايا يمنعهم من مغادرة تلك الدائرة المسيئة التي يجدون أنفسهم فيها ولا يعرفون كيفية إنهاء علاقة سامة.

عواقب العلاقات السامة

الآثار السلبية للعلاقات السامة
الآثار السلبية للعلاقات السامة

إن وجود علاقة سامة يؤدي إلى عواقب سلبية على الأشخاص الذين يشكلون جزءً منها، وكذلك على بيئة العلاقة. تلك هي بعض من الآثار الأكثر بروزاً.

اضطراب ما بعد الصدمة

عندما تتجاوز العلاقات المهووسة كل حدود الإساءة الجسدية والنفسية، يمكن أن تكون الآثار السلبية التي تصيب الضحية هي اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب ينشأ بعد التعرض لأحداث مرهقة للغاية. حيث يعاني الشخص من هذا الاضطراب بعد تعرضه للاغتصاب أو التعذيب أو الإيذاء المستمر، من بين عوامل أخرى.

ومن أعراض هذا التأثير السلبي للعلاقات غير الصحية ما يلي: ذكريات الماضي، والتي تتمثل في استعادة اللحظات المؤلمة. كذلك يظهر الضحايا القليل من الاهتمام بأنشطة الحياة الهامة. كما يشعرون بالانفصال عن حياتهم. وبالإضافة إلى ذلك، يعانون من أعراض الاكتئاب والقلق وصعوبات التكيف الأخرى التي تجعل من الصعب عليهم اتخاذ قرار طلب المساعدة.

الاحترام المتدني للذات

احترام وقبول الذات ضروري لكل إنسان ويساهم في سيرورة الحياة وفي النمو الصحي والطبيعي. أما بالنسبة للأشخاص الذين كانوا في علاقة سامة، فإن أول ما يتأثرون به هو تدني احترامهم لذاتهم. ومن خلال عدم وجود تقدير كبير للذات، تقل الرغبة في مواجهة الشدائد بشكل كبير. أحد الأمثلة التي تولد هذه التأثيرات هو زوج سام يمنع شريكته من أن تكون ذاتها، ويخبرها أن الملابس التي ترتديها غير مناسبة لجسدها (على الرغم من أنها ليست كذلك)، والتقليل منها وعدم دعم أحلامها وأهدافها، من بين أشياء أخرى.

الاختطاف العاطفي

يشعر الأشخاص الذين يخرجون من علاقات الشريك السامة بأنهم لا يتحكمون في عواطفهم ويشعرون بالذنب أو عدم الثقة بقيمتهم كشخص. هذا لأن المعتدين عليهم يجعلونهم يعتقدون أنهم لا يستحقون أن يشعروا بشيء ما بمفردهم ويصبحون أشخاصاً معتمدين. ويمكن أن يؤدي الاختطاف العاطفي إلى فقدان الثقة، مما يؤدي بدوره إلى نوبات من القلق والتوتر يجب أن يعالجها المحترفون.

الخوف من المستقبل

يعتقد ضحايا العلاقات السامة أنه بغض النظر عما يفعلونه، فلن يتمكنوا من الخروج أو الهروب من المواقف التي تؤذهم. يمكن أن يشير هذا إلى مستقبل الأشخاص الذين – حتى لو تركوا شريكاً ساماً – سيخشون المستقبل وسيشعرون بالكرب قبل الدخول في حياة جديدة، معتقدين أن ما مروا به سيتكرر.

أنواع العلاقات السامة

أنواع العلاقات السامة
أمراض وأنواع العلاقات السامة

هناك عدة أنواع من العلاقات السامة التي يمكن أن تنشأ بين شخصين. فيما يلي بعض منها:

العلاقات السامة القائمة على الابتزاز

في هذا النوع من العلاقات، يصبح الحب أو المودة ابتزازاً يطيل عمر العلاقات، ولكن بطريقة مصطنعة وضارة. حيث يتم تقديم الابتزاز في العلاقات كشخص يشعر بالأسف تجاه شريكه ويعامله بطريقة مميزة. وعادة ما يستجيب الضحية باستمرار لطلبات المعتدي عليه. بينما يتصرف المسيء بطريقة فيها سيطرة وتحكم تسمح للضحية باتخاذ قرارات مختلفة عن تلك التي تريدها حقاً. مثال على العلاقات السامة القائمة على الابتزاز العاطفي هو عندما يشعر شخص آخر بالسوء لخروجه بمفرده أو القيام بشيء لا يحبه المعتدي، دون الحاجة إلى أن يكون مسيئاً لفظياً أو جسدياً.

العلاقات السامة الخيالية المثالية

تحدث هذه العلاقات عندما يكون لدى أحد الزوجين فكرة معينة عما سيكون عليه شريكه أو العلاقة بينهما، ولكن لم يجد هذه الفكرة. في هذه الحالة، لا تظهر المشاكل الزوجية في الأشهر الأولى من العلاقة، لأن الشخص حينها يتوقع حدوث التغيير في وقت ما. ولكن عندما لا يحدث هذا التغيير يظهر الاستياء. مثال على هذه العلاقة هو عندما يضغط شخص ما على شخص آخر للتغيير، وعند عدم رؤية أي نتائج يضطر إلى الإساءة الجسدية واللفظية.

العلاقات السامة القائمة على الخوف

عندما يكون الخوف هو الشعور الذي يسيطر على العلاقة، فإن هذه العلاقة سامة بلا أدنى شك. فالعلاقات وجدت للاستمتاع والحب والمودة. فإذا كان أحد طرفي العلاقة يخشى الضحك أمام شريكه، أو يخاف من النوم بجانبه، أو يخشى التصرف بطريقة معينة، فهذه ليست علاقة صحية. تحدث هذه المواقف عندما يثير المعتدي الخوف ويشعر شريكه أنه لا شيء أو أن كل ما يفعله خطأ. وقد يتخذ مواقف من شأنها التقليل من شأن الشريك أو تهديدات أو حتى ضربات لإثارة الخوف.

العلاقات السامة القائمة على الأكاذيب

إن إخفاء أي شيء أو الكذب بشأن أي موقف يمر به الزوجان، لا يعد علامة على أن العلاقة بينهما علاقة صحية. بل تؤدي إلى الشعور بالمشاعر السلبية. فالأكاذيب تخلق فقط الحواجز والصراعات والشكوك في العلاقات. يمكن أن يحدث هذا النوع من العلاقات مع الأزواج، أو بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء.

العلاقات السامة التي تعيش في الماضي

إن أهم الأمور عند الدخول في علاقة هي الثقة المتبادلة بين طرفي العلاقة. هذه الثقة هي التي تجعل الطرفان يقبلون تجارب وحكايات وخبرات في الماضي حتى وإن كانت فاشلة ومؤلمة. لكن كونك في علاقة يركز فيها أحد الشريكين على ماضي الآخر ويعايره به فليس أمراً صحياً على الإطلاق. إن التركيز على ماضي الآخر لا يؤدي سوى إلى الغضب والاستياء والألم والشعور بالذنب والضرر. إن قبول الأخطاء مهما كانت هو أفضل طريقة لتجنب الوقوع في العلاقات السامة.

كيفية الخروج من العلاقات السامة

كيفية الخروج من علاقة سامة
كيف تتخلص من علاقة سامة

ترك علاقة سامة أمر صعب، فهناك مشاعر وعواطف عديدة يكنها كل شخص في العلاقة للآخر. لكنها ترك العلاقة السامة تصبح ضرورة عند الوصول إلى نقطة اللاعودة. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في توجيه الأشخاص في موقف مماثل.

تقبل أنك في علاقة سامة

إنها الخطوة الأولى والأكثر أهمية للخروج من دائرة العلاقة السامة. حيث تجد نفسك وتجد طريقة لإنهاء علاقة من هذا النوع. ومن الضروري أن تقبل أن العلاقة ليست جيدة لك أو لشريكك وأنهم ليسوا سعداء.

تخلص من المخاوف

عندما توافق على التخلي عن العلاقة، يجب أن تواجه المخاوف وتتركها وراءك أيضاً. فعدم التواجد مع هذا الشخص أو عدم وجود ذلك الشخص الذي يؤذيك بالقرب منك لا يعني أنك ستكون بمفردك. وفي هذه الأوقات يجب عليك طلب الدعم من أفراد الأسرة الذين يظهرون لك المودة الإيجابية ويتواصلون معك في هذه الأوقات الصعبة. أما إذا كان من ضمن مخاوفك، أنك تخشى على حياتك، وأن هناك تهديدات تقلقك، فمن الأفضل أن تذهب إلى السلطات وتقدم شكاوى رسمية.

الأفضل أن تكون وحيداً

في بعض الأحيان، لن يسمح لك الخوف بالمضي قدماً، لذلك من المهم أن تتذكر أنك لن تكون بمفردك أبداً وأن هناك ملايين الأشخاص الذين يمرون بنفس الشيء في جميع أنحاء العالم. ابحث عن الدعم في العائلة والأصدقاء الذين يظهرون لك المودة ويعانقونك عندما تحتاج إليها ويجعلونك تتمكن من مواجهة ما هو قادم. فلا يستحق أن تكون مع شخص ما أو أن تعيش مع شخص ما لمجرد عدم الشعور بالوحدة، فهذا الأمر لا يجلب سوى الحزن وخيبة الأمل.

بناء احترام الذات

بعد إنهاء العلاقة السامة ينبغي عليك أن تعالج ما فقدته، ومن ثم بناء احترام الذات من جديد. والعودة إلى حب الآخرين بطريقة صحية. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تقوية المشاعر الإيجابية التي لديك عن نفسك. والتركيز على استعادة كل ما فقدته والوقت الذي ضاع هباءً في مثل هذه العلاقات السامة.

ركز على اللحظة الحالية

من الطبيعي أن تختلط عواطفك بعد إنهاء علاقة سامة، وربما تشرع في التفكير الطويل عنها بعد الخلاص منها. لكن عليك أن تركز على اللحظة الحالية، وأن تتذكر أن كل شيء سيمر وأن كل شيء يستغرق وقتاً. أما هدفك فهو أن تكون سعيداً مرة أخرى ويكون لديك مستقبل أفضل.

اطلب المساعدة المتخصصة

يعد طلب المساعدة المهنية خياراً رائعاً للأشخاص الذين عانوا من إساءة نفسية أو جسدية في أي علاقة سامة. ففي بعض الأحيان يكون من الضروري الحصول على هذه المساعدة لتكون لديك العزيمة والشجاعة والجرأة والقوة لتحقيق الأهداف الجديدة المحددة لحياتك.

إنهاء العلاقات السامة في حالة وجود أطفال

هناك طرق مختلفة للتخلص من علاقة سامة كما أشرنا مسبقاً. لكن إذا كنت أحد الوالدين، فقد تتساءل عن كيفية الخروج من علاقة سامة عندما يكون هناك أطفال؟ أول شيء يجب أن تأخذه في الاعتبار هو أنه بغض النظر عن الانفصال، يجب أن تسود العلاقة الأبوية. حيث يجب أن يكون هناك دائماً تواصل جيد عندما يتعلق الأمر بتعليم الأطفال وتربيتهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الزوجين عدم التقليل من شأن الأخر أمام الأطفال، والتخلي نهائياً عن العبارات التي يمكنها أن تسيء إلى مصداقيته.

إصلاح العلاقات السامة

اضطرابات نفسية
هل يمكن علاج مثل هذه العلاقات؟

ليس من المفترض أن تستمر كل العلاقات السامة إلى الأبد، لكن يمكن إنقاذ بعضها. ومع ذلك، فهو أمر عسير. فيما يلي خطوات أولية يمكن اتباعها لإصلاح العلاقة السامة:

التركيز على نفسك

في كثير من الحالات تفشل فكرة إصلاح الشخص السام. لذا إذا فشلت جميع محاولات الإصلاح التي تأتي عن طريق الحديث، يجب عليك التركيز دائماً على نفسك. ويجب أن تتحكم في كيفية تفاعلك مع الخلافات ليكون لديك تأثير إيجابي على العلاقة.

اطلب الدعم من العائلة والأصدقاء

يمكنك اطلاع أفراد تكن لهم الثقة سواء من داخل العائلة أو الأصدقاء ببعض المشكلات التي لا تستطيع التعامل معها. ومن ثم الاستماع إلى نصائحهم وتنفيذها. وحتى وإن لم يستطيع أحد منهم تقديم النصيحة فإن القليل من الدعم سيجعلك تشعر بشعور أفضل.

كن على طبيعتك

يجب أن تكون على طبيعتك في أي نوع من العلاقات. فعندما يتوقف الإنسان عن كونه على طبيعته، ويشعر أنه يعتمد على الآخر في إشباع احتياجاته، يكون قد تجاوز الحد. ولتجنب ذلك، اعمل على تقديرك لذاتك واعمل على نفسك. فمن الممكن أن تبحث عن هواية، القراءة، أو ممارسة أي نوع من الرياضة أو الألعاب الذهنية. سينعكس تركيز عقلك على الأنشطة الإيجابية في العلاقة.

كتابة اليوميات

هناك طريقة أخرى جيدة تساعدك في التخلص من كل العواطف السلبية، وكل ما تشعر به وهي كتابة يوميات. اكتب فيها كل ما يزعجك بشأن شريكك، وتفكر فيما يمكن عمله. وعن طريق التقاط ما تشعر به يمكنك تقييم نفسك بنفسك.

تعلم كيفية التحكم في عواطفك

لا يمكنك التحكم فيما يفعله الآخرون، ولكن يمكنك التحكم في كيفية تفاعلك مع أفعالهم. لذلك، فإن امتلاك مهارات صحية للتعامل مع المواقف المجهدة أو الشديدة يعد خياراً جيداً لتظهر للشخص الآخر أنك على استعداد للاستماع وفهم موقفه دون الحاجة إلى تكرار الإساءة.

ليست كل العلاقات السامة هي نفسها. لكن الشيء المهم هو معرفة كيفية التعرف عليها في الوقت المناسب والتركيز على الخروج منها أو جعل المعتدين يفهمون أن ما يفعلونه خطأ. وعندما يكون هناك شيء ميؤوس منه، فمن الأفضل قطعه وتجنب المصائب التي لا رجعة فيها.

الأمل في التغيير

هل يمكن تغيير طباع الشخص
وهم التغيير الحقيقي

هناك عادة لدى العديد من الناس ترتبط بتفكيرهم وسلوكهم، ألا وهي الأمل كتخفيف من الخسارة المحتملة. ماذا يعني ذلك؟ لكي نفهم هذا الأمر علينا أن نعرف بدايةً ما هو الأمل. إنه حالة ذهنية يكون لديك من خلالها اعتقاداً راسخاً بأن ما تريده ممكن، وبهذا المعنى فإن ما يحافظ على الشعور بالأمل ليس الشيء نفسه أو الحدث نفسه، بل الإيمان بأن كل شيء سينتهي في النهاية كما نأمل بشدة. لكن هذا الإيمان يحمل في طياته عيباً كبيراً، فما يحدث في الغالب أن هذا الأمل نفسه يحد من إدراكنا للواقع، وفي الحالات الأسوأ يتركنا عمياناً فيما يتعلق بالوضع نفسه. وهذا هو المكان الذي ينقلب فيه الشعور ضدنا.

إن عدم الوقوع في شرك الأمل مسألة معقدة، فهو أمر رائع كآلية عاطفية نلجأ إليه عندما نجد أنفسنا في مواقف معقدة، ومن الضروري التمسك به، لأن ها يمنعنا من الوقوع في الاكتئاب. لكن المشكلة الكبرى مع الأمل تنشأ عندما يلغي قيمة تجربتنا. دعونا نبسط الأمر بمثال.

الفشل المحتوم

شارك منتخب مصر في كأس العالم عام 1990، ومنذ ذلك الحين استمر المنتخب يعاني من الوصول مجدداً إلى كأس العالم مرة أخرى حتى وصل أخيراً في عام 2018 أي بعد 28 عاماً. كان المنتخب يعاني منذ 1990 من الفشل في الوصول إلى الكأس، وفي كل مرة يفشل فيها يستسلم المشجعون لفكرة أن الأمر هذه المرة سيكون مختلفاً. ويعتقد المصريون كل أربع سنوات أنهم سيغيرون التاريخ، وسيصعد منتخبهم الوطني إلى كأس العالم، والنتيجة هي نفس القصة: الفشل.

يحاول المشجعون إقناع أنفسهم كل أربع سنوات أنه هذه المرة مع هذا اللاعب أو ذاك، مع هذا المدرب أو ذاك، وفي هذا المكان أو ذاك سيحدث أخيراً ما ينتظروه، وما يتوقعوه، وسيعوضهم بشكل مستحق عن إيمانهم وأملهم الذين انتظروا من أجله. وما يحدث هو: الفشل. ثم ينسون الماضي، ويلاحقون الفريق مجدداً، ويستثمرون الكثير من الوقت والمال والجهد، ليعودوا في النهاية بخيبة أمل.

يحدث هذا للسبب البسيط الذي ذكرناه آنفاً، لأن أملنا يلغي قيمة تجربتنا. نحن نتشبث بنسيان ما تلقيناه مراراً وتكراراً خلال 28 عاماً، ولم نتعلم الدرس. وعندما يبدو الأمر وكأنه يتغير، فإنه في النهاية يعود إلى نفس الشيء. إنه يعود إلى واقعه، إلى ما لا يستطع تجنبه، إلى قدرته، إلى ذاته الحقيقية. إذن تكمن المفارقة في لماذا نستمر في الاعتقاد بأنه على الرغم من أنه أظهر لنا باستمرار ما يمكن أن يقدمه، إلا أننا نتوقع أن يكون مختلفاً هذه المرة؟

خيبات الأمل

يحدث نفس الشيء مع العلاقات السامة، فعلى الرغم من أن الشخص السام يظهر لنا دائماً أنه مسيء عاطفياً للأشخاص الذين يتواجد معهم، إلا أننا نأمل أن يتوقف عن كونه هكذا، وعلى الرغم من أننا تعرضنا مراراً وتكراراً للمعاناة أو خيبات الأمل أو الفوضى أو العنف، إلا أننا لا نزال نؤمن بتغيرهم.

نواصل اقتناعنا بالفكرة المفعمة بالأمل القائلة بأنه بغض النظر عما يظهره لي كل يوم، ففي هذه الفرصة الجديدة، وفي هذا العالم الجديد سوف يسعدني أخيراً. وهذا ما يجعلنا نبقى معهم لفترة أطول مما هو صحي. تخبرنا العديد من التجارب أن الشخصيات السامة لا تظهر التغيير الذي يتوقعوه الطامحون، وأقصى ما يحصلون عليه هو السيطرة المؤقتة على الضرر الحادث. وتخدم هذه السيطرة الشخصيات السامة في إقناع الآخرين بأن التغيير الحقيقي سوف يحدث أو ربما حدث بالفعل، وهو نوع من العلاج الوهمي العاطفي الذي يسمح لهم بشراء الوقت حتى تستمر العلاقة بموجب القواعد التي تناسب ذلك الشخص.

أما الشكوى الأكثر تكراراً ممن يعانون من خيبات هذا السلوك هي: “لقد تغير بالفعل لفترة من الوقت، لكنه عاد إلى نفس الشيء”. وذلك لأنه – مثل المنتخب المصري – يتكون من نوع معين من البنية، وفي هذه الحالة البنية العاطفية. فلا يمكن لأحد أن يقوم بعمل لا يعرف كيفية القيام به، ولا يوجد شخص قادر على حل شيء يتطلب أدوات محددة لا يملكها. ولكي تحدث عملية إعادة التعلم هذه، يستغرق الأمر وقتاً وانضباطاً وجهداً وتواضعاً وتسامحاً كبيراً مع الإحباط من جانب الشخص السام، وهو أمر لا يرغب الشخص السام في تحمله أبداً.

وهم التغيير الحقيقي

إن الأمل في تغييرهم هو المحرك الذي يعطي قوة دفع للعلاقة غير الصحية. فمن ناحية، يجعلنا نتحمل سلوكيات ومواقف لا يمكن التسامح معها تحت أي ظرف من الظروف في علاقة صحية، ومن ناحية أخرى، فإنه يمنحنا عذراً مثالياً لمواصلة إبقائنا تحت السيطرة. لذا، في المرة القادمة التي تأمل فيها أن “هذه المرة ستكون جيدة”، من الأفضل أن تعيد التفكير فيما إذا كنت ستدع أملك يلغي قيمة تجربتك. إن إحداث التغيير في نفسك بدلاً من توقعه من الآخرين قد يكون بداية جيدة للتخلص من المعاناة وخيبة الأمل. لأنك ربما تعتقد أن “التغيير الحقيقي” يحدث عندما يأخذك لتناول العشاء في مطعم جيد بعد ثلاثة أيام من إذلالك أو إهانتك، وهذا يشبه تأكيدك على أن منتخب مصر سيكون بطل العالم بعد أن هزم منتخب موزمبيق في الجولة الأولى من التصفيات.

مراجع

1.    Author: Adelle Forth, Sage Sezlik, Seung Lee, Mary Ritchie, John Logan, and Holly Ellingwood, (11/01/2022), Toxic Relationships: The Experiences and Effects of Psychopathy in Romantic Relationships, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 04/20/2024.

2.    Author: Adelle Forth, Sage Sezlik, and Holly Ellingwood, (10/06/2021), Toxic Relationships: The Experiences and Effects of Psychopathy in Romantic Relationships, www.journals.sagepub.com, Retrieved: 04/20/2024.

3.    Author: Sherrie Bourg Carter, (08/07/2011), The Hidden Health Hazards of Toxic Relationships, www.psychologytoday.com, Retrieved: 03/18/2024.

4.    Author: Emily Setty and Emma Dobson, (09/02/2023), An Exploration of Healthy and Unhealthy Relationships Experienced by Emerging Adults During the Covid-19 Lockdowns in England, www.journals.sagepub.com, Retrieved: 04/20/2024.

 

اترك تعليقاً